عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,772
- النقاط
- 113
ما هي السريرة وما هي البصيرة؟
الكل يعلم أن السريرة هي كل ما يخفيه الإنسان في نفسه، وهي نعمة منّ الله بها علينا فتخيل لو أن كل ما تسره نفسك مكشوف، وتخيل معي لو أن كل ما تحدثك به نفسك يعلمه الناس كيف سيكون الحال...
قال رسول الله :
" لو تكاشفتــــم ما تدافنتـــــــم وما هــلك امرؤ عرف قدره"
فالمؤمن يجب أن يتفطن لذلك، ويطهر قلبه من النفاق والتصنع والكبر والحسد والكذب وما إلى ذلك، لأن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه وفلتات اللسان...
قال رسول الله :
" ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/917
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
"
وقال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه:
ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه.
كما أن للغة العيون دور كبير في معرفة ما تخفيه نفس الإنسان، فكم من نظرة عين كانت أصدق وأفصح بيانا من الكلام المباشر والصريح...
قالت الحكماء:
العين باب القلب، فما كان في القلب ظهر في العين.
والمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله تعالى، أصلح الله عز وجل ظاهره للناس...
قال رسول الله :
" من أحسن فيما بينه و بين الله، كفاه الله ما بينه و بين الناس، و من أصلح سريرته أصلح الله علانيته الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: السيوطي الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8339
خلاصة حكم المحدث: حسن - المصدر:
ويستطيع الإنسان بالمقابل أن يتنبأ ويشعر بما تكنه نفوس الغير،، سواء كان عن طريق العينان أو صفحات وتعابير الوجه أو خلافه،، وذلك ببصيرته،، فحدس الإنسان وفراسته قد تكون أصدق من أي شيء...
قال رسول الله :
" اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله " الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3127
خلاصة حكم المحدث: غريب
والفراسة هي ما يعرف الآن بعلم التوسم،، أي توقعات وتنبئات الحاسة السادسة،،، وهذا أشبه ما يكون بالفن لا يجيده إلا من صفت سريرته مع الله وحسنت علاقته مع الناس،، فتكون سكناته وحركاته كلها في أعمال الخير، فيزداد بذلك حسنات وكلما زادت حسنات المؤمن زاد نوره، فيجتمع نور على نور،، وتقوى بذلك بصيرته وفراسته...
قال ابن السمّاك:
الحسنة نور في القلب وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب وضعف في العمل.
وقال بعضهم:
إن للحسنة نورا في القلب وضياءا في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس.
فالبصيرة وصدق التنبؤ يستطيع الإنسان أن يميز بين الخبيث والطيب فتكون حياته كأروع ما يكون، ((رزقنا الله وإياكم نور الفراسة )) لذلك فإن البصر مع البصيرة زائد!! والبصر دون البصيرة هو وعدمه واحد
قال تعالى:
"فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"
وفي المثل الأسباني:
البـصيــــــــــــــــــر ة لا البصـــــــــــر!!
فقد يعتمد الشخص على حدسه في معرفة شخصية أي إنسان بمجرد رؤيته له فالوجه مرآة النفس كما يقال،، لذلك أحيانا ترى شخص ليس لك به أي معرفة فتشعر بعدم قبوله وعدم الارتياح له، أو أحيانا تسمع بشخص أو تتحدث معه دون حتى أن تراه فتشعر أن هاجس أو تمت شيء ما يمنعك من التقرب منه أكثر، فتحاول أن تجعل علاقتك معه سطحية للغاية، تجنبا لأي شر أو تصادم معه، فإذا صادف وتعرفت عليه أكثر وتحقق سبب لهذا الشعور الخفي فهذا يعني أنك تجيد التوسم ...تهانينا لك ...
قال رسول الله :
"الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 691
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي الحكمة:
إياكم ومن تبغضه قلوبكم فإن القلوب تجازي القلوب.
وظاهرة التلباثي أو التخاطب عن بعد أو الاستجلاء البصري أو السمعي، تعتمد على صدق تنبأت الإنسان وفراسته، فهي تتمثل في الشعور بما يحدث لمن تحب عن بعد...
فالاستجلاء البصري: كأن يحدث شيء ما لشخص لك به صلة قوية فتشعر بإنقباض في قلبك فتقول: (( نحس في حاجة صايرة إن شاء الله خير!)) وتبقى في حالة قلقة وبعد ذلك يتحقق سبب هذا الشعور...
والاستجلاء السمعي: كأن تسمع صوت شخص غائب عنك يستغيث وكأنه يناديك فتقول: ((سمعت صراخ فلان أنا متأكد، وتقعد في حالة رعب وقلق حتى تطمن عليه)) ثم بعد ذلك يتضح أن الشخص الغائب قد تعرض لمأزق ما،((أبعد الله عنكم المآزق )) وهذه الأحداث في جملتها تتعلق بقوة الاستبصار...
وكذلك يمكن مبادلة من تحب نفس المشاعر عن بعد، فتجد أحيانا أنك تكن حب كبير لشخص لم تتعرف عليه إلا مؤخرا أو حتى أحيانا أنك لا تعرفه أصلا،، وما إن تجلس إليه وتتبادل معه أطراف الحديث إلا ويصارحك بنفس مشاعرك تجاهه،، فما يكون منك إلا أن تقول له: ((سبحان الله يا أخي القلوب عند بعضها!!))...
وصدق رسول الله حين قال:
"- إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة الراوي: مجاهد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث: حسن
- الصفحة أو الرقم: 280"
قال الحسن:
المؤمن مرآة أخيه، إن رآى فيه ما لا يعجبه: سدده وقومه وحاطه وحفظه في السر والعلانية، إن لك من خليلك نصيبا وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت فثقوا بالأصحاب والإخوان والمجالس.
قال أبو جعفر:
اعرف المودة في قلب أخيك لما له في قلبـــــك.
قال ذو الإصبع:
لا أسأل الناس عمّا في ضمائرهم == ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني
قال محمود الوراق:
لا تســـألـنّ المرء عمـا عــنده == واستمل ما في قلبه من قلبكا
إن كان بغضا كان عندك مثله == أو كان حبا فاز منك بحبكــا
وكذلك نقول: من القلب للقلب رسول، كدليل على تبادل المشاعر والأحاسيس،
وكل هذا راجع لتلاقي الأرواح وصفاء القلوب... والله أعلم...
وختاما،، أسأل الله أن تكون محاولتي البسيطة قد نجحت بإفادتكم ولو بالشيء اليسير، فالحديث عن السريرة والبصيرة طويــــل عريــض، ولكنه مطلقا ليس ممل،
أسأل الله لنا جميعا صفاء النفس وسلامة السريرة وقوة البصيرة وقولوا...آمين...آآمين...
الكل يعلم أن السريرة هي كل ما يخفيه الإنسان في نفسه، وهي نعمة منّ الله بها علينا فتخيل لو أن كل ما تسره نفسك مكشوف، وتخيل معي لو أن كل ما تحدثك به نفسك يعلمه الناس كيف سيكون الحال...
قال رسول الله :
" لو تكاشفتــــم ما تدافنتـــــــم وما هــلك امرؤ عرف قدره"
فالمؤمن يجب أن يتفطن لذلك، ويطهر قلبه من النفاق والتصنع والكبر والحسد والكذب وما إلى ذلك، لأن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه وفلتات اللسان...
قال رسول الله :
" ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير وإن شرا فشر الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 6/917
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
"
وقال أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه:
ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه.
كما أن للغة العيون دور كبير في معرفة ما تخفيه نفس الإنسان، فكم من نظرة عين كانت أصدق وأفصح بيانا من الكلام المباشر والصريح...
قالت الحكماء:
العين باب القلب، فما كان في القلب ظهر في العين.
والمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله تعالى، أصلح الله عز وجل ظاهره للناس...
قال رسول الله :
" من أحسن فيما بينه و بين الله، كفاه الله ما بينه و بين الناس، و من أصلح سريرته أصلح الله علانيته الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: السيوطي الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 8339
خلاصة حكم المحدث: حسن - المصدر:
ويستطيع الإنسان بالمقابل أن يتنبأ ويشعر بما تكنه نفوس الغير،، سواء كان عن طريق العينان أو صفحات وتعابير الوجه أو خلافه،، وذلك ببصيرته،، فحدس الإنسان وفراسته قد تكون أصدق من أي شيء...
قال رسول الله :
" اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله " الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3127
خلاصة حكم المحدث: غريب
والفراسة هي ما يعرف الآن بعلم التوسم،، أي توقعات وتنبئات الحاسة السادسة،،، وهذا أشبه ما يكون بالفن لا يجيده إلا من صفت سريرته مع الله وحسنت علاقته مع الناس،، فتكون سكناته وحركاته كلها في أعمال الخير، فيزداد بذلك حسنات وكلما زادت حسنات المؤمن زاد نوره، فيجتمع نور على نور،، وتقوى بذلك بصيرته وفراسته...
قال ابن السمّاك:
الحسنة نور في القلب وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب وضعف في العمل.
وقال بعضهم:
إن للحسنة نورا في القلب وضياءا في الوجه وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الناس.
فالبصيرة وصدق التنبؤ يستطيع الإنسان أن يميز بين الخبيث والطيب فتكون حياته كأروع ما يكون، ((رزقنا الله وإياكم نور الفراسة )) لذلك فإن البصر مع البصيرة زائد!! والبصر دون البصيرة هو وعدمه واحد
قال تعالى:
"فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"
وفي المثل الأسباني:
البـصيــــــــــــــــــر ة لا البصـــــــــــر!!
فقد يعتمد الشخص على حدسه في معرفة شخصية أي إنسان بمجرد رؤيته له فالوجه مرآة النفس كما يقال،، لذلك أحيانا ترى شخص ليس لك به أي معرفة فتشعر بعدم قبوله وعدم الارتياح له، أو أحيانا تسمع بشخص أو تتحدث معه دون حتى أن تراه فتشعر أن هاجس أو تمت شيء ما يمنعك من التقرب منه أكثر، فتحاول أن تجعل علاقتك معه سطحية للغاية، تجنبا لأي شر أو تصادم معه، فإذا صادف وتعرفت عليه أكثر وتحقق سبب لهذا الشعور الخفي فهذا يعني أنك تجيد التوسم ...تهانينا لك ...
قال رسول الله :
"الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 691
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وفي الحكمة:
إياكم ومن تبغضه قلوبكم فإن القلوب تجازي القلوب.
وظاهرة التلباثي أو التخاطب عن بعد أو الاستجلاء البصري أو السمعي، تعتمد على صدق تنبأت الإنسان وفراسته، فهي تتمثل في الشعور بما يحدث لمن تحب عن بعد...
فالاستجلاء البصري: كأن يحدث شيء ما لشخص لك به صلة قوية فتشعر بإنقباض في قلبك فتقول: (( نحس في حاجة صايرة إن شاء الله خير!)) وتبقى في حالة قلقة وبعد ذلك يتحقق سبب هذا الشعور...
والاستجلاء السمعي: كأن تسمع صوت شخص غائب عنك يستغيث وكأنه يناديك فتقول: ((سمعت صراخ فلان أنا متأكد، وتقعد في حالة رعب وقلق حتى تطمن عليه)) ثم بعد ذلك يتضح أن الشخص الغائب قد تعرض لمأزق ما،((أبعد الله عنكم المآزق )) وهذه الأحداث في جملتها تتعلق بقوة الاستبصار...
وكذلك يمكن مبادلة من تحب نفس المشاعر عن بعد، فتجد أحيانا أنك تكن حب كبير لشخص لم تتعرف عليه إلا مؤخرا أو حتى أحيانا أنك لا تعرفه أصلا،، وما إن تجلس إليه وتتبادل معه أطراف الحديث إلا ويصارحك بنفس مشاعرك تجاهه،، فما يكون منك إلا أن تقول له: ((سبحان الله يا أخي القلوب عند بعضها!!))...
وصدق رسول الله حين قال:
"- إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة الراوي: مجاهد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
خلاصة حكم المحدث: حسن
- الصفحة أو الرقم: 280"
قال الحسن:
المؤمن مرآة أخيه، إن رآى فيه ما لا يعجبه: سدده وقومه وحاطه وحفظه في السر والعلانية، إن لك من خليلك نصيبا وإن لك نصيبا من ذكر من أحببت فثقوا بالأصحاب والإخوان والمجالس.
قال أبو جعفر:
اعرف المودة في قلب أخيك لما له في قلبـــــك.
قال ذو الإصبع:
لا أسأل الناس عمّا في ضمائرهم == ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني
قال محمود الوراق:
لا تســـألـنّ المرء عمـا عــنده == واستمل ما في قلبه من قلبكا
إن كان بغضا كان عندك مثله == أو كان حبا فاز منك بحبكــا
وكذلك نقول: من القلب للقلب رسول، كدليل على تبادل المشاعر والأحاسيس،
وكل هذا راجع لتلاقي الأرواح وصفاء القلوب... والله أعلم...
وختاما،، أسأل الله أن تكون محاولتي البسيطة قد نجحت بإفادتكم ولو بالشيء اليسير، فالحديث عن السريرة والبصيرة طويــــل عريــض، ولكنه مطلقا ليس ممل،
أسأل الله لنا جميعا صفاء النفس وسلامة السريرة وقوة البصيرة وقولوا...آمين...آآمين...