الطائر الحر
Well-Known Member
انطلقت مهمة إنسايت في مايو/أيار 2018 ووصلت المريخ في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته (ناسا)
أعلن فريق دولي مشترك أن النتائج الأولى الصادرة من المركبة "إنسايت" التي تدور على سطح المريخ الآن، تشير إلى أن كوكب المريخ نابض بالنشاط الزلزالي، مما يعني أن الكوكب ربما كان قادرا على احتواء الحياة في الماضي السحيق.
جاءت نتائج تلك الاكتشافات في خمس دراسات جديدة بدورية "نيتشر" وواحدة في "نيتشر جيوساينس"، صدرت جميعها يوم 24 فبراير/شباط الحالي، لتقول إن مقياس الزلازل الموجود في المركبة قد التقط، على مدى 235 يوما مريخيا، 174 حدثا زلزاليا.
وبحسب إحدى الدراسات الجديدة، فإن معظم تلك الزلازل كانت ذات تردد مرتفع يشبه ذلك الذي رُصد في القمر من قبل، وأظهرت بعض تلك الزلازل نمطا شبيها بما يحدث على كوكب الأرض.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التقاط "إنسايت" بعض الموجات الزلزالية منخفضة التردد مكّن فريق العمل الخاص بها من فهم تركيب الطبقات الجيولوجية للمريخ، كذلك مكنهم من تحديد المسافة بين إنسايت ومصدر الزلازل.
إنسايت على المريخ
انطلقت المهمة إنسايت في مايو/أيار 2018 ووصلت إلى المريخ في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بعد رحلة بلغت 483 مليون كيلومتر، هبطت المركبة على سطح المريخ في منطقة تدعى "إيليزيوم بلانيتيا".
سطح كوكب المريخ نابض بالنشاط الزلزالي (ناسا)
وتعد إنسايت مهمة جيولوجية خالصة، تهدف إلى استكشاف ما يقع أسفل سطح المريخ بشكل رئيسي، لذلك فإن مقياس الزلازل الخاص بها هو الأدق على الإطلاق، حيث يمكن له التقاط تحركات زلزالية أكثر خفوتا بخمسمائة مرة من زلازل الأرض.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد هذا المقياس في دراسة طقس المريخ، لأن بعض الأحداث كالرياح أو الأعاصير لها تأثير بسيط على ثبات القشرة الأرضية، وهو تأثير يمكن لأجهزة "إنسايت" أن ترصده وتتعرف على أسبابه.
المغناطيسية في الصخور
من جهة أخرى، تهدف المهمة إلى دراسة المجال المغناطيسي السحيق للمريخ، حيث فقده الآن، لكن المجالات المغناطيسية يمكن أن تترك أثرها في الصخور على مدى ملايين إلى بلايين السنين، لذلك فإن فحص الصخور بعمق عدة عشرات من الأمتار يمكن أن يكون فرصة جيدة لفهم مغناطيسية المريخ.
وبحسب إحدى الدراسات الجديدة، فإن جهاز القياس المغناطيسي على ظهر "إنسايت" قد التقط نشاطا مغناطيسيا واضحا في إحدى المناطق لا يمكن أن يكون صادرا إلا من صخور سحيقة تقع تحت الأرض.
إن فهم الجيولوجيا الخاصة بكوكب المريخ هو أمر أساسي لفهم وجود الحياة عليه، الآن أو في أي وقت مضى، ويأمل فريق عمل "إنسايت" أن يتمكن قريبا من إيجاد نقاط جيولوجية نشطة يمكن أن تكون موضعا مناسبا لذلك.