ظل آليآسمين
Well-Known Member
- إنضم
- 9 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,626
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 38
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
دائما ما نسمع هذي الكـلمة (الله يلعن جدفك) والعياذ بالله ، قيل إن معنى الجدف هو القبر وقيل الوالدين فما المعنى الصحيح لها ؟
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا ، وبارك الله فيك .
يُقال للقبر : جدث ، وجدَف .
قال ابن منظور : الْجَدَثُ القَبْر ... وقد قالوا : جَدَف ، فالفاء بَدَل مِن الثاء . اهـ .
وعلى الإنسان أن لا يُعوِّد نفسه على اللعن ، فقد روى الإمام مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل فدعا خادمه فكأنه أبطأ عليه فَلَعَنَه ، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوته سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة .
والأنجاد : هو متاعُ البيت الذي يزيّنُه .
وروى مسلم عن أبي هريرة قال : قيل يا رسول الله ادْعُ على المشركين . قال : إني لم أُبْعَث لَعّانًا ، وإنما بُعِثْت رَحْمَة .
وأراد ابن عمر رضي الله عنهما أن يَلعنَ خادما ، فقال : اللهم الع ، فلم يُتِمّها ، وقال : إنها كلمةٌ ما أُحّب أن أقولها .
وما ذلك إلاّ لأن اللعن ترجِع على صاحبها إذا لم يكن مَن لُعِن مُستَحِقًّا لها .
ولعن المؤمن عظيم ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ . رواه البخاري ومسلم .
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبّ الريح .
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : لا تلعن الريح ، فإنها مأمورة ، وإنه مَن لعن شيئا ليس له بأهل رَجَعَت اللعنة عليه . رواه أبو داود والترمذي ، وصححه الألباني .
بل نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن الدواب .
ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سَمِع رجلاً لَعَن بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا اللاعن بعيره ؟ قال : أنا يا رسول الله . قال : انْزِل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ، لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيَستجيب لكم .
وفي حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : لعن رُجل دِيكًا صاح عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تلعنه فإنه يدعو إلى الصلاة . رواه الإمام أحمد . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات رجال الشيخين ، وقد اخْتُلف في وَصْله وإرساله ، فصحح أبو حاتم والبزار وأبو نعيم وَصْله ، وقال الدارقطني : المرسل أشبه بالصواب . اهـ .
والسبّ والشتم راجِع إلى صاحبه !
ففي الصحيحين من حديث أبي ذرّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوُّ اللهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ .
فربما كان شقاء الإنسان بسبب لسانه ، وما يصدر عنه مِن اقوال وسبّ وشتم ولعن .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد