في الليلِ
تتجمعُ كل الاشداقُ
وتُحيكُ قصصٍ ليموت الوقت
وأنتُ مثل فنار الميناء
تتلصلصُ على أشداقهم
كأنك أضعت كل التلاحين
يشتدُ عزف قلبكُ بالاماني
وتُخبرُ بصمتك الموجع
كل نوارس البحرِ
ورجلاك في ماء البحرِ
تعرفُ ان الرطوبةُ تجاوزت
كل جمرات الشوقِ
لكنها لم تُطفئ جمرة الحنين..
في الليلِ
تترك بابك مفتوحاً
وعيناك ترمي البصر بعيداً
بين الامسِ او ابعد
عَلَ أنيساً او نديماً
يحملُ قوارير الشوق الذهبيةِ
وفوق طاولات الانتظار
تحدقُ لا شيء
سوى غباراً يملأ جفون الماضي
وعيناك ترسمُ منديلاً
او بعض اعواد ثقاب
او شمعةً أطفأها الغياب
تضع تحت خديكِ
شقوق يدك المتعبةِ
مما محوت بها كل الاحلام
وبان خلف زجاج الغرفة
ظلاً تجهلُ كل تفاصيله
ها هو يقترب..
أنت تضطرب
اصابع يدك باتت تخدرُ
تسمع حفيف الشجِر
صوت الريح المجنونة
توصدُ الباب بقوة الريح
تركض بخوفٍ
الباب علقت لم تفتح
سمعت صوتاً رخيماً
مثلُ مدفئة الشتاء
أنا هنا بين النونِ والنونِ
أنا حروفك القمريةِ
والشمسيةِ وكل حرف العلة..
أنا الضمةُ التي تشتاقها
والفتحةُ التي اغلقتها
وكسرةً بالفؤادِ
لا تجبرُ..
وهذه معي فاعلاتن وفعولون
وأنت تسحب الخبب
فوق مساحات الطويل
تترك مجرة حزن
فوق بحرٍ مديد
ولك في كل العيون
حلماً بالعشقِ وافر *
لا تغلق بابك للريح..
وإن حملت بعض الاحزان
اعرف ان الغربة نار
وأعرف أنك مثلما العراق..
ستقوم أكثر عافيةً
أن كثر بك الطعن..
* هنا اسماء بحور الشعر
العـ عقيل ـراقي
