وردة الجوري
Well-Known Member
- إنضم
- 21 أغسطس 2017
- المشاركات
- 2,261
- مستوى التفاعل
- 5
- النقاط
- 38
في مقال بحثيّ جديد يلخص العديد من الدراسات التي تمّت بين الثقافات، يقول عالم أسترالي أنّ هنالك مجموعة من السمات والمواقف النفسيّة التي يمكن تسميتها مجتمعةً بـ«متلازمة المحافظين».
لازار ستانكوف (Lazar Stankov)، الأستاذ الفخري في السايكولوجيا في جامعة سيدني وجامعة كوينزلاند، يقول: «لم أكن مهتمًا بهذا الموضوع عندما بدأت بحثي قبل عشرة أعوام. كانت نيتي هي دراسة الفروقات الموجودة بين الثقافات. أغلب أعمالي السابقة كانت ضمن حقل الذكاء وأردت التفرع إلى الحقل غير الإدراكي. دراسة الاختلافات في السمات الشخصية والسلوك الاجتماعي والقيَّم والبديهيات والأعراف الاجتماعية كانت جذابة بالنسبة لي».
وأضاف ستانكوف: «ولكن يبدو أن حصيلة دراساتي يمكن تفسيرها بأفضل طريقة باستخدام ما يعرف في العلوم السياسية بالمحافظة الاجتماعية، وهي مجموعة من السمات والميول النفسية المتنوعة تركز على الحفاظ على الوضع الراهن. اخترت مصطلح متلازمة من أجل التأكيد على أنّ بعض مكونات هذا النوع من الرجعيّة له ارتباط عالٍ فيما بينها»، وتمّ نشر بحثه في 29 مايو 2017 في دورية (Cross-Cultural Psychology).
تصف هذه المتلازمة الأشخاص الذين يريدون الحفاظ على القيَّم الاجتماعية الحاليّة، وقد سجلوا درجات منخفضة في بعض الصفات النفسية مثل الانفتاح والخضوع والعائلة والانضباط الذاتي والمعتقدات الدينية التقليدية. يظهر هؤلاء الأشخاص كذلك عدائيّة أكثر للأشخاص الذين لا ينتمون إلى مجموعتهم.
والأكثر أهميّة، تختلف متلازمة المحافظين عن التعريفات الأخرى للمحافظة لأنها تتضمن ميولًا نفسية، وليس فقط معتقدات سياسيّة.
يقول ستانكوف: «هنالك اختلافات بارزة بين الأشخاص والبلدان فيما يخص المحافظة والليبرالية. الأكثر أهميّة في دراستنا هي الفروقات الموجودة بين الصنفين الواسعين هذين فيما يخصّ البنية النفسية. الأشخاص الذين يسجلون درجة عالية في هذه المتلازمة يميلون إلى أن يكونوا أكثر تدينًا وقسوة تجاه هؤلاء الذين لا يتمّ تقبلهم على أنهم أحد أفراد مجموعتهم. يتمّ النظر إلى الأخلاق والدين على أنها طرق للحفاظ على ديمومة الحياة، أما القسوة تجاه الدخلاء هي وسيلة دفاع ضد خطر التغيير».
وأضاف: «من المثير للاهتمام أن متوسط معدل الذكاء لدى الأفراد والدول المحافظة أقل من هذا الموجود لدى السكان ككل، بعبارة أخرى، يميل الأشخاص المحافظين إلى أن يكونوا أقل معرفةً بالعالم الذي يعيشون فيه وخائفين من المجهول. ويبدو أنهم أكثر جاهزية لمحاربة الغرباء عن بيئتهم».
ارتكزت الدراسات على قاعدتي بيانات، وقد تضمنت 11,208 مشاركين من أكثر من 30 دولة. وجد ستانكوف أن متلازمة المحافظين تحدث في كل الدول. بعبارة أخرى، تميل نفس السمات والنزعات إلى أن ترتبط ببعضها البعض بصرف النظر عن الدولة.
ولكن هنالك العديد من التسميات السياسية التي قد تشكل مصدر إرباك. الأشخاص المحافظون اجتماعيًا، على سبيل المثال، يقدّرون الإيمان والتقاليد، معارضون للتغيرات التقدمية في المجتمع. ينتمي هؤلاء الأشخاص إلى متلازمة المحافظين. ولكن هنالك أيضًا محافظون ماليّون يعارضون الضرائب المرتفعة والضوابط الحكومية. وغالبًا ما تكون وجهات نظرهم مشابهة لهؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم ليبراليين كلاسيكيين. المجموعة الأخيرة هذه من المحافظين قد تكون أو لا تكون جزءًا من متلازمة المحافظين، بالاعتماد على صفات أخرى.
يوضح ستانكوف: «هنالك مشكلة كبيرة متمثلة بالعلاقة بين متلازمة المحافظين والمحافظة السياسية، يختلف الحافز الذي يجعل الناس يصوّتون للأحزاب المحافظة». ويضيف: «في البلدان الغربية يصوّت معظم الناس للأحزاب المحافظة لأسباب ماليّة بدلًا من الأسباب الاجتماعية. السبب الرئيسي هو الحفاظ على السوق الحر والأسباب الأقل هي الأسباب الاجتماعية والنفسيّة، نظرًا لازدياد النزعة الشعوبية في السياسة، قد يكون من المثير للاهتمام دراسة العلاقة بين المحافظين الماليين والمحافظين الاجتماعيين ومدى استخدام كل منهما للآخر لتحقيق مكاسب سياسية».
«وهنالك خط آخر من بحثنا وهو دراسة العقلية المتطرفة المتشددة (MEM). وقد وجدنا أنّ بعض مكونات العقلية المتطرفة المتشددة تشبه تلك الموجودة لدى متلازمة المحافظين. إذا تمّ إضافة بعض الجوانب الإضافية من الـ(MEM)، قد يؤدّي هذا إلى ظهور موجة من الإرهاب المحافظ، وهم لا يعارضون فقط الأشخاص ممن هم خارج مجموعتهم، بل حتى الأشخاص الذين يدعون إلى التسامح تجاه الآراء المعارضة».
وقد وجد بحث جديد أن المحافظة الاجتماعية من الممكن أن تفسّر العلاقة العكسية بين التدين والقدرات الإدراكية.
يضيف ستانكوف: «أظهرت العديد من دراساتنا التي تمّت على العقلية المتطرفة المتشددة في مختلف الثقافات أن التديُّن يعتبر وجهًا من المحافظة الاجتماعية. على كل حال، يميل الخبراء في مجال الإدراك للنظر إلى التديُّن لوحده بدلًا من النظر إليه كسياق أوسع، هدفي كان الإشارة إلى أنّ المحافظين اجتماعيًا، وليس فقط المتدينين، يميلون إلى أن يسجلوا درجة منخفضة على مقاييس الذكاء».
ولهذه الدراسة، حلل الباحثون بيانات من 8,883 مشاركًا من 33 بلدًا، وتمّ تقييم الذكاء الحاد باستخدام عدد من الاختبارات، والتي تضمنت معرفة الرقم المجهول في ترتيب أرقام معين.
على نسق البحث السابق، وجدوا أن الأشخاص الذين كانت درجاتهم منخفضة في اختبار الذكاء، كانوا على الأرجح متدينين. وجد الباحثون كذلك أن الموافقة على القيَّم التقليدية، الإيمان بأنّ القوة يجب تركيزها على مستويات أعلى من الحكومة والمعتقدات السياسية المحافظة قامت بتقوية الربط بين الذكاء المنخفض والتديُّن.
يقول ستانكوف: «يجب علينا فهم أن المحافظين اجتماعيًا، ومن ضمنهم المتدينون للغاية، يميلون إلى أن يكونوا أكثر تقيّدًا بنظرتهم إلى العالم. وبسبب انخفاض معدل ذكائهم فإنَّ تفكيرهم يكون منغلقًا أكثر ويكونون خائفين من التغيير، ويميلون إلى أن يقوموا بأمور سيئة لهؤلاء الذين لا ينتمون إلى مجموعتهم».
في حين أنّ متلازمة المحافظين قد تكون مرتبطة بالذكاء المنخفض، إلّا أن التأثير ليس كبيرًا للغاية.
«توجد هنالك دراسات تحليليّة تظهر العلاقة العكسيّة بين القدرات الإدراكيّة وكل من المحافظة والتديُّن، وأنا أعتقد أن الربط موثق بصورة جيدة في هذه الدراسات»، قال ستانكوف.
وأضاف: «وعلى الرغم من أن العلاقة العكسيّة هذه لا يمكن التشكيك بها، فقد وجدت دراسات حديثة أن قوّة العلاقة -على الأقل في البلدان الغربيّة- أقلّ مما كنا نتخيلها».
لازار ستانكوف (Lazar Stankov)، الأستاذ الفخري في السايكولوجيا في جامعة سيدني وجامعة كوينزلاند، يقول: «لم أكن مهتمًا بهذا الموضوع عندما بدأت بحثي قبل عشرة أعوام. كانت نيتي هي دراسة الفروقات الموجودة بين الثقافات. أغلب أعمالي السابقة كانت ضمن حقل الذكاء وأردت التفرع إلى الحقل غير الإدراكي. دراسة الاختلافات في السمات الشخصية والسلوك الاجتماعي والقيَّم والبديهيات والأعراف الاجتماعية كانت جذابة بالنسبة لي».
وأضاف ستانكوف: «ولكن يبدو أن حصيلة دراساتي يمكن تفسيرها بأفضل طريقة باستخدام ما يعرف في العلوم السياسية بالمحافظة الاجتماعية، وهي مجموعة من السمات والميول النفسية المتنوعة تركز على الحفاظ على الوضع الراهن. اخترت مصطلح متلازمة من أجل التأكيد على أنّ بعض مكونات هذا النوع من الرجعيّة له ارتباط عالٍ فيما بينها»، وتمّ نشر بحثه في 29 مايو 2017 في دورية (Cross-Cultural Psychology).
تصف هذه المتلازمة الأشخاص الذين يريدون الحفاظ على القيَّم الاجتماعية الحاليّة، وقد سجلوا درجات منخفضة في بعض الصفات النفسية مثل الانفتاح والخضوع والعائلة والانضباط الذاتي والمعتقدات الدينية التقليدية. يظهر هؤلاء الأشخاص كذلك عدائيّة أكثر للأشخاص الذين لا ينتمون إلى مجموعتهم.
والأكثر أهميّة، تختلف متلازمة المحافظين عن التعريفات الأخرى للمحافظة لأنها تتضمن ميولًا نفسية، وليس فقط معتقدات سياسيّة.
يقول ستانكوف: «هنالك اختلافات بارزة بين الأشخاص والبلدان فيما يخص المحافظة والليبرالية. الأكثر أهميّة في دراستنا هي الفروقات الموجودة بين الصنفين الواسعين هذين فيما يخصّ البنية النفسية. الأشخاص الذين يسجلون درجة عالية في هذه المتلازمة يميلون إلى أن يكونوا أكثر تدينًا وقسوة تجاه هؤلاء الذين لا يتمّ تقبلهم على أنهم أحد أفراد مجموعتهم. يتمّ النظر إلى الأخلاق والدين على أنها طرق للحفاظ على ديمومة الحياة، أما القسوة تجاه الدخلاء هي وسيلة دفاع ضد خطر التغيير».
وأضاف: «من المثير للاهتمام أن متوسط معدل الذكاء لدى الأفراد والدول المحافظة أقل من هذا الموجود لدى السكان ككل، بعبارة أخرى، يميل الأشخاص المحافظين إلى أن يكونوا أقل معرفةً بالعالم الذي يعيشون فيه وخائفين من المجهول. ويبدو أنهم أكثر جاهزية لمحاربة الغرباء عن بيئتهم».
ارتكزت الدراسات على قاعدتي بيانات، وقد تضمنت 11,208 مشاركين من أكثر من 30 دولة. وجد ستانكوف أن متلازمة المحافظين تحدث في كل الدول. بعبارة أخرى، تميل نفس السمات والنزعات إلى أن ترتبط ببعضها البعض بصرف النظر عن الدولة.
ولكن هنالك العديد من التسميات السياسية التي قد تشكل مصدر إرباك. الأشخاص المحافظون اجتماعيًا، على سبيل المثال، يقدّرون الإيمان والتقاليد، معارضون للتغيرات التقدمية في المجتمع. ينتمي هؤلاء الأشخاص إلى متلازمة المحافظين. ولكن هنالك أيضًا محافظون ماليّون يعارضون الضرائب المرتفعة والضوابط الحكومية. وغالبًا ما تكون وجهات نظرهم مشابهة لهؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم ليبراليين كلاسيكيين. المجموعة الأخيرة هذه من المحافظين قد تكون أو لا تكون جزءًا من متلازمة المحافظين، بالاعتماد على صفات أخرى.
يوضح ستانكوف: «هنالك مشكلة كبيرة متمثلة بالعلاقة بين متلازمة المحافظين والمحافظة السياسية، يختلف الحافز الذي يجعل الناس يصوّتون للأحزاب المحافظة». ويضيف: «في البلدان الغربية يصوّت معظم الناس للأحزاب المحافظة لأسباب ماليّة بدلًا من الأسباب الاجتماعية. السبب الرئيسي هو الحفاظ على السوق الحر والأسباب الأقل هي الأسباب الاجتماعية والنفسيّة، نظرًا لازدياد النزعة الشعوبية في السياسة، قد يكون من المثير للاهتمام دراسة العلاقة بين المحافظين الماليين والمحافظين الاجتماعيين ومدى استخدام كل منهما للآخر لتحقيق مكاسب سياسية».
«وهنالك خط آخر من بحثنا وهو دراسة العقلية المتطرفة المتشددة (MEM). وقد وجدنا أنّ بعض مكونات العقلية المتطرفة المتشددة تشبه تلك الموجودة لدى متلازمة المحافظين. إذا تمّ إضافة بعض الجوانب الإضافية من الـ(MEM)، قد يؤدّي هذا إلى ظهور موجة من الإرهاب المحافظ، وهم لا يعارضون فقط الأشخاص ممن هم خارج مجموعتهم، بل حتى الأشخاص الذين يدعون إلى التسامح تجاه الآراء المعارضة».
وقد وجد بحث جديد أن المحافظة الاجتماعية من الممكن أن تفسّر العلاقة العكسية بين التدين والقدرات الإدراكية.
يضيف ستانكوف: «أظهرت العديد من دراساتنا التي تمّت على العقلية المتطرفة المتشددة في مختلف الثقافات أن التديُّن يعتبر وجهًا من المحافظة الاجتماعية. على كل حال، يميل الخبراء في مجال الإدراك للنظر إلى التديُّن لوحده بدلًا من النظر إليه كسياق أوسع، هدفي كان الإشارة إلى أنّ المحافظين اجتماعيًا، وليس فقط المتدينين، يميلون إلى أن يسجلوا درجة منخفضة على مقاييس الذكاء».
ولهذه الدراسة، حلل الباحثون بيانات من 8,883 مشاركًا من 33 بلدًا، وتمّ تقييم الذكاء الحاد باستخدام عدد من الاختبارات، والتي تضمنت معرفة الرقم المجهول في ترتيب أرقام معين.
على نسق البحث السابق، وجدوا أن الأشخاص الذين كانت درجاتهم منخفضة في اختبار الذكاء، كانوا على الأرجح متدينين. وجد الباحثون كذلك أن الموافقة على القيَّم التقليدية، الإيمان بأنّ القوة يجب تركيزها على مستويات أعلى من الحكومة والمعتقدات السياسية المحافظة قامت بتقوية الربط بين الذكاء المنخفض والتديُّن.
يقول ستانكوف: «يجب علينا فهم أن المحافظين اجتماعيًا، ومن ضمنهم المتدينون للغاية، يميلون إلى أن يكونوا أكثر تقيّدًا بنظرتهم إلى العالم. وبسبب انخفاض معدل ذكائهم فإنَّ تفكيرهم يكون منغلقًا أكثر ويكونون خائفين من التغيير، ويميلون إلى أن يقوموا بأمور سيئة لهؤلاء الذين لا ينتمون إلى مجموعتهم».
في حين أنّ متلازمة المحافظين قد تكون مرتبطة بالذكاء المنخفض، إلّا أن التأثير ليس كبيرًا للغاية.
«توجد هنالك دراسات تحليليّة تظهر العلاقة العكسيّة بين القدرات الإدراكيّة وكل من المحافظة والتديُّن، وأنا أعتقد أن الربط موثق بصورة جيدة في هذه الدراسات»، قال ستانكوف.
وأضاف: «وعلى الرغم من أن العلاقة العكسيّة هذه لا يمكن التشكيك بها، فقد وجدت دراسات حديثة أن قوّة العلاقة -على الأقل في البلدان الغربيّة- أقلّ مما كنا نتخيلها».