الطائر الحر
Well-Known Member
منذ أن بدأ تتبع بقع الشمس الداكنة بجدية، لاحظ البشر نمطا من السكون والنشاط يتكرر كل 11 عاما تقريبا (ناسا)
بعيدا عن أزمات كوكب الأرض، كانت شمسنا تعيش عاما هادئا إلى حد ما. وتؤكد نظرة فاحصة على نشاطها ما كان المتحمسون للشمس يشكون فيه منذ فترة، لقد دخل أقرب نجم لنا في دورة جديدة من حياته.
منذ أن بدأنا في تتبع بقع الشمس الداكنة بجدية، لاحظ البشر نمطا من السكون والنشاط يتكرر كل 11 عاما تقريبا. وقد كانت هناك 24 من هذه الدورات منذ أن تم تسجيل الملاحظات لأول مرة في منتصف القرن الثامن عشر.
الدورة 25
ووفقا للبيان الصادر عن لجنة مكونة من خبراء من وكالة ناسا (NASA) والإدارة الوطنية (الأميركية) للمحيطات والغلاف الجوي "نوا" (NOAA) ونشر على موقع الأولى يوم 15 سبتمبر/أيلول الجاري، فإن ديسمبر/كانون الأول 2019 يمثل بداية الدورة رقم 25.
يقول فريدريك كليت مدير مركز البيانات العالمي لمؤشر البقع الشمسية والأرصاد الشمسية طويلة المدى (World Data Center Sunspot Index and Long-term Solar Observations)، "نحتفظ بسجل مفصل للبقع الشمسية القليلة الصغيرة التي تشير إلى بداية الدورة الجديدة وظهورها".
ويضيف، وفق ما نقله تقرير موقع ساينس ألرت (Science Alert)، "هذه هي البشائر الضئيلة للألعاب النارية الشمسية العملاقة في المستقبل. فقط من خلال تتبع الاتجاه العام على مدى عدة أشهر يمكننا تحديد نقطة التحول بين دورتين".
في الممارسة العملية، تجعل الاختلافات في سلوك الشمس من المستحيل تحديد بداية جديدة حتى تمر تلك البداية. لقد تطلب الأمر غربلة البيانات الخاصة بالنشاط الشمسي من الأشهر الثمانية الماضية للتأكد من أن العام الماضي كان هادئا حد الملل.
هناك سجل مفصل للبقع الشمسية القليلة الصغيرة التي تشير إلى بداية الدورة الجديدة وظهورها (ناسا)
آليات وراء الدورات
على الرغم من قرون من التسجيل الدقيق لدورات الأحد عشر عاما، ما زلنا لا نمتلك معرفة بالآليات الكامنة وراء هذه الدورات التي نجحت بشكل كامل. فدورية النجوم أمر شائع جدا بالنظر إلى الكون، حيث تجد مجموعة متنوعة من الأجسام النابضة التي يبدو أنها تشتعل على فترات يمكنك ضبط ساعتك عليها تقريبا.
وأفضل ما يمكننا تحديده لأنماط شمسنا يتعلق بالتغيرات في مجالاتها المغناطيسية، وهي بدورها مدفوعة بتيارات معقدة من البلازما المتدفقة في أعماقها. بالضبط ما يدفع ويسحب هذه التيارات بهذه الطريقة الإيقاعية هو الجزء الذي نحتاج إلى اكتشافه، ولكن هناك إغراء لربطه بتواتر مماثل في مدارات الكواكب.
وكما يقول ليكا غوهاتاكورتا عالم الطاقة الشمسية في ناسا "عندما نخرج من الحد الأدنى للطاقة الشمسية ونقترب من الحد الأقصى للدورة 25، من المهم أن نتذكر أن النشاط الشمسي لا يتوقف أبدا، إن شكله يتغير مع تأرجح البندول".
وفي حين أن دورة الارتفاعات والانخفاضات تحدث على مدى 11 عاما، فإنها تمثل بدقة أكبر انعكاسا لدورة أكبر مدتها 22 عاما يتم تحديدها من خلال الانقلاب الكامل في قطبية الشمس. فكل 11 عاما تتبدل الأقطاب، وتعود إلى مكانها في نهاية الحلقة التالية.
https://www.youtube.com/watch?v=kBKJkU06ICQ&feature=emb_title
مراقبة بلا قلق
يمكن أن تساعدنا مراقبة هذه التحولات في التنبؤ بشكل أفضل بالطقس الفضائي، الذي تمليه إلى حد كبير اندفاعات البلازما المشحونة والإشعاع الذي يمكن أن ينفجر بشراسة في الفضاء، خاصة خلال فترات ذروة الطاقة الشمسية.
وسوف تمر حوالي 5 سنوات أخرى قبل أن نقول إننا في خضم المرحلة الأكثر عدوانية من الشمس. وهذا لا يعني أننا لا نحتاج إلى الاهتمام الآن.
وعلينا أيضا أن نراقب ما إذا كانت الدورة الشمسية 25 ستقدم عرضا أم لا، على الرغم من أنه من غير المحتمل أن تكون متفجرة. وقد كانت الدورة 24 هادئة نسبيا بالمقارنة مع الدورات السابقة التي كانت أقوى إلى حد ما من المعتاد.
اندفاعات البلازما المشحونة والإشعاع يمكن أن ينفجرا بشراسة في الفضاء (المرصد الشمسي الوطني بالولايات المتحدة)
يقول دوج بيسكر الرئيس المشارك للجنة وعالم الفيزياء الشمسية في مركز التنبؤ بالطقس الفضائي في كولورادو (NOAA's Space Weather Prediction Center)، "لمجرد أنها دورة شمسية أقل من المتوسط، لا يعني ذلك أنه لا يوجد خطر من حدوث طقس فضائي شديد".
ويضيف أن "تأثير الشمس على حياتنا اليومية حقيقي وموجود". لكن من المفيد أن تكون واقعيا بشأن ماهية هذا التأثير، فهنا على سطح الأرض أنت محمي بعدة كيلومترات من الغلاف الجوي، وبالكاد يمكن ملاحظة الدورات الشمسية.
وإذا كنت محظوظا، فقد ترى انتعاشا طفيفا في نشاط الشفق القطبي خلال فترات ذروة الطاقة الشمسية.
المصدر : الصحافة الأسترالية