أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..
مشاهدة المرفق 10115
ليلة حب دافئة...
وسط الليل ..
كان يمشي هائماً يتبع قلبه
كان يمشي هائماً يتبع قلبه
في شوارع تبدو ملامحها حزينة
يشعر بتلك الوحدة
في دواخله
الخالية من أي رغبة حقيقية
كانت ليلة ميلاد باردة
حين توقف أمامه من جديد
حدث من تدبير القدر
هذه المرة
لم يكن قلبه يدرك ما ينتظره في داخل الغاليري
معرض بيع اللوحات الأكثر فخامة في المدينة
بدا هادئاً اضواءه الخافتة منحته احساساً أكبر بالوحدة
هناك كان أقرب مايكون الى عالمه
وكأنه يبحث عن حزنه في زوايا المكان
من جديد .. توقف أمام تلك اللوحة
شدته في مامضى
رأى فيها طفولته
وأيامه المبعثرة وسط هزائم وانكسارات كثيرة
لم ينتبه حينما وقفت قربه
صوت رقيق بادره
يبدو إنها تعجبتك كثيراً ..؟
فلطالما شاهدتك تقف أمامها لوقت طويل
كما لو أنه أفاق من حلم حزين
التفت اليها دون أن يسترجع نفسه من ذلك العالم
مالت برأسها قليلاً وكأنها تتفحصه
هل انت بخير سيدي ..؟
شيئاً مابوجهها المشرق استعاده برفق
كانت فاتنه يحيط وجهها الناصع هالة طفولية
إنتبه لصوتها .... آهاا ... عفواً
مساء الخير آنستي
كنت شارداً فقط
لاحت منها ابتسامة توغلت في جميع حواسه
وأيقضت شيئاً من سنين عمره الماضية بلحظات
عفواً مساؤك خير سيدي
أسفة لتطفلي عليك لكنني أتواجد هنا أحياناً
ودوماً كنت أراك مشدوداً لهذه اللوحة بشكل ملفت
لهذا اقتحمت عليك هذه السكينة لأعرف ماسر هذه اللوحة ....؟؟
ما الذي يجعل تبدو كتمثال شمع في حضرتها
كلماتها أوشكت أن تعيد اليه ذاكرته الممتلئة شجناً
لكنه تمالك نفسه واستعاد هسيس صوته
آنستي إنها لوحة ساحرة
وبطريقة ما شعرت انها جزء مني
يمتد
فيما بيني وبينها خيط من حنين
ومازادها جمالاً ذلك التوقيع أسفلها
الملاك ..!
أستفز بأسراره مخيلتي
بدا لي انها فنانة رقيقة وانسانة تحمل سر الحياة
وقد دست بين الوانها أوجاعها وأوجاعي معاً
ليتني أراها لأخبرها
اني أحسست بها وأني عشت معها رحلة اللون حين يتحول عشقاً ..
نعم سيدي إنها لوحة جميلة
والحديث معك أجمل
ولهذا دعنا نعقد صفقةً ما
أنت تدعوني لفنجان قهوة قرب موقد النار في تلك الزاوية
وانا أمنحك في هذه الليلة لقاءً بالملاك
بعد لحظات
كانا يجلسان قرب الموقد لايفصل بينهما سوى طاولة جميلة من الخشب
وقد وضع عليها اناء فيروزي يحمل أزهاراً مجففة وشمعدان فضي
قد اوقدت شموعه الثلاث
قد اوقدت شموعه الثلاث
فأضافت تعبيراً ساحراً للمكان
قال وهو يمسك بفنجان القهوة بخجل واضح
اذاً تعرفينها ..؟
أشرق وجهها وهي تقول نعم هي فنانة لديها بعض اللوحات هنا
وربما قد تأتي في أية لحظة وستكون سعيدة لو عرفت أن هناك من اعجب بها وبفنها
ويحمل لها بقلبه مساحة كبيرة من شوق اللقاء
وهنا دعني أقر أمامك
أنني لم أصادف أوصافاً رقيقة , كتلتك التي بُحتها منذ قليل
من يدري ربما انها تستحق ذلك
صوت يتردد بداخله
اتراني سأودع الساعات الأخيرة من هذا العام
وأنا أحضى بكل الأشياء الجميلة معاً
فها أنا أجلس مع كوكب من الجمال والرقة في أكثر لحظات حياتي دفئاً
وبعد قليل قد الاقي ذلك الملاك الذي يعانق مخيلتي ويحتكر قلبي منذ شهور
بادرته مخترقةً شروده
كيف تتخيلها ؟
اجاب وهو يستجمع كل جرئته
اتخيلها كملاك لطيف , هادئة وعذبة كألوانها , رقيقه كنمسة ربيعية
وفي سره
أتمنى لو انها تشبهك
تلاعبت تلك الكلمات بتعابير وجهها
التقت عيونهما
مرت لحظات من سكون وتشابكت مشاعرها بحروفه
أرادت أن تنهي ما بدأته دون أن تدري
تحركت تلك الطفلة بداخلها والرغبة الأنثوية في اختباره .. لأقصى مدى
حسناً انها موجودة الان ,, ها قد أتت
لم يبعد عينيه عنها ..
لم يلتفت بحثاً عن شيء ..
لم يتكلم حتى ..
لم يتكلم حتى ..
ران بينهما صمت طويل وهي مع كل لحظة تفقد شيئاً من دفاعاتها ..
لم تعرف ماذا تفعل
لم تعرف ماذا تفعل
وكأنه للتو أمسك بقلبها وأعاد تشغيل شيئاً ما
أطلقت تنهيدة
حسناً انها أمامك الان
نعم أنا الملاك !!
شعر وكأن قلبه يهبط
أنستي ... ما أروعك في كل شي
أيتها الملاك
لقد أحسست بك
قرأت حنينك وأجاعك في تلك اللوحة ثم رافقني طيفك دون أن أدرك سبب ذلك
ابتسمت بخجل طفولي وهي تعيد خصلة شعرها المنسدلة على عينيها للخلف
ولاول مرة كان يشاهد وجهها مكتملاً
بدت وكأنها لوحة اخرى
قالت وقد باغتها الخجل
شكراً لهذه اللطف
في الحقيقه أنا أرسم لوحاتي وأعرضها هنا
وأتواجد لبعض الايام في هذا الغاليري لاراقب اراء الزوار
لكنني لم أحصل على كلمات اعجاب بهذا الشكل كما فعلت أنت
ولهذا أنا سعيدة هذه الليلة
آنستي
إنها ليلة رأس السنة
وهي ليله مفعمة بالاحاسيس
غير انها مختلفة من شخص لآخر
رفعت حاجبيها قبل ان تقول .. كيف ذلك ..؟
آنستي القلوب التي يشغلها الحب
تتذوق جمال هذه الليلة وتكون مشاعرهم في ذروتها
يرون الورد أجمل
والسماء أكثر زرقة
أما أنا في هذه الليلة
فلست سوى تائه....
يتصرف بغرابة شديدة
ويبحث عن مكان دافي يسكب عنده ما تراكم من اشعاره وتوقه
آنستي انها الليلة التي أشعر فيها بوحدة كبيرة
لكنك سيدي انسان لطيف
كيف لم يطرق الحب بابك حتى هذه اللحظة
أجابها وهو ينظر صوب تلك الزهورالمجففة
في كل مره كنت اجرب خارطة الحب على مقاس احلامي
فالبس الحب كيفما اتفق
بفوضى عاشق خلع عقله عند أول مفترق طرق
بفوضى عاشق خلع عقله عند أول مفترق طرق
لاني آنستي لم أجد امرأة بمستوى حماقتي وجنوني
آنستي أنا لست سوى تائه بعثرت الوحدة حياته
شيء من الحزن طفا على وجهها
وقد عادت خصلة شعرها تغطي احدى عيناها
قالت لا أعرف مالذي يحدث لي ..!!
لكنك جعلت الامور تتسارع بشدة
وكل ما أعرفه الان
انني بحاجة أن أكمل هذه الليلة معك فحسب
أريد أن أستمر بسماعك .. أيها التائه
ورغم انها كانت تبتسم
لكن بريق دمعة لاح في داخل عينيها
ومع تلك الدمعة والابتسامة تسلل اليهما ذلك الشعور الغريب
الذي يدعى الحب
تلاقت عيونهما مرة اخرى
مرت لحظة من الصمت
ودون أن يشعر مد يده المرتعشة
أزال خصلة الشعر المنسدلة على عينها
لم ترمش حتى
استسلمت لنداء روحها
قالت لقد أسرتني أيها التائه
اقترب منها هامساً
ملاكي ...
لم أعد تائهاً
انتهت
علي موسى الحسين
التعديل الأخير: