ظل آليآسمين
Well-Known Member
- إنضم
- 9 نوفمبر 2012
- المشاركات
- 2,626
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 38
نزيف الدماء يتركز في العالم الإسلامي منذ عشرات السنوات، لا يهدأ في مكان إلا ويشتعل في مكان آخر في مسلسل من إشغال الأمة عن قضاياها وبقائها تحت طائلة الكارثة وإطفاء الحرائق هنا وهناك، هذه الحالة قطعًا كانت لأسباب كثيرة منها ضعف المسلمين وتنازعهم واختلافاتهم، ومنها عوامل اقتصادية وسياسية لا تخفى على الجميع، لن يقف العدو مُتفرجًا على هذه البلاد الإسلامية فهو يستغل كل فرصة ينفذ من خلالها إلى أن يفعل فعلته وأن يقوم بما يخدم مصالحه أيًّا كانت هذه المصالح، يبقى السؤال ماذا يجب على المسلم وقد حصل على شيء من الوعي وأدرك مرامي هذه المؤامرات التي تجري هنا وهناك؛ في مالي الآن على قدم وساق؛ في سوريا الآن مؤامرة عالمية لإجهاض هذه الثورة وبقائها في مستوى معين دون أن تُحقق أهدافها؛ في مصر كذلك الوضع مازال غير مستقر وهناك من المكائد التي تحصل لإيقاف هذا المد الثوري؛ وكذلك في أركان، كل بقعة من بقاع الإسلام على مدى عشرات السنوات تعاني اشتعال حريقة يومًا بعد آخرى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا وزينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مُضلين، اللهم يا قوي يا متين أصلح أحوال المسلمين والطف بهم وارحم ضعفهم وانصرهم على عدوك وعدوهم واجعل لهم من أمرهم رشدا واخذل أعداءهم واهزمهم بعزتك وقدرتك يا قوي يا عزيز.
قبل بضعة أشهر اطلعت على فديو لأحد المؤرخين أساتذة الجامعات قال يجب ونحن نعيش في الأحداث المتقلبة والعاصفة أن نتذكر ذلك اللقاء الذي عُقد عام 1907 في بريطانيا بدعوة من رئيس الوزراء آن ذاك، دعى نُظراءه في سبع دول أوروبية وقال لهم أنتم الآن تتربعون على قمة الهيمنة على العالم تملكون زمام الحضارة وقيادة العالم ولكنكم الآن في انحدار -هذا قاله قبل أكثر من مائة سنة- وتراجُع فهل تريدون أن تبقوا في القمة، أو أن ترضوا في الانحدار حتى تذهب ريحكم وتتلاشى حضارتكم وقيادتكم للعالم؟ قالوا طبعًا نريد أن نكون في القمة وقيادة العالم، فقال لهم وأنتم الآن تنحدرون وعوامل الضعف تأكل مدنِيَتكم وقوتكم وعزكم يتآكل شيئًا فشيئًا ويتلاشى هناك أمة تعتبر هي أكبر تحدٍ لكم ولثقافتكم وهي أمة العرب والعالم الإسلامي. انظر الصراحة والوضوح في هذا الأمر! وهذه من الوثائق المعروفة والمُتداولة اليوم، يستطيع الإنسان أن يقرأها، وقال لهم هذه الأمة خصوصًا الأمة العربية التي هي قلب العالم الإسلامي تبدأ من المحيط إلى الخليج في أرض شاسعة الأطراف، وكلهم يتحدثون لغة واحدة، ويستطيعون التفاهم بينهم جميعًا من أقصى المغرب العربي إلى أقصى المشرق ولا يحتاج أحدهم سواء في الناحية التعليمية أو التجارية أو الثقافية أو غيرها مُترجِم، وكلهم أيضًا يدينون بدين واحد ومقتنعون بصحة دينهم وأنه الدين الحق الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده، أيضًا هم يعيشون في قلب العالم كله في قلب الكرة الأرضية ويتحكمون بمصير العالم من خلال المضائق التي هي في بلادهم؛ مضيق باب المندب وجبل طارق و قناة السويس وغيرها من المضائق المعروفة التي هي خط سير العالم، أيضًا يقول هؤلاء أعطاهم الله عز وجل ثروات البلاد الكامنة في أراضيهم، ولذلك إن تركنا هذه البلاد مستقرة وآمنة فإنها سوف تسبقنا إلى التقدم والرقي الحضاري وتُمسك بزمام العالم فما هو الحل؟
الحل قال في أمرين: الأمر الأول أن نزرع جسمًا غريبًا في خاصرة هذه الأمة يكون تابعًا لنا ويُثير الفتن والقلائل والحروب كلما أردنا بحيث يكون هناك كما يسمونها حالة لا استقرار؛ لأن الاستقرار يدعو إلى الأمن والأمن يدعو إلى الرقي والتقدم في السلم الحضاري، نريد هذه المنطقة تظل في حالة عدم استقرار وبلبلة مستمرة بحيث ينشغلون بإطفاء الحرائق التي نُشعلها نحن مرة هنا ومرة هناك، ومع الأسف الشديد منذ ذلك التاريخ أسقطت الخلافة العثمانية التي كانت تجمع الدول الإسلامية كلها وتغطي أكبر مساحة العالم، وعلى ضعفها في ذلك الوقت كانت تلم الشمل وتُقوي الأمة وتُجابه فيها أعتى الأمم؛ أسقطوا هذه الخلافة، سلطوا العرب والمسلمين بعضهم على بعض، أوجدوا تلك الثورة العربية كما يسمونها ضد الترك، ثم ثارت القوميات العربية ثم بدأت الشعارات الجاهلية تنبت شيئًا فشيئًا هنا وهناك وأُبعد الإسلام ونُحي عن الحياة من قبل مع الأسف حكام ظلمة زرعوهم في كثير من بلدان العالم الإسلامي، هم مسلمون بالاسم ولكن لا دين لهم ولا وطنية حقيقية، وهم عبيد كراسيهم ومصالحهم.
اليوم الحمد لله بعد هذا الربيع العربي تغيرت المعادلة، وهذا الذي يُخيفهم الآن، وهو الذي جعلهم يحرصون على إثارة الجروح الغائرة لتسيل منها الدماء المسلمة ونظل في حالة بلبال مستمر وعدم استقرار، فعلا إذا تأملت يا أخ أحمد الآن في العالم كله أين تسيل الدماء وأين تصنع الحروب وتثور الفتن؟ هي في العالم الإسلامي؛ في سوريا هذا الجرح النازف الذي يُقتل فيه المئات يوميًا والعالم يتفرج اللهم إلا لمجرد تصريحات واستنكارات لخداع العالم وربما في الخفاء وربما هم يدعمون تلك الجهات المجرمة والداعمة لهذا النظام الإرهابي الفاقد لإنسانيته وشرعيته وكرامته ووطنيته، أيضًا تجد الحال الآن ما يحصل من الفتن وسفك الدماء حتى في مصر كلما قلنا إن شاء الله استقرت أمورها يُثيرون فتنة أخرى، لا يريدون لهذا البلد أن يستقر، حتى في تونس وفي ليبيا انظر ما يزال الأمر فيه اضطرابات لأجل أن لا تستقر هذه الأمة ويتمنون أن تتمزق هذه البلاد خصوصًا بلاد الربيع العربي إلى دُويلات بحيث يتحكمون بها ويُثيرون بعضها ضد بعض كلما أرادوا، الذي يحصل أيضا القتل في العراق، في افغانستان، في بورما، في مالي أيضًا، وإن كان لا شك بعض جهلة المسلمين ومجرميهم الذين أحيانًا يؤتون من قِبَل جهلهم وأحيانًا يكونوا عُملاء لهؤلاء الأعداء يحركونهم متى ما أرادوا، هم يُعطونهم غطاءً شرعيًا لكي يتدخلوا ويُفسدوا ويقتلوا ويستولوا على خيرات المسلمين ويُهيمنوا على بلادهم لكن هذا شيء مُحزن؛ إذًا نحن أمام حرب حقيقية لا تريد لأمة الإسلام أن تنتصر ولا أن تستقر فيجب أن نُعد العدة لمقاومة هذا الظلم الذي يقع علينا وأن يكون عندنا أيضًا سعة أفق وبعد نظر ومعرفة بما يُحاك لنا بحيث نُحسن التعامل معها بما أمر الله عز وجل وبما يحفظ مصالحنا وقوتنا حتى نجابه هذا الظلم، والله عز وجل أخبرنا عن هؤلاء الأعداء منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل منذ عهد آدم عليه الصلاة والسلام ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ ﴿البقرة: ٢١٧﴾ لاحظ كيف! لا يزالون يعني لا يمكن أن يفتروا، سيحاربونكم بكل الوسائل وعلى جميع الأصعدة وبكل طريقة يمكنهم ذلك؛ عبر الحرب العسكرية والحرب الثقافية التدميرية والحرب غير الأخلاقية التي تستهدف القيم الأخلاقية وكذلك الحرب الإعلامية التي تعتبر الآن من أخطر أنواع الحروب ومع الأسف تُفسد الشعوب والأمم من داخلها وباختيارها وتُفسد أبناءنا وبناتنا في عُقر دارنا، فإذًا هي حرب شاملة يُراد بها إضعاف هذه الأمة وإبقائها تابعة ذليلة لأعدائها.
يجب أن يكون لدينا إدراك لهذا الخطر وأن نبحث خاصة القادة والعلماء ومؤسسات المجتمع المدني والمفكرين وأُلي الرأي والخبرة أن نكون على قدر المسؤولية وعلى قدر هذه المرحلة التي نعيشها بحيث نضمن لبلادنا وأوطاننا وأمتنا الأمن والأمان والاستقرار ثم إن شاء الله الرُقي والصعود في سلم الحضارة.
أيضًا لا نعطي الأعداء ذريعة بجهلنا أحيانًا وحماقتنا واستعجالنا للأمور بحيث يستخدمونها للإضرار بنا وتحقيق مقاصدهم من خلالنا، ونحن كما قال الله عز وجل عن هؤلاء الأعداء ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٢٠﴾والله لن يُرضيهم شيء ولو كنت معهم أحلى من العسل ولو حاولت استرضاءهم والتنازل لهم بأكبر قدر ممكن لن يُرضيهم ذلك إلا أن تكفر كما كفروا ولذلك لابد أن نواجه الظلم كائنًا ما كان ومن أي جهة كانت.
من حلقة يوم الأحد 15/3/1434هـ أجاب فضيلة الشيخ : عبدالعزيز الفوزان - حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا وزينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مُضلين، اللهم يا قوي يا متين أصلح أحوال المسلمين والطف بهم وارحم ضعفهم وانصرهم على عدوك وعدوهم واجعل لهم من أمرهم رشدا واخذل أعداءهم واهزمهم بعزتك وقدرتك يا قوي يا عزيز.
قبل بضعة أشهر اطلعت على فديو لأحد المؤرخين أساتذة الجامعات قال يجب ونحن نعيش في الأحداث المتقلبة والعاصفة أن نتذكر ذلك اللقاء الذي عُقد عام 1907 في بريطانيا بدعوة من رئيس الوزراء آن ذاك، دعى نُظراءه في سبع دول أوروبية وقال لهم أنتم الآن تتربعون على قمة الهيمنة على العالم تملكون زمام الحضارة وقيادة العالم ولكنكم الآن في انحدار -هذا قاله قبل أكثر من مائة سنة- وتراجُع فهل تريدون أن تبقوا في القمة، أو أن ترضوا في الانحدار حتى تذهب ريحكم وتتلاشى حضارتكم وقيادتكم للعالم؟ قالوا طبعًا نريد أن نكون في القمة وقيادة العالم، فقال لهم وأنتم الآن تنحدرون وعوامل الضعف تأكل مدنِيَتكم وقوتكم وعزكم يتآكل شيئًا فشيئًا ويتلاشى هناك أمة تعتبر هي أكبر تحدٍ لكم ولثقافتكم وهي أمة العرب والعالم الإسلامي. انظر الصراحة والوضوح في هذا الأمر! وهذه من الوثائق المعروفة والمُتداولة اليوم، يستطيع الإنسان أن يقرأها، وقال لهم هذه الأمة خصوصًا الأمة العربية التي هي قلب العالم الإسلامي تبدأ من المحيط إلى الخليج في أرض شاسعة الأطراف، وكلهم يتحدثون لغة واحدة، ويستطيعون التفاهم بينهم جميعًا من أقصى المغرب العربي إلى أقصى المشرق ولا يحتاج أحدهم سواء في الناحية التعليمية أو التجارية أو الثقافية أو غيرها مُترجِم، وكلهم أيضًا يدينون بدين واحد ومقتنعون بصحة دينهم وأنه الدين الحق الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده، أيضًا هم يعيشون في قلب العالم كله في قلب الكرة الأرضية ويتحكمون بمصير العالم من خلال المضائق التي هي في بلادهم؛ مضيق باب المندب وجبل طارق و قناة السويس وغيرها من المضائق المعروفة التي هي خط سير العالم، أيضًا يقول هؤلاء أعطاهم الله عز وجل ثروات البلاد الكامنة في أراضيهم، ولذلك إن تركنا هذه البلاد مستقرة وآمنة فإنها سوف تسبقنا إلى التقدم والرقي الحضاري وتُمسك بزمام العالم فما هو الحل؟
الحل قال في أمرين: الأمر الأول أن نزرع جسمًا غريبًا في خاصرة هذه الأمة يكون تابعًا لنا ويُثير الفتن والقلائل والحروب كلما أردنا بحيث يكون هناك كما يسمونها حالة لا استقرار؛ لأن الاستقرار يدعو إلى الأمن والأمن يدعو إلى الرقي والتقدم في السلم الحضاري، نريد هذه المنطقة تظل في حالة عدم استقرار وبلبلة مستمرة بحيث ينشغلون بإطفاء الحرائق التي نُشعلها نحن مرة هنا ومرة هناك، ومع الأسف الشديد منذ ذلك التاريخ أسقطت الخلافة العثمانية التي كانت تجمع الدول الإسلامية كلها وتغطي أكبر مساحة العالم، وعلى ضعفها في ذلك الوقت كانت تلم الشمل وتُقوي الأمة وتُجابه فيها أعتى الأمم؛ أسقطوا هذه الخلافة، سلطوا العرب والمسلمين بعضهم على بعض، أوجدوا تلك الثورة العربية كما يسمونها ضد الترك، ثم ثارت القوميات العربية ثم بدأت الشعارات الجاهلية تنبت شيئًا فشيئًا هنا وهناك وأُبعد الإسلام ونُحي عن الحياة من قبل مع الأسف حكام ظلمة زرعوهم في كثير من بلدان العالم الإسلامي، هم مسلمون بالاسم ولكن لا دين لهم ولا وطنية حقيقية، وهم عبيد كراسيهم ومصالحهم.
اليوم الحمد لله بعد هذا الربيع العربي تغيرت المعادلة، وهذا الذي يُخيفهم الآن، وهو الذي جعلهم يحرصون على إثارة الجروح الغائرة لتسيل منها الدماء المسلمة ونظل في حالة بلبال مستمر وعدم استقرار، فعلا إذا تأملت يا أخ أحمد الآن في العالم كله أين تسيل الدماء وأين تصنع الحروب وتثور الفتن؟ هي في العالم الإسلامي؛ في سوريا هذا الجرح النازف الذي يُقتل فيه المئات يوميًا والعالم يتفرج اللهم إلا لمجرد تصريحات واستنكارات لخداع العالم وربما في الخفاء وربما هم يدعمون تلك الجهات المجرمة والداعمة لهذا النظام الإرهابي الفاقد لإنسانيته وشرعيته وكرامته ووطنيته، أيضًا تجد الحال الآن ما يحصل من الفتن وسفك الدماء حتى في مصر كلما قلنا إن شاء الله استقرت أمورها يُثيرون فتنة أخرى، لا يريدون لهذا البلد أن يستقر، حتى في تونس وفي ليبيا انظر ما يزال الأمر فيه اضطرابات لأجل أن لا تستقر هذه الأمة ويتمنون أن تتمزق هذه البلاد خصوصًا بلاد الربيع العربي إلى دُويلات بحيث يتحكمون بها ويُثيرون بعضها ضد بعض كلما أرادوا، الذي يحصل أيضا القتل في العراق، في افغانستان، في بورما، في مالي أيضًا، وإن كان لا شك بعض جهلة المسلمين ومجرميهم الذين أحيانًا يؤتون من قِبَل جهلهم وأحيانًا يكونوا عُملاء لهؤلاء الأعداء يحركونهم متى ما أرادوا، هم يُعطونهم غطاءً شرعيًا لكي يتدخلوا ويُفسدوا ويقتلوا ويستولوا على خيرات المسلمين ويُهيمنوا على بلادهم لكن هذا شيء مُحزن؛ إذًا نحن أمام حرب حقيقية لا تريد لأمة الإسلام أن تنتصر ولا أن تستقر فيجب أن نُعد العدة لمقاومة هذا الظلم الذي يقع علينا وأن يكون عندنا أيضًا سعة أفق وبعد نظر ومعرفة بما يُحاك لنا بحيث نُحسن التعامل معها بما أمر الله عز وجل وبما يحفظ مصالحنا وقوتنا حتى نجابه هذا الظلم، والله عز وجل أخبرنا عن هؤلاء الأعداء منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم بل منذ عهد آدم عليه الصلاة والسلام ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ ﴿البقرة: ٢١٧﴾ لاحظ كيف! لا يزالون يعني لا يمكن أن يفتروا، سيحاربونكم بكل الوسائل وعلى جميع الأصعدة وبكل طريقة يمكنهم ذلك؛ عبر الحرب العسكرية والحرب الثقافية التدميرية والحرب غير الأخلاقية التي تستهدف القيم الأخلاقية وكذلك الحرب الإعلامية التي تعتبر الآن من أخطر أنواع الحروب ومع الأسف تُفسد الشعوب والأمم من داخلها وباختيارها وتُفسد أبناءنا وبناتنا في عُقر دارنا، فإذًا هي حرب شاملة يُراد بها إضعاف هذه الأمة وإبقائها تابعة ذليلة لأعدائها.
يجب أن يكون لدينا إدراك لهذا الخطر وأن نبحث خاصة القادة والعلماء ومؤسسات المجتمع المدني والمفكرين وأُلي الرأي والخبرة أن نكون على قدر المسؤولية وعلى قدر هذه المرحلة التي نعيشها بحيث نضمن لبلادنا وأوطاننا وأمتنا الأمن والأمان والاستقرار ثم إن شاء الله الرُقي والصعود في سلم الحضارة.
أيضًا لا نعطي الأعداء ذريعة بجهلنا أحيانًا وحماقتنا واستعجالنا للأمور بحيث يستخدمونها للإضرار بنا وتحقيق مقاصدهم من خلالنا، ونحن كما قال الله عز وجل عن هؤلاء الأعداء ﴿وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ ﴿البقرة: ١٢٠﴾والله لن يُرضيهم شيء ولو كنت معهم أحلى من العسل ولو حاولت استرضاءهم والتنازل لهم بأكبر قدر ممكن لن يُرضيهم ذلك إلا أن تكفر كما كفروا ولذلك لابد أن نواجه الظلم كائنًا ما كان ومن أي جهة كانت.
من حلقة يوم الأحد 15/3/1434هـ أجاب فضيلة الشيخ : عبدالعزيز الفوزان - حفظه الله -