حيث توجد روايات وأحاديث كثيرة تبين المواصفات المطلوبة في الشيعي الحقيقي ، وسننقل بعض هذه النصوص عن كتاب (الشيعة في أحاديث الفريقين)..
١- عن الإمام علي (ع) : شيعتي الذبل الشفاه ، الخمص البطون ، الذين تعرف الرهبانية والربانية في وجوههم ..
رهبان بالليل ، أسد بالنهار ..
الذين إذا جنّهم الليل إتزروا على اوساطهم ، وارتدوا على اطرافهم ، وصفوا اقدامهم وافترشوا جباههم ..
تجري دموعهم على خدودهم ، يجأرون الى الله في فكاك رقابهم ..
وأما النهار فحلماء علماء كرام نجباء ابرار اتقياء ).
ثم قال(ع) : ( شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطاً والماء طيباً والقرآن شعاراً ..
ان شهدوا لم يُعرفوا ، وان غابوا لم يُفتقدوا .. شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون ، وفي أموالهم يتواسون ، وفي الله يتباذلون ) .
ثم قال(ع) : ( شيعتي شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة ، وحوائجهم خفيفة ، وانفسهم عفيفة ، اختلفت بهم الأبدان ، ولم تختلف قلوبهم ) .
٢- وعن الامام علي (ع) : شيعتنا المتباذلون في ولايتـنـا ، المتحابون في مودتنا ، المتزاورون في إحياء أمرنا ، الذين إن غضبوا لم يظلموا ، وان رضوا لم يسرفوا ..
بركة على من جاوروا ، وسلم لمن خالطوا ).
٣- وعن الإمام علي (ع) : ( شيعتنا هم العارفــون بالله ، العاملون بأمر الله ، أهل الفضائل ، الناطقون بالصواب ..
مأكولهم القوت ، وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع ..
بـخعوا لله تعالى بطاعته ، وخضعوا له بعبادته ، فمضوا غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم ، رامقين أسماعهم على العلم بربهم ..
نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت منهم في الرخاء ، رضوا عن الله تعالى بالقضاء ، فلولا الآجال التي كتب الله تعالى لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين ، شوقا إلى لقاء الله والثواب ، وخوفا من أليم العقاب ..
عظم الخالق في أنفسهم , وصغر ما دونه في أعينهم ، فهم والجنة كمن رآها فهم على أرائكها متكئون ، وهم والنار كمن رآها فهم فيها معذبون ..
صبروا أياماً قليلة ، فأعقبهم راحة طويلة ، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها ، وطلبتهم فأعجزوها .
أما الليل فصافون أقدامهم ، تالون لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا ، يعظون أنفسهم بأمثاله ، ويستشفون لدائهم بدوائه تارة ، وتارة يفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم ، تجري دموعهم على خدودهم ، يمجدون جبارا عظيما ، ويجأرون إليه في فكاك رقابهم .. هذا ليلهم ..
وأما نهارهم فحكماء بررة علماء أتقياء ، برأهم خوف باريهم ، فهم كالقداح تحسبهم مرضى أو قد خولطوا ، وما هم بذلك ، بل خامرهم من عظمة ربهم ، وشدة سلطانه ما طاشت له قلوبهم ، وذهلت منه عقولهم ..
فإذا اشفقوا من ذلك بادروا إلى الله تعالى بالاعمال الزاكية ، لا يرضون له بالقليل ، ولا يستكثرون له الجزيل ، فهم لانفسهم متهمون ، ومن أعمالهم مشفقون ..
ترى لأحدهم قوة في دين ، وحزماً في لين ، وإيماناً في يقين ، وحرصا على علم ، وفهماً في فقه ، وعلما في حلم ، وكَيساً في قصد ، وقصدا في غنى ، وتجملا في فاقة ، وصبرا في شفقة ، وخشوعا في عبادة ، ورحمة في مجهود ، وإعطاء في حق , ورفقا في كسب ، وطلبا في حلال ، ونشاطا في هدى ، واعتصاما في شهوة ، وبرا في استقامة ..
لا يغره ما جهله ، ولا يدع إحصاء ما عمله ، يستبطئ نفسه في العمل ، وهو من صالح عمله على وجل ، يصبح وشغله الذكر ، ويمسي وهمه الشكر ، يبيت حذرا من سنة الغفلة ، ويصبح فرحا بما أصاب من الفضل والرحمة .
وإن استصعب عليه نفسه فيما تكره لم يطعها سؤلها مما إليه تسره ، رغبته فيما يبقى ، وزهادته فيما يفنى ، قد قرن العلم بالعمل والعمل بالحلم ..
دائما نشاطه ، بعيدا كسله ، قريبا أمله ، قليلا زللــه ، متوقعا أجله ، عاشقا قلبه ، شاكرا ربه ، قانعة نفسه ، عازبا جهله ، محرزا دينه ، كاظما غيظه ، صافيا خلقه ، آمنا منه جاره ، سهلا أمره ، معدوما كبره ، متينا صبـره ، كثيرا ذكره .
لا يعمل شيئا من الخير رياء ، ولا يتركه حياء .
اولئك شيعتنا وأحبتنا ومنا ومعنا ، آها وشوقا إليهم ).
٤ - وورد أنه قال رجل للإمام الحسن بن علي (ع) : إني من شيعتكم ، فقال الحسن بن علي عليه السلام : يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً ، فقد صدقت ، وإن كنت بخلاف ذلك ، فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها ، لا تقل لنا : أنا من شيعتكم ، ولكن قل : أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم ، وأنت في خير وإلى خير .
٥ – وورد أنه قال رجل للإمام الحسين بن علي عليهما السلام : يا ابن رسول الله أنا من شيعتكم ، قال : اتق الله ، ولا تدعين شيئا يقول الله لك كذبت وفجرت في دعواك ، إن شيعتنا من سلمت قلوبهم من كل غش وغل ودغل ، ولكن قل أنا من مواليكم ومحبيكم .
٦ - وعن الإمام جعفر الصادق(ع) قال : حدثنا أبي قال : إنه كان يكون الرجل من شيعة علي عليه السلام في القبيلة ، فيكون إليه ودائعهم ووصايتهم وأمانتهم ، كان يُسأل عنه فيقال : فلان هو والله أصدقنا في الحديث ، وأدانا للامانة فمن مثله ؟ ! ! ! ..
فكونوا لنا زيناً ، ولا تكونوا علينا شيناً .
٧- وقال أحدهم للإمام الباقر عليه السلام جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير ، فقال (ع) : فهل يعطف الغني على الفقير ، وهل يتجاوز المحسن على المسيء ويتواسون ؟ فقال الرجل: لا ..
فقال : ليس هؤلاء شيعة ، إنما الشيعة من يفعل هذا .
٨ - وعن جابر الأنصاري قال : دخلت على أبي جعفر الباقر ( ع ) ، فقال لي : يا جابر ، أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت !
فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه ، وما كانوا يعرفون - يا جابر - إلا بالتواضع والتخشع والامانة وكثرة ذكر الله والصلاة والصوم ، والبر بالوالدين ، والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والايتــام ، وصدق الحديث ، وتلاوة القـــرآن ، وكف الالسن عن الناس إلا من خير ، وكانوا أمناء عشائرهم في الاشياء .
ثم قال (ع) : يا جابر ، لا تذهبن بك المذاهب ، حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ، ثم لا يكون مع ذلك فعالا ، فلو قال : إني أحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فرسول الله خير من علي ، ثم لا يتبع سيرته ، ولا يعمل بسنته ، ما نفعه حبه إياه شيئا ، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله .. ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحب العباد إلى الله عزوجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته ..
ياجابر والله ما يتقرب إلى الله إلا بالطاعة ، وما معنا براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجة ..
من كان ( لله ) مطيعا فهو لنا ولي ، ومن كان ( لله ) عاصيا فهو لنا عدو ، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع.
٩ - وعن الباقر (ع) أنه قال : لا تنال ولايتنا إلا بالـورع ، وليس من شيعتنا من ظلم الناس .
١٠ - وعن الباقر (ع) أنه قال : والله ما معنا من الله براءة ، ولا بيننا وبين الله قرابة ، ولا لنا على الله حجة ، ولا يُتقرب إلى الله إلا بالطاعة ..
فمن كان منكم مطيعاً لله تنفعه ولايتنا ، ومن كان منكم عاصيا لله فلم تنفعه ولايتنا .
١١ - وعن الباقر (ع) أنه قال : أبلغ شيعتنا أنه لا ينال ما عند الله إلا بالعــمل ..
وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ، ثم يخالفه إلى غيــره .
١٢ - وعن الباقـر (ع) أنه قال : لا تذهب بكم المذاهـب ، فو الله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عزوجل.
