عبدالله الجميلي
Well-Known Member
- إنضم
- 30 يونيو 2017
- المشاركات
- 1,835
- مستوى التفاعل
- 934
- النقاط
- 115
ليالي الشرقاط
في قلب الشرقاط، حيث تمتزج رائحة الحقول بعبق التاريخ، يقع "بيت الطين"، منزل عتيق يحمل بصمات الأجداد وشهد على أفراحهم وأحزانهم. البيت كان ملكًا لعائلة "الزوبعي"، إحدى العائلات العريقة التي عاشت في هذه الأرض منذ قرون.
البداية
يبدأ المشهد عند الغروب، حيث يجتمع أفراد العائلة حول الموقد الطيني في الفناء الداخلي. يقف الجد "حسن الزوبعي"، رجلٌ ذو هيبة ووقار، عُرف بعدله وحكمته في حل نزاعات القبيلة. كان الجد يسعى دائمًا للم شمل أبنائه الثلاثة: "إبراهيم" الفلاح البسيط الذي ورث حب الأرض، "صالح" التاجر الطموح الذي يبحث عن فرصته في بغداد، و**"ليلى"** المعلمة الحالمة التي ترى في التعليم وسيلة لتحرير العقول.
لكن خلف هذه الوحدة الظاهرة، كانت هناك خلافات دفينة. إبراهيم يرى أن صالح تخلى عن الأرض والعائلة، بينما يشعر صالح بأن العيش في الشرقاط قيدٌ يعوق طموحه. أما ليلى، فكانت تسعى لتحقيق أحلامها رغم معارضة والدها لفكرة زواجها من "حمزة"، الشاب الذي يعمل في إدارة الري بالمدينة.
الحب والصراعات
يتصاعد التوتر في العائلة عندما يعود "يوسف"، الأخ الرابع الذي غادر الشرقاط قبل سنوات بعد خلافٍ كبير مع أبيه. عودته كانت محملة بالذكريات وأيضًا بالأسرار، إذ كشف عن مخطط حكومي جديد لشق طريق يمر وسط الحقول، ما يعني هدم بيت الطين ومزارع العائلة.
يحاول الجد حسن التصدي للقرار، لكن الخلافات بين أبنائه تعيق وحدة العائلة. إبراهيم يريد القتال للحفاظ على الأرض بأي ثمن، بينما صالح يرى في التعويض فرصة للبدء من جديد، أما يوسف فيحمل وثائق قديمة تثبت أن البيت والأرض ملكية تاريخية لا يمكن التنازل عنها.
في ظل هذه الصراعات، تبرز ليلى كصوتٍ للعقل، تجمع بين إخوتها وتحاول توحيدهم للحفاظ على إرث العائلة. تُقنع والدها بقبول حبها لحمزة، وتلجأ لمعلمها السابق، أحد كبار القانونيين في بغداد، لمساعدتهم في القضية.
الذروة
تصل الأحداث إلى ذروتها في ليلة عاصفة، عندما يقتحم رجال مجهولون البيت، يحاولون إجبار العائلة على تركه. يواجههم إبراهيم بشجاعة، مدعومًا بأهل الحي الذين تجمعوا للدفاع عن "بيت الطين". في هذه الليلة، تسقط الجدران لكنها توحد القلوب، حيث يقف صالح ويوسف إلى جانب أخيهم ويدركون أن البيت ليس مجرد بناء، بل رمزٌ للعائلة والهوية.
النهاية
بعد معركة قانونية طويلة، تنجح العائلة في استعادة حقها وتبدأ في إعادة بناء البيت من جديد. تقرر ليلى تحويل جزء منه إلى مدرسة صغيرة لتعليم أطفال الحي، بينما يعود إبراهيم للزراعة ويشارك صالح في تأسيس مشروع يربط التجارة المحلية بالمدن الكبرى.
وفي كل مساء، كان الجد حسن يجلس تحت شجرة الرمان التي نجت من العاصفة، ينظر إلى أبنائه وأحفاده وهم يعملون معًا، ويدرك أن الإرث الحقيقي ليس في الأرض وحدها، بل في القيم التي تجمعهم.
"ليالي الشرقاط" هي قصة حبٍ وصراعٍ ووحدةٍ تتحدى الزمان، تُثبت أن الأرض ليست مجرد تراب، بل هي ذاكرةٌ وروحٌ لا يمكن هدمها.
