دهـ يدهـ ش
Banned
من اشهر التقاليد الرمضانية التي دأب العراقيون على ممارستها في ليالي شهر رمضان المبارك، لعبة المحيبس (الخاتم) التي تجرى بين فريقين من مناطق مختلفة او احياء متجاورة، وتطورت اللعبة في العراق لتكون على شكل بطولات اشبه بلعبة كرة القدم، فيها الفرق القوية والضعيفة والمتوسطة.
وتجرى مباريات البطولة عادة بعد الفطور وتستمر حتى وقت السحور، وليس هناك عدد ثابت او محدد لعدد اعضاء الفريق قد يكون (12) لاعبا ويصل إلى اكثر بكثير وحسب المباراة واهميتها، وقد يتفق الفريقان على العدد مسبقاً.
ولعبة المحيبس (الخاتم) تعتمد على الفراسة وقوة الحدس لدى لكل رئيس فريق, والحدس والفراسة لدى اللاعبين وقدرتهم في اكتشاف حامل المحبس( الخاتم)بل ان البعض من اللاعبين يمتلك الفراسة في اكتشاف اليد التي تحمل الخاتم من خلال نظرة واحدة في وجه وعيني الشخص وفرزه من بين العدد الكبير من زملائه".
وتتلخص ان يقوم رئيس احد الفريقين باخفاء المحيبس (الخاتم) في ايدي فريقه بعد اسدال ستار من القماش حتى لا يتمكن الفريق المنافس من رؤيته، وبعد ان يتم وضع المحيبس في يد احد اعضاء الفريق يقوم رئيس الفريق المقابل بالبحث عنه في الايادي المغلقة، وفي حالة العثور على المحيبس يحتسب للفريق المنافس نقطة ويأخذ المحيبس له ليقوم بنفس العملية، اما اذا لم يتم العثور عليه فإن الفريق صاحب المحبيس يحتفظ به وتحتسب له نقطة ويكرر نفس الفريق العملية إلى ان يجده الفريق المنافس وينتزعه منه.
كما تتخلل هذه اللعبة اغاني (الجالغي البغدادي) او المربعات وهي مستمدة من المقام العراقي، وتشيد عادة هذه الاغاني بأحد الفريقين او تتغزل بفتاة او حبيبة لاضفاء طابع جمالي على اللعبة، وترافق اللعبة، ايضا (صينية الزلابية والبقلاوة) وهي حلويات توزع على المشاركين والجمهور الذي يحضر وقد تكون هناك اكثر من (صينية) يدفع ثمنها الفريق الخاسر
"لعبة المحيبس من التقاليد التي يشتهر بها شهر رمضان عن بقية الشهور لما تهدف إليه هذه اللعبة من إضفاء روح المرح والتآلف والوحدة والانسجام ومد جسور المحبة وتقوية أواصر العلاقات الإنسانية ولعل العراق هو الوحيد الذي يتميز عن غيره في ممارسة هذا الطقس الرمضاني عن سواه من البلدان العربية الأخرى".