نورااان
Well-Known Member
- إنضم
- 16 أبريل 2017
- المشاركات
- 2,987
- مستوى التفاعل
- 46
- النقاط
- 48
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تعـــرف عن القبر؟
1- صفة القبر الشرعي
لفضيلة الشيخ: نـدا أبـو أحـمــد
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
==================
تمهيد:
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهد اللهُ فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (سورة آل عمران: 102).
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } (سورة النساء: 1).
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا } (سورة الأحزاب: 70،71).
أما بعد...،
فإن أصدق الحديث كتاب الله –تعالى- وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
س: مـا هـو الْقَـبْـرُ؟
جـ: هو مكان دفن الموتى، أو هو مقر الميت في الأرض، ويقـال: المقبرة، وجمعها: مقابر، قال الله تعالى: { وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ } (التوبة: 84).
قال ابن الأثير ـ رحمه الله ـ في النهاية:
مادة ( قبر):
وهي مكان دفن الموتى، وتُضَمُّ باؤها وتُفْتَح.
والقبر يُسمَّى:
الجدث أو البرزخ.
قال تعالى:
{ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } (المؤمنون: 100).
نقل ابن كثير عن مجاهد أنه قال:
البرزخ: الحاجز بين الدنيا والآخرة.
ونقل ابن كثير أيضاً عن أبو صخر أنه قال:
البرزخ: المقابر، لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة.
وقال تعالى:
{ يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ } (المعارج: 43).
ـ الأجداث:
جمع جدث وهي القبور.
وقال تعالى:
{ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } (عبس: 21).
قال الرازي ـ رحمه الله ـ في مختار الصحَّاح:
أي جعله ممن يقبر لا ممن يُلْقَى حتى تأكله الكلاب.
وقال أبو عبيدة ـ رحمه الله ـ في المجاز:
" أقبره": أمر بقبره.
وقال يحيي الفراء ـ رحمه الله ـ في المعاني:
أقبره: جعله مقبوراً، وقبره: دفنه. (الفتح: 3/ 327).
مقدمة ...
لا شك أن القبر هي الدار التي يسكنها الإنسان قبل انتقاله إلى الدار الحقيقية والمثوى الأخير، وهي جنَّة نعيمها مقيم، أو نار عذابها أليم..
نسأل الله الجنَّة، ونعوذ بالله من النار.
ولقد انقسم الناس بالنسبة للقبر بين إفراط وتفريط
القسم الأول:
مَنْ أفرطوا فيها وزادوا في حقها، فعمدوا إلى تعلية القبور ورفعها أو تجصيصها -وهو طلي القبور- بل وصل الأمر إلى بنائها بالرخام، كما وصل الشطط إلى كسوة القبور بالقماش، وإيقاد السراج عندها.. وغير ذلك من الأمور التي تدل علي مخالفة هؤلاء للشرع، بل وصل الأمر بهؤلاء بعدما عظَّمُوا القبور أنهم عَظَّمُوا أهلها وغالوا فيهم إلى درجة العبادة فاتخذوها عيداً.
فمن الناس مَنْ يطلب من المقبور الغوث والنجاة من مصيبةٍ ألَمَّت به، ومن الناس مَنْ يذبح للمقبور، أو ينذر له، أو يطوف به، ومنهم مَنْ يستعين به في قضاء حوائجه، ومنهم مَنْ يستنجد بالمقبور ويدعوه من دون الله.
وقد قال الله -عز وجل- عن هؤلاء:
{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } (الأعراف: 194).
وقال بعد هذه الآية بآيتين:
{ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } (الأعراف:197).
وأما القسم الثاني:
وهم الذين فرَّطُوا في حقها، فجعلوا مصارف الحمَّامات عليها، أو يطؤها بالأقدام، أو يجلسوا عليها وقد نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي مَرْثَد الغَنَويِّ -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها".
وعند النسائي:
"لا تقعدوا علي القُبُور".
وقال ابن القيم -رحمه الله- كما في زاد المعاد:
وكان هديه -صلى الله عليه وسلم- أن لا تُهان القبور وتوطأ، وأن لا يُجلس عليها ويُتكأ عليها، ولا تُعظم بحيث تُتخذ مساجد فيُصلى عندها أو إليها، أو تُتخذ أعياداً وأوثاناً.
ولذلك نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تتخذ القبور في البيوت. أ هـ
بل وصل حد التفريط إلى أنهم يبنوا عليها، أو ينبشوها بلا مسوغ شرعي، وإذا ما نبشوها آذوا الموتى فكسروا عظامهم والنبي -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عن ذلك.
فقد أخرج أبو داود عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كسر عظم الميت ككسره حياً".
وفي رواية:
"إن كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً".
وغير ذلك من الأمور التي فيها امتهان للقبر أو المقبور.
ولذا كان لنا هذه الوقفة والكلام عن القبور ما بين المشروع والممنوع؛ لنعلم ما علينا تجاه القبور وأهلها فنفعله، وما يحرم علينا تجاه القبور وأهلها فنجتنبه ونحذره.