لا تلعب دور الضحية
الأمر واضح للعيان كما ينبغي ثمة قوى أعلى تحكم العمل
أود منك أن تحاول تذكر ما مضى من حياتك، وأن تطرح جانبًا تلك النبرة، فلن تلعب دور الضحية بعد الآن (لقد قمنا بذلك لمدة طويلة بما يكفى) وفكر في الأحداث الكبرى في حياتك. وإن كان هذا في غاية الصعوبة، حاول تذكر آخر خمس سنوات، ودون كل الأحداث المهمة، الطيب منها والسيئ، من الأقدم إلى الأحدث. كن حريصًا على وجه الخصوص على التركيز على نقاط التحول في حياتك مثل وظيفة جديدة أو بداية الدراسة الجامعية أو بداية علاقات إنسانية مهمة أو نهايتها وهكذا.الأمر واضح للعيان كما ينبغي ثمة قوى أعلى تحكم العمل
والآن انظر إلى النموذج: حاول أن تتذكر، ربما لم تفكر في ذلك من قبل، ولكن الآن يمكنك أن تدرك كيف أن أحداثًا متفرقة من حياتك حتى اليوم أتت بك إلى هذه النقطة. فإن لم تستطيع إدراك ذلك الآن، فعلى الأقل اقبل بأن أيًّا كان ما حدث في الماضي، فهو ما أتى بك إلى حيث وقعت يداك على هذا المقال!
وهناك أمر آخر قد يظهر ألا وهو أنك لم تكن تمسك بزمام الأمور كليةً خلال كل تلك الأحداث في الحياة، حيث وقعت بعض الأشياء بسبب أحداث لم يكن لك السيطرة عليها تمامًا (لقد مررنا جميعًا بلحظات في حياتنا فقدنا فيها زمام الأمور).
ربما يظن الكثير ممن يقرءون ذلك ويستكملون التمرين أنهم ليسوا سعداء أو يشعرون بالإشباع والرضا، ولكن الحقيقة الواقعية هي أنك لا تعرف ما سيجعلك تشعر بالإشباع والرضا، ولكن الحقيقة الواقعية هي أنك لا تعرف ما سيجعلك تشعر بالإشباع، أنت تظن فقط أنك تعرف. يمكنك أن تحلم بسيارة جديدة أو وظيفة جديدة أو علاقة إنسانية جديدة، لكنك لن تكون بالضرورة سعيدًا بذلك. فإن كنت تريد أن تحقق الإشباع على المستوى الشخصي، إذن أنت في حاجة إلى "التخلي" عن فكرة أنك تعرف كيف يبدو الأمر، فمن المستحيل أن تعرف ماذا سيحدث غدًا أو في الأسبوع التالي أو في السنة التالية. وإن حصلت على ما تريد في الوقت الحالي، فربما تندم عليه مع مرور الزمن.
وهذا صحيح بالنسبة لتحديد الهداف، الأمر الذي أصبح رائجًا بصورة هائلة في السنوات الأخيرة. في الوقت الحالي، أنا موافقة تمامًا على تحديد الأهداف لأنها تجعلني أركز على ما أظن أنني أريد تحقيقه، ولكنني أقول ذلك مع التحذير. إن تحديد الأهداف أمر حسن طالما يمكنك التعامل مع كل احتمالات الموضوع. وهكذا، قد يكون هدفك الحصول على زيادة كبيرة في الراتب بحلول نهاية العالم، وإن حصلا على الزيادة ستكون سعيدًا. لكن ماذا إن لم تحظ بها؟ لذا، ربما من الأفضل أن تحدد لنفسك هدفًا أساسيًّا يتمثل في القبول: القبول بالنتائج سواء أكانت ناجحة أم لا. وكما تقول الحكمة القديمة:
امنحني السكينة لقبول الأشياء التي لا أستطيع تغييرها وامنحني الحكمة لأعرف الفرق بينهما.
حسنًا، إنني أمسك بمفاتيح الاستعداد، إذن ماذا أفعل بالانا الخاصة بي؟
سؤال جيد. أولاً، تعلم أن تحب ذلك الشخص البائس الذي أنت عليه تقبل أنه بداخلك.امنحني السكينة لقبول الأشياء التي لا أستطيع تغييرها وامنحني الحكمة لأعرف الفرق بينهما.
حسنًا، إنني أمسك بمفاتيح الاستعداد، إذن ماذا أفعل بالانا الخاصة بي؟
بالإضافة إلى ذلك، حاول أن تتخلي عن أية فكرة بشأن انتزاع الأنا؛ لأنها لا تزال مستمرة في التحكم فيك منذ ولادتك. ولا يمكنك أن تمارس القوة عليها، بل ستحتاج إلى قوة أعظم من نفسك لتتحرر من سيطرتها.
منقول