من الجدير بالذكر أن الصين بقوتها التكنولوجية الهائلة ، مرت بمراحل تطور كثيرة يعود بعضها لما قبل الميلاد ، فمن المعروف أن الصين هي أحد أقدم الحضارات الإنسانية التي عرفتها البشرية ، وأحد الحضارات القديمة الخمسة التي تركت بصمتها الخاصة في تاريخ الحضارة الإنسانية ، لم تكن الصين كما نعرفها الآن بشكلها المنفتح ، كما لم تصبح “جمهورية الصين الشعبية” بنظامها الديمقراطي ما بين يومٍ وليلة ، بل مرت بسنوات طويلة ما بين الصراع على المُلك كإمبراطورية ومملكة ، وسنوات من الحروب كمستعمرة للجنود الإنجليز خلال الحربين العالمية الأولى والثانية ، ثم مجموعة من الدويلات المشتتة المنغلقة على نفسها ، وصولا لما نراه اليوم “جمهورية الصين الشعبية” . [1]
لماذا سميت دولة الصين بهذا الاسم
تعني كلمة الصين ” بالصينية المبسطة : 中国 تشونغوا” ، والمعروفة رسميًا الآن بـ جمهورية الصين الشعبية ” 中华人民共和国 تشونغهوا رنمين غونغهيغو ” ، والتي تعني ” الأرض الوسطى “، أي الأرض التي تتوسط جغرافيا ما حولها من دول، وقيل في بعض كتب التاريخ أنها كانت قلب التجارة لما حولها من دول ، كما كانت قلب ازدهار الحضارة ، حيث عرفت بإختراعها للبوصلة والحرير، كما كانت مركزا من مراكز العلم لسنوات طويلة لقارتي آسيا وآفريقيا ، ومع تطور الصين وتغير نظامها الحاكم ، أبقى الصينين على الاسم القديم لوطنهم الآم ، تيمنا ورمزا لإبقائهم على عاداتهم القديمة وفخرهم بتاريخهم مهما بلغوا من تقدم .[2]
تعداد سكان الصين وموقعها الجغرافي
الصين هي أحد أكثر الدول تعدادا في السكان حول العالم ، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.338 مليار نسمة، تتألف الصين من أكثر من56 مقاطعة وخمس مناطق ذاتية الحكم ، عاصمة البلاد هي مدينة بكين ، تعد جمهورية الصين الشعبية ثالث أكبر دولة من حيث المساحة وتعداد السكان على مستوي العالم وتتنوع المصادر الطبيعية في الصين بين غابات وسهول ومساحات زراعية شاسعة وصحاري ( جوبي وتكلامكان ) في الشمال الجاف بالقرب من منغوليا وسيبيريا في روسيا والغابات شبه الاستوائية في الجنوب قرب فيتنام وبورما ، التضاريس في الغرب حيث تقع جبال الهيمالايا وجبال تيان شان وتعد الحدود الطبيعية للصين مع الهند وآسيا الوسطى أحد أبرز التضاريس الجغرافية التي تحولت مع الزمن لمزار سياحي لسكان العالم ، ومن الجنوب الشرقي بحر الصين الجنوبي تقع خارجه تايوان وكوريا واليابان .[3]
كيف اصبحت الصين جمهورية شعبية
من الجدير بالذكر أن تحول الصين من مملكة لدول إقطاعية وصولا إلى جمهورية شعبية إرتبط إرتباطا وثيقا بنموها وتحولها الاقتصادي ، حيث شهد الاقتصاد الصيني العديد من التقلبات والتحولات الكبيرة ، بداية القرن التاسع عشر وحتى عام 1949 ، حيث قيام أول ثورة شعبية إشتراكية بقيادة الزعيم الصيني ماوتسىتونج Mao Tse-tong وبداية مرحلة البناء الاشتراكي لدولة الصين ، وتتمثل أبرز التطورات التي شهدتها الصين كجمهورية ناشئة ، تزامنا مع التطور الاقتصادي الصيني خلال القرن التاسع عشر ، حيث خرجت الصين من عزلتها الاقتصادية وبداية الانفتاح الاقتصادي واتساع أعمال التبادل التجاري والمعرفي مع ماحولها من دول بآسيا وأوروبا ، بعد أن تجرعت سنوات طويلة من الاحتلال الغاشم بأراضيها .
نتيجة لهزيمة الصين في صراعها ضد بريطانيا ما بين عامي 1839-1842 والمعروف تاريخيا بــ” حرب الأفيون ” حيث تسبب التغلغل الغربي في الصين إلى تحولها للرأسمالية بشكل غير مدروس ، والذي أدى بطبيعة الحال لانهيار الاقتصاد الصيني في غضون سنوات قليلة ، حتى أصبحت الصين دولة فقيرة ، ثم تسبب انتشار الفوضى تمرد طبقات الشعب الصيني ، والذي أودى إلى ثورة الشعب عام 1911 ، والتي انتهت بإسقاط النظام الملكي الديكتاتوري ، ثم أعلنت الجمهورية الصينية في نهاية عام 1912 ، ثم الموجة التالية التي بدأت بتدهور جديد للوضع السياسي في الصين نشأت على إثره نيران الحرب الأهلية .
وما إن بدأت الأوضاع الداخلية للصين في العودة لهدوئها المعتاد حتى وقع الغزو الياباني لمنشوريا في عام 1931 ، وأعقبه اندلاع الحرب الصينية اليابانية الثانية في الفترة الزمنية بين عامي1937 و1945 ، والذي انتهى بهزيمة الصين لليابان ، وانتهى ببدء صراع من نوع آخر أكثر عنفا ، لأنه نشأ هذه المرة ما بين الحكومة الصينية وميليشيات الحزب الشيوعي الصيني ، حتى انتهى عام 1949 بسيطرة الجيش الصيني الأحمر التابع للحزب الشيوعي الصيني على الحكم ، وإعلان ماو تسىتونج – قائد الحزب الشيوعي ومؤسسه – قيام جمهورية الصين الشعبية رسميا .[4]
جمهورية الصين الشعبية كما نعرفها الآن
ومن المعلومات التي لا يعرفها الكثير أن ملايين الصينيين قد ماتوا في برنامج ” القفزة الكبرى إلى الأمام ” الذي أطلقه الزعيم الصيني ماو عام 1958 ، والذي أدى إلى فرض سيطرة الدولة على قطاعي الزراعة والصناعة ، وكذلك الحال بالنسبة لـ “الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى” التي أطلقها الحزب الشيوعي الصيني من أجل تطهير البلاد من العناصر المعادية للحكم الشيوعي .
ولكن مع وفاة زعيم الثورة وقائد الحزب الحاكم ماو في عام 1976 تولت قيادة سياسية جديدة باشرت في استكمال عملية إصلاح الإقتصاد الصيني ، حيث ألغت الحكومة الصينية في أوائل الثمانينيات العديد من القيود السياسية والاقتصادية والتي قد تسببت في عزلها عن العالم لسنوات طويلة ، حتى أصبحت الصين دولة منفتحة اقتصاديا كما نعرفها الآن .
ونتيجة لعمليات التطور السياسي والاقتصادي المستمر أصبحت الصين من أكبر الدول التي تستثمر في الخارج ، مُتبعة سياسات خارجية ودفاعية أكثر مرونة ، عارضة يد العون لما حولها من دول سواء على المستوى الإقتصادي أو المستوى السياسي ، كما أطلقت الصين برنامجا فضائيا لاستكشاف الفضاء ، كمساهمة منها في التطور البشري ، حيث يشمل البرنامج مجموعة من الخطط المجهزة لإنشاء محطة فضائية مدارية بحلول عام 2020 .
ومن ناحية أخري تعمل الحكومة الصينية على تقديم العديد من المساهمات بكافة المجالات لجذب اليد العاملة للصين ، كأحد الوسائل البارزة في إثبات مصداقية الصين بإنفتاحها لكافة شعوب ودول العالم ، ففي مجال التعليم أسست الصين العديد والعديد من البرامج التبادلية سواء من خلال الجامعات الصينية أو المؤسسات التعليمية لنشر اللغة الصينية وتدريسها وتعليمها بكافة بقاع العالم ، واستقدام محبي الصين ولغتها لزيارة الصين .
أما بالنسبة للتجارة فقد أوجدت الصين سبلا جديدة للتعاون التجاري معها سواء في صورة قطاعات أم أفراد ، فالمنتجات الصينية متاحة بكافة الأماكن وبكل القطاعات ، وأبواب التبادل التجاري الصيني مقبولة بكافة العملات وليس بعملة الصين فقط ، وقامت الصين مؤخرا بحملات ترويجية عديدة بمجالات الإعلام وصناعة الميديا لنشر الآفلام الوثائقية التي تُعرف عن الصين، وتنشر الفكر الصيني، وتبرز مدي مودة وترحاب الشعب الصيني ، وعاداتهم المختلفة في الملبس والمأكل والمشرب .
ومما لا شك فيه أن الصين هي القوة القادمة التي ستجتاح العالم على الصعيد الاقتصادي والسياسي ، خاصة أن التنين الصيني يتميز بمرونته في التطبع والتكيف وفق ما يتطلبه الموقف ، ووفق التغيرات التي تطرأ حوله ، وتخطط الصين بحلول عام 2025 بمضاعفة العائد التجاري فيما بينها وبين الدول العربية ومنطقة الخليج العربي بالأخص ، وفي مقابل هذا ستذلل كافة القيود ، وتمنح كافة التسهيلات للوصول لأكبر نسبة نجاح ممكنة ، والجدير بالذكر أن هدف الصين الأول هو المكسب المتبادل ، مع احترام خصوصية وثقافة الأطراف الأخرى المعنية .[5]
لماذا سميت دولة الصين بهذا الاسم
تعني كلمة الصين ” بالصينية المبسطة : 中国 تشونغوا” ، والمعروفة رسميًا الآن بـ جمهورية الصين الشعبية ” 中华人民共和国 تشونغهوا رنمين غونغهيغو ” ، والتي تعني ” الأرض الوسطى “، أي الأرض التي تتوسط جغرافيا ما حولها من دول، وقيل في بعض كتب التاريخ أنها كانت قلب التجارة لما حولها من دول ، كما كانت قلب ازدهار الحضارة ، حيث عرفت بإختراعها للبوصلة والحرير، كما كانت مركزا من مراكز العلم لسنوات طويلة لقارتي آسيا وآفريقيا ، ومع تطور الصين وتغير نظامها الحاكم ، أبقى الصينين على الاسم القديم لوطنهم الآم ، تيمنا ورمزا لإبقائهم على عاداتهم القديمة وفخرهم بتاريخهم مهما بلغوا من تقدم .[2]
تعداد سكان الصين وموقعها الجغرافي
الصين هي أحد أكثر الدول تعدادا في السكان حول العالم ، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.338 مليار نسمة، تتألف الصين من أكثر من56 مقاطعة وخمس مناطق ذاتية الحكم ، عاصمة البلاد هي مدينة بكين ، تعد جمهورية الصين الشعبية ثالث أكبر دولة من حيث المساحة وتعداد السكان على مستوي العالم وتتنوع المصادر الطبيعية في الصين بين غابات وسهول ومساحات زراعية شاسعة وصحاري ( جوبي وتكلامكان ) في الشمال الجاف بالقرب من منغوليا وسيبيريا في روسيا والغابات شبه الاستوائية في الجنوب قرب فيتنام وبورما ، التضاريس في الغرب حيث تقع جبال الهيمالايا وجبال تيان شان وتعد الحدود الطبيعية للصين مع الهند وآسيا الوسطى أحد أبرز التضاريس الجغرافية التي تحولت مع الزمن لمزار سياحي لسكان العالم ، ومن الجنوب الشرقي بحر الصين الجنوبي تقع خارجه تايوان وكوريا واليابان .[3]
كيف اصبحت الصين جمهورية شعبية
من الجدير بالذكر أن تحول الصين من مملكة لدول إقطاعية وصولا إلى جمهورية شعبية إرتبط إرتباطا وثيقا بنموها وتحولها الاقتصادي ، حيث شهد الاقتصاد الصيني العديد من التقلبات والتحولات الكبيرة ، بداية القرن التاسع عشر وحتى عام 1949 ، حيث قيام أول ثورة شعبية إشتراكية بقيادة الزعيم الصيني ماوتسىتونج Mao Tse-tong وبداية مرحلة البناء الاشتراكي لدولة الصين ، وتتمثل أبرز التطورات التي شهدتها الصين كجمهورية ناشئة ، تزامنا مع التطور الاقتصادي الصيني خلال القرن التاسع عشر ، حيث خرجت الصين من عزلتها الاقتصادية وبداية الانفتاح الاقتصادي واتساع أعمال التبادل التجاري والمعرفي مع ماحولها من دول بآسيا وأوروبا ، بعد أن تجرعت سنوات طويلة من الاحتلال الغاشم بأراضيها .
نتيجة لهزيمة الصين في صراعها ضد بريطانيا ما بين عامي 1839-1842 والمعروف تاريخيا بــ” حرب الأفيون ” حيث تسبب التغلغل الغربي في الصين إلى تحولها للرأسمالية بشكل غير مدروس ، والذي أدى بطبيعة الحال لانهيار الاقتصاد الصيني في غضون سنوات قليلة ، حتى أصبحت الصين دولة فقيرة ، ثم تسبب انتشار الفوضى تمرد طبقات الشعب الصيني ، والذي أودى إلى ثورة الشعب عام 1911 ، والتي انتهت بإسقاط النظام الملكي الديكتاتوري ، ثم أعلنت الجمهورية الصينية في نهاية عام 1912 ، ثم الموجة التالية التي بدأت بتدهور جديد للوضع السياسي في الصين نشأت على إثره نيران الحرب الأهلية .
وما إن بدأت الأوضاع الداخلية للصين في العودة لهدوئها المعتاد حتى وقع الغزو الياباني لمنشوريا في عام 1931 ، وأعقبه اندلاع الحرب الصينية اليابانية الثانية في الفترة الزمنية بين عامي1937 و1945 ، والذي انتهى بهزيمة الصين لليابان ، وانتهى ببدء صراع من نوع آخر أكثر عنفا ، لأنه نشأ هذه المرة ما بين الحكومة الصينية وميليشيات الحزب الشيوعي الصيني ، حتى انتهى عام 1949 بسيطرة الجيش الصيني الأحمر التابع للحزب الشيوعي الصيني على الحكم ، وإعلان ماو تسىتونج – قائد الحزب الشيوعي ومؤسسه – قيام جمهورية الصين الشعبية رسميا .[4]
جمهورية الصين الشعبية كما نعرفها الآن
ومن المعلومات التي لا يعرفها الكثير أن ملايين الصينيين قد ماتوا في برنامج ” القفزة الكبرى إلى الأمام ” الذي أطلقه الزعيم الصيني ماو عام 1958 ، والذي أدى إلى فرض سيطرة الدولة على قطاعي الزراعة والصناعة ، وكذلك الحال بالنسبة لـ “الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى” التي أطلقها الحزب الشيوعي الصيني من أجل تطهير البلاد من العناصر المعادية للحكم الشيوعي .
ولكن مع وفاة زعيم الثورة وقائد الحزب الحاكم ماو في عام 1976 تولت قيادة سياسية جديدة باشرت في استكمال عملية إصلاح الإقتصاد الصيني ، حيث ألغت الحكومة الصينية في أوائل الثمانينيات العديد من القيود السياسية والاقتصادية والتي قد تسببت في عزلها عن العالم لسنوات طويلة ، حتى أصبحت الصين دولة منفتحة اقتصاديا كما نعرفها الآن .
ونتيجة لعمليات التطور السياسي والاقتصادي المستمر أصبحت الصين من أكبر الدول التي تستثمر في الخارج ، مُتبعة سياسات خارجية ودفاعية أكثر مرونة ، عارضة يد العون لما حولها من دول سواء على المستوى الإقتصادي أو المستوى السياسي ، كما أطلقت الصين برنامجا فضائيا لاستكشاف الفضاء ، كمساهمة منها في التطور البشري ، حيث يشمل البرنامج مجموعة من الخطط المجهزة لإنشاء محطة فضائية مدارية بحلول عام 2020 .
ومن ناحية أخري تعمل الحكومة الصينية على تقديم العديد من المساهمات بكافة المجالات لجذب اليد العاملة للصين ، كأحد الوسائل البارزة في إثبات مصداقية الصين بإنفتاحها لكافة شعوب ودول العالم ، ففي مجال التعليم أسست الصين العديد والعديد من البرامج التبادلية سواء من خلال الجامعات الصينية أو المؤسسات التعليمية لنشر اللغة الصينية وتدريسها وتعليمها بكافة بقاع العالم ، واستقدام محبي الصين ولغتها لزيارة الصين .
أما بالنسبة للتجارة فقد أوجدت الصين سبلا جديدة للتعاون التجاري معها سواء في صورة قطاعات أم أفراد ، فالمنتجات الصينية متاحة بكافة الأماكن وبكل القطاعات ، وأبواب التبادل التجاري الصيني مقبولة بكافة العملات وليس بعملة الصين فقط ، وقامت الصين مؤخرا بحملات ترويجية عديدة بمجالات الإعلام وصناعة الميديا لنشر الآفلام الوثائقية التي تُعرف عن الصين، وتنشر الفكر الصيني، وتبرز مدي مودة وترحاب الشعب الصيني ، وعاداتهم المختلفة في الملبس والمأكل والمشرب .
ومما لا شك فيه أن الصين هي القوة القادمة التي ستجتاح العالم على الصعيد الاقتصادي والسياسي ، خاصة أن التنين الصيني يتميز بمرونته في التطبع والتكيف وفق ما يتطلبه الموقف ، ووفق التغيرات التي تطرأ حوله ، وتخطط الصين بحلول عام 2025 بمضاعفة العائد التجاري فيما بينها وبين الدول العربية ومنطقة الخليج العربي بالأخص ، وفي مقابل هذا ستذلل كافة القيود ، وتمنح كافة التسهيلات للوصول لأكبر نسبة نجاح ممكنة ، والجدير بالذكر أن هدف الصين الأول هو المكسب المتبادل ، مع احترام خصوصية وثقافة الأطراف الأخرى المعنية .[5]