عبدالله الجميلي
Well-Known Member
- إنضم
- 30 يونيو 2017
- المشاركات
- 1,835
- مستوى التفاعل
- 934
- النقاط
- 115
ليالي الحنين
في حيٍّ عريق من أحياء بغداد، حيث تختلط رائحة التاريخ مع همسات الحاضر، يقع "بيت الحنين"، منزل عتيق يتوسط الأزقة القديمة. كانت جدرانه تروي قصص أجيال من العائلة الرفاعيّة التي عاشت فيه منذ أواخر القرن التاسع عشر.
البداية
يبدأ المشهد عند الغروب، حين يجتمع أفراد الأسرة في ساحة البيت الواسعة التي تتوسطها نافورة حجرية قديمة. على رأس العائلة يقف الحاج "محمود الرفاعي"، الرجل الحكيم الذي ورث عن أجداده الإرث الكبير، منازلَ وأراضٍ في بغداد والموصل. كان محمود حازمًا، لكنه يحمل قلبًا مليئًا بالحنين والذكريات.
ابنه الأكبر "سعيد" رجل أعمال ناجح، لكنه دائمًا في صراع مع شقيقه الأصغر "ناظم"، المحامي المثقف الذي انحاز للقضايا الوطنية وأصبح صوت الحي في الدفاع عن حقوق الفقراء. بين الأخوين علاقة معقدة، خليط من الحب والتنافس والغيرة التي زادت اشتعالًا بعد وفاة والدتهم.
أما "رغدة"، الابنة الوحيدة، فقد كانت شاعرةً حالمة تعيش في عالمٍ مليءٍ بالقصائد والخيالات. رغبة والدها بتزويجها من ابن صديقه "صالح البياتي"، صاحب النفوذ والمال، كانت تقف حاجزًا أمام حبها الأول "يوسف"، الرسام الفقير الذي يعرض لوحاته في ساحات بغداد.
الحب والصراعات
الحكاية تزداد تعقيدًا عندما يدخل "كريم"، ابن العم المغترب الذي عاد من أمريكا بعد عشرين عامًا. يحمل كريم أسرارًا عن خبايا العائلة، عن أملاكٍ تم التنازل عنها في ظروف غامضة، وعن رسائل بين الأم الراحلة وأحد الوجهاء، تكشف جوانب خفية من حياة العائلة.
في ظل هذه الأحداث، يواجه الحي أزمةً كبيرة عندما تقرر الحكومة هدم المنازل القديمة لتحويل المنطقة إلى مجمعات حديثة. يتوحد الجميع لمقاومة القرار، وتتحول الساحة الصغيرة في بيت الحنين إلى ملتقى للحي بأكمله.
الذروة
في ليلة ماطرة، تُكشف خيانة "سعيد" الذي تورط مع أحد المستثمرين لبيع نصيب العائلة من البيت مقابل مبلغ كبير. يقف الأب محمود في مواجهة ابنه، محاولًا الحفاظ على إرث العائلة، لكن هذه المواجهة تنتهي بسكتة قلبية تودي بحياته.
هذه الحادثة تُغيّر مجرى الأمور؛ يعيد "ناظم" ترتيب أوراق العائلة، بينما تُقرر رغدة الهروب مع "يوسف" متحديةً التقاليد. أما كريم، فيقرر البقاء في العراق ليبدأ مشروعًا لإحياء الحي بدلًا من هدمه.
النهاية
بعد سنوات، يعود "بيت الحنين" ليكون رمزًا للحياة والوحدة، حيث يتحول إلى مركز ثقافي يُقام فيه معرض للوحات يوسف وأمسيات شعرية لرغدة. وبينما ينظر ناظم إلى صور والديه في الساحة، يُدرك أن البيت لم يكن مجرد جدران، بل روح عائلةٍ ترفض الانكسار، مهما اشتدت العواصف.
"ليالي الحنين" ليست مجرد قصة عن بيتٍ قديم، بل عن الأحلام، والصراعات، والوفاء لجذورٍ لا تنقطع.
