العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الاطهار
ما المقصود بـ حي على خير العمل..
المقصود بخير العمل هو الصلاة، وهي جزء من الأذان والإقامة، [1] ومعناها الآخر هو الولاية لأهل البيت عليهم السلام.[2]
جزئيتها في الأذان
لقد وردت مجموعة من الروايات التي نقلها الشيعة وأهل السنة، والتي تدل على أن (حي على خير العمل) جزء من الأذان، ومنها:
في مصادر الشيعة
لقد أجمع فقهاء الشيعة على جزئيّة حيَّ على خير العمل في الأذان، على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنها تقع بعد «حي على الفلاح»، [3] وذلك بناءً على الروايات الكثيرة الواردة من أهل البيت عليهم السلام، الدالة على ذلك، منها:
رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَكُلَيْبٌ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: ”أَنَّهُ حَكَى لَهُمَا الْأَذَانَ فَقَالَ- اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ...“.[4]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِعليه السلام عَنِ الْأَذَانِ فَقَالَ: ”تَقُولُ- اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ- اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ- حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ“.[5]
روي عن الإمام علي عليه السلام، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إعلموا: أن خير أعمالكم الصلاة، وأمر بلالاً أن يؤذن: حي على خير العمل.[6] وغيرها من الروايات الكثيرة التي أشارة إلى أنها جزء من الأذان.
في مصادر أهل السنة
لقد أنقسم أهل السنة في هذه المسألة، إلى فريقين:
الأول: صرّح بأن حي على خير العمل كانت جزء من الأذان في عهد رسول الله صلى الله الله عليه وآله وسلم.
الثاني: أشار إلى أن الصلاة خير من النوم وضعها عمر بن الخطاب في الأذان،[7] ولقد تعددت الروايات عن الصحابة عند أهل السنة، على أنها جزء من الأذان منها:
عبد الله بن عمر: عن نافع قال: كان ابن عمر يُكبّر في النداء ثلاثاً ويشهد ثلاثاً وكان أحياناً إذا قال حي على الفلاح قال على أثرها: حي على خير العمل.[8]
زيد بن أرقم: في كتاب نيل الأوطار، عن المحبّ الطبري في إحكام الأحكام: أنّ زيد بن أرقم كان يؤذّن بـ حيّ على خير العمل.[9]
بلال الحبشي: كان يؤذّن بالصبح فيقول: حيَّ على خير العمل.[10]
سهل بن حنيف: أنه كان إذا أذن قال: حي على خير العمل، [11] وغيرها من الأحاديث.
حذفها من الأذان
لقد ذُكرت عدة أسباب في حذف حي على خير العمل من الأذان، من قبل عمر بن الخطاب، وأستبدالها بـالصلاة خير من النوم، منها:
عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبِرْنِي لِأَيِّ شَيْءٍ حُذِفَ مِنَ الْأَذَانِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ، قَالَ أَرَادَ عُمَرُ بِذَلِكَ أَلَّا يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَى الصَّلَاةِ، وَيَدَعُوا الْجِهَادَ، فَلِذَلِكَ حَذَفَهَا مِنَ الْأَذَانِ.[12]
عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام عَنْ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ لِمَ تُرِكَتْ مِنَ الْأَذَانِ، فَقَالَ: تُرِيدُ الْعِلَّةَ الظَّاهِرَةَ أَوِ الْبَاطِنَةَ قُلْتُ أُرِيدُهُمَا جَمِيعاً، فَقَالَ: أَمَّا الْعِلَّةُ الظَّاهِرَةُ فَلِئَلَّا يَدَعَ النَّاسُ الْجِهَادَ اتِّكَالًا عَلَى الصَّلَاةِ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ الْوَلَايَةُ، فَأَرَادَ مَنْ أَمَرَ بِتَرْكِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ مِنَ الْأَذَانِ أَلَّا يَقَعَ حَثٌّ عَلَيْهَا وَدُعَاءٌ إِلَيْهَا.[13]
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كان الأذان بحي علغŒ خير العمل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبه أمروا في أيام أبي بكر، وصدرا من أيام عمر، ثم أمر عمر، بقطعه وحذفه من الأذان والإقامة، فقيل له في ذلك، فقال: إذا سمع الناس أن الصلاة خير العمل تهاونوا بالجهاد وتخلفوا عنه.[14]
الصلاة خير من النوم:
لم تكن هذه العبارة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأول من جعلها في الأذان عمر بن الخطاب، ويطلق عليها (التثويب)، وهي أن يقال في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم، قال مالك بن أنس في كتاب الموطأ، أنه بلغه أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائما، فقال: الصلاة خير من النوم فأمره عمر: أن يجعلها في نداء الصبح.[15] وعن ابن عمر قال: أن عمر قال لمؤذنه: إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل: الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم.[16] وعن مجاهد قال: كنت مع ابن عمر فسمع رجلا يثوب في المسجد فقال: أخرج بنا من عند هذا المبتدع.[17]
حي على خير العمل شعار الشيعة
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: كَانَ ابْنُ النَّبَّاحِ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ- حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ فَإِذَا رَآهُ عَلِيٌّ عليه السلام قَالَ: مَرْحَباً بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا وَبِالصَّلَاةِ مَرْحَباً وَأَهْلًا.[18]
لقد كانت هذه العبارة شعاراً عند الإمامية والزيدية والإسماعيلية في ثوراتهم.
في ثورة الحسين بن علي، صاحب فخ، صعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عند موضع الجنائز، فقال للمؤذن: «أذّن بحي على خير العمل» فلما نظر إلى السيف بيده أذن بها، وسمعه والي المدينة فأحس بالشر.[19]
وقال الحلبي: «وذكر بعضهم: أن في دولة بني بويه كانت الرافضة تقول، بعد الحيعلتين: حي على خير العمل، فلما كانت السلجوقية، منعوا المؤذنين من ذلك، وأمروا أن يقولوا في أذان الصبح بدل ذلك: الصلاة خير من النوم، مرتين».[20]
الفاطميون، حينما دخلوا مصر كانوا، يقولون في أذانهم بعد الحيعلتين: حي على خير العمل، يقولونها مرتين،[21]
كما تقولها الزيدية في أذانهم، بمكة والمدينة في غير أيام الحج، وكذلك بصعدة أيضاً وغيرها من أرض اليمن».[22]
قال ابن كثير، وهو يتحدث عن شروط الشيعة على والي حلب لإعانتهم إياه على صلاح الدين: «إن الروافض شرطوا عليه إعادة حي على خير العمل في الأذان، وأن ينادى في جميع الجوامع والأسواق، ويستخلص لهم الجامع وحدهم، وينادى بأسامي الأئمة الاثني عشر عليهم السلام».[23]
الهوامش
حيدر، الإمام الصادق، م 3، ص 296.
الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 368، ح 4.
المرتضى، الانتصار، ص 137.
الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 290.
الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 2، ص 59.
حيدر، الإمام الصادق، م 3، ص 296.
الأصبحي، موطأ مالك، ج 1، ص 72.
البيهقي، السنن الكبرى، ج 1، ص 624.
الشوكاني، نيل الأوطار، ج 2، ص 19.
المتقي الهندي، كنز العمال، ج 8، ص 342، ح 23174.
المظفر، دلائل الصدق، ج 3، ص 100.
الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 368، ح 3.
الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 368، ح 4.
القاضي النعماني، دعائم الإسلام، ج 1، ص 142.
الأصبحي، موطأ مالك، ج 1، ص 72.
المتقي الهندي، كنز العمال، ج 8، ص 355، ح 23242.
المتقي الهندي، كنز العمال، ج 8، ص 357، ح 23250.
الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 288، ح 890.
الأصبهاني، مقاتل الطالبيين، ص 375.
ابن كثير، البداية والنهاية، ج 15 ص 736، حوادث سنة 448 ه.
ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 4، ص 61.
النويري، الإلمام، ج 4، ص32.
القمي، شيخ عباس، ج 2، ص 189.
المصادر والمراجع
ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن محمد، تاريخ ابن خلدون، تحقيق: خليل شحادة، بيروت، دار الفكر، ط 2، 1408 هـ/ 1988 م.
ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، دار هجر للطباعة والنشر، ط 1، 1418 هـ/ 1997 م.
الأصبحي، مالك بن أنس، موطأ مالك، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1406 هـ.
الأصبهاني، علي بن الحسين بن محمد، مقاتل الطالبيين، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
البيهقي، أبي بكر أحمد بن الحسين، السنن الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، لبنان، دار الكتب العلمية، ط 3، 1424 هـ.
الشوكاني، محمد بن علي بن محمد، نيل الأوطار، بيروت، دار الجيل، 1973 م.
الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، قم، مكتبة داوري، ط 1، 1386 هـ.
الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1413هـ.
الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 هـ.
العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، بيروت، دار الحديث للطباعة، ط 2، 1428 هـ/ 2007 م.
القاضي النعماني، النعمان بن محمد بن منصور، دعائم الإسلام، تحقيق: آصف بن علي، القاهرة، دار المعرفة، 1383 هـ.
القمي، شيخ عباس، الكنى والألقاب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1389 هـ.
المتقي الهندي، عماد الدين علي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 5، 1401 هـ/ 1981 م.
المرتضى، علي بن الحسين، الانتصار في انفرادات الإمامية، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1415 هـ.
المظفر، محمد حسن، دلائل الصدق، إيران، د.ن، 1395 هـ.
النويري، محمد بن قاسم بن محمد، الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام، الهند، حيدر آباد الدكن، 1388 هـ.
حيدر، أسد، الإمام الصادق عليه السلام والمذاهب الأربعة، د.م، مؤسسة دار الكتاب الإسلامي، ط 1، 1425 هـ/ 2004 م.
للإفادة
الناقل
عقيل العراقي
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الاطهار
ما المقصود بـ حي على خير العمل..
المقصود بخير العمل هو الصلاة، وهي جزء من الأذان والإقامة، [1] ومعناها الآخر هو الولاية لأهل البيت عليهم السلام.[2]
جزئيتها في الأذان
لقد وردت مجموعة من الروايات التي نقلها الشيعة وأهل السنة، والتي تدل على أن (حي على خير العمل) جزء من الأذان، ومنها:
في مصادر الشيعة
لقد أجمع فقهاء الشيعة على جزئيّة حيَّ على خير العمل في الأذان، على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنها تقع بعد «حي على الفلاح»، [3] وذلك بناءً على الروايات الكثيرة الواردة من أهل البيت عليهم السلام، الدالة على ذلك، منها:
رَوَى أَبُو بَكْرٍ الْحَضْرَمِيُّ وَكُلَيْبٌ الْأَسَدِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: ”أَنَّهُ حَكَى لَهُمَا الْأَذَانَ فَقَالَ- اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ...“.[4]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِعليه السلام عَنِ الْأَذَانِ فَقَالَ: ”تَقُولُ- اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ- اللَّهِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ- حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ“.[5]
روي عن الإمام علي عليه السلام، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إعلموا: أن خير أعمالكم الصلاة، وأمر بلالاً أن يؤذن: حي على خير العمل.[6] وغيرها من الروايات الكثيرة التي أشارة إلى أنها جزء من الأذان.
في مصادر أهل السنة
لقد أنقسم أهل السنة في هذه المسألة، إلى فريقين:
الأول: صرّح بأن حي على خير العمل كانت جزء من الأذان في عهد رسول الله صلى الله الله عليه وآله وسلم.
الثاني: أشار إلى أن الصلاة خير من النوم وضعها عمر بن الخطاب في الأذان،[7] ولقد تعددت الروايات عن الصحابة عند أهل السنة، على أنها جزء من الأذان منها:
عبد الله بن عمر: عن نافع قال: كان ابن عمر يُكبّر في النداء ثلاثاً ويشهد ثلاثاً وكان أحياناً إذا قال حي على الفلاح قال على أثرها: حي على خير العمل.[8]
زيد بن أرقم: في كتاب نيل الأوطار، عن المحبّ الطبري في إحكام الأحكام: أنّ زيد بن أرقم كان يؤذّن بـ حيّ على خير العمل.[9]
بلال الحبشي: كان يؤذّن بالصبح فيقول: حيَّ على خير العمل.[10]
سهل بن حنيف: أنه كان إذا أذن قال: حي على خير العمل، [11] وغيرها من الأحاديث.
حذفها من الأذان
لقد ذُكرت عدة أسباب في حذف حي على خير العمل من الأذان، من قبل عمر بن الخطاب، وأستبدالها بـالصلاة خير من النوم، منها:
عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبِرْنِي لِأَيِّ شَيْءٍ حُذِفَ مِنَ الْأَذَانِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ، قَالَ أَرَادَ عُمَرُ بِذَلِكَ أَلَّا يَتَّكِلَ النَّاسُ عَلَى الصَّلَاةِ، وَيَدَعُوا الْجِهَادَ، فَلِذَلِكَ حَذَفَهَا مِنَ الْأَذَانِ.[12]
عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا الْحَسَنِ عليه السلام عَنْ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ لِمَ تُرِكَتْ مِنَ الْأَذَانِ، فَقَالَ: تُرِيدُ الْعِلَّةَ الظَّاهِرَةَ أَوِ الْبَاطِنَةَ قُلْتُ أُرِيدُهُمَا جَمِيعاً، فَقَالَ: أَمَّا الْعِلَّةُ الظَّاهِرَةُ فَلِئَلَّا يَدَعَ النَّاسُ الْجِهَادَ اتِّكَالًا عَلَى الصَّلَاةِ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْعَمَلِ الْوَلَايَةُ، فَأَرَادَ مَنْ أَمَرَ بِتَرْكِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ مِنَ الْأَذَانِ أَلَّا يَقَعَ حَثٌّ عَلَيْهَا وَدُعَاءٌ إِلَيْهَا.[13]
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كان الأذان بحي علغŒ خير العمل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبه أمروا في أيام أبي بكر، وصدرا من أيام عمر، ثم أمر عمر، بقطعه وحذفه من الأذان والإقامة، فقيل له في ذلك، فقال: إذا سمع الناس أن الصلاة خير العمل تهاونوا بالجهاد وتخلفوا عنه.[14]
الصلاة خير من النوم:
لم تكن هذه العبارة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأول من جعلها في الأذان عمر بن الخطاب، ويطلق عليها (التثويب)، وهي أن يقال في أذان الفجر: الصلاة خير من النوم، قال مالك بن أنس في كتاب الموطأ، أنه بلغه أن المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائما، فقال: الصلاة خير من النوم فأمره عمر: أن يجعلها في نداء الصبح.[15] وعن ابن عمر قال: أن عمر قال لمؤذنه: إذا بلغت حي على الفلاح في الفجر فقل: الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم.[16] وعن مجاهد قال: كنت مع ابن عمر فسمع رجلا يثوب في المسجد فقال: أخرج بنا من عند هذا المبتدع.[17]
حي على خير العمل شعار الشيعة
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: كَانَ ابْنُ النَّبَّاحِ يَقُولُ فِي أَذَانِهِ- حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ فَإِذَا رَآهُ عَلِيٌّ عليه السلام قَالَ: مَرْحَباً بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا وَبِالصَّلَاةِ مَرْحَباً وَأَهْلًا.[18]
لقد كانت هذه العبارة شعاراً عند الإمامية والزيدية والإسماعيلية في ثوراتهم.
في ثورة الحسين بن علي، صاحب فخ، صعد عبد الله بن الحسن الأفطس المنارة التي عند رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عند موضع الجنائز، فقال للمؤذن: «أذّن بحي على خير العمل» فلما نظر إلى السيف بيده أذن بها، وسمعه والي المدينة فأحس بالشر.[19]
وقال الحلبي: «وذكر بعضهم: أن في دولة بني بويه كانت الرافضة تقول، بعد الحيعلتين: حي على خير العمل، فلما كانت السلجوقية، منعوا المؤذنين من ذلك، وأمروا أن يقولوا في أذان الصبح بدل ذلك: الصلاة خير من النوم، مرتين».[20]
الفاطميون، حينما دخلوا مصر كانوا، يقولون في أذانهم بعد الحيعلتين: حي على خير العمل، يقولونها مرتين،[21]
كما تقولها الزيدية في أذانهم، بمكة والمدينة في غير أيام الحج، وكذلك بصعدة أيضاً وغيرها من أرض اليمن».[22]
قال ابن كثير، وهو يتحدث عن شروط الشيعة على والي حلب لإعانتهم إياه على صلاح الدين: «إن الروافض شرطوا عليه إعادة حي على خير العمل في الأذان، وأن ينادى في جميع الجوامع والأسواق، ويستخلص لهم الجامع وحدهم، وينادى بأسامي الأئمة الاثني عشر عليهم السلام».[23]
الهوامش
حيدر، الإمام الصادق، م 3، ص 296.
الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 368، ح 4.
المرتضى، الانتصار، ص 137.
الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 290.
الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 2، ص 59.
حيدر، الإمام الصادق، م 3، ص 296.
الأصبحي، موطأ مالك، ج 1، ص 72.
البيهقي، السنن الكبرى، ج 1، ص 624.
الشوكاني، نيل الأوطار، ج 2، ص 19.
المتقي الهندي، كنز العمال، ج 8، ص 342، ح 23174.
المظفر، دلائل الصدق، ج 3، ص 100.
الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 368، ح 3.
الصدوق، علل الشرائع، ج 2، ص 368، ح 4.
القاضي النعماني، دعائم الإسلام، ج 1، ص 142.
الأصبحي، موطأ مالك، ج 1، ص 72.
المتقي الهندي، كنز العمال، ج 8، ص 355، ح 23242.
المتقي الهندي، كنز العمال، ج 8، ص 357، ح 23250.
الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 288، ح 890.
الأصبهاني، مقاتل الطالبيين، ص 375.
ابن كثير، البداية والنهاية، ج 15 ص 736، حوادث سنة 448 ه.
ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، ج 4، ص 61.
النويري، الإلمام، ج 4، ص32.
القمي، شيخ عباس، ج 2، ص 189.
المصادر والمراجع
ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن محمد، تاريخ ابن خلدون، تحقيق: خليل شحادة، بيروت، دار الفكر، ط 2، 1408 هـ/ 1988 م.
ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي، د.م، دار هجر للطباعة والنشر، ط 1، 1418 هـ/ 1997 م.
الأصبحي، مالك بن أنس، موطأ مالك، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1406 هـ.
الأصبهاني، علي بن الحسين بن محمد، مقاتل الطالبيين، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
البيهقي، أبي بكر أحمد بن الحسين، السنن الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، لبنان، دار الكتب العلمية، ط 3، 1424 هـ.
الشوكاني، محمد بن علي بن محمد، نيل الأوطار، بيروت، دار الجيل، 1973 م.
الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، قم، مكتبة داوري، ط 1، 1386 هـ.
الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1413هـ.
الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 هـ.
العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم، بيروت، دار الحديث للطباعة، ط 2، 1428 هـ/ 2007 م.
القاضي النعماني، النعمان بن محمد بن منصور، دعائم الإسلام، تحقيق: آصف بن علي، القاهرة، دار المعرفة، 1383 هـ.
القمي، شيخ عباس، الكنى والألقاب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1389 هـ.
المتقي الهندي، عماد الدين علي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 5، 1401 هـ/ 1981 م.
المرتضى، علي بن الحسين، الانتصار في انفرادات الإمامية، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1415 هـ.
المظفر، محمد حسن، دلائل الصدق، إيران، د.ن، 1395 هـ.
النويري، محمد بن قاسم بن محمد، الإلمام بالإعلام فيما جرت به الأحكام، الهند، حيدر آباد الدكن، 1388 هـ.
حيدر، أسد، الإمام الصادق عليه السلام والمذاهب الأربعة، د.م، مؤسسة دار الكتاب الإسلامي، ط 1، 1425 هـ/ 2004 م.
للإفادة
الناقل
عقيل العراقي