ما واجبك تجاه اسماء الله وصفاته
ما واجبك تجاه اسماء الله وصفاته
- الإيمان باسماء الله وصفاته
- تجنب تحريفها وتأويلها
- عدم تشبيه صفات الله عز وجل أو تمثيلها
- تنزيه الله سبحانه عن صفات المخلوقين
- معرفة أن أسماء الله وصفاته تتصف بالكمال
الإيمان بأسماء الله وصفاته ليس أمر يمكن أن يتم إثباته بالعقل، لأن العقل المحدود لا يمكنه أن يدرك الشيء غير المحدود والذي لا يراه بل يجب على المؤمن أن يسلم بقلبه لله عز وجل. قَالَ تَعَالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].
تجنب تحريفها: واجبك تجاه اسماء الله وصفاته هو تجنب التحريف أو التأويل. قال سبحانه وتعالى: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:65]
تجنب تشبيهها: صفات الله عز وجل خاصة به وليس مثلها شيء. فالله سبحانه وتعالى استوى على العرش وهو خالق كل شيء، وليس له شريك في الملك.
تنزيه الله سبحانه عن صفات المخلوقين: لا يجب علينا أن نحرّف صفات الله، حتى لو كانت النية سليمة. وهذا يتضمن التحريف المعنوي أو التحريف اللفظي. ولا نقوم أبدًا بتمثيل صفات الله بصفات المخلوقين، لأن هذا باطل. والله سبحانه وتعالى صفاته لا تشبه شيء من صفات المخلوقين.
معرفة أن اسماء الله وصفاته تتصف بالكمال: أسماء الله سبحانه وتعالى صفاته وافعاله جميعها حسنى وتتصف بالكمال والجمال. وكل الصفات صفات جميلة ومثالية وهي في غاية الكمال الذي لا يشبه صفات البشر المملوئين بالنقص والعيوب. قال عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:١٨٠] [1] [2] [3]
تعظيم المسلم اسماء الله وصفاته
لا يكفي فقط أن تعلم اسماء الله وصفاته، أو تقرأها في كتاب دون أن يكون لها تأثير على حياتك، بل يجب عليك أن تعظمها، ولكي تعظمها من الضروري أن تفهمها حق الفهم. وهناك نقاط أساسية في اسماء الله وصفاته يجب عليك أن تحيط بها علمًا- معرفة أن اسماء الله وصفاته كاملة وحسنى ولا يعتريها أي نقص مثل النقص الذي يعتري صفات البشر
- لا يوجد أي جانب من جوانب النقص في اسماء الله وصفاته وأفعاله
- اسماء الله وصفاته هي حقائق مطلقة لا مجال للشك فيها، ويقول الله عز وجل: {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} [إبراهيم:١٠].
- توقيفية: هذا يعني أن إدراكنا المحدود لا يدرك سوى ما جاء به النص القرآني وما علّمنا إياه النبي عليه الصلاة والسلام عن صفات الله واسمائه.
- غير محدودة: ذكر النبي عليه الصلاة والسلام (أن لله تسعة وتسعين اسماً). هذا لا يعني أن لله فقط تسع وتسعين اسمًا وهذا ليس على سبيل الحصر. إنما عقل الإنسان المحدود لا يمكنه أن يحيط بصفات الله عز وجل غير المحدودة. لذلك علّمنا النبي عليه الصلاة والسلام أدعية مثل: (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك).
- تعظيم اسماء الله وصفاته يمنعنا من أن نقوم بتشبيه صفات الله عز وجل بصفات الإنسان. والمؤمن يجب أن يعلم أن الله لا يماثله أي شيء. والشخص الذي يحاول تجاوز هذه الحقيقة أو إنكاره فقد ضل الصراط المستقيم.
كيف استفيد من اسماء الله وصفاته في حياتي
الغاية من تعلم اسماء الله وصفاته أن تؤثر على سلوكنا وأفعالنا وأن نتخلق بأخلاق النبي عليه الصلاة والسلام ونتعلم منه. فإذا حققنا الإيمان بالله عز وجل وباسمائه وبصفاته، كان لذلك تأثير إيجابي على سلوكنا وعلى سلوك المجتمع بالكامل.من الأمثلة حول الاستفادة من اسماء الله وصفاته إيماننا باسم الله السميع:
- لو آمنا باسم الله السميع لما قمنا باغتياب أحد أو نشر النميمة أو نشر الفتنة لأننا نعلم أن الله يسمع ما نقول
- لن نكذب في حال كنا مؤمنين باسم الله السميع
- لن نتلفظ بالكلمات النابية والألفاظ والشتائم
- إيماننا باسم الله البصير يمنعنا من ارتكاب الكثير من المعاصي مثل التكاسل عن الصلوات، والنظر إلى عورات النساء.
- إيماننا بأن الله يعلم ما نخفيه في أنفسنا يمنعنا من أن نضمر للآخرين الشر أو نخطط لإيذائهم ونحن نظهر لهم الخير. أو أن نقوم بالأعمال الصالحة فقط من أجل الرياء دون أن يكون الهدف الحقيقي هو كسب رضا الله عز وجل.
- اسم الله العظيم يتطلب أن نستشعر أن العظمة لله عز وجل وليست للخلق، ومهما على شأن الإنسان يجب عليه أن يتواضع لأن العظمة لله فقط.
- الاستفادة من اسم الله الشكور بأن نكثر من شكر الله بالقلب واللسان. وأن نقوم بتسخير النعم الكثيرة التي أنعم علينا بها الله في الحلال وفي مساعدة الآخرين.
- العزيز: الله سبحانه وتعالى هو العزيز الذي لا يغلب. ومن يؤمن بهذا الاسم يطلب العزة من الله فقط ومن أراد العزة وابتغاها من الآخرين فلن يحصل عليها. والشخص الضال هو من يتذلل للآخرين وينسى أن الله هو العزيز [2] [4]
التعرف على أسماء الله وصفاته
سوف نستعرض بعض من اسماء الله الحسنى وصفاته وكيفية الاستفادة منها أو معناها الحقيقي:- الرحمن الرحيم: الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده من الأم برضيعها. عندما ندرك هذا الاسم نحاول أن نرحم الآخرين وتتسع قلوبنا لهم ونسامحهم على أخطائهم.
- الملك: هو بيده كل شيء خالق السماوات والأرض. والاستفادة من هذا الاسم يتضمن أن يدرك الإنسان أن الله استخلفه في الأرض لعمارتها ويجب عليه أن يحافظ على هذه الأمانة وألا يهدرها بأعمال العنف والتخريب
- القدوس: القدوس هو المنزه عن كل وصف يمكن أن يصفه به الإنسان. وواجبنا تجاه هذا الاسم أن نقدس الله سبحانه وتعالى ونستشعر عظمته وضآلة المخلوقات أمامه
- السلام: الله سبحانه وتعالى قد سلم من كل عيب. واجب المسلم تجاه هذا الاسم أن يكون مسالمًا، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ويجب أيضًا أن نسعى دائمًا لنشر السلام بين الناس والمحبة والإخاء بعيدًا عن الكراهية والحقد والبغض.
- المؤمن: الله الذي يؤمن عباده من مخاوف الدنيا ومن مخاوف يوم القيامة. لذلك يجب أن ندعي أن يكون جزاء صبرنا وإيماننا في الدنيا هو الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة يوم لا ينفع مال أو بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. [4]
