برنارد
العالم محضر الله لا تعص الله في محضره
أما فضائله (الإمام علي) عليه السلام ، فانها قد بلغت من العظم والجلالة والانتشار والاشتهار مبلغا لا يسمح معه التعرض لذكرها والتصدي لتفصيلها . . . وما أقول في رجل أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل ، ولم يمكنهم جحد مناقبه ولا كتمان فضائله . وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم تضوع نشره . وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار ان حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة.
وما أقول في رجل تعزى اليه كل فضيلة ، وتنتهي اليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ، فهورئيس الفضائل وينبوعها وأبوعذرها ، وسابق مضمارها ومجلّي حلبتها . كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ وله اقتفى وعلى مثاله احتذى .
وهوعليه السلام اول من جمع القرآن بعد وفاة رسول اللّه ( ص ) .
ابن أبي الحديد المعتزلي
شرح نهج البلاغة