وارفة الظلال
Well-Known Member
[font="]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذ قصة وقعت احداثها في إحدى قرى (سُديْر) بنجد
منذ حوالي ثمانين عاما ً..
يقول الراوي الأستاذ حمد السنيد:
كانت القرية صغيرة وليس بها سوى مسجد واحد
وبالقرب من المسجد مزرعة فيها شاب طائش منحه الله صوتاً عذباً
لكنه أشغل المصلين وأهل القرية بغنائه الذي لاينقطع ليلاً أو نهاراً
والمشكلة أنه لايحلو له الغناء إلا إذا صعد المؤذن سطحَ المسجد ليؤذن أو إذا شرع الإمام يقرأ ..
استدعوه وجهاء القرية ووبخوه ونهروه فلم يرتدع
فرفعوا أمره لكبير القرية أو أميرها كما كان يُسمى آنذاك فأحضره وجلده وأخذ عليه تعهداً فلم يزده ذلك الا عتواً وعناداً
لم يكن أمام وجهاء القرية إلا أن يرفعوا أمره لقاضي سدير
الشيخ (العنقري)
ومقره مدينة المجمعة فكتبوا خطاباً للشيخ ذكروا فيه :
حاملُ خطابنا اليكم هو ( وذكروا اسمه كاملاً )
وهو شاب طائش أشغلنا بكثرة غنائة الذي لايحلو له إلاَّ وقت الأذان وإقامة الصلاة ..
وقد حاولنا معه أن يرتدع بشتى الوسائل فلم يرتدع ونرجو منكم أن تتخذوا معه ماترون
وقرروا أن يقوم هو بإيصال الخطاب
استدعوا الشاب وطلبوا منه أن يسافر إلى المجمعة
ويسلم الشيخ العنقري الخطاب ويعرفه بنفسه وينتظر منه الجواب ..
فرح الشاب بهذه المهمة لأنه سيقابل الشيخ
ولأنهم وعدوه بأجرٍ مجزٍ فقد يكون ريالاً أو نصف ريال ..
وانطلق من ساعته حتى وصل الى المجمعة وسأل عن بيت الشيخ فدلوه عليه بسهولة..
دخل على الشيخ بعد صلاة العشاء وسلم عليه ثم سلمه الخطاب
وعرفه بنفسه وقال له :
أبيك تعطيني الرد لأن جماعتي ينتظرونه ...
فرد عليه الشيخ العنقري قائلاً :
أنت جاين من مكان بعيد وأكيد إنك جايع ....
تعش وعين خير ياولدي وأحضر له ماتيسر من الطعام..
فتح الشيخ الخطاب وقرأه أكثر من مرة
ثم التفت الى الشاب وقال له :
تدري وش مكتوب بالخطاب ياولدي
فأجابه الشاب : لا والله ياشيخ ..انا ما اعرف أقرا ولا أكتب ..‼
فقال الشيخ : لكنك اتعرف اتأذِّن
فرد الشاب : نعم أعرف ولله الحمد..
فقال الشيخ : سمعني على شان أتأكد
أسرع الشاب ورفع الأذان بصوت عذب ارتاح له الشيخ كثيراً...
ثم قال له : إسمع ياولدي جماعتك مرسلين لي يبوني أوافق على تعيينك مؤذِّناً لمسجدهم
فهل توافق أنت ⁉
رد الشاب بسرعة :
نعم ياشيخ موافق من هالحين ..
أصدر الشيخ العنقري قراره بتعيين الشاب مؤذناً لمسجدهم بخطاب
وطلب منهم أن يتابعوه ويرفعوا عنه إذا ما أخلَّ أوقصَّر بتنفيذ ما أوكل إليه
وسلم الخطاب للشاب ..
فوجئ أهل القرية بقرار الشيخ لكنهم لم يجدوا بداً من تنفيذ ما أمر به
ومن حسنِ حظ الشاب أن المؤذن عندهم شيخٌ كبير في السن ،
ويصعب عليه الصعود إلى أعلى المنارة ذات الدرجات الطويلة والملتوية ليرفع الأذان
ويكتفي بالأذان فوق السطح وهذا لايوصل الأذان بعيداً، والشاب يستطيع ذلك ..
باشر الشاب عملة مؤذنا واستمر في هذه المهنة الشريفة حتى توفاه الله بعد خمسين عاماً
( رحمه الله واسكنه فسيح جناته )..
وجزى الله الشيخ العنقري خير الجزاء وجعل مأواه الجنة
وكثر من أمثاله ممن آتاهم الله الحكمة والموعظة الحسنة والرأي السديد والفكر الرشيد.
( لاتفكر بالعقاب الرادع
فكر بحل المشكلة )
ما أحوجنا كآباء وكأمهات ومعلمون ومعلمات ومربون ومربيات للتعامل بمثل
هذا الأسلوب مع أبنائنا وطلابنا وطالباتنا.
