أميــــر الحـــــرف
أقبية الغياب ..
مشاهدة المرفق 10567

مشاعر أنثى
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لازالت تلك الأمواج بلونها الأزرق ألباهت
تلامسُ أصابعُ قدميها المغروسة برمالِ الشاطيء
وهي غارقة في ذكرياتِ خَمس وعشرين عاماً
من الأمنيات والأحلام والتناقُضات
المنظرُ وسِحر المكان كانا يمنحاها تلك اللَحظات الشاعرية
التي تَسمحُ لها بالتَجوال بين أقاليم الحزن المكبوتة في داخلها
هكذا أحبت .. البحر
رَفيقُها الذي لا تترد أنْ تُطلقَ العنان لمواجهة مخاوفها قُربهْ
ولهذا وافقت أن تشارك بقيةُ الطُلاب هذه الرحلة
أصابعُها كانت تَتحَسس رقَبتَها البلورية بحزن وحسرة
بالأمسِ كانت هنا ..!
سِلسلتِها الذَهبية لمْ تَعدْ مَوجودة ألان ..
آخر ُذكرى من والدتِها التي توفيتْ في العامِ الماضي
كم أنا مُهمِلة وعديمةُ الحظْ ..!
أينَ سأجدُها ألان بينَ أطنانِ الرِمال هذه ..؟
ساعاتٌ من الرحلةِ انقضتْ
ويأسَ الجَميع من العثورِ عليها
لَم يكنْ ما يقاطعُ هَدير الموجْ وصوتُ النوارسِ
سِوى ضَحِكاتُ بَقيةُ الطلاب وَهم يَمرَحون
على ذلك الساحل المَفروشِ بالرمال الذهبيةَ
ومن بَينِ كلِ تلك الأجواء استطاعتْ أن تُلاحِظْ
أنه لايزال يرَمقُها بنظراتهِ من بعيد
زميلها ذلك الطالبُ الهادئ الخجولْ
وَهكذا تَعودتهُ دَوماً
لايَمِلُّ منَ النَظَرِ إليها ,, كُلما سَنَحتْ لَهُ الفُرصَة
لكنها لَم تكنْ تحَفل به ولا بغيره في الجامعة
أحبتْ دوماً أنْ تكونُ وحيدة
وهاهي اليوم أكثرُ وحدة
قبالةَ البَحرْ تَستدرُ خفايا نفسِها التي تَضجُ بالحزن
في لَحظة أحسَّتْ انه يقفُ خَلفها
مساءُ الخَير آنستي ..
ببرود ردت وعيناها لازالتا تنظران البَحرْ
أهلاً ...
أنا آسف لتطفلي ولكنني أراكِ مُنعزلة وَوحيدة
و أكثرُ حُزناً مِن أيِ وَقت مَضى
وأشعرُ أنَ وجودي هنا قَد يُخفِف عَنكِ
أُدركُ جَيداً إنكِ تَستغربينَ جُرأتي ..
لأنها المَرةُ الأولى
ولكن مَنْ يَدري فَقد يتَحولُ حُزنكِ لسعادة
بَعد أن نتحدث قليلاً
أنتِ فتاة رائعة وجَميلة وتَستحقين السعادة
رَفعتْ عينيها نَحوه
واستطاعتْ اَن تَلحَظَ ارتباكهُ الشديد
لكنها رَمقته بِنظرة حازمة
وكأنها استَجمعتْ كُلَ غَضبها في تِلكَ النظرة
أسمع هل تعرفُ ما الذي أحذَره وأمـقـته
في هذهِ الدُنيا كُلها..؟
إنه ببساطة ذلكَ المَخلوقْ الذي يُدعى .. الرَجل
فهو يُدير ظَهرهُ في لحظة ما لامرأة أحبَتهُ بِصدقْ
من أجل شَيء آخر ..
بعد أن يحكم قبضته على مشاعرها ثم سرعان ما يرحل
لأن الرجل لايجيد سِوى الخِداع والعَبث بمشاعرِ الآخرين
الخيانة تسري بدمائكم ..
كلمات معسولة عن .. الحب
أيام قليلة ثم تسقط الفتاة في شراكه
ثمَ بضع شهور أخرى ومَزيدُ مِن الأكاذيب
يركنُها بعدَ ذلكَ في مساحةِ نسيانه باحثاً عن ضَحية أخرى
و ها أنتَ تقتربُ مني لتلعبَ ذلكَ الدَور المزيفْ
ظناً منك بأنني فتاة حمَقاء ساذجة تُخدعْ بِسهولة
بَدت وكأنها تُحاكِم كل َّقِصَصُ الحُب المُحزنة فيه
أما هو .. فقد ظَل متجمداً في مكانه
ولا تَعلو وَجهه سِوى نَظرة خَيبة كَبيرة ..!!
كان أَقربُ ما يكون إلى تِمثال على وَشكِ أَنْ يَنهار
أما هي فقد أَكملتْ
ولهذا إبتعد عَني الآن فانا مُحبطة وحَزينة
وأنتَ تعَرف جيداً إنني فقدتُ عُقدي الذي يحَملُ ذكرى أمي الغالية ...
دَسّت وَجهها بين كَفيها
وكأنها أرادتْ أن تهَربَ من نظراته الحَزينة المُرتبكة ...
أرجوك إتركني
أنا في اسوء حالاتي وأنت رُبما اختَرتَ الوقتُ الخاطئ لمُحادثتي
ودون أن يتكلم أخرجَ من جيبهِ شيئاً
ومَد يَده نَحوها رفعتْ رأسَها واتسعتْ عيَنيها ..
وهي ترى تلكَ السِلسِلة الذَهبية بينَ يديه ...
لقد وجدتُها منذُ قَليل وأحببتُ أن أعيدُها لكِ
التقفتها بسُرعة واحتضنتها بفِرح كَبير وراحتْ تقبلها
وهيَ تتحاشى النَظر إليه
كانت غارقة بخَجلها لم تَكن تعَرف ماهي الجملة القادمة
التي تصلح كــ اعتذار عما بدر منها
إستدارت بِسُرعة وهي تقَول .. أنا أسفه
لكنه كانَ قد إبتعد
في صباح ِيَوم آخر ..
شيئاً ما في وجَهها قد تغَير
لم تكن ليَلتها بالأمس كباقي الليالي
مرهقة هي .. تقلبت كثيراً....
الإحساس بأنها كانت قاسية عليه صَدّع دواخلها
لم يُكمِل ذلكَ الخجول الرِحلة ذاكَ اليوم ..
غادر وَحسب دونَ أن ينتبه الجميع
الأيام التي تَلتها تَجولت عينيها في زوايا الجامعة
لم يَكن هناك ...
أيامٌ مَضت ..
وحاجة مُلّحة تتنامى في أعماقِها
لمُلاقاته مرةً أخرى
دونَ تَعرفْ لِماذا !!
بَدا لي انهُ كانَ صادقاً ربما هو يخَتلفُ عَن الآخرين
والأسئلة تتَزاحم
كانَ مُهذباً وقد حوّل حُزني لسعادة ...
آه .. كَم كنتُ مُتسَرعة !!
لَم ينقطعُ ذلكَ الصَوتُ في داخلِها
حتى بعَد أنْ مَضى أسبوعاً على تلِكَ الرِحلة
هذهِ المَّرة أيضاً لَم تشعر أنهُ يَقفُ خَلفَها
فقطْ سَمِعتْ صَوته المتردد
جئتُ أودعَكِ لأنني سأسافر
التفتت وهيَ تسمعُ نبَضاتُها التي تسَارعتْ ..
لِماذا تسارعتْ ..؟؟
أينَ جَبروتكْ ..؟؟
إبتسامُتها سبَقت كلماتُها
أهلاً بِكْ ..
مَرت لحَظات من الصمت رُبما عيونَها هي مَن كانت تتكلم
لكِنها قطَعت الصَمتْ
وهي تقول
حسَناً
أنا لا أعرفُ بالضبط مالذي عليَّ أن أقولَه لتُسامِحَني
لكنني بِصدق آسفة
أنا كأّي فَتاة تحَلُم بحب صادق لكننَي خائفة ومشوشة
وليسَ هُناك مايشُجعَني بين كلِ التجَارب الأُخرى
قاطَعها وعلى وَجهِه تَعابيرُ الحُزن واليأس
آنستي
لطالما تمَنيتُ أن أحضى بقلب يمَنح أيامي المسَّرة
وحينَ وجدتهُ
كان في مكان يبَدو مُستحيلاً ...
سأسافر ربُما لأنسى
ومن يدَري فَقد أجدُ السعادة هُناك
نظَر لساعتهِ وهو يقول
حان الوقت معَ السلامة
بدا لها إنها على وشك أن تفقد شَيئاً نادراً
سلسلتها الغالية ولحظاتُ فقَدِها مَرت بسُرعة أمامها
كانت بِحاجة لسيناريو آخر
أو ربُما بعَضُ الوَقت
هذا كل شيء .. سترحل ؟؟
نعم .. وداعاً
تجَمدتْ مكَانها
بِضعُ خَطوات مَشى
لكِنه لَم يُشاهد تلكَ النَظرة الحَزينة
التي غَّلفت عينيها الجَميلتين
ومن جَديد تسَارعت تلك الأسئلة في داخلها
..كلّميه إنه هو...
تحركي الوقت يمر...
ولكن كيف أنا لست ..
وأخيراً تقَدمت بضِع خطَوات نحَوه
أنتظِر أيها الخجَول
أستدار نحَوها
كانت تفَرك يديها بحِيرة كبَيرة
وكأنها تنُازِع ذلكَ الصِراع المتُشابك بينَ كبريائها
وبينِ تِلك الغيَمة التي بدأتْ تمُطِر في زاوية من روحِها
بادرها لينُهي كلَ ذلك التزاحُم
تفَضلي آنستي
ومن دون أن تشَعُر انطلقتْ تلكَ العبِارةُ من جَديد
أتعرف مالذي أمقته في هذهِ الدُنيا
انه بِبساطة ذلكَ المَخلوقْ الذي يُدعى الرَجل ..
حينَ يُديرُ ظَهرهُ لأمرأة
قَد بدَأت دوَاخِلها تطَلبهُ بِشدّة
من أجلِ أنْ يُسافِر
ثَواني من َالصَمتْ مرَّتْ
وكأنهُ كان يرُيد أَن يسَتوعب الحدَث
لكنه شاهد أيضاً ابتسامتُها الجَميلة
انفجرا بالضحكِ معاً
آنستي إذاً أنتِ ...
نعَم أنتَ تَستحقُني
أيها الخَجول
بقلمي
علي موسى الحسين
بقلمي
أمير الحرف
التعديل الأخير: