ابو مناف البصري
المالكي
ما معنى الفرث ؟
ووردت لفظة ( الفرث) في القران الكريم ( نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ ) والفرث هو السرجين او السرقين الذي لا زال في كرش الحيوانات ذوات الحافر مثل (الغنم والبقر والمعزى والخيل والجاموس)
والسرجين او السرقين ، كلمة فارسية انتقلت الى العربية عن طريق العراق وكان اصلها ( سركين ) يقابلها في اللغة العربية ( الروث) والروث هو افرازت كل حيوان له حافر . ولان البقر والجاموس لا يعيش في الصحراء العربية ويكثر في العراق ولكثرة إختلاط الشعب العراقي مع الشعب الفارسي اطلقت تسمية ( السرجين) على افرازات البقر والجاموس.
وللشعب العراقي الجنوبي قصة حياة مع السرجين ، ولا توجد امرأة جنوبية لم تلامس يداها الطاهرتان الجميلتان السرجين ، وقد يخجل الكثيرون من هذا التاريخ الذي عاشه اجدادنا .
فالسرجين هو النفط الجنوبي الذي كان يعيش عليه اجدادنا وجداتنا وكذبَ كل من انكر السرجين او خجل منه ، لان دلال قهوتنا تغلي بنار السرجين ، ونكرم ضيوفنا باكل طبخته جداتنا على ناره ، وكانت مضايفنا تدفىء (خطارها ) بنار السرجين ، والبيت الذي ليس فيه سرجين يبقى يعيش تحت خط الفقر لان السرجين يعني وجود حيوانات ومن لايمتلك بقرة ولا شاة ولا جاموسة فهو فقير معدم .
والسرجين تجمعه النساء في الشتاء كعجينة غير متجانسة على شكل قبة صغيرة تسمى ( الكرزل) ، وهذا الكرزل هو طريقة لخزن (السرجين) في فصل الشتاء الى فصل الربيع حيث يتم فتح او كسر هذه الكومة من السرجين ونقعها بالماء وعجنها لعمل اقراص تسمى هذه الاقراص ( مطّال) وسبب التسمية هو انك عندما تصرع شخصا او(تماطله) وتطرحه ارضا فيقولون فلان ( مطل) فلان ومطله معناها مدده على الارض ، واصلها في اللغة العربية من احماء الحديد وطرقه وتمديده من اجل صناعة ادوات منه.
والمطل في الوعود معناه ( تمديد الوعود واطالتها ) /فالسرجين الذي تعجنه المرأة وتضربه بيديها ليمتد على شكل اقراص دائرية على الارض يسمونه ( مطّال) ، وبعدها تتركه ليجف ويتم تجميعه كذلك على شكل قبه وتسمى ( گبه المطال) وتستخدمها كوقود للطبخ والخبز والتدفئه في فصل الشتاء القادم.
وسرجين البقر او الجاموس اذا بقي ولم تجمعه النساء وجف على الارض يسمونه ( اليلّه ) او ( الجلّه) والجله او اليله اصلها عربي و ( الجله) هي افرازات البقر او الجاموس الجافة وفي القواميس معنى الجلة (البعر)
لذلك قالت شاعرة شعبية جنوبية باللهجة الشعبية:-
(ريت الحبايب لگط يلّه )
(ولگط نهار الگيض كله)
والشاعرة هنا تتمنى ان حبايبها كثيرات بقدر كثرة ( اليله ) وتلتقط منهن طوال نهار الصيف واختارت نهار الصيف لان الصيف نهاره طويل وبهذا تكون حبايبها كثيرات وجيدات لانها هي التي لگطتهن لگط
والجلّه او اليلّه لها معانٍ كثيرة: ومنها ( الزنبيل الكبير ) الذي يصنع من الخوص. والجلال (اليلال) هو غطاء ظهر الفرس من اجل حمايتها من الحرارة والبرد والحشرات ، وقد كتبت انا بيت من الابوذيه في هذه المعاني :-
عله إظهور الچلاب اسروج ....ويلال
وعلى ظهر الكحيله إعدول ... ويلال
دهري للعَمه المكفوف ... وي لال
ونه ابظلمه وعواثيري إتحيط بيه
-الصور كلها بكامرتي والحروف كلها بقلمي -
(عبدالعظيم العجلي ٢٠٢٤/١/٢٠)
ووردت لفظة ( الفرث) في القران الكريم ( نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ ) والفرث هو السرجين او السرقين الذي لا زال في كرش الحيوانات ذوات الحافر مثل (الغنم والبقر والمعزى والخيل والجاموس)
والسرجين او السرقين ، كلمة فارسية انتقلت الى العربية عن طريق العراق وكان اصلها ( سركين ) يقابلها في اللغة العربية ( الروث) والروث هو افرازت كل حيوان له حافر . ولان البقر والجاموس لا يعيش في الصحراء العربية ويكثر في العراق ولكثرة إختلاط الشعب العراقي مع الشعب الفارسي اطلقت تسمية ( السرجين) على افرازات البقر والجاموس.
وللشعب العراقي الجنوبي قصة حياة مع السرجين ، ولا توجد امرأة جنوبية لم تلامس يداها الطاهرتان الجميلتان السرجين ، وقد يخجل الكثيرون من هذا التاريخ الذي عاشه اجدادنا .
فالسرجين هو النفط الجنوبي الذي كان يعيش عليه اجدادنا وجداتنا وكذبَ كل من انكر السرجين او خجل منه ، لان دلال قهوتنا تغلي بنار السرجين ، ونكرم ضيوفنا باكل طبخته جداتنا على ناره ، وكانت مضايفنا تدفىء (خطارها ) بنار السرجين ، والبيت الذي ليس فيه سرجين يبقى يعيش تحت خط الفقر لان السرجين يعني وجود حيوانات ومن لايمتلك بقرة ولا شاة ولا جاموسة فهو فقير معدم .
والسرجين تجمعه النساء في الشتاء كعجينة غير متجانسة على شكل قبة صغيرة تسمى ( الكرزل) ، وهذا الكرزل هو طريقة لخزن (السرجين) في فصل الشتاء الى فصل الربيع حيث يتم فتح او كسر هذه الكومة من السرجين ونقعها بالماء وعجنها لعمل اقراص تسمى هذه الاقراص ( مطّال) وسبب التسمية هو انك عندما تصرع شخصا او(تماطله) وتطرحه ارضا فيقولون فلان ( مطل) فلان ومطله معناها مدده على الارض ، واصلها في اللغة العربية من احماء الحديد وطرقه وتمديده من اجل صناعة ادوات منه.
والمطل في الوعود معناه ( تمديد الوعود واطالتها ) /فالسرجين الذي تعجنه المرأة وتضربه بيديها ليمتد على شكل اقراص دائرية على الارض يسمونه ( مطّال) ، وبعدها تتركه ليجف ويتم تجميعه كذلك على شكل قبه وتسمى ( گبه المطال) وتستخدمها كوقود للطبخ والخبز والتدفئه في فصل الشتاء القادم.
وسرجين البقر او الجاموس اذا بقي ولم تجمعه النساء وجف على الارض يسمونه ( اليلّه ) او ( الجلّه) والجله او اليله اصلها عربي و ( الجله) هي افرازات البقر او الجاموس الجافة وفي القواميس معنى الجلة (البعر)
لذلك قالت شاعرة شعبية جنوبية باللهجة الشعبية:-
(ريت الحبايب لگط يلّه )
(ولگط نهار الگيض كله)
والشاعرة هنا تتمنى ان حبايبها كثيرات بقدر كثرة ( اليله ) وتلتقط منهن طوال نهار الصيف واختارت نهار الصيف لان الصيف نهاره طويل وبهذا تكون حبايبها كثيرات وجيدات لانها هي التي لگطتهن لگط
والجلّه او اليلّه لها معانٍ كثيرة: ومنها ( الزنبيل الكبير ) الذي يصنع من الخوص. والجلال (اليلال) هو غطاء ظهر الفرس من اجل حمايتها من الحرارة والبرد والحشرات ، وقد كتبت انا بيت من الابوذيه في هذه المعاني :-
عله إظهور الچلاب اسروج ....ويلال
وعلى ظهر الكحيله إعدول ... ويلال
دهري للعَمه المكفوف ... وي لال
ونه ابظلمه وعواثيري إتحيط بيه
-الصور كلها بكامرتي والحروف كلها بقلمي -
(عبدالعظيم العجلي ٢٠٢٤/١/٢٠)