أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

متابعة اعلامية / مقال بعنوان ( شيخ مخرجي الدراما حسين التكريتي ) للدكتور سالم شدهان

ابن الانبار

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
20 أغسطس 2013
المشاركات
33,815
مستوى التفاعل
256
النقاط
83
الإقامة
العراق
مقال فني تنشره الصدى نت للدكتور سالهم شدهان ... التدريسي في قسم الفنون المسرحية - كلية الفنون الجميلة - جامعة بابل ... وبعنوان ( شيخ مخرجي الدراما حسين التكريتي ) :

كنت في المرّات القليلة التي ادخل بها دائرة الاذاعة والتلفزيون ابحث عن اسم غالبا ماأقرأه على الشاشة الصغيرة, وعندي بعض التصور عن شكله وهيئته المحببة لدي ..وأخيرا شاهدته يسير امامي (سلوموشن) يميل بجسده ذات اليمين وذات الشمال ,يدندن بأغنية لم اسمعها من قبل ,مبتسم ,يلوك بعلكة ويدوّر بها في جوف فمه الكبير ,يبتسم ويمازح كل من يلاقيه ويسمعه كلاما ضاحكا ,يركل الارض بساقين كأنها محراث ..وانا الاحقه خائفا حذرا واقارن بين الصورة التي ارسمها له في ذهني وبين هذا الجسد العملاق الذي يمازح كل الناس, الاّ اني صدمت وانا اراه يدخل غرفة لا اتذكر مامكتوب عليها أو انني لم استطع قراءتها لان كل شيء خارج صورة حسين التكريتي بالنسبة لي كانت (اوت فوكس).لا أعرف كيف استطاع مجموعة من القتلة قتل هذا الرجل الذي كنت اتصورة اقوى من ارنولد ,الفاني ,الذي يذوب ويتجمّع,لكنهم استغرقوا خمسة ايام حتى تمكنوا من قتله بعد ان اختطفوه ووجدت جثته قرب مكان اختطافه في حي التراث في 12\12\2006..مات حسين التكريتي الذي كثيرا مامررت من امامه بعد اللقاء الاول ولم اكلمه او احييّه لكنه كان يبتسم لي وهو يسير بساقين يجوبان المكان كأنه ملكه ,ويدين تهتزان بعنف,مجذابين, كأنه يسير بقارب كبير والبحر بحره ..مات من شاهدت له سهرات ومسلسلات تتسم بالبساطة ,بطلها جمال البيئة العراقية ,التي يطغى عليها التفاصيل البسيطة التي تتميز بها بيئة العراق .كان يهمه ان يعرض الشارع العراقي ,والحي الشعبي ,يبيعون ويشترون ,ويتكلمون بصوت عال ,يتمازحون دائما ,همومهم بسيطة مهما صعبت ,يجوبها ابطالها بروح تشبه روحه ,وجسد يمتلك المكان ويرسمه على مقاسه ,تلك الشخصيات الشعبية التي كانت تسود انذاك بمعالجة فطرية او علمية لايهم ذلك مادامت جاءت مبنيّة بصورة تسر المتلقي البسيط والمثقف الذي يرى فيها جمال طاغ في الجانب المرئي منها ,فيها البائع المتجول والمرأة التي ترتدي العباءة وهي تسير مبتسمة لّلاشيء ..يعشق المفردة الشعبية منطوقة ومرسومة ويهتم بها حتى يظهرها منتمية لبيئته العراقية, ولم يحاول ان يحاكي الاعمال المصرية التي كانت منتشرة انذاك الاّ في نضجها الفني وانتمائها لبيئتها ,يهتم بممثله الذي يمنحه اللقطة العامة ويسمح له ان يتحرك بها وفق خطة بطلها هو, لانه يتابعه بكاميرا ثابتة وبحركة واثقة لايهمها ان تشتغل بمعزل عن الممثل الذي اينما يتحرّك يجد مفردة يمكنه ان يتعامل معها كما فعل ذلك في المسلسل (غاوي مشاكل ) الذي اجتمعت فيه مفردات البيئة العراقية التي تتميز ببساطتها وعفوية اهلها انذاك ,ركّز جل اهتمامه مثلما يفعل معظم الاحيان بالعناية بتلك الشخصية التي تحمل على عاتقها كل ملامح البيئة من ملبس وملمح وحوار طريف وسرعة البديهة ..لايهمه ان يكون المشهد طويلا بل احيانا تستمر اللقطة لمشهد يتجاوز الدقائق لكننا لانمل ولا نكره مانرى لاننا نجد انفسنا في هذا المشهد ,ونجد كل مانود..الوان البيئة موزّعة بعناية ,والمفردات البيئية التي يبنيها المكان ويتجول بها الممثلون لاتفارقنا لحظة ,لكنه قد يصنع من الممثل شعلة تختلف من حيث اتقّادها فتجوب الصورة باحثة عن حل درامي يحاول اشراك الجميع بصناعته ظنّا منه بأنه مهما كان بطلا فأنه يحتاج الى معونة الجميع كما تفعل معظم الاعمال التي تتناول الثيمة الواقعية التي تتخذ من البيئة الدرامية وعاء لها ,لذا نجد الممثل خليل شوقي لايترك احد او يتجاوز فكرة يمكن ان تبنى بأنفعال او التفاتة او معاكسة فتكون حاضرة كما في مسلسل (صابر). اعماله الغزيرة تتشابه من ناحية الاشتغال ومعالجتها تنتمي لروحه الشفّافة فيزيغ من النص احيانا, ويتبنى نصوص تقترب منه احيانا اخرى ,كما نجد ذلك في كتابات عبد الباري العبودي الواقعية القريبة من روحه وطريقة اشتغالاته الجمالية ,او في كتابات خليل الرفاعي التي تميل الى تخليد الشخصية البغدادية الظريفة التي اجاد التكريتي في اضافة صورة المكان الى صورة الشخصية التي يريد الرفاعي ان يكون بطلا لها .مسلسلات وسهرات كثيرة تسيدّت سنين طويلة على شاشة تلفزيون العراق متميزة ,سهلة ,لا تنسى ..ان انتمت الى الكوميديا فأننا نضحك دون ان نتجاوز حدود الضحكة البسيطة ,وان انتمت الى الحزن فأنه لا ينوي البقاء حزينا لفترة طويلة ومايلبث ان يقطع علينا الجو الحزين بلقطة او فكرة صغيرة تزيل عنّا بعض هذا الحزن اوتؤجّل جزءا منه الى حين . من اعمل المخرج الراحل حسين التكريتي (وراء الابواب ,من يطرق باب الليل ,الى الشباب مع التحية ,غاوي مشاكل ,صابر ,غاوي المشاكل ,زائر الليل ,نفوس مدمره ,اسرار البيوت ,وسهرة الشهامه ,ومسلسل الوجه الاخر ,وخضرة ,ومسلسل المهافيف ) واعمال كثيرة بين سهرات ومسلسلات .رحم الله شيخ مخرجي الدراما حسين التكريتي .
 

البرآق

نبض آخر
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
30,183
مستوى التفاعل
493
النقاط
83
رد: متابعة اعلامية / مقال بعنوان ( شيخ مخرجي الدراما حسين التكريتي ) للدكتور سالم شدهان

سلمت ها الايادى
على جمال وروعة هذا الاختيار
الراقي والمميز .
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )