أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

سما العراق

Well-Known Member
إنضم
28 يونيو 2020
المشاركات
13,633
مستوى التفاعل
52
النقاط
48




5eb6a2062250c.jpg
قال تعالى في سورة آل عمران: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء * فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾[1].
كيف يطلبُ نبيُّ الله زكريا(عليه السلام) من ربّه الذّريَّة, وحين يستجيبُ اللهُ (عزَّ وجل) لدعائه, يسألُه كيف وأنَّى ؟ ثم يأخذُ في شرح أحواله وأحوال زوجته المانعة من الإنجاب؟ فإذا كان يعلمُ أنَّه بهذه الحال وانَّ الإنجاب متعذِّرٌ في حقِّه فلماذا يسأل الله تعالى؟
الاستفهامُ الذي صدَر عن نبيِّ الله زكريَّا (عليه السلام) لم يكن للتّعبير عن الاستبعاد لقدرة الله على استجابة الدَّعوة التي دعا بها ربَّه وإنَّما هو لغرض التَّعبير عن الاستعظام لقدرة الله تعالى بقرنية أنَّ زكريَّا ذكر ما عليه من حالٍ في صلب دعائه في سورة مريم: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا[2].
فرغم أنَّه كان يُدرك من نفسه أنَّه شَيخٌ كبيرٌ وأنَّ زوجته عقيم إلا أنَّه مع ذلك دعا ربَّه أنْ يَرزُقَهُ ولدًا، فلو أنَّه لم يكن موقنًا بقدرة الله (عزَّ وجل) على استجابة دعائه لكان تصدِّيه للدّعاء عبثيًّا. وذلك يُمثِّل قرينةً واضحةً على أنَّ الاستفهام الذي صَدَرَ عنه بعد استجابة دعائِهِ لم يكن استبعادًا وإنَّما كان للتّعبير عن الاستعظام لقُدرة الله تعالى، فمساق الاستفهام الوارد في الآية الشَّريفة هو مساقُ قولنا لمن ظَلمناه وهو مقتدرٌ على ردَّ ظُلامته إلا أنَّه عفا: "كيف عفوتَ عنَّي وقد أسأتُ إليك؟"، فهذا الاستفهام إنَّما هو لغرض التَّعبير عن الإعجاب وليس لغرض استبعاد صدور العفو منه، فلأنَّ مقتضى الطَّبيعة هو انتقام المظلوم ممَّن ظلمه إذا تمكَّن من ذلك، فإذا عفا المظلوم عمَّن ظلَمه كان ذلك مُوجبًا للاستغراب والإعجاب.
وكذلك الحال في المقام فلأنَّ طبيعة الأمر أنَّ الشَّيخ الكبير والمرأة العقيم لا يُمكن عادةً أن يُنجبا ذُرِّيَّةً، فإذا وقع ذلك منهما استغربا وأصبح الاستعظامُ لقدرة الله تعالى حاضرًا في نفسيهما بعد أنْ كان مركوزًا، وذلك ما يدعوهما للتَّعبير عن الاستعظام المشوب بالاستغراب رُغم أنَّهما كانا يُدركان القُدرة الإلهيَّة على ذلك إلا أنَّ طبيعة النفس الإنسانيَّة هي الانسياق مع هذا الشُّعور والتَّعبير عنه بمجرَّد حصول الأمر الغريب.
فثمَّة شعورٌ بالالتذاذ والأُنس والاستعظام تمتزج جميعًا في النَّفس فتنساقُ النَّفس للتّعبير عنه بالاستفهام الذي يستبطنُ التَّعظيم والامتنان، فشأنُ المقام شأنُ من أُعطي جائزةً عظيمةً لا يُعطى مثلها عادةً لمثله فهو يُعبِّر عن ابتهاجه واستكثاره لهذه المِنحة بالاستفهام وأنَّه كيف مُنح هذه الجائزة والحال أنَّها لا تُمنح لمثلِه، فالعرفُ يفهمُ من هذا الاستفهام انَّه نحوٌ الشُّكْرَ للمانح والامتنان والاستعظام لسخائه. هذا وقد ذُكِرَ احتمالانِ آخران لمعنى الاستفهام في الآية الواردة على لسانه (عليه السلام).
الاحتمال الأول: أنَّ الله (عزَّ وجل) لمَّا أخبره باستجابته لدعائه وأنَّه سيرزُقُه بولدٍ اسمه يحيى سأل ربَّه عن كيفيَّة ذلك ؟ وهل سيكون الولد الذي سيمنحه إيّاه فهل سيكون ذلك من زوجته العقيم أم من زوجة أخرى ؟ فجاءه الجواب ﴿كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء[3]، فعلِمَ أنَّ الولد الذي سيمنحه إيَّاه سيكون من زوجته العقيم.
والاحتمال الثاني: أنَّ اللهَ تعالى لما أخبره باستجابة دعائه وأنَّه سيهبُه ولدًا اسمُه يحيى سأل ربَّه عن كيفيَّة ذلك وهل سيمنحه الولد بعد أن يُرجعه وزوجته شابَّين ويرفع العُقم عن زوجتِهِ أو سيمنحه إيَّاه وهو على هذه الحال؟ فجاء الجواب: ﴿كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء﴾، فعلِم أنَّ الله (عزَّ وجل) سيمنحُه يحيى (عليه السلام) وهو على شَيخُوختِه ومن زوجتِه التي كانت عقيمًا.
الباحث الاسلامي الشيخ محمد صنقور
 
إنضم
1 يوليو 2020
المشاركات
780
مستوى التفاعل
12
النقاط
18
الإقامة
Iraq
رد: ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

جزاك الله الف خير
يعطيك العافية
 

قيثارة الهوى

Well-Known Member
إنضم
11 مايو 2020
المشاركات
6,067
مستوى التفاعل
154
النقاط
63
رد: ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

جزاكم الله خيراً
وجعله بميزان حسناتكم
دام عطائكم
 

عطري وجودك

Well-Known Member
إنضم
5 أغسطس 2019
المشاركات
81,739
مستوى التفاعل
2,771
النقاط
113
رد: ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

جزآكـ الله كل خ ـير على هذا الطرح الطيب
وجعله الله في ميزان حسنآتكـ.
بآركـ الله فيكـ على المجهود
ودي وأحترامي
 

البرآق

نبض آخر
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
30,189
مستوى التفاعل
493
النقاط
83
رد: ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

بارك الله فيك
بورك نبضك
 

فتنةة العصر

رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
إنضم
7 أغسطس 2015
المشاركات
1,313,674
مستوى التفاعل
176,024
النقاط
113
الإقامة
السعودية _ الأحساء ♥️
رد: ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

ابداع راقي ومميز
 

سعد العراقي راقي

قرب شاطىء العذوبة
إنضم
10 سبتمبر 2017
المشاركات
361,404
مستوى التفاعل
7,062
النقاط
113
الإقامة
العراق
رد: ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

جزاك الله خير
شكرا لك
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,289,069
مستوى التفاعل
47,673
النقاط
113
رد: ما الغرض من الاستفهام في قوله (عزَّ وجل) ﴿أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ﴾

لجهودكم باقات من الشكر والتقدير
على المواضيع الرائعه والجميلة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )