غيم
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أبريل 2018
- المشاركات
- 3,956
- مستوى التفاعل
- 8
- النقاط
- 38
ترفرف الفراشة بجناحين أبيضين وتدخل غير مبالية إلى قلب العتمة،
فتستيقظ لرؤيتها العيون الخائفة وتتحفز القلوب لتنهض من نومة الخدر وتتسابق للفرح بعد سبات طويل.
والفراشة تظل تحلق حتى أعالى الأغصان لكي تكون اول شاهد على شروق الشمس،
وأول من يبتسم للحياة فتقلدها الزهور وهي تتفتح لاستقبال الضوء والاحتفاء به في كل صباح.
والبشر منهم من يتبع نهج الفراشة فتراه يحتضن قيمة الحب منسلخاً عن ما سواه،
هائماً في القصيدة، مترنماً في نشيد العذوبة، يصفق كما لو انه يرفرف
بيدين ممدودتين للمصافحة والعناق. وهذا النوع من الناس هو الذي يرى الحياة ابتهاجاً دائماً
وأغنية ينبغي الرقص على إيقاعها مهما تباطأ أو خفت، ذلك لأن الفرح ينبع من دواخلنا أولاً،
وإذا سمحنا له أن يتسع ويظهر، فإنه يشع على الكائنات والأشياء
من حولنا ويغلفها بمسحة من بريق الأمل العذب.
تهاجر البجعات إلى البحيرات البعيدة المسكونة بالسكون، تهبط أسرابها البيضاء
على صفاء الماء الراكد فتثير فيه الحياة، الثعالب التي ظلت تترقب الفرائس طيلة الشتاء،
جاءت لترقص موهومة بالوعود وفي بالها أن الأعشاش التي تبنى فوق الماء تكون رخوة ومن
السهل التربص للانقضاض عليها.
ولكن غدر الثعالب لا يفلح أمام صفاء الماء. كذلك فإن البشر الذين يتصيدون
الفرص في الظروف العكرة ويتسلقون على أكتاف الغير للبقاء في القمة،
هؤلاء، عندما يسقطون في لحظة صفو الكون، لا يجدون يدا تتلقفهم،
ويكون ارتطامهم بالأرض هو النهاية. ومثلما حلّت مؤقتاً،
تهاجر البجعات من جديد تاركة الثعالب تدق برؤوسها في جذوع الأشجار
من غير أن تتمكن من إسقاط ثمرة واحدة.
يكتمل القمر عند انتصاف الأيام، متوحداً في الضوء الكامل، متوسطاً السماء،
وكأنما يرسل حكمة خفية لتمجيد الاعتدال في الأشياء والبقاء في وسطها،
وعدم التعلق بالبداية أو النهاية. كل البدايات تصبح ذكرى،
وكل النهايات لم تأتِ بعد. ما يهم هو البقاء في حالة النشوة
والابتهاج عندما يتوحد الإنسان مع ذاته وجوهره الصافي،
فلا يعود الماضي حاجزا أمام المستقبل، ولا يعود الغد سراباً خادعاً،
عندها يصبح الإنسان قمراً مشعاً، وقد يدوم اكتماله لولا انه قد يميل إلى
الماضي فيسترجعه ويعيش نادماً في كنفه، أو يهرب إلى المستقبل
متوهما لذة البقاء فيه. وعندها لا يعود يعرف نفسه،
وقد يتضاءل الفرح في روحه إلى مستوى المحاق.
من وراء البحر تبدأ الشمس أولاً بالغناء، ترسل ضوء ابتسامتها في ساعة
الفجر، فتنشر البهجة في الكون كله، وحين تشرق بقوسها الذهبي يتعافى
الأمل، وتصير المعاني الجميلة كلها معنى واحداً يتوحد في اسمك قبل
أن تنطق الطبيعة بحروفه، وقبل أن يجتمع العالم لترديد صمتك وأنت تغنين.
سفن البهجة كثيرة على ساحل الانتظار
احمل شراعك عالياً وارحل وانت تواجه الريح
الموجة حاجزك الوهمي، لكنها خطوتك أيضاً
اصعدها لترقى
وليكون البحر نعيمك
هلاكك الأزرق..