١٣ - وورد في الحديث عن أبي أسامة زيد الشحام ، قال : قال لي أبو عبد الله (الصادق عليه السلام ) : اقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام ، و أوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله ، وصدق الحديث وأداء الامانة وطول السجود وحسن الجوار ..
فبهذا جاء محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، أدوا الامانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا ، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله ) كان يأمر بأداء الخيط والمخيط .. صِلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الامانة وحسن خلقه مع الناس قيل : هذا جعفري ، فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور ، وقيل : هذا أدب جعفر ..
وإذا كان على غير ذلك دخــل علي بلاؤه وعاره , وقيل : هذا أدب جعفـــر ..
فوالله لحدثني أبي ( عليه السلام ) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي ( ع ) فيكون زينها ، أداهم للامانة ، وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، تسأل العشيرة عنه ، فتقول : من مثل فلان ، انه لأدانا للامانة ، وأصدقنا للحديث .
١٤ - وعن أبي عبد الله الصادق (ع) : (شيعتنا الرحماء بينهم ، الذين إذا خلوا ذكروا الله ، إنّ ذكرنا من ذكر الله ، إنا إذا ذُكرنا ذُكـــر الله ، وإذا ذُكر عدونا ذكر الشيطان ).
١٥ - وورد في الكافي عن محمد بن عجلان قال : كنت عند أبي عبد الله (الصادق عليه السلام ) فدخل رجل فسلم فسأله كيف من خلفت من إخوانك ؟ قال : فأحسن الثناء وزكى وأطرى ، فقال (ع) : كيف عيادة أغنيائهم لفقرائهم ؟ قال : قليلة ، ( قال : وكيف مشاهــدة أغنيائهم لفقرائهم ؟ قال : قليلة , قال : فكيف مواصلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم ؟ فقال الرجل : إنك لتذكر أخلاقــاً قل ماهي فيمن عندنا ، فقال (ع) : كيف يزعم هؤلاء إنهم لنا شيعة .
١٦- وقال الصادق ( عليه السلام ) : إنما شيعة علي من عف بطنه وفرجــه ، واشتد جهاده ، وعمل لخالقــه ، ورجا ثوابه ، وخاف عقابه ، فإذا رأيت اولئك فاولئك شيعة جعفر .
١٧ - وعن الإمام الرضا (ع) في الرد على جماعة تدعي أنها من شيعة الإمام علي (ع) : ويحكم إنما شيعته الحسن والحسين وأبو ذر وسلمان والمقداد وعمار و محمد بن أبي بكر ، الذين لم يخالفوا شيئا من أوامره ، ولم يركبوا شيئا من فنون زواجره ..
فأما أنتم إذا قلتم إنكم شيعته ، وأنتم في أكثر أعمالكم له مخالفون ، مقصرون في كثير من الفرائض ، ومتهاونون بعظيم حقـــوق إخوانـكم في الله ) .
ثم قال (ع) : ( فلو قلتم إنكم موالوه ومحبوه ، والموالون لأوليائه ، والمعادون لأعدائه ، لم أُنكره من قولكم ، ولكن هذه مرتبة شريفة ادعيتموها ، إن لم تصدقوا قولكم بفعلكم هلكتم إلا أن تتدارككم رحمة من ربكم ) .
١٨ - وعن الإمام الحسن العسكري (ع) : إنما شيعة علي( عليه السلام ) الذين قال الله عزوجل فيهم : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) ..
هم الذين آمنوا بالله ووصفوه بصفاته ، ونزهوه عن خلاف صفاته ، وصدقوا محمداً في أقواله ، وصوّبوه في كل أفعاله ، ورأوا علياً بعده سيداً إماماً .
ثم قال (ع) : (وشيعة علي - عليه السلام - هم الذين لا يبالون في سبيل الله ، أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت ..
وشيعة علي - عليه السلام - هم الذين يؤثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ، وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم ، ولا يفقدهم من حيث أمرهم ..
وشيعة علي - عليه السلام - هم الذين يقتدون بعلي في إكرام إخوانهم المؤمنين ..
ثم قال (ع) : ما عن قولى أقول لك هذا ، بل أقوله عن قول محمد (ص) ، فذلك قوله تعالى : ( وعملوا الصالحات) ، قضوا الفرائض كلها ، بعد التوحيد واعتقاد النبوة والامامة ، وأعظمها فرضاً قضاء حقـوق الاخوان في الله ، واستعمال التقية من أعداء الله عزوجل ) .