لعثمة مشاعر
سر حبي فيك غامض
يعتبر المبيض المصنع الذي يكوّن بويضات المرأة والعجيب في هذا المصنع أنه يبنى وتوضع فيه المواد الأولية وهي الخلايا التي سيتكون منها البويضات ولكن لا يفتح هذا المصنع أبوابه للانتاج حتى سن البلوغ حتى تكتمل الأنثى وتتهيأ من ناحية المظهر الجسمي والنفسي ، وعندما تدخل سن البلوغ يبدأ المبيض الهاجع بالعمل وتنطلق البيضة الأولى منه.
لقد وجد أن في المبيض ما يقرب من ٤٠٠ ألف جريب ( والجريب كيس يشبه الجراب الصغير فيه خلايا صغيرة تحيط بالبيضة الأصلية التي تحمل صفات الأم ) ، ولا ينطلق من المبيض سوى ٤٠٠ جريب وسطياً خلال الحياة هو ما يعادل بيضة واحدة في كل شهر ، وهذا الذي يحدث حيث أن الدورة الطمثية أو ما تسمى بالعادة الشهرية تستغرق عند المراة الطبيعية ٢٨ يوماً أي ما يعادل شهراً قمرياً .. وتمر معنا في هذا البحث ملاحظات دقيقة شيقة فأولها الفصل الجنسي أو الموسم الجنسي ، فلقد وجد أن عند الحيوانات مواسم وأوقات معينة يحدث فيه إمكانية التلاقح والتناسل مع وجود النزو أو المي الجنسي للجنس الآخر وهذه المدة تتراوح بين أشهر كما في الكلاب والقطط وبين أيام قليلة في السنة كما في الضفادع. أما الانسان فهي عند المرأة تمتد ما يقرب من ٤٠ سنة وهي وسطياً ما بين العمر ١٢ ـ ٥٠ سنة أما الرجل فهي مدى الحياة ، ثم ان القدرة الجنسية وإمكانية التلاقح والميل الجنسي موجودة عند الانسان على طول أيام السنة وهذا ما يجعل الأمر في منتهى الخطورة وهذا يرجعإلى أن الحيوانات مضبوطة الفرائز كما في أجهزة الطعام والبول والتنفس فهي تخضع لسنة وقانون معين حيث ينطفىء الميل الجنسي خارج أيام الموسم الجنسي ، ويتفرغ الحيوان لمشاغله الأخرى ، أما الانسان فلقد ربط هذا الجهاز مع مفتاح الارادة عند الانسان فهو ينظم ذلك قلة وكثرة ضبطاً وانفلاتاً حسبما تقوده إرادته ، ولذا كان الانسان الكائن الوحيد الذي سيحاسب على هذه الاجهزة التي امتلكها .. ( انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ـ سورة الأحزاب ) ، والملاحظة الأخرى هي فكرة التناوب في قذف البيوض من المبيضين بالتناوب فهذه قاعدة في كل غدد الجسم ، فافراز الهورمونات متقطع وليس مستمراً وعمل الكبب الكلوية بالتناوب فكل فوج يعمل يربح قسماً آخر من العمل كما ان الأسناخ الرئوية لا تنفتح كلها أثناء التنفس ، وأما الأوعية الشعرية الدموية فلا تتوسع كلها إلا في حالات خاصة كزيادة الجهد والصدمات وسواها ، وهذه قاعدة في كل غدد الجسم وأجهزته .. ثم للنظر في البويضة فهي لا تكون لوحدها في المبيض بل هي محاطة كالملكة تماماً بحاشية كبيرة من الخلايا وهي تضع على رأسها تاجاً مشعاً من الخلايا ( محاطة بمجموعة من الخلايا تسمى التاج أو الاكليل الشعاعي ) وهي موجودة ضمن قربة صغيرة تسمى جريب دوغراف وهذا الجريب يحتوي في داخله بالاضافة للخلايا على سوائل هورمونية تهيء الرحم لاستقبال البيضة الملقحة وإذا مر الشهر بدون أن يحصل تلقيح انهدم الغشاء المخاطي في الرحم وسال الدم الغزير الذي يعرف بالدم الطمثي أو دم العادة الشهرية.
وهنا نتساءل وكيف يحصل انطلاق البيضة من المبيض ما دامت موجودة في داخله كالسجن وأشد؟؟ يجيب الطب على هذا السؤال فيقول :
يوجد ارتباط معقد ما بين غدد الجسم الداخلية فالغدة النخامية هي دماغ الغدد ومفتاحها الرئيسي ، أو هي بالأحرى ملكة الغدد الموجودة في الجسم بدون نزاع حيث تتربع على عرشها في داخل الجمجمة في مكان محمي تماماً وهذا العرش هو السرج التركي وهي ترسل أوامرها من هناك من أعلى الجسم ومن جملة الأوامر هورمون يحمل رسالة مستعجلة إلى الجريب الموجود في المبيض يأمره أن يتحرك ويزيد من مفرزاته ويستدعي الاحتياطي من جنوده الخلوية وهكذا تجتمع الخلايا الاحتياطية وتشكل جيشاً خلوياً يحيط بالبيضة ليسير معها يحميها مما تتعرض له حتى يوصلها إلى حدود البلاد وحدود البلاد هنا هي قشرة المبيض ويكون الجريب قد كبر إلى درجة كبيرة تبلغ حبة الكرز ويضغط على قشرة المبيض الرقيقة وهنا يأتي هورمون آخر مرسل باقصى سرعة من ملكة الغدد يأمر حرس الحدود أن يفسحوا المجال بسرعة للبيضة بالخروج وللجريب أن ينفجر كما ينفجر اللغم الموضوع على الحدود حينما يمر عابر سبيل بدون معرفة بطبيعة الحدود ولكن هذا الانفجار مرسوم فهو يدفع بالبيضة إلى البوق الذي يطبق على المكان المنفتح من جدار المبيض وكأن هناك تفاهماً ما بين حرس الحدود وهذا البوق الذي هو نهاية المفير (١). وعندما يتسلم البوق هذه الامانة العزيزة يكون الجريب المنفقىء قد دلق سوائله في فسحة البطن وهذه السوائل هي هورمونات تثير الميل الجنسي عند المرأة وكأنها تحت المرأة حتى لا يضيع هذا الجهد المبذول ، ويحصل التلقيح ولا يلقي بالبيضة إلى الموت لأنها لا تعيش أكثر من ٢٤ ساعة على أبعد حد وينقلب الجريب بعد ذلك إلى مهمة جديدة تعين البيضة التي انطلقت في سبيلها فهو لا ينسى طول الصحبة على الوفاء لها ولذا تسمى بقية الجريب بالجسم الأصفر لأنه يمتلىء بمادة صفراء هي هورمون خاص يسمى بالبروجسترون ( اللوتئين ) حيث يمهد الطريق أمام البيضة فيما إذا تلقحت فهو يرسل أخباراً مستعجلة إلى الرحم يفهمه بأن يستعد لاستقبال البيضة التي هي في الطريق إليه وعندما يسمع الرحم بهذه الأخبار المهمة يستعد لاستقبال الضيف العزيز فيبسط الفرش الوثيرة والوسائد المريحة والزرابي الثمينة ( الزرابي هي السجاد ) كل هذه في صورة تسميك غشاء باطن الرحم حيث تزداد غدده وطبقات خلاياه وبينما الرحم في الانتظار إذا بالأخبار المؤسفة تنقل له أن هذا الضيف العزيز قد مات في الطريق فيتأثر ويبكي دماً لا دمعاً على هذا الضيف العزيز وهو ما يعرف بالدم الطمثي. والآن إلى البويضة التي انطلقت في الرحلة المرسومة هنا يحصل تطور خطير ومهم وهو ما يعرف بالانقسام المنصف الذي يجعل البويضة تملك تصف الكروموسومات حتى تلتقي بالنطفة التي تملك أيضاً نصف الكروموسومات ( الصبغيات ) من الأب حتى يتشكل من اجتماع النصفين بشر سوي متكامل ، والآن حانت ساعة الصفر لأن الحيوان المنوي الذي تركناه وهو ينطلق كالصاروخ عبر الرحم إلى النفير والبوق وهو يضرب بذنبه الطويل ويشق عباب المفرزات بأسرع حركة وهي الحركة اللولبية وفي مقدمته القلنسوة المدرعة فكيف سيتم اللقاء التاريخي؟؟؟
المصدر
الطبّ محراب للإيمان - ج ١
الدكتور خالص جلبي كنجو
لقد وجد أن في المبيض ما يقرب من ٤٠٠ ألف جريب ( والجريب كيس يشبه الجراب الصغير فيه خلايا صغيرة تحيط بالبيضة الأصلية التي تحمل صفات الأم ) ، ولا ينطلق من المبيض سوى ٤٠٠ جريب وسطياً خلال الحياة هو ما يعادل بيضة واحدة في كل شهر ، وهذا الذي يحدث حيث أن الدورة الطمثية أو ما تسمى بالعادة الشهرية تستغرق عند المراة الطبيعية ٢٨ يوماً أي ما يعادل شهراً قمرياً .. وتمر معنا في هذا البحث ملاحظات دقيقة شيقة فأولها الفصل الجنسي أو الموسم الجنسي ، فلقد وجد أن عند الحيوانات مواسم وأوقات معينة يحدث فيه إمكانية التلاقح والتناسل مع وجود النزو أو المي الجنسي للجنس الآخر وهذه المدة تتراوح بين أشهر كما في الكلاب والقطط وبين أيام قليلة في السنة كما في الضفادع. أما الانسان فهي عند المرأة تمتد ما يقرب من ٤٠ سنة وهي وسطياً ما بين العمر ١٢ ـ ٥٠ سنة أما الرجل فهي مدى الحياة ، ثم ان القدرة الجنسية وإمكانية التلاقح والميل الجنسي موجودة عند الانسان على طول أيام السنة وهذا ما يجعل الأمر في منتهى الخطورة وهذا يرجعإلى أن الحيوانات مضبوطة الفرائز كما في أجهزة الطعام والبول والتنفس فهي تخضع لسنة وقانون معين حيث ينطفىء الميل الجنسي خارج أيام الموسم الجنسي ، ويتفرغ الحيوان لمشاغله الأخرى ، أما الانسان فلقد ربط هذا الجهاز مع مفتاح الارادة عند الانسان فهو ينظم ذلك قلة وكثرة ضبطاً وانفلاتاً حسبما تقوده إرادته ، ولذا كان الانسان الكائن الوحيد الذي سيحاسب على هذه الاجهزة التي امتلكها .. ( انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ـ سورة الأحزاب ) ، والملاحظة الأخرى هي فكرة التناوب في قذف البيوض من المبيضين بالتناوب فهذه قاعدة في كل غدد الجسم ، فافراز الهورمونات متقطع وليس مستمراً وعمل الكبب الكلوية بالتناوب فكل فوج يعمل يربح قسماً آخر من العمل كما ان الأسناخ الرئوية لا تنفتح كلها أثناء التنفس ، وأما الأوعية الشعرية الدموية فلا تتوسع كلها إلا في حالات خاصة كزيادة الجهد والصدمات وسواها ، وهذه قاعدة في كل غدد الجسم وأجهزته .. ثم للنظر في البويضة فهي لا تكون لوحدها في المبيض بل هي محاطة كالملكة تماماً بحاشية كبيرة من الخلايا وهي تضع على رأسها تاجاً مشعاً من الخلايا ( محاطة بمجموعة من الخلايا تسمى التاج أو الاكليل الشعاعي ) وهي موجودة ضمن قربة صغيرة تسمى جريب دوغراف وهذا الجريب يحتوي في داخله بالاضافة للخلايا على سوائل هورمونية تهيء الرحم لاستقبال البيضة الملقحة وإذا مر الشهر بدون أن يحصل تلقيح انهدم الغشاء المخاطي في الرحم وسال الدم الغزير الذي يعرف بالدم الطمثي أو دم العادة الشهرية.
وهنا نتساءل وكيف يحصل انطلاق البيضة من المبيض ما دامت موجودة في داخله كالسجن وأشد؟؟ يجيب الطب على هذا السؤال فيقول :
يوجد ارتباط معقد ما بين غدد الجسم الداخلية فالغدة النخامية هي دماغ الغدد ومفتاحها الرئيسي ، أو هي بالأحرى ملكة الغدد الموجودة في الجسم بدون نزاع حيث تتربع على عرشها في داخل الجمجمة في مكان محمي تماماً وهذا العرش هو السرج التركي وهي ترسل أوامرها من هناك من أعلى الجسم ومن جملة الأوامر هورمون يحمل رسالة مستعجلة إلى الجريب الموجود في المبيض يأمره أن يتحرك ويزيد من مفرزاته ويستدعي الاحتياطي من جنوده الخلوية وهكذا تجتمع الخلايا الاحتياطية وتشكل جيشاً خلوياً يحيط بالبيضة ليسير معها يحميها مما تتعرض له حتى يوصلها إلى حدود البلاد وحدود البلاد هنا هي قشرة المبيض ويكون الجريب قد كبر إلى درجة كبيرة تبلغ حبة الكرز ويضغط على قشرة المبيض الرقيقة وهنا يأتي هورمون آخر مرسل باقصى سرعة من ملكة الغدد يأمر حرس الحدود أن يفسحوا المجال بسرعة للبيضة بالخروج وللجريب أن ينفجر كما ينفجر اللغم الموضوع على الحدود حينما يمر عابر سبيل بدون معرفة بطبيعة الحدود ولكن هذا الانفجار مرسوم فهو يدفع بالبيضة إلى البوق الذي يطبق على المكان المنفتح من جدار المبيض وكأن هناك تفاهماً ما بين حرس الحدود وهذا البوق الذي هو نهاية المفير (١). وعندما يتسلم البوق هذه الامانة العزيزة يكون الجريب المنفقىء قد دلق سوائله في فسحة البطن وهذه السوائل هي هورمونات تثير الميل الجنسي عند المرأة وكأنها تحت المرأة حتى لا يضيع هذا الجهد المبذول ، ويحصل التلقيح ولا يلقي بالبيضة إلى الموت لأنها لا تعيش أكثر من ٢٤ ساعة على أبعد حد وينقلب الجريب بعد ذلك إلى مهمة جديدة تعين البيضة التي انطلقت في سبيلها فهو لا ينسى طول الصحبة على الوفاء لها ولذا تسمى بقية الجريب بالجسم الأصفر لأنه يمتلىء بمادة صفراء هي هورمون خاص يسمى بالبروجسترون ( اللوتئين ) حيث يمهد الطريق أمام البيضة فيما إذا تلقحت فهو يرسل أخباراً مستعجلة إلى الرحم يفهمه بأن يستعد لاستقبال البيضة التي هي في الطريق إليه وعندما يسمع الرحم بهذه الأخبار المهمة يستعد لاستقبال الضيف العزيز فيبسط الفرش الوثيرة والوسائد المريحة والزرابي الثمينة ( الزرابي هي السجاد ) كل هذه في صورة تسميك غشاء باطن الرحم حيث تزداد غدده وطبقات خلاياه وبينما الرحم في الانتظار إذا بالأخبار المؤسفة تنقل له أن هذا الضيف العزيز قد مات في الطريق فيتأثر ويبكي دماً لا دمعاً على هذا الضيف العزيز وهو ما يعرف بالدم الطمثي. والآن إلى البويضة التي انطلقت في الرحلة المرسومة هنا يحصل تطور خطير ومهم وهو ما يعرف بالانقسام المنصف الذي يجعل البويضة تملك تصف الكروموسومات حتى تلتقي بالنطفة التي تملك أيضاً نصف الكروموسومات ( الصبغيات ) من الأب حتى يتشكل من اجتماع النصفين بشر سوي متكامل ، والآن حانت ساعة الصفر لأن الحيوان المنوي الذي تركناه وهو ينطلق كالصاروخ عبر الرحم إلى النفير والبوق وهو يضرب بذنبه الطويل ويشق عباب المفرزات بأسرع حركة وهي الحركة اللولبية وفي مقدمته القلنسوة المدرعة فكيف سيتم اللقاء التاريخي؟؟؟
__________________
(١) البوق والنفير هما قناة تصل ما بين الرحم والمنطقة القريبة من المبيض وانظر إلى الرسم الموضح.
المصدر
الطبّ محراب للإيمان - ج ١
الدكتور خالص جلبي كنجو