عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
..كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ..
(عبرانيين 5:13)
يتصف الإنسان الطبيعي بعدم الاكتفاء، إذ ينطبق عليه القول:
" الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ."
(جامعة 8:1)
هذه الحقيقة تفسر لنا ما نراه في الكثيرين من التكالب والتشاحن والطمع. فهذا غير قانع بما هو فيه، وذاك غير راضٍ بحالته، والكل يتذمّر. هذا يطلب المزيد من الممتلكات والمال حتى يكوِّن ثروة
طائلة مثل بعض معارفه وأصحابه. وكلما زادت ثروته، زادت محبته للمال، وأحسّ بأنه ما زال فقيرًا. يا لها من حياة شقية تعسة تجعل الإنسان لا يتمتّع بما عنده من الخيرات، ولا يقنع بما عنده من الممتلكات لأنه يطلب المزيد.
•
أما المؤمن الحقيقي الذي انتقل من الموت إلى الحياة بعمل نعمة الرب يسوع المجانية، فشعاره هذا القول:
"..فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ"
(فيلبي 11:4)
هذا هو سر سعادة المؤمن. لكن، هل يستطيع كل مسيحي أن يتغنّى بهذا الشعار؟
وهل حياة الاكتفاء في متناول الجميع؟
إن الرسول بولس يكشف لنا سر حياة الاكتفاء فيقول:
".. قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ.أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي."
(فيلبي 11:4-13)
نعم، هذا هو سرّ حياة الاكتفاء، إنه المسيح الذي يقوّينا، بل المسيح الذي يشبعنا ويروينا. هو المسيح الذي يرافقنا في رحلة الحياة فنشعر بالاكتفاء في كل شيء. فبدون المسيح لن نعرف معنى الاكتفاء. وما لم يملك على حياتنا وقلوبنا بالكامل، لن تكون لنا حياة الاكتفاء.
•
لنتأمل جيدًا في قول الكتاب:
"لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:
«لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»"
(عبرانيين 5:13)
أليس من الأفضل جدًا أن يكون الرب هو متكلنا ومعبودنا؟
هل نريد أن نجمع المال لكي نتكل عليه في زمن الشيخوخة ونفتخر به في زمن الضيق؟
إن المال لا يدوم. وهو يعجز في أمور كثيرة عن تحقيق مطالبنا. فالمال لا يستطيع أن يهبنا الصحة. أو أن ينجينا من الموت. لكن الرب يقدر على كل شيء.
ولماذا نفني زهرة شبابنا ونضحي بالمبادئ والقيم السامية في سبيل جمع الثروة والممتلكات؟
هل سنخلد في هذه الأرض؟
أم هل الثروة تنتقل معنا إلى العالم الآخر؟
يا للعجب!
إن الثروة الطائلة التي يجمعها الناس تكون سببًا في زيادة آلامهم في ساعة الموت. فالإنسان على فراش الموت لا يريد أن يترك هذه الثروة العزيزة على قلبه، وفي نفس الوقت يشعر بوخزات الضمير لأنه جمع هذا المال بطرق لا ترضي الرب :
" وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ...وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ."
(1تيموثاوس 6:6-10)
ليت الرب يعلمنا كيف نكتفي بما نحن فيه. وليتنا نختار الرب نصيبًا صالحًا لنا فنمسك به، ونتكل عليه، ونسير معه وهو يسير معنا مباركًا ومشجعًا، وهاديًا ومعلّمًا، فاديًا ومخلّصًا، إلى أن نصل إلى الموطن السماوي.آمين .
* * *
(عبرانيين 5:13)
يتصف الإنسان الطبيعي بعدم الاكتفاء، إذ ينطبق عليه القول:
" الْعَيْنُ لاَ تَشْبَعُ مِنَ النَّظَرِ، وَالأُذُنُ لاَ تَمْتَلِئُ مِنَ السَّمْعِ."
(جامعة 8:1)
هذه الحقيقة تفسر لنا ما نراه في الكثيرين من التكالب والتشاحن والطمع. فهذا غير قانع بما هو فيه، وذاك غير راضٍ بحالته، والكل يتذمّر. هذا يطلب المزيد من الممتلكات والمال حتى يكوِّن ثروة
طائلة مثل بعض معارفه وأصحابه. وكلما زادت ثروته، زادت محبته للمال، وأحسّ بأنه ما زال فقيرًا. يا لها من حياة شقية تعسة تجعل الإنسان لا يتمتّع بما عنده من الخيرات، ولا يقنع بما عنده من الممتلكات لأنه يطلب المزيد.
•
أما المؤمن الحقيقي الذي انتقل من الموت إلى الحياة بعمل نعمة الرب يسوع المجانية، فشعاره هذا القول:
"..فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ"
(فيلبي 11:4)
هذا هو سر سعادة المؤمن. لكن، هل يستطيع كل مسيحي أن يتغنّى بهذا الشعار؟
وهل حياة الاكتفاء في متناول الجميع؟
إن الرسول بولس يكشف لنا سر حياة الاكتفاء فيقول:
".. قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ.أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي."
(فيلبي 11:4-13)
نعم، هذا هو سرّ حياة الاكتفاء، إنه المسيح الذي يقوّينا، بل المسيح الذي يشبعنا ويروينا. هو المسيح الذي يرافقنا في رحلة الحياة فنشعر بالاكتفاء في كل شيء. فبدون المسيح لن نعرف معنى الاكتفاء. وما لم يملك على حياتنا وقلوبنا بالكامل، لن تكون لنا حياة الاكتفاء.
•
لنتأمل جيدًا في قول الكتاب:
"لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:
«لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ»"
(عبرانيين 5:13)
أليس من الأفضل جدًا أن يكون الرب هو متكلنا ومعبودنا؟
هل نريد أن نجمع المال لكي نتكل عليه في زمن الشيخوخة ونفتخر به في زمن الضيق؟
إن المال لا يدوم. وهو يعجز في أمور كثيرة عن تحقيق مطالبنا. فالمال لا يستطيع أن يهبنا الصحة. أو أن ينجينا من الموت. لكن الرب يقدر على كل شيء.
ولماذا نفني زهرة شبابنا ونضحي بالمبادئ والقيم السامية في سبيل جمع الثروة والممتلكات؟
هل سنخلد في هذه الأرض؟
أم هل الثروة تنتقل معنا إلى العالم الآخر؟
يا للعجب!
إن الثروة الطائلة التي يجمعها الناس تكون سببًا في زيادة آلامهم في ساعة الموت. فالإنسان على فراش الموت لا يريد أن يترك هذه الثروة العزيزة على قلبه، وفي نفس الوقت يشعر بوخزات الضمير لأنه جمع هذا المال بطرق لا ترضي الرب :
" وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ. لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ...وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ، فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ، تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ. لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ."
(1تيموثاوس 6:6-10)
ليت الرب يعلمنا كيف نكتفي بما نحن فيه. وليتنا نختار الرب نصيبًا صالحًا لنا فنمسك به، ونتكل عليه، ونسير معه وهو يسير معنا مباركًا ومشجعًا، وهاديًا ومعلّمًا، فاديًا ومخلّصًا، إلى أن نصل إلى الموطن السماوي.آمين .
* * *