العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ
صافية البال تراقصُ الليلَ
تهدهدُ يغفو بين أسرتُها
يدفء وحدته المره
يحدقُ فيها كل مره
كأنه يراها اول مره..
تترك شالها الاخضرُ
فوق شرشفها
يتلصلصُ هذا الليل
يشمُ رائحة الشالِ
يرقص طرباً
يحلم إنه يتجول
بين مرابع الوردِ
تجلسُ تمشط شعرها
كأنه مراجيح الطفولةِ
يلهو المشط احياناً به
تتدلى خصلا فوق صدرها
يتثاب الليل حسرةً
ليتني فوق مجرات صدرها
يتململُ قليلاً يراها تجلس
لازالت تجلس
تطيل النظر بعينيا والشفتين
وهو يكمن في كل ارجاء الغرفةِ
يتلصلصُ كيف ستقومُ
ويلتوي خصرها العاجي
كيف سيرقص الشعر على ظهرها
وثوبها المدجج بكل اصناف الانوثة
رفعت ذراعيها فوق رأسها لتشد مشبكها
مشبك الشعر له قصة مثل حزن الليل
يعتريه الخدرُ كلما شبك شعرها
ثمانية اوناصةٍ تهلك شعباً من العاشقين
رشت تحت أبطيها ماء نعم ماء..
ومن قطراتهِ تتشذى العطور والغرفةِ
إنها حبيبة الليل...
تمسكُ اخر ساعات الليلِ ..
تطيل النظر فيه
وهو واجماً بلا حراك..
لكنه يعرف حين يكون معها
سيدة الصفاء..
عليه ان يترك شعوذاته
ويلتزم الصمت
فالصمت في محراب الجمالِ
اظنه تفاهةً..ويسمونه جمال..
وإن كان على من يقف بين يديها
ان ينشد الشعر..
فالليل اخرسه كل ما فيها من انوثةٍ..
وحين مشت لشباكها
اخذت تفردُ شعرها
وجلست حيث الانتظار
لم يٌلقلقها سوى ان يطول
وتبقى في حضرة عطرها
المتناثر فوق أخبيتها
وبين سرائرها
وانا بين زوايا حجرتها
كأني والمرآةُ من حجر
كيف تصبرنا
اما جبروت انوثتها..؟
العـ عقيل ـراقي