ما أثر قيمة الصبر في حياة النبي محمد
\
ما أثر قيمة الصبر في حياة النبي محمد
أن الناس دخلوا في دين الله أفواجا .أن الصبر جزء لا يتجزأ من حياة النبي صلى الله عليه وسلم من بداية حياته ومواجهته للمشركين في مكة والمنافقين في المدينة، والصبر على البلاء وموت أبناءه وجده وزوجته ام المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، فالمواقف الصبر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة جدًا، ولكن دائمًا ما يتسائل المسلمون أو من يود أن يعرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ما أثر قيمة الصبر في حياة النبي، وبما أن المواقف كثيرة جدًا ولا يمكن سردها جميعها.
حيث أن عبء الدعوة الكبير كان بحاجة إلى جهد أكبر منه بكثير، ف مع كثرة المشقات والعوائق الكثيرة كان من الممكن أن يهلك الشخص، لولا أن الله عز وجل ثبت الرسول بالصبر، حيث أن لو الرسول كمثل البشر ينتابه ما ينتابنا لضعف، ولذلك جاءت الآيات الكريمة من الله عز وجل تثبيتًا لقلب الرسول صلى الله عليه وسلم وفيما يلي سوف نقوم بسرد بعض الآيات التي خاطب فيها الله عز وجل نبيه الكريم لكي يحثه على الصبر والاحتساب، وإليك هي:
- (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ).
- (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ).
- (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ).
- (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ).
- (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ).
- (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ).
- (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا ).
- (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ).
- (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ).
- (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ).
- (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ).
- (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ).
- (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ).
قصص عن الرسول عن الصبر
هناك العديد من قصص عن الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصبر، ومن ضمن تلك القصص يحضرنا قول خباب بن الأرت رضي الله عنه أنه قال:
(وإذا (شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا قال، كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون ).
بالإضافة إلى صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على موت أحبابه، لقد عانى النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من فقدان الأحباب بداية من موت أبيه عبدالله بن عبد المطلب وهو جنين في بطن أمه وقيل وهو بن ستة أو سبعة أشهر، ثم موت أمه آمنة وهو في سن الست سنوات، من ثم ذهب للعيش مع جده عبد المطلب حتى توفى الجد والنبي في سن الثماني سنوات، فذهب حينها للعيش مع عمه أبو طالب حتى أصبح شابًا.
ومن ثم في عمر الثامن والأربعين تقريبًا توفي عمه أبو طالب وفي نفس العام توفيت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها، وحزن حينها الرسول حزنًا كبيرًا حتى سمى هذا العام بعام الحزن، وعمه حمزة بن عبد المطلب وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحبه حبًا جمًا، كل ذلك بالإضافة إلى فقد لأولاده إبراهيم وقاسم، وحتى بناته رقية وأم كلثوم وزينب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبقى سوى فاطمة الزهراء.
ومع كل ذلك ظل النبي صابرًا محتسبًا حزنه عند الله عز وجل وما قال سوى قول إبراهيم عليه السلام عند موت ابنه، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون، ولقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الصبر والاحتساب فقال أن الله عز وجل يقول: (ما لعبدي المؤمن عندي جزاء، إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة).
كما قال أيضًا صلى الله عليه وسلم أن ما من مسلم تصيبه مصيبة، حتى يقول ما أمره الله به وهو إنا لله وإنا إله راجعون، اللهم ائجرني في مصيبتي وأخلف عليٌ خيرًا منها حتى أخلف الله عز وجل عليه خيرًا منها خير. [1]
صبر الرسول على الجوع
كان هناك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نوع أخر من الصبر وهو الصبر على الجوع، وذلك يعلمنا نحن اآن كمسلمين ما أثر قيمة الصبر في حياة النبي محمد، والتي تتفرع إلى عدة فروع مثل الصبر على الفقر، والصبر على الجوع والمرض والخوف، فعند قراءة السيرة النبوية كاملة سوف نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم صبر في جميع مراحل حياته دون أن يجزع، فكان الصبر هو ضيا حياة النبي في عز محنة الابتلاءات والخوف والجوع وموت الأحباب ونقص الأموال، فكان الصبر في تلك اللحظة ضياء حياة وسكينة.فكان صلى الله عليه وسلم من أكثر الناس صبرًا على الأذى والجوع ولقد ثُبت في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ربط حجر على بطنه الشريفة من شدة الجوع، ومنها أحاديث مثبت وصريحه بإسناد عن الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه أنه قال فيما معنى القول أنه عند حفر الخندق أصاب النبي حينها هو وأصحابه جوع شديد وفي تلك اللحظة ربط النبي صلى الله عليه وسلم حجر على بطنه الشريفة.
كما أن هناك ما رواه الإمام مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: (جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فوجدته جالساً مع أصحابه يحدثهم وقد عصب بطنه بعصابة، قال أسامة وأنا أشك على حجر، فقلت لبعض أصحابه لم عصب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطنه؟ فقالوا من الجوع )،وكذلك ما رواه الطبراني في معجمه الكبير والأوسط عن أنس رضي الله عنه قال: (أتى أبو طلحة أم سليم، وهي أم أنس، وأبو طلحة رابُّه، فقال عندك يا أم سليم شيء فإني مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء وقد ربط على بطنه حجراً من الجوع ).
ومن خلال دراسة تلك الحيد نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان صابرًا، ومصمم على الشعور بما يشعر به أصحابه فكان من الممكن أن يمارس سلطته كرسول ونبي الله ويأكل ويشرب ولا يصبر على شيء، خاصًة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان باستطاعته أن يسأل الله من فضله ولا يصبر على الجوع والعطش والصبر، ولكنه لم يفعل ذلك وفضل العيش بتقشف مراعاًة لشعور أصحابه وتواضعًا منه صلوات ربي وسلامه عليه. [2]
صبر النبي محمد
هناك الكثير من المواقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ضمنها ما تعرض فيها لأذى جسدي وصبر واحتسب، والأذى حينها لم يكن جسدي فقط بل نفسي لأنه آتي من قبيلته وأهله وعشيرته، فكان من ضمن المواقف المؤلمة حين سأل عروة بن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص عن أكثر شيء فعله المشركين بنبي الله فقال له أن أشد شيء هو حين كان النبي يصلي في حجر الكعبة، ومن ثم جاء عقبة بن أبي معيط، وقام بوضع ثوبه على عنق الرسول وخنقه به خنقًا شديدًا، حتى أقبل سيدنا أبي بكر الصديق فأخذ بمنكبه ودفعه بعيدًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال لهم أتقتلون رجلًا يقول ربي الله.وفي موقف آخر كان في يوم يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم عند البين ومن ثم جاء أبو جهل وأصحابه فقالوا: (أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فجاء به، فانتظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه على ظهره بين كتفيه، فجعلوا يضحكون ويميل بعضهم على بعض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره الأذى ). [3]
