- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,302,195
- مستوى التفاعل
- 48,639
- النقاط
- 117
لماذا يسأل الطفل؟
ما يسمى بـ (أسئلة الطفل الأكبر من سنه) أو (الأسئلة الحرجة التي يسألها الطفل) هي في الحقيقة أسئلة هامة، و أن هذا ليس بالغريب بل هو التطور الطبيعي الذي تمر به حياة الطفل، فالطفل باحث عن الحقيقة أينما كانت و كيفما كانت. حيث يبدأ الطفل بطرح الأسئلة في نهاية سن الثانية حتى سن الخامسة غير أن بعض الآباء قد يسيئون الرد على أسئلة الطفل الحرجة فأحيانا يقابلونها بالتعنيف و القسوة مما يشعر الطفل بالاشمئزاز من نفسه و الإحساس بالذنب ، و أحيانا أخرى يعطون الطفل إجابات و تفسيرات خاطئة بسبب الإحراج أو من قبيل التبسيط ، الأمر الذي قد يسبب للطفل عقدا نفسية .و عموما فإن أسئلة الطفل ترتبط بخصائص نموه و حاجاته و لعبه و ما يتعرض له من أزمات ، كذلك ترتبط بالجنس و الظواهر الطبيعية و العلاقات الاجتماعية و غير ذلك مما يثير الطفل فيدفعه للتساؤل.
1 ـ ارتباط أسئلة الطفل بخصائص النمو :
أ ـ النمو الجسمي : و يتضمن الحجم و الوزن و التغيير التشريحي كما و كيفا و حجما و شكلا و وصفا و نسيجا ، و يتأثر بالحالة الصحية للطفل ، و الحالة النفسية ، و المثيرات المختلفة ، و ينمو الجهاز العصبي نموا سريعا، حيث يفتح آفاقا جديدة يرى الطفل فيها أحداثا تستحق التساؤل فيوجه استفساراته إلى من حوله .
ب ـ النمو العقلي : فالطفل في مرحلة ما قبل الدراسة تكثر أسئلته، و يظل تفكيره تخيليا و ليس منطقيا حتى سن السادسة ، حيث يبدأ ميل الطفل نحو أعضائه التناسلية في وقت مبكر ، فالأطفال يلاحظون الفروق و تراودهم فكرة الميلاد و كيفية التناسل ، فهو يسأل عن عضوه التناسلي كما يسأل عن يده و عينه، إذ أنه يحاول بما يراه اكتشاف كل شيء وكل الاحتمالات فيما يراه مطروحة أمام الصغير و لكن شيئا واحدا مؤكدا، هو أن شيئا ما يحدث ، وهذه الفكرة في حد ذاتها حين تصل إلى الصغير تسبب له الاضطرابات و القلق و الأحلام المزعجة . و يرى الباحثون عدم ترك الأطفال في ظلمة الجهل بما يسأل عنه ويستفسر عن كيفية حدوثه، فقط علينا أن نلاحظ الأعمار المختلفة لأنها تتمشى مع النمو العقلي و النمو الانفعالي لكل مرحلة . فالأطفال الذين يتم إشباع حب الاستطلاع لديهم مبكرا بالنسبة لبعض المعلومات الجنسية يركزون في نواحي المعرفة الاخرى و مجالاتها و يحققون نجاحا و توافقا ، بخلاف غيرهم من الأطفال الذين بقوا في حيرة من أمرهم و يظل ذهنهم مشدودا نحو هذه الأسئلة.
ج ـ النمو اللغوي : اللغة كمظهر من مظاهر السلوك تتأثر بمستوى ذكاء الطفل ، فالبيئة المنزلية لها تأثير على النمو اللغوي و كذا المستوى التعليمي للوالدين و طبيعة لغتهما و قدراتهما اللغوية إلى غير ذلك ...
هذه الفترة تعتبر العصر الذهبي في حياة الطفل فهو يلتقط و يكرر و يسمع و يتعلم المحادثة ، و يجد لذة في توجيه الأسئلة. فالطفل في مواجهة العالم و مشاكله يسأل دائما و يلح في السؤال لأنه في حالة نشاط عقلي دائم و كل شيء يثير انتباهه فهو علامة استفهام دائمة : أين ؟ ماذا ؟ كيف ؟ من ؟ متى ؟ لماذا ؟ ... كل هذه ألفاظ لغوية لها مفاهيم معينة و هي وسائل بالنسبة للطفل يدرك من خلالها ما يشبع حبه للمعرفة و للاستطلاع . إن السؤال وسيلة للطفل للتواصل الاجتماعي و للتفاهم و مناقشة الآخرين و الأخذ عنهم .
2 ـ ارتباط أسئلة الطفل باللعب :
اللعب ضرورة من ضروريات الطفولة و هو عمل الطفل الجاد . فاللعب لا يعني بالنسبة للطفل نشاطا سطحيا ، و ذلك لأن الطفل بواسطة اللعب يكتشف ذاته و إمكاناته و يكتشف صعوبات يتحداها ، فهو عندما يواجه صعوبة ما ينفعل فيفكر ثم يسأل .
3 ـ ارتباط الطفل بأزمات الطفولة :
احتياج الطفل للإطمئنان مطلب أساسي ، و الفترة من أربع سنوات إلى ست سنوات فترة حركية و تلقائية ، يكثر فيها اللعب و الانغلاق و تناول الأشياء و الأسئلة و السؤال أحيانا يحوي الكثير من القلق ، فحين يسأل الطفل من أين يأتي الأطفال ؟ فهو بلغة غير مسموعة يقول من أين يأتي الشركاء ؟ فللطفل مشاكله ، و هي في نظره أشياء كبيرة و هامة ، و ملجأه دائما الكبار المحيطون به ، يتفقد عاداتهم و تصرفاتهم و يسألهم و يأخذ عنهم ، و على الكبار مسؤولية إزالة المخاوف و الاضطرابات و عليهم توفير الأمان و الاطمئنان الانفعالي ليجتاز العقبات و الفترات و يواصل مسيرته و حين تنخفض إضطرابات الأطفال بطريقة هادئة و بلا انزعاج ، فإنهم ينشؤون نشأة أصح و أهدأ نفسيا لمعرفتهم كل ما يريدون تعلمه . و الطفل في الفترة 4 إلى 6 سنوات يعايش قلقا دائما لا يمكن التعبير عنه و يسأل أسئلة قلقة فيما يتعلق بالأمور الدينية و ما فيها من جنة و نار و معتقدات مختلفة ، و إذا سمع الطفل أن أحد الأطفال مات يسأل عن معنى الموت ، و يزداد القلق حين يفسر له أحد الكبار الموت بالنوم ، و ينتابه القلق كل مساء و يضطرب و يثور حين يعلم أن النوم يقترب لأنه علم أن جده الذي مات أو نام حسب تفسير أحد الكبار له لم يعد . و الطفل لا يريد لنفسه الاختفاء مثلما اختفى جده .
إن مد الطفل بمعلومات خاطئة يؤدي إلى السعي وراء المعلومات من أي مصدر والى سوء التوافق مستقبلا، كما أن اكتشاف الطفل عدم صحة ما أفاد به الكبار يشعره بأنه مرفوض ، فيزداد قلقه و يتعلق بعادات سيئة كوسيلة للإشباع و الاستطلاع.
![thumbnail.php](http://www.alhakikanews.com/thumbnail.php?file=_______________________________915027206.jpg&size=article_medium)
ما يسمى بـ (أسئلة الطفل الأكبر من سنه) أو (الأسئلة الحرجة التي يسألها الطفل) هي في الحقيقة أسئلة هامة، و أن هذا ليس بالغريب بل هو التطور الطبيعي الذي تمر به حياة الطفل، فالطفل باحث عن الحقيقة أينما كانت و كيفما كانت. حيث يبدأ الطفل بطرح الأسئلة في نهاية سن الثانية حتى سن الخامسة غير أن بعض الآباء قد يسيئون الرد على أسئلة الطفل الحرجة فأحيانا يقابلونها بالتعنيف و القسوة مما يشعر الطفل بالاشمئزاز من نفسه و الإحساس بالذنب ، و أحيانا أخرى يعطون الطفل إجابات و تفسيرات خاطئة بسبب الإحراج أو من قبيل التبسيط ، الأمر الذي قد يسبب للطفل عقدا نفسية .و عموما فإن أسئلة الطفل ترتبط بخصائص نموه و حاجاته و لعبه و ما يتعرض له من أزمات ، كذلك ترتبط بالجنس و الظواهر الطبيعية و العلاقات الاجتماعية و غير ذلك مما يثير الطفل فيدفعه للتساؤل.
1 ـ ارتباط أسئلة الطفل بخصائص النمو :
أ ـ النمو الجسمي : و يتضمن الحجم و الوزن و التغيير التشريحي كما و كيفا و حجما و شكلا و وصفا و نسيجا ، و يتأثر بالحالة الصحية للطفل ، و الحالة النفسية ، و المثيرات المختلفة ، و ينمو الجهاز العصبي نموا سريعا، حيث يفتح آفاقا جديدة يرى الطفل فيها أحداثا تستحق التساؤل فيوجه استفساراته إلى من حوله .
ب ـ النمو العقلي : فالطفل في مرحلة ما قبل الدراسة تكثر أسئلته، و يظل تفكيره تخيليا و ليس منطقيا حتى سن السادسة ، حيث يبدأ ميل الطفل نحو أعضائه التناسلية في وقت مبكر ، فالأطفال يلاحظون الفروق و تراودهم فكرة الميلاد و كيفية التناسل ، فهو يسأل عن عضوه التناسلي كما يسأل عن يده و عينه، إذ أنه يحاول بما يراه اكتشاف كل شيء وكل الاحتمالات فيما يراه مطروحة أمام الصغير و لكن شيئا واحدا مؤكدا، هو أن شيئا ما يحدث ، وهذه الفكرة في حد ذاتها حين تصل إلى الصغير تسبب له الاضطرابات و القلق و الأحلام المزعجة . و يرى الباحثون عدم ترك الأطفال في ظلمة الجهل بما يسأل عنه ويستفسر عن كيفية حدوثه، فقط علينا أن نلاحظ الأعمار المختلفة لأنها تتمشى مع النمو العقلي و النمو الانفعالي لكل مرحلة . فالأطفال الذين يتم إشباع حب الاستطلاع لديهم مبكرا بالنسبة لبعض المعلومات الجنسية يركزون في نواحي المعرفة الاخرى و مجالاتها و يحققون نجاحا و توافقا ، بخلاف غيرهم من الأطفال الذين بقوا في حيرة من أمرهم و يظل ذهنهم مشدودا نحو هذه الأسئلة.
ج ـ النمو اللغوي : اللغة كمظهر من مظاهر السلوك تتأثر بمستوى ذكاء الطفل ، فالبيئة المنزلية لها تأثير على النمو اللغوي و كذا المستوى التعليمي للوالدين و طبيعة لغتهما و قدراتهما اللغوية إلى غير ذلك ...
هذه الفترة تعتبر العصر الذهبي في حياة الطفل فهو يلتقط و يكرر و يسمع و يتعلم المحادثة ، و يجد لذة في توجيه الأسئلة. فالطفل في مواجهة العالم و مشاكله يسأل دائما و يلح في السؤال لأنه في حالة نشاط عقلي دائم و كل شيء يثير انتباهه فهو علامة استفهام دائمة : أين ؟ ماذا ؟ كيف ؟ من ؟ متى ؟ لماذا ؟ ... كل هذه ألفاظ لغوية لها مفاهيم معينة و هي وسائل بالنسبة للطفل يدرك من خلالها ما يشبع حبه للمعرفة و للاستطلاع . إن السؤال وسيلة للطفل للتواصل الاجتماعي و للتفاهم و مناقشة الآخرين و الأخذ عنهم .
2 ـ ارتباط أسئلة الطفل باللعب :
اللعب ضرورة من ضروريات الطفولة و هو عمل الطفل الجاد . فاللعب لا يعني بالنسبة للطفل نشاطا سطحيا ، و ذلك لأن الطفل بواسطة اللعب يكتشف ذاته و إمكاناته و يكتشف صعوبات يتحداها ، فهو عندما يواجه صعوبة ما ينفعل فيفكر ثم يسأل .
3 ـ ارتباط الطفل بأزمات الطفولة :
احتياج الطفل للإطمئنان مطلب أساسي ، و الفترة من أربع سنوات إلى ست سنوات فترة حركية و تلقائية ، يكثر فيها اللعب و الانغلاق و تناول الأشياء و الأسئلة و السؤال أحيانا يحوي الكثير من القلق ، فحين يسأل الطفل من أين يأتي الأطفال ؟ فهو بلغة غير مسموعة يقول من أين يأتي الشركاء ؟ فللطفل مشاكله ، و هي في نظره أشياء كبيرة و هامة ، و ملجأه دائما الكبار المحيطون به ، يتفقد عاداتهم و تصرفاتهم و يسألهم و يأخذ عنهم ، و على الكبار مسؤولية إزالة المخاوف و الاضطرابات و عليهم توفير الأمان و الاطمئنان الانفعالي ليجتاز العقبات و الفترات و يواصل مسيرته و حين تنخفض إضطرابات الأطفال بطريقة هادئة و بلا انزعاج ، فإنهم ينشؤون نشأة أصح و أهدأ نفسيا لمعرفتهم كل ما يريدون تعلمه . و الطفل في الفترة 4 إلى 6 سنوات يعايش قلقا دائما لا يمكن التعبير عنه و يسأل أسئلة قلقة فيما يتعلق بالأمور الدينية و ما فيها من جنة و نار و معتقدات مختلفة ، و إذا سمع الطفل أن أحد الأطفال مات يسأل عن معنى الموت ، و يزداد القلق حين يفسر له أحد الكبار الموت بالنوم ، و ينتابه القلق كل مساء و يضطرب و يثور حين يعلم أن النوم يقترب لأنه علم أن جده الذي مات أو نام حسب تفسير أحد الكبار له لم يعد . و الطفل لا يريد لنفسه الاختفاء مثلما اختفى جده .
إن مد الطفل بمعلومات خاطئة يؤدي إلى السعي وراء المعلومات من أي مصدر والى سوء التوافق مستقبلا، كما أن اكتشاف الطفل عدم صحة ما أفاد به الكبار يشعره بأنه مرفوض ، فيزداد قلقه و يتعلق بعادات سيئة كوسيلة للإشباع و الاستطلاع.