عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,758
- النقاط
- 113
لأن الأكشن والخيال والإثارة أصبحت خلطة وتوابل أساسية لجمهور السينما والتي لابد وأن تكون مغلفة ببعض الإفيهات الكوميدية من أجل جذب فئات أكثر من الجمهور ولضمان نجاح العمل، حتى إن لم تكن مطلوبة ولكن هل زيادة جرعة الكوميديا تخدم العمل، أم أحيانًا تكون ضده؟ فبالنسبة لفيلم لص بغداد والذي يمتلك جميع عناصر الجذب، خاصة أن محمد إمام ينفرد بالساحة في موسم إجازة نصف العام بعد غياب معظم نجوم الصف الأول وإرجاء طرح أفلامهم إلى موسم العيد، فالكوميديا في الفيلم جاءت مبالغ فيها، حيث أضرت بالعمل وسيطرت على جميع تفاصيله حتى في المشاهد الهامة، خاصة في النصف الأول من الفيلم لأن العمل من الأساس ينتمي إلى أعمال الخيال والفانتازيا، وهذا يحتاج أن يصل بالجمهور إلى مشاعر أو مزاج معين، وعلى الجانب الأخر، الكوميديا تحتاج إلى حالة مزاجية أخرى، ومن ثم لابد ألا يتعارضوا مع بعض وأن تكون الايفيهات الكوميدية محسوبة وتوضع في مكانها. فيلم لص بغداد المفترض أن قصته مستوحاة من (لص بغداد) والذي تم انتاجه عام 1940 ولعب بطولته كونراد فايت وكان من روائع الأساطير في وقتها، وحصلت على عدة جوائز أوسكار في هذا العام، والتي يبدو أن صناع العمل في الفيلم المصري استثمروا اسم الرواية فقط لأن قصة لص بغداد كانت تدور حول أمير بغداد الذي يدعي أحمد، ومستشاره جعفر والذي يستولي على عرشه بعد إيداعه السجن، وهناك يتعرف على لص ويتمكنان من الهرب سويًا إلى البصرة حيث تنشأ علاقة عاطفية بين أحمد وبين أميرة بغداد، ويحاول الأمير استرجاع عرشه مرة أخرى لكن في الفيلم المصري، العراق لم تكن أكثر من محطة يذهب إليها أبطال العمل من أجل الحصول على إحدى مفاتيح الكنز الذي يسعون للحصول عليه من ضمن 3 مفاتيح أخرى للوصول إلى مقبرة الإسكندر الأكبر والاستيلاء عليها بالإضافة إلى أن محمد إمام لم يتم بناء شخصيته وإعطاؤه للقب لص بغداد بشكل جيد فضلًا عن أن إيقاع الفيلم الذي كان يخفق أحيانًا مع سخونة الأحداث. ومع متابعة النصف الثاني من الفيلم، يتغير انطباعك السلبي بعد مرور النصف الأول والذي عاني من الكثير من لعبة القط والفأر بما في ذلك من مشاهد مطاردات غير مبررة لا تعرف من أين تأتي ومن يتتبع من وظهور شخصيات وعصابات تظهر وتختفي فجأة بل تبدأ الأحداث في تصاعد كبير حيث يتغلب عليه الطابع الهوليوودي، وتبدأ عناصر المغامرة الحقيقية ومشاهد الأكشن والمطاردات التي تم تنفيذها بأحدث وأعلى التقنيات والتي تحسب لمنفذها عمرو ماكجيفر، خاصة في مشهد البحر وغرق ياسمين رئيس ومحاولة محمد إمام إنقاذها والذي استمر لمدة 10 دقائق تحت الماء تم تصويره على أعلى مستوى بل أفضل من أفلام كثيرة تم تصويرها تحت الماء، أو في مشاهد الجرافيك والتي تم تنفيذها بحرفية شديدة وتحديدًا في مشهد النهاية بالإضافة إلى الإبهار والمتعة البصرية والذي كان أفضل ما في العمل. وبالنسبة لأداء النجوم فمحمد إمام أدى مشاهد الأكشن بإتقان على الرغم من أنه ليس نجم أكشن، بل كان أداؤه على وتيرة واحدة وبنفس طريقة التعبير والكلام المعتادة في أفلامه السابقة، وبالنسبة لأمينة خليل فيحسب لها التحدي ورغبتها في التنوع وتقديم كل الأدوار ولكن امكانياتها أكبر من تقديم دور هكذا، فجاءت شخصيتها مثل شخصيات كثيرة تحمل الطابع الأجنبي مثل ارتداء الباروكة الشقراء وملابس الجلد السوداء وحمل المسدس، فمن الممكن أن تقوم بها أي فنانة ونفس الشيء بالنسبة لياسمين رئيس فهى تمتلك مقومات أكبر من هذا الدور فهى أجادت بعض المشاهد بينما جاء أداءها مبالغ فيه في مشاهد أخرى.