العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
يبن شيخ كبير بالسن وشاب يافع في مقتبل العمر
دار حديث عن الحب والعشق والغرام فيما بينهم..
في اخر المحطةِ جلستُ
أحدق بالراحلين والقادمين
عل صديقاً هنا بالزحمة
او وجه أمي يُلمحُ
طرقتُ الى الارضِ
أتذكر ملامح وجهها
سمعتُ احدهم يسعلُ
حين نظرت كان شيخاً
قد أخذت السنين منه مأخذها
جلس بجواري
ولازال يسعلُ
لم اقل أي شيء
بادرني بالسؤالِ
هل أنت غريب يابُني..؟
قلت نعم أيها الشيخ
قال عرفت انك غريب
قلت وكيف ذا..؟
قال عيونك تبحث
تحتار أن تضعها
لم تبالي لزغات المطرِ
والبردُ هنا في ذروتهِ
قلت ياسيدي
لحظاتٍ وتأتي العربات
تقلني للحزنِ
هناك حيث شباكي
والقهوةُ والوحدةُ نديم لي
ضحك بنبرةٍ كأنه يسخر مني
قلت ولما الضحكُ..؟
قال هل أنت وحيد..؟
قلت نعم منذو سنين..
قال قبل ان تولدُ
أنا تغربت خمسين ونيف
وكلها عجافٍ
قلت كيف تحملتها
هذه الغربة وجعٍ
قال بل هي كيف تحملتني
وأنا اشكو لها
فراق اهلي والاحبةِ
وكيف ألهو ببعض الذكريات
أنا لم اشكو من غربتي
لانها فتحت لي متسع
لو إني بقيت هناك في وطني
لاصبحت اليوم في خبر كان..
مما ياسيدي..؟
قال في وطني الشرفُ يقتلُ
والاحسانِ يذبحُ
والطيبة تشردُ
والصداقةُ زيفاً فوق الوجوه
والحبُ في أدراج الخوفِ
والعاشقُ مثل الزاني
يخاف أن يلقى عشيقته
والغرامُ أغاني للتسليةِ
لاشيء في وطني حقيقة
إلا الموت والجوعِ والفقراء
قلتُ من أي البلاد أنت..
قال ألا تعرف لكنة كلامي..
قلت بلا..
قال كيف عرفتُك
قلت كيف..
قال من سمرتُك الجنوبيةِ
من أرضٍ تسمى الفيحاء
وأنا من أرض لها أسمٍ
على غير مسمى..
بلد السلام وفيها
طواحين الموت لاتعرف الوقوف
فيها حبٍ يلفظ أنفاسه الاخيرة
أنا من بغداد ..
بلد الخصام لا السلام
قلت له هل أحببت يوما..؟
قال وهل صدري أجوف..
نعم أحببتُ كأنه الان..
الحبُ يولد فينا كل آنٍ
لإنا من بلدٍ
جُله خرابٍ في خراب..
لكن نحمل أسمى صفات الكونِ
هي الدمعة والحب والغرام..
15/08/2015
العـــراقي
التعديل الأخير: