ماذا تقول عنِّي؟
هل لي وقد فارقت أن أسألا
ماظل في قلبك ممّا خلا؟
ركضاً على أقدامها ودّعت
أحلامنا المهد كمن هرولا
ومن ذرا الأنسِ رمانا النوى
وعاث في الأرجاء واستفحلا
واليوم أُبدي لفتةً لا أرى
ما يجبرُ الأشواق أن تخجلا
واخيبتي.إن دحرجت بعضها
تحيتي من دون أن تُقبلا
وقد غرست الحس في تربة
الـصق وأقررتُ الندى منهلا
كنا مزيجا حين نتلو الهوى
لم تدرِ من منّا به رتّلا
نخطب ودّ العطر من زهرة
فينتشي في دربنا جدولا
وننقش الأحلام وشماً على
شغافِ قلبينا بحبرِ العلا
هنيهةٌ أغرت بإمتاعِها
زهو الصِّبا فانقضَّ مستعجلا
ماذا تقول اليوم عنّي وقد
أصبحتُ ذكرى عاشقٍ مبتلى
غوايتي حنجرةٌ تمتمت
وألّفت وهج المنى المرسلا
ونزوتي لونٌ أعارَ الدجى
بنفسجيَّ الثوبِ واستقبلا
وشقوتي حرفٌ تمطّى على
وهْدِ شفاهي وابتنى هيكلا
ماذا تقول اليوم ؟..لن أجتدي
تكهناتي فهي لن تعدلا
فقل كما شئت ولن أتّقي
عُتباك ياصاح ولن أخذلا
فليس يدمي الصبَّ من أمسهِ
إن أكْثَرَ الإطراءَ أو عَذّلا
طرقتُ بابَ السعد ياهاجري
عشرين عاما دون أن أدخلا
واستنهضت حسي متاهاته
واستنزفت شعري دروس القلى
وسرت درباً موغلاً في المدى
آخره لا يبصر الأولا
وعدتُ بعد التيهِ في مهجتى
قناعة أولى بأن تنقلا
أكملت أشواطها عاقرا
في (بدل الضائع) لن تحبلا
طالع العقدي
