- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,289,131
- مستوى التفاعل
- 47,683
- النقاط
- 113
مريضة تستعيد النطق بعد نجاح أول زراعة حنجرة في العالم
وكانت المريضة كارين (49 عاماً)، التي عُرّف عنها من خلال اسمها الأول فقط، تتنفس من خلال ثقب القصبة الهوائية منذ عشرين عاماً تقريباً، من دون أن تكون قادرة على التحدث، بسبب مضاعفات مرتبطة بالتنبيب بعد سكتة قلبية تعرّضت لها عام 1996.
وبعد أيام قليلة من عملية الزرع التي أجريت يومي 2 و3 سبتمبر في ليون، تمكنت كارين من قول بضع كلمات.
ومنذ ذلك الحين، تابعت جلسات إعادة تأهيل للأحبال الصوتية والبلع والتنفس مع معالِجة للنطق، على أمل استعادة القدرة على الكلام بشكل دائم.
وقد عُزّز علاجها المثبط للمناعة بعد بداية رفض للعضو المزروع، لكنها تمكنت من العودة إلى منزلها جنوبي فرنسا في 26 أكتوبر.
لذلك، لم يكن ممكناً أن تشارك في المؤتمر الخاص بتقديم العملية اليوم، لكنها أوضحت كتابياً أنها تطوعت قبل عشر سنوات للمشاركة في هذه التجربة العلمية للعودة إلى الحياة الطبيعية.
وكتبت: «لم تسمعني بناتي أتكلم قط»، مؤكدةً أنها مسلحة بالشجاعة والصبر لمواجهة الألم، والمضيّ قدماً في مسار إعادة التعلّم.
كما أبدى البروفسور فيليب سيروز، رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة في مستشفى كروا روس، إصراراً قبل تنسيق عملية الزرع غير المسبوقة هذه في فرنسا.
ونشأت فكرة هذا التدخل الجراحي إثر أول عملية زرع حنجرة في العالم، أجريت عام 1998 في كليفلاند بالولايات المتحدة، لرجل فقد أحباله الصوتية في حادث دراجة نارية.
وقد استفسر الجراح عن الأمر، لكنه لم يذهب بعيداً في ذلك، وصولاً إلى عام 2010 عندما التقى، عن طريق المصادفة، خلال أحد المؤتمرات، زميلاً كولومبياً أعاد إجراء هذه العملية من دون أن ينشر أي معلومات عنها.
وقد دعاه الطبيب لويس فرناندو تينتيناغو لوندونو إلى مدينة كالي الكولومبية لمدة أسبوع ليعلّمه كيفية سحب الحنجرة، وهي من أكثر الجوانب تعقيداً؛ لأن هذا العضو يضم أعصاباً صغيرة جداً، ومُزود بأوعية دموية بواسطة شرايين وأوردة متقاطعة صغيرة جداً، بحسب البروفسور سيروز.
وعلى مدى العقد التالي، تدرب مع فريق من الخبراء، وحصل على الموافقات، وبدأ بالبحث عن المرضى المؤهلين. وفي عام 2019 تعرف على كارين، لكن جائحة كوفيد أوقفت كل شيء.
في هذه الأثناء، لحظت السجلات الطبية في العالم عمليتين لزرع الحنجرة، واحدة في كاليفورنيا في عام 2010 وأخرى في بولندا في عام 2015.
وهذا العدد ليس كبيراً؛ لأن هذه العمليات لا تعطى أي أولوية، فاختلال الحنجرة يؤدي إلى إعاقة شديدة، ولكنه لا يشكل خطراً على حياة المرضى.