بقلم محمد الخضيري الجميلي
في حيٍّ عريق من أحياء بغداد، حيث تختلط رائحة التاريخ مع همسات الحاضر، يقع "بيت الحنين"، منزل عتيق يتوسط الأزقة القديمة. كانت جدرانه تروي قصص أجيال من العائلة الرفاعيّة التي عاشت فيه منذ أواخر القرن التاسع عشر.
البداية
يبدأ المشهد عند الغروب، حين يجتمع أفراد الأسرة في ساحة البيت الواسعة التي تتوسطها نافورة حجرية قديمة. على رأس العائلة يقف الحاج "محمود الرفاعي"، الرجل الحكيم الذي ورث عن أجداده الإرث الكبير، منازلَ وأراضٍ في بغداد والموصل. كان محمود حازمًا، لكنه يحمل قلبًا مليئًا بالحنين والذكريات.
ابنه الأكبر "سعيد" رجل أعمال ناجح، لكنه دائمًا في صراع مع شقيقه الأصغر "ناظم"، المحامي المثقف الذي انحاز للقضايا الوطنية وأصبح صوت الحي في الدفاع عن حقوق الفقراء. بين الأخوين علاقة معقدة، خليط من الحب والتنافس والغيرة التي زادت اشتعالًا بعد وفاة والدتهم.
أما "رغدة"، الابنة الوحيدة، فقد كانت شاعرةً حالمة تعيش في عالمٍ مليءٍ بالقصائد والخيالات. رغبة والدها بتزويجها من ابن صديقه "صالح البياتي"، صاحب النفوذ والمال، كانت تقف حاجزًا أمام حبها الأول "يوسف"، الرسام الفقير الذي يعرض لوحاته في ساحات بغداد.
الحب والصراعات
الحكاية تزداد تعقيدًا عندما يدخل "كريم"، ابن العم المغترب الذي عاد من أمريكا بعد عشرين عامًا. يحمل كريم أسرارًا عن خبايا العائلة، عن أملاكٍ تم التنازل عنها في ظروف غامضة، وعن رسائل بين الأم الراحلة وأحد الوجهاء، تكشف جوانب خفية من حياة العائلة.
في ظل هذه الأحداث، يواجه الحي أزمةً كبيرة عندما تقرر الحكومة هدم المنازل القديمة لتحويل المنطقة إلى مجمعات حديثة. يتوحد الجميع لمقاومة القرار، وتتحول الساحة الصغيرة في بيت الحنين إلى ملتقى للحي بأكمله.
الذروة
في ليلة ماطرة، تُكشف خيانة "سعيد" الذي تورط مع أحد المستثمرين لبيع نصيب العائلة من البيت مقابل مبلغ كبير. يقف الأب محمود في مواجهة ابنه، محاولًا الحفاظ على إرث العائلة، لكن هذه المواجهة تنتهي بسكتة قلبية تودي بحياته.
هذه الحادثة تُغيّر مجرى الأمور؛ يعيد "ناظم" ترتيب أوراق العائلة، بينما تُقرر رغدة الهروب مع "يوسف" متحديةً التقاليد. أما كريم، فيقرر البقاء في العراق ليبدأ مشروعًا لإحياء الحي بدلًا من هدمه.
النهاية
بعد سنوات، يعود "بيت الحنين" ليكون رمزًا للحياة والوحدة، حيث يتحول إلى مركز ثقافي يُقام فيه معرض للوحات يوسف وأمسيات شعرية لرغدة. وبينما ينظر ناظم إلى صور والديه في الساحة، يُدرك أن البيت لم يكن مجرد جدران، بل روح عائلةٍ ترفض الانكسار، مهما اشتدت العواصف.
"ليالي الحنين" ليست مجرد قصة عن بيتٍ قديم، بل عن الأحلام، والصراعات، والوفاء لجذورٍ لا تنقطع.
بقلم محمد الخضيري الجميلي