بقلم محمد الخضيري الجميلي
في قلب الشرقاط، حيث تمتزج رائحة الحقول بعبق التاريخ، يقع "بيت الطين"، منزل عتيق يحمل بصمات الأجداد وشهد على أفراحهم وأحزانهم. البيت كان ملكًا لعائلة "الزوبعي"، إحدى العائلات العريقة التي عاشت في هذه الأرض منذ قرون.
البداية
يبدأ المشهد عند الغروب، حيث يجتمع أفراد العائلة حول الموقد الطيني في الفناء الداخلي. يقف الجد "حسن الزوبعي"، رجلٌ ذو هيبة ووقار، عُرف بعدله وحكمته في حل نزاعات القبيلة. كان الجد يسعى دائمًا للم شمل أبنائه الثلاثة: "إبراهيم" الفلاح البسيط الذي ورث حب الأرض، "صالح" التاجر الطموح الذي يبحث عن فرصته في بغداد، و**"ليلى"** المعلمة الحالمة التي ترى في التعليم وسيلة لتحرير العقول.
لكن خلف هذه الوحدة الظاهرة، كانت هناك خلافات دفينة. إبراهيم يرى أن صالح تخلى عن الأرض والعائلة، بينما يشعر صالح بأن العيش في الشرقاط قيدٌ يعوق طموحه. أما ليلى، فكانت تسعى لتحقيق أحلامها رغم معارضة والدها لفكرة زواجها من "حمزة"، الشاب الذي يعمل في إدارة الري بالمدينة.
الحب والصراعات
يتصاعد التوتر في العائلة عندما يعود "يوسف"، الأخ الرابع الذي غادر الشرقاط قبل سنوات بعد خلافٍ كبير مع أبيه. عودته كانت محملة بالذكريات وأيضًا بالأسرار، إذ كشف عن مخطط حكومي جديد لشق طريق يمر وسط الحقول، ما يعني هدم بيت الطين ومزارع العائلة.
يحاول الجد حسن التصدي للقرار، لكن الخلافات بين أبنائه تعيق وحدة العائلة. إبراهيم يريد القتال للحفاظ على الأرض بأي ثمن، بينما صالح يرى في التعويض فرصة للبدء من جديد، أما يوسف فيحمل وثائق قديمة تثبت أن البيت والأرض ملكية تاريخية لا يمكن التنازل عنها.
في ظل هذه الصراعات، تبرز ليلى كصوتٍ للعقل، تجمع بين إخوتها وتحاول توحيدهم للحفاظ على إرث العائلة. تُقنع والدها بقبول حبها لحمزة، وتلجأ لمعلمها السابق، أحد كبار القانونيين في بغداد، لمساعدتهم في القضية.
الذروة
تصل الأحداث إلى ذروتها في ليلة عاصفة، عندما يقتحم رجال مجهولون البيت، يحاولون إجبار العائلة على تركه. يواجههم إبراهيم بشجاعة، مدعومًا بأهل الحي الذين تجمعوا للدفاع عن "بيت الطين". في هذه الليلة، تسقط الجدران لكنها توحد القلوب، حيث يقف صالح ويوسف إلى جانب أخيهم ويدركون أن البيت ليس مجرد بناء، بل رمزٌ للعائلة والهوية.
النهاية
بعد معركة قانونية طويلة، تنجح العائلة في استعادة حقها وتبدأ في إعادة بناء البيت من جديد. تقرر ليلى تحويل جزء منه إلى مدرسة صغيرة لتعليم أطفال الحي، بينما يعود إبراهيم للزراعة ويشارك صالح في تأسيس مشروع يربط التجارة المحلية بالمدن الكبرى.
وفي كل مساء، كان الجد حسن يجلس تحت شجرة الرمان التي نجت من العاصفة، ينظر إلى أبنائه وأحفاده وهم يعملون معًا، ويدرك أن الإرث الحقيقي ليس في الأرض وحدها، بل في القيم التي تجمعهم.
"ليالي الشرقاط" هي قصة حبٍ وصراعٍ ووحدةٍ تتحدى الزمان، تُثبت أن الأرض ليست مجرد تراب، بل هي ذاكرةٌ وروحٌ لا يمكن هدمها.
بقلم محمد الخضيري الجميلي