مناضل الناصر
Banned
متصوفات البصرة
مع بدء أواخر القرن الأول الهجري، بدأت مدينة البصرة، تشهد تشكل تيار صوفي نسائي متميز، حيث ظهرت العديد من المتصوفات البصريات اللاتي ذاع واشتهر أمر تصوفهن وزهدهن في الكثير من المصادر التاريخية.
وفي كتابه ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات، يورد أبو عبد الرحمن السلمي المتوفي في 412هـ، أسماء العديد من متصوفات البصرة في تلك المرحلة، حيث يذكر منهن غفيرة العابدة، والتي اشتهرت بكثرة البكاء من خشية الله، حتى أصيبت في نهاية المطاف بالعمى، ولما قال لها بعضهم، ما أشد العمى، قالت "الحجاب عن الله أشد، وعمى القلب عن فهم مراد الله في أوامره أشد وأشد".
ويذكر ابن الجوزي، أن غفيرة كانت دائمة الذكر، حتى أنها كانت تنتهز كل مناسبة لذكر الله، وقد روي عنها أنه لما قدم إليها أحد أبنائها، وكان مسافراً في مكان بعيد، أنها لما لقيته بكت بكاء شديداً، فقيل لها ما يبكيك وهذا يوم فرح؟ فقالت "والله ما أجد للسرور في قلبي موضعاً، ولقد ذكرت في قدومه، القدوم على الله عز وجل".
ومن متصوفات البصرة أيضاً، عافية المشتاقة، ويذكر السلمي أنها كانت كثيرة الذكر، وقلما أنست إلى أحد من البشر، وقيل إنها كانت تحيي الليل كله بالعبادة والصلاة وقراءة القرآن، أما النهار فكانت تأوي فيه إلى المقابر، وتقول "المحب لا يسأم من مناجاة حبيبه ولا يهمه سواه واشوقاه واشوقاه واشوقاه".
أما ريحانة الوالهة، فكانت من متصوفات البصرة اللاتي احتفظت لنا المصادر التاريخية ببعض من أشعارهن العذبة في وصف العلاقة مع الذات العليا، حيث ورد عنها قولها:
أنت أنسي وهمتي وسروري أبى القلب أن يحب سواكا
عزيـزي وهمتـي ومـرادي طال شوقي متى يكون لقاكا
غير سؤلي من الجنان نعيم غير أني أريد أن ألقاكا
مع بدء أواخر القرن الأول الهجري، بدأت مدينة البصرة، تشهد تشكل تيار صوفي نسائي متميز، حيث ظهرت العديد من المتصوفات البصريات اللاتي ذاع واشتهر أمر تصوفهن وزهدهن في الكثير من المصادر التاريخية.
وفي كتابه ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات، يورد أبو عبد الرحمن السلمي المتوفي في 412هـ، أسماء العديد من متصوفات البصرة في تلك المرحلة، حيث يذكر منهن غفيرة العابدة، والتي اشتهرت بكثرة البكاء من خشية الله، حتى أصيبت في نهاية المطاف بالعمى، ولما قال لها بعضهم، ما أشد العمى، قالت "الحجاب عن الله أشد، وعمى القلب عن فهم مراد الله في أوامره أشد وأشد".
ويذكر ابن الجوزي، أن غفيرة كانت دائمة الذكر، حتى أنها كانت تنتهز كل مناسبة لذكر الله، وقد روي عنها أنه لما قدم إليها أحد أبنائها، وكان مسافراً في مكان بعيد، أنها لما لقيته بكت بكاء شديداً، فقيل لها ما يبكيك وهذا يوم فرح؟ فقالت "والله ما أجد للسرور في قلبي موضعاً، ولقد ذكرت في قدومه، القدوم على الله عز وجل".
ومن متصوفات البصرة أيضاً، عافية المشتاقة، ويذكر السلمي أنها كانت كثيرة الذكر، وقلما أنست إلى أحد من البشر، وقيل إنها كانت تحيي الليل كله بالعبادة والصلاة وقراءة القرآن، أما النهار فكانت تأوي فيه إلى المقابر، وتقول "المحب لا يسأم من مناجاة حبيبه ولا يهمه سواه واشوقاه واشوقاه واشوقاه".
أما ريحانة الوالهة، فكانت من متصوفات البصرة اللاتي احتفظت لنا المصادر التاريخية ببعض من أشعارهن العذبة في وصف العلاقة مع الذات العليا، حيث ورد عنها قولها:
أنت أنسي وهمتي وسروري أبى القلب أن يحب سواكا
عزيـزي وهمتـي ومـرادي طال شوقي متى يكون لقاكا
غير سؤلي من الجنان نعيم غير أني أريد أن ألقاكا