أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ماظنك بأثنين الله ثالثهما

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
312,327
مستوى التفاعل
43,417
النقاط
113
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
شرح حديث أبي بكر: (( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ))
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عَنْ أبي بكرٍ الصدِّيقِ رضي الله عنه عبدِ اللهِ بنِ عُثْمانَ بنِ عامرِ بنِ عُمَر بنِ كعبِ بن سعد بن تَيْمِ بن مُرَّةَ بنِ كعب بن لُؤيِّ بن غالبٍ القُرشيِّ التَّيْميِّ رضي اللهُ عنه - وهو وأبوه وأمُّه صحابةٌ، رضي اللهُ عنهم - قال: نظرتُ إلى أقدامِ المشركين ونحن في الغارِ وهُمْ على رؤوسِنا فقُلتُ: يا رسولَ الله لو أنَّ أحدَهم نظر تحت قدَميْه لأبْصَرَنا. فقال: «ما ظَنُّكَ يا أبا بكرٍ باثنينِ اللهُ ثالثُهُما». متَّفقٌ عليه.



قال العلَّامةُ ابن عثيمين - رحمه الله -:

قوله: «ما ظَنُّك يا أبا بكرٍ باثْنينِ اللهُ ثالثُهُما» أي: ما ظَنُّك، هل أحدٌ يقدر عليهما أو ينالُهما بسوٍء؟ وهذه القصَّةُ كانت حينما هاجر النَّبيُّ صلَّي اللهُ عليه وسلَّم من مَكَّةَ إلى المدينةِ، وذلك أنَّ رسول الله صلي الله عليه وسلم لما جهَر بالدعوةِ، ودعا الناس، وتبعوه، وخاف المشركون، وقاموا ضد دعوتِه، وضايقوه، وآذوه بالقول وبالفعل، فأذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة، ولم يصحَبْه إلَّا أبو بكر رضي الله عنه، والدليل، والخادم، فهاجر بأمر الله، وصحبه أبو بكر رضي الله عنه.



ولما سمع المشركون بخروجه من مكةَ، جعلوا لمن جاء به مائتي بعيرٍ، ولمن جاء بأبي بكرٍ مائة بعير، وصار الناس يطلبون الرجلين في الجبال، وفي الأودية وفي المغارات، وفي كلِّ مكان، حتى وقفوا علي الغار الذي فيه النبيُّ صلي الله عليه وسلم وأبو بكر، وهو غار ثَوْرٍ الذي اختفيا فيه ثلاث ليالٍ؛ حتى يبردَ عنهما الطلبُ، فقال أبو بكرٍ رضي الله عنه: يا رسولَ الله لو نظر أحدُهم إلى قدميه لأبْصَرَنا، لأننا في الغار تحته، فقال: «ما ظنُّك باثنينِ اللهُ ثالثُهما». وفي كتابِ الله أنَّه قال له: ﴿ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: من الآية40]، فيكونُ قال الأمْرَينِ كلاهما، أي: قال: «ما ظَنُّك باثنينِ اللهُ ثالثُهما»، وقال: ﴿ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾.



فقوله: «ما ظَنُّك باثنينِ اللهُ ثالثُهما» يعني: هل أحدٌ يقدرُ عليهما بأذيَّةٍ أو غير ذلك؟ والجوابُ: لا أحدَ يقدرُ، لأنَّه لا مانع لما أعْطَى الله ولا مُعطي لما منع، ولا مُذِلَّ لمن أعزَّ ولا مُعزَّ لمن أذلَّ: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26]. وفي هذه القصَّةِ: دليلٌ علي كمالِ توكُّلِ النبيِّ صلي الله عليه وسلم على ربِّه، وأنَّه مُعتمِدٌ عليه، ومُفوِّض إليه أمرَه، وهذا هو الشاهدُ من وضع هذا الحديثِ في باب اليقين والتَّوكُّلِ.

وفيه دليل علي أنَّ قصة نسج العنكبوت غير صحيحة، فما يوجد في بعض التواريخ، أن العنكبوت نسَجتْ علي باب الغار، وأنَّه نبتَ فيه شجرة، وأنَّه كان علي غُصنها حمامة، وأن المشركين لما جاءوا إلي الغار قالوا هذا ليس فيه أحد، فهذه الحمامة علي غصن شجرة علي بابه، وهذه العنكبوت قد عششت علي بابه، كل هذا لا صِحَّةَ له، لأنَّ الذي منع المشركين من رؤيةِ النبيِّ صلي الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر ليستْ أمورًا حسيَّة - تكون لها ولغيرها - بل هي أمور معنوية، وآيةٌ من آيات اللهِ عزَّ وجلَّ، حجب الله أبصار المشركين عن رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام، وصاحبه أبي بكرٍ رضي الله عنه، أما لو كان أمور حسية، مثل العنكبوت التي نسجت، والحمامة، والشجرة، فكلُّها أمور حسية، كلٌ يختفي بها عن غيره، لكن الأمرَ آيةٌ من آيات الله عزَّ وجلَّ، فالحاصلُ أنَّ ما يُذكر في كتبِ التاريخ في هذا لا صحَّة له، بل الحقُّ الذي لا شك فيه، أنَّ الله - تعالى - أعمي أعين المشركين عن رؤية النبي صلي الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه في الغار. والله الموفق.

المصدر: «شرح رياض الصالحين»
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,287,483
مستوى التفاعل
47,374
النقاط
113
شكرا على الجهود المبذولة
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,287,483
مستوى التفاعل
47,374
النقاط
113
شكرا على الجهود المبذولة
 

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
312,327
مستوى التفاعل
43,417
النقاط
113
شكرا
استاذ محمد شمس
على المرور الطيب
وفقك الله
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )