فراس القيسي
Well-Known Member
قال ربنا جل وعلا: {اصلوها فاصبروا أولاتصبروا سواء عليكم}
هذا والله منتهى النكال؛ لإن مصائب الدنيا أيا كانت تُغلب بالصبر،
وكل مصيبــــــــــــة تبدأ عظيمه ثم لاتلبث أن تصبح يسيرة.
و ممااتفق عليه العقـــــلاء أن كل شيء يبدأ صغيرا ثم يكبر،
إلاالمصيبـــــــــــــة تبدأ كبيرة ثم تصغر،
وهذا شيئ مشاهـــــــــــــــد لاينكره أحد.
لكن عذاب جهنم من عظيـم نكاله أن الصبر لايجدي فيه.
{اصلوها}أي جهنـــــــــــــم، { فــــــــــــــــــاصبروا} أيها الكفار،
{ أولاتصبروا سواء عليكم} أي: يستوي الأمران،وهذا بينه الله في سورة إبراهيم
{سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص}.
قال ربنا: {إنما تجزون ماكنتم تعملون} فأخبر جل وعلا أن القضية ليست قضية ظلم،
فــــــــــــــإن الله لايظلم الناس مثقال ذرة ، إنمــــــــــــــــا هذا جزاء وفاقا لما كنتم عليه من أعمال.
ماذا كانت أعمالكـــــــــــــــــــــم؟
التكفير والتكذيب بالله جل وعلا ورد رسله، وجحد آياته،
فاليوم ليس لكم هنا إلاالنار وهذه النار ليست كمصائب الدنيا تقدروا أن تصبروا عليها.
وإلاالكفار من قريش ومن غيرهم أظهروا صبرا عظيما على أهوال الدنيـــــــــــــا وهذا أمر مشاهد.
بدليل بقرينة أن عبدالله ابن مسعود يرتقي على صدر أبي جهل، والـمُـدية في يده يريد أن يجز رأسه،
ومع ذلك يصبر أبو جهل على هــــــــــــــــــذا كله.
ويقول عنادا واستكبارا لعبـــــــــــــــدالله ابن مسعود:
"لقد ارتقيت مرتقا صعبا يــــــــــــــــارويع الغنم"
مع أن المقام مقام استعطاف، لكنه التجلد لأمر المصيبة.
ولذلك لما قتل منهم من قتل في يوم بدر، صبروا ومنعوا النوح على الموتى والبكاء عليهم وهذا كله يدل على الصبر .
وهذا يجدي في الدنيا يخفف مهما بلغ الأمر لكنه في الآخرة لايجدي البتــــــــــــــة، لايجدي مثقال ذرة، ي
قول أصــــــــــــــــــدق القائلين:
{ اصلوها فاصبروا أولاتصبرواسواء عليكم }
وعيـــــــــــاذا بالله من عذاب لاينفع معه صبر.
ولو كان في الدنيا مايقع فيها من بـــــــــلاء لايجدي معه صبر لما أمرنا الله بالصبر،
لكن الله أمرنا بــــــــــــالصبر في كتابه لعلمه جل وعلا أن الصبريجدي لكنه في حال أهل الكفر في حال جهنـــــــــــــــــم لايجدي البتة.
وهذا من جنس العذاب الذي هـــــــــــم فيه.
نسأل الله لنا ولكــــــــــــــــم العافية...