دمتم بود [/font]
هذ قصة وقعت احداثها في إحدى قرى (سُديْر) بنجد
منذ حوالي ثمانين عاما ً..
يقول الراوي الأستاذ حمد السنيد:
كانت القرية صغيرة وليس بها سوى مسجد واحد
وبالقرب من المسجد مزرعة فيها شاب طائش منحه الله صوتاً عذباً
لكنه أشغل المصلين وأهل القرية بغنائه الذي لاينقطع ليلاً أو نهاراً
والمشكلة أنه لايحلو له الغناء إلا إذا صعد المؤذن سطحَ المسجد ليؤذن أو إذا شرع الإمام يقرأ ..
استدعوه وجهاء القرية ووبخوه ونهروه فلم يرتدع
فرفعوا أمره لكبير القرية أو أميرها كما كان يُسمى آنذاك فأحضره وجلده وأخذ عليه تعهداً فلم يزده ذلك الا عتواً وعناداً
لم يكن أمام وجهاء القرية إلا أن يرفعوا أمره لقاضي سدير
الشيخ (العنقري)
ومقره مدينة المجمعة فكتبوا خطاباً للشيخ ذكروا فيه :
حاملُ خطابنا اليكم هو ( وذكروا اسمه كاملاً )
وهو شاب طائش أشغلنا بكثرة غنائة الذي لايحلو له إلاَّ وقت الأذان وإقامة الصلاة ..
وقد حاولنا معه أن يرتدع بشتى الوسائل فلم يرتدع ونرجو منكم أن تتخذوا معه ماترون
وقرروا أن يقوم هو بإيصال الخطاب
استدعوا الشاب وطلبوا منه أن يسافر إلى المجمعة
ويسلم الشيخ العنقري الخطاب ويعرفه بنفسه وينتظر منه الجواب ..
فرح الشاب بهذه المهمة لأنه سيقابل الشيخ
ولأنهم وعدوه بأجرٍ مجزٍ فقد يكون ريالاً أو نصف ريال ..
وانطلق من ساعته حتى وصل الى المجمعة وسأل عن بيت الشيخ فدلوه عليه بسهولة..
دخل على الشيخ بعد صلاة العشاء وسلم عليه ثم سلمه الخطاب
وعرفه بنفسه وقال له :
أبيك تعطيني الرد لأن جماعتي ينتظرونه ...
فرد عليه الشيخ العنقري قائلاً :
أنت جاين من مكان بعيد وأكيد إنك جايع ....
تعش وعين خير ياولدي وأحضر له ماتيسر من الطعام..
فتح الشيخ الخطاب وقرأه أكثر من مرة
ثم التفت الى الشاب وقال له :
تدري وش مكتوب بالخطاب ياولدي
فأجابه الشاب : لا والله ياشيخ ..انا ما اعرف أقرا ولا أكتب ..‼
فقال الشيخ : لكنك اتعرف اتأذِّن
فرد الشاب : نعم أعرف ولله الحمد..
فقال الشيخ : سمعني على شان أتأكد
أسرع الشاب ورفع الأذان بصوت عذب ارتاح له الشيخ كثيراً...
ثم قال له : إسمع ياولدي جماعتك مرسلين لي يبوني أوافق على تعيينك مؤذِّناً لمسجدهم
فهل توافق أنت ⁉
رد الشاب بسرعة :
نعم ياشيخ موافق من هالحين ..
أصدر الشيخ العنقري قراره بتعيين الشاب مؤذناً لمسجدهم بخطاب
وطلب منهم أن يتابعوه ويرفعوا عنه إذا ما أخلَّ أوقصَّر بتنفيذ ما أوكل إليه
وسلم الخطاب للشاب ..
فوجئ أهل القرية بقرار الشيخ لكنهم لم يجدوا بداً من تنفيذ ما أمر به
ومن حسنِ حظ الشاب أن المؤذن عندهم شيخٌ كبير في السن ،
ويصعب عليه الصعود إلى أعلى المنارة ذات الدرجات الطويلة والملتوية ليرفع الأذان
ويكتفي بالأذان فوق السطح وهذا لايوصل الأذان بعيداً، والشاب يستطيع ذلك ..
باشر الشاب عملة مؤذنا واستمر في هذه المهنة الشريفة حتى توفاه الله بعد خمسين عاماً
( رحمه الله واسكنه فسيح جناته )..
وجزى الله الشيخ العنقري خير الجزاء وجعل مأواه الجنة
وكثر من أمثاله ممن آتاهم الله الحكمة والموعظة الحسنة والرأي السديد والفكر الرشيد.
( لاتفكر بالعقاب الرادع
فكر بحل المشكلة )
ما أحوجنا كآباء وكأمهات ومعلمون ومعلمات ومربون ومربيات للتعامل بمثل
هذا الأسلوب مع أبنائنا وطلابنا وطالباتنا.
دمتم بود [/font]