آهاات حالمة
Well-Known Member

في زمن صور الأبيض والأسود نجد أن الابتسامة غائبة عن الوجوه، فربما سمحت تطبيقات الاتصال والتصوير الحديثة لنا في التقاط الصور وتوثيق أكثر لحظاتنا جنوناً، لكن الأمر كان مختلفاً تماماً قديماً، فإذا ما استعرضت مجموعة من الصور القديمة، فستلاحظ أن الأشخاص فيها لا توجد لديهم انفعالات أو حركات، وهم أقرب إلى وضع التجمد. وهذا ما يدفعنا للسؤال لماذا غابت الابتسامة عن الصور؟
لكن تبيّن أن ذلك لم يكن صحيحاً، فمن الممكن أن تبتسم دون أن تفتح فمك، كما أن الأسنان السيئة كانت أمراً عادياً في ذلك الوقت، فليس بالضرورة أنها كانت تجعل الشخص يبدو غير جذاب. فقد كان رئيس الوزراء البريطاني عام 1855 "لورد بالمرستون" يعتبر حسن المنظر على الرغم من فقدانه لعدد من أسنانه.

فتبيّن أن الناس لم يكونوا يبتسمون خوفاً من أن ذلك يجعلهم يظهرون في مظهر الأغبياء، حتى إنك تجد أن الكاتب الأميركي "مارك توين" لم يحبذ فكرة الابتسامة في الصور. ويقول "الصورة أكثر الوثائق أهمية، وليس أكثر جنوناً من الانتقال إلى الأجيال الأخرى بابتسامة سخيفة وغبية تبقى للأبد".
بل شاع خلال القرن السابع عشر أن من يبتسم في الحياة والفن، هم: الفقراء، والفسقة، والسكيرون، والجهلة، وفي الترفيه.