فتستيقظ لرؤيتها العيون الخائفة وتتحفز القلوب لتنهض من نومة الخدر وتتسابق للفرح بعد سبات طويل.
والفراشة تظل تحلق حتى أعالى الأغصان لكي تكون اول شاهد على شروق الشمس،
وأول من يبتسم للحياة فتقلدها الزهور وهي تتفتح لاستقبال الضوء والاحتفاء به في كل صباح.
والبشر منهم من يتبع نهج الفراشة فتراه يحتضن قيمة الحب منسلخاً عن ما سواه،
هائماً في القصيدة، مترنماً في نشيد العذوبة، يصفق كما لو انه يرفرف
بيدين ممدودتين للمصافحة والعناق. وهذا النوع من الناس هو الذي يرى الحياة ابتهاجاً دائماً
وأغنية ينبغي الرقص على إيقاعها مهما تباطأ أو خفت، ذلك لأن الفرح ينبع من دواخلنا أولاً،
وإذا سمحنا له أن يتسع ويظهر، فإنه يشع على الكائنات والأشياء
من حولنا ويغلفها بمسحة من بريق الأمل العذب.
تهاجر البجعات إلى البحيرات البعيدة المسكونة بالسكون، تهبط أسرابها البيضاء
على صفاء الماء الراكد فتثير فيه الحياة، الثعالب التي ظلت تترقب الفرائس طيلة الشتاء،
جاءت لترقص موهومة بالوعود وفي بالها أن الأعشاش التي تبنى فوق الماء تكون رخوة ومن
السهل التربص للانقضاض عليها.
ولكن غدر الثعالب لا يفلح أمام صفاء الماء. كذلك فإن البشر الذين يتصيدون
الفرص في الظروف العكرة ويتسلقون على أكتاف الغير للبقاء في القمة،
هؤلاء، عندما يسقطون في لحظة صفو الكون، لا يجدون يدا تتلقفهم،
ويكون ارتطامهم بالأرض هو النهاية. ومثلما حلّت مؤقتاً،
تهاجر البجعات من جديد تاركة الثعالب تدق برؤوسها في جذوع الأشجار
من غير أن تتمكن من إسقاط ثمرة واحدة.
يكتمل القمر عند انتصاف الأيام، متوحداً في الضوء الكامل، متوسطاً السماء،
وكأنما يرسل حكمة خفية لتمجيد الاعتدال في الأشياء والبقاء في وسطها،
وعدم التعلق بالبداية أو النهاية. كل البدايات تصبح ذكرى،
وكل النهايات لم تأتِ بعد. ما يهم هو البقاء في حالة النشوة
والابتهاج عندما يتوحد الإنسان مع ذاته وجوهره الصافي،
فلا يعود الماضي حاجزا أمام المستقبل، ولا يعود الغد سراباً خادعاً،
عندها يصبح الإنسان قمراً مشعاً، وقد يدوم اكتماله لولا انه قد يميل إلى
الماضي فيسترجعه ويعيش نادماً في كنفه، أو يهرب إلى المستقبل
متوهما لذة البقاء فيه. وعندها لا يعود يعرف نفسه،
وقد يتضاءل الفرح في روحه إلى مستوى المحاق.
من وراء البحر تبدأ الشمس أولاً بالغناء، ترسل ضوء ابتسامتها في ساعة
الفجر، فتنشر البهجة في الكون كله، وحين تشرق بقوسها الذهبي يتعافى
الأمل، وتصير المعاني الجميلة كلها معنى واحداً يتوحد في اسمك قبل
أن تنطق الطبيعة بحروفه، وقبل أن يجتمع العالم لترديد صمتك وأنت تغنين.
سفن البهجة كثيرة على ساحل الانتظار
احمل شراعك عالياً وارحل وانت تواجه الريح
الموجة حاجزك الوهمي، لكنها خطوتك أيضاً
اصعدها لترقى
وليكون البحر نعيمك
هلاكك الأزرق..