سما العراق
Well-Known Member
- إنضم
- 28 يونيو 2020
- المشاركات
- 13,633
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 48
ليلة القدر إلى يوم القيامة
قال تعالى: ﴿وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾([1]).
إشارات:
- وردت كلمة (قدر) في القرآن الكريم بأكثر من معنى:
أ) المقام والمنزلة: مثل قوله تعالى: «وما قدروا الله حق قدره»([2]).
ب) القضاء والتقدير الإلهي: في قوله تعالى: «جئت على قدر يا موسى»([3]).
ج) الضيق والصعوبة: مثلما قال: «ومن قدر عليه رزقه..»([4]).
يتناسب أول معنيان مع (ليلة القدر)، لأنّ ليلة القدر، ليلة ذات مقام رفيع وهي ليلة القضاء والتقدير.
- للكون، حساب وكتاب وقدْر وتقدير: «وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم»([5]). حتى مقدار نزول المطر من السماء قد تمّت محاسبته: «وأَنزَلْنَاه من السماء ماءً بقدر»([6]). ليس فقط المطر، بل كل شيء له قدر عند الله: «وكل شيء عنده بمقدار»([7]) كما إن للشمس والقمر حساب وكتاب دقيق، بلحاظ وزنها وحركتها ومدارها: «والشمس والقمر بحسبان»([8]).
- يقدّر الله تعالى في ليلة القدر أمور السنة كلها. كما يقول القرآن في موضع آخر: «فيها يفرق كل أمر حكيم»([9])، لذا فإنّ ليلة القدر ليست محصورة بنزول القرآن وبزمان النبي، وإنما ثمة ليلة قدر في كل شهر رمضان، تقدّر وتُحسب فيها أمور السنة القادمة إلى ليلة القدر التالية.
- أوصى النبي وأهل البيت بإحياء ليلة القدر بالدعاء والصلاة والقرآن، ومن بين الليالي الثلاث، أكدّوا أكثر على الليلة الثالثة والعشرين. سأل شخص النبي الأكرم فقال: منزلنا بعيد عن المدينة، عيّن لي ليلة أقدم فيها إلى المدينة. فقال (
كان الإمام الصادق
جاء في الروايات أنّ النبي الأكرم كان في العشر الأواخر من رمضان يجمع فراش نومه ويحيي الليال العشر ([13]).
- جاء في حديث طويل عن النبي الأكرم (ص) أنّ النبي موسى (ع) قال لله تعالى: "إلهي، أريد مقام قربك". فجاءه الجواب: "قُربي لمن استيقظ ليلة القدر"، فقال: "إلهي، أريد رحمتك". جاء الجواب: "رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر". قال: "أريد جواز العبور عن صراطك". فجاء الجواب: "ذلك لمن تصدّق بصدقة ليلة القدر". قال: "إلهي، أريد الجنّة ونِعَمها". جاء الجواب: "ذلك لمن سبّح تسبيحة في ليلة القدر". قال: "إلهي، أريد النجاة من نار جهنّم". فجاءه الجواب: "ذلك لمن استغفر ليلة القدر". وقال في الختام: "إلهي، أريد رضاك". جاء الجواب: "رضاي لمن صلّى ركعتين في ليلة القدر"([14]).
- من وقائع التاريخ العجيبة، ضربة الإمام علي (
- يمتلك الليل مقاماً خاصاً من جهة المسائل المعنوية، وسنشير إلى موارد منها:
دعا الله النبي موسى إلى مناجاة الليل ليُهديه التوراة: «أربعين ليلة»([15]).
ذكر القرآن الكريم وقت السحر على أنه الوقت المناسب للاستغفار: «وبالأسحار هم يستغفرون»([16]).
كان عروج النبي إلى السماء، ليلاً: «أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام»([17]).
أُمر النبي بالتعبّد والمناجاة في الليل: «ومن الليل فتهجّد به نافلة لك»([18])، «قم الليل إلا قليلا»([19])..
مدح الله تعالى المتعبدين في الليل: «يتلون آيات الله آناء الليل»([20]) وأوصى بالتسبيح في الليل: «فسبّحه ليلاً طويلاً»([21]).
أقسم الله تعالى في القرآن الكريم بوقت طلوع الفجر، ووقت العصر مرّة واحدة ولكنه أقسم بوقت السحر ثلاث مرّات: «والليل إذا عسعس»([22])، «والليل إذ أدبر»([23])، «والليل إذا يسر»([24]).
- مدة ليلة القدر بمقدار ليلة كاملة على الكرة الأرضية كلها، فتكون ٢٤ ساعة، وليست مخصصة لمكان واحد كمكّة، وليست ٨ ساعات فقط. كمثل يوم عيد الفطر الذي يُقصد فيه يوم كامل على كل الكرة الأرضية.
- قد يكون في اقتران ليلة التقدير للبشر بليلة نزول القرآن، إشارة إلى أنّ قدَر البشر مرتبط بالقرآن. إن اتبعوا القرآن كُتب لهم السعادة والفلاح، وإن ابتعدوا عنه كُتب عليهم التعاسة والشقاء.
- قال أبو ذر: سألت النبي الأكرم عما إذا كانت ليلة القدر موجودة في عهد الأنبياء وإذا ما قد كان الأمر يتنزّل عليهم فيها وبعد وفاتهم، يتوقف نزول الأمر في تلك الليلة؟ فقال (
- قد يكون السر من وراء إبقاء ليلة القدر مخفية، حث الناس على التعبّد في ليال متعددة، ولكي لا يغتر من يدرك الليلة مرّة واحدة، ولا ييأس من لم يدركها من باقي الليالي.
- جاء في الروايات: "العمل الصالح فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر"([26]).
التعاليم:
١- اختاروا وقتاً مقدساً، للأمور المقدسة: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ«.
٢- الأوقات ليست سواسية، فبعض الأوقات لها الأفضلية على بعضها الآخر: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ«.
منقووول