الطائر الحر
Well-Known Member
تصوير تعبيري يوضح أن النساء شاركن في الصيد إلى جوار الرجال قبل آلاف السنين (يوريك ألرت)
توصل فريق بحثي دولي مشترك إلى أن المرأة كانت تمارس الصيد بالتشارك مع الرجال قبل 9 آلاف سنة مضت، الأمر الذي يتعارض مع فرضية سابقة سائدة بين الباحثين في هذا النطاق تقول إن عمليات الصيد كانت ممارسات رجالية فقط، مما دفع الباحثين إلى إعادة النظر في وضع المرأة بالمجتمعات القديمة.
سيدات ويلامايا باتشكسا
للتوصل إلى تلك النتائج- التي نشرت في دورية "ساينس أدفانسز" (Science Advances) وأعلن عنها في بيان رسمي صادر عن جامعة كاليفورنيا المشاركة بالدراسة يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري- فحص هذا الفريق بقايا بشرية وجدت في كهف منطقة "ويلامايا باتشكسا" التي تقع على جبال الأنديز في دولة بيرو بقارة أميركا الجنوبية.
وبحسب الدراسة، فإنه قد تبين -بعد فحص العظام وبروتينات الأسنان- أن هذه البقايا لامرأة وليست لرجل، وبما أن البقايا البشرية وجدت إلى جوار أدوات صيد استنتج الفريق أن الأدوات تخص هذه المرأة، فمن عادة البشر في تلك الفترة السحيقة أن يدفنوا مع الميت ممتلكاته.
وللتأكد من تلك النتائج فحص الفريق الدراسات التي سجلت عمليات دفن في تلك الحقبة الزمنية (أواخر العصر البليستوسيني وبدايات العصر الهولوسيني) في جميع أنحاء أميركا الشمالية والجنوبية، وقاموا بتحديد 429 فردا من 107 مواقع.
وبحسب الدراسة، فإنه من بين هؤلاء كان 27 فردا مدفونين مع أدوات صيد، 11 منهم كن إناثا، ويشير ذلك إلى أن مشاركة النساء في عمليات الصيد لم تكن استثناء أو خروجا عن القاعدة، بل كانت شيئا طبيعيا.
إجابات قديمة لأسئلة معاصرة
لكن تلك النتائج تطرح عددا من التساؤلات الكبيرة، أولها: ما الذي حدث بالضبط وغيّر وضع المرأة في تلك المجتمعات؟ ومتى تحديدا في تاريخ تطورنا الثقافي أصبح تقسيم العمل مبنيا على جنس الشخص؟
وكانت دراسات عن حقب زمنية لاحقة لتلك الفترة قد أشارت إلى أن نسب النساء في عمليات الصيد كانت أقل من نسب الرجال بفارق كبير، وامتد هذا التناقص خلال الفترة التي عاش البشر فيها على الجمع والالتقاط، وصولا إلى المجتمعات الزراعية والرأسمالية الحديثة.
ويأتي ذلك كله على خلفية وضع المرأة في العالم المعاصر، حيث تطرح على طاولات النقاش المجتمعية قضايا عديدة، مثل التنميط السلبي تجاه المرأة في نطاقات العمل، والتحرش في أماكن العمل، وانخفاض أجور النساء في مقابل الرجال بنفس الوظائف.. إلخ.