- إنضم
- 26 يونيو 2023
- المشاركات
- 125,010
- مستوى التفاعل
- 120,656
- النقاط
- 2,508
أنا بطبعي أميل إلى السلم، لا أهوى الحرب ولا أطيق النزاع. أؤمن أن الله وهبنا عقلاً نفكر به، لا سلاحًا نتناحر به. قد تكون هذه مقدمة طويلة، لكن احتملوني قليلًا؛ فالكلام أحيانًا يحتاج أن يُمهد له الطريق كما يُمهد الترابُ للبذرة قبل أن تُزهر.
البارحة دخلت إلى "الإنستغرام"، وإذا بي أجد منشورًا لكاتبين يكتبانه معًا. أحدهما ممن يحرصون دائمًا على متابعة ما أكتب، فقلت في نفسي: لِمَ لا أردّ الجميل؟ ربما هي لحظة مزاج منفتح وغريب جعلتني أتجاوز التصفيق المجامل وأتساءل بصدق. رأيت في أعلى المنشور عبارة "ذكاء اصطناعي"، فكتبت: "بمَ ساعدك الذكاء الاصطناعي؟" ثم خرجت لأني كنت أعمل تلك الليلة.
وجااء رد الغضنفر .....
لكن يبدو أن سؤالي البسيط وقع على أحدهم كجمرة في قاع قلبٍ متوتر. انفجر عليّ كما تنفجر حبة بوشار في المقلاة، بردٍّ لا يحمل من الذكاء إلا اسمه. لحظة صمت مرّت بعدها أجبته لا تستحق الرد. لكننا بشر، والكبرياء تسكننا كما يسكن النفسَ هواؤها. فأجبت، وندمت.
ندمت لأن بعض الناس يعيش دور "دنجوان زمانه"، يظن أن صوته كفيل بأن يُسقط عنّا الحجة ويجعلنا نتمتم باعتذارٍ خجول، كأننا نحن المذنبون. لكني لم أكن أنازع، كنت فقط أريد أن أزرع قيمة ،ملموسة بعكس ما يظن أنه يفعله بمناشيره للاسف.....
تغلب الصبغة الإنسانية على تصرف الإنسان، وتنعكس تربيته في أساليبه وحديثه. فالكلمة مرآة، والرد سيرة، والنبرة تُفصح أكثر مما يقول الحرف.
وهنا أصل إلى جوهر الأمر: هل أصبح سؤال "بمَ ساعدك الذكاء الاصطناعي؟" تهمةً تستوجب الدفاع؟ هل صار من يستخدم الذكاء ليكتب، ثم يدّعي الفضل لنفسه، يملك حق الغضب حين نكشف الحقيقة؟
بين الاستخدام الشريف والكذب المزيَّن، يقع الكاتب في رحى التكذيب. في زمنٍ صار فيه الاصطناعي أصدق من الطبيعي، والادّعاء أسرع انتشارًا من الفكرة، نحتاج أن نعود قليلاً إلى أصل السؤال، لا لنحاسب، بل لنتذكر أن الصدق لا يحتاج ذكاءً اصطناعيًا ليُكتب، بل قلبًا حقيقيًا ليُقال.
البارحة دخلت إلى "الإنستغرام"، وإذا بي أجد منشورًا لكاتبين يكتبانه معًا. أحدهما ممن يحرصون دائمًا على متابعة ما أكتب، فقلت في نفسي: لِمَ لا أردّ الجميل؟ ربما هي لحظة مزاج منفتح وغريب جعلتني أتجاوز التصفيق المجامل وأتساءل بصدق. رأيت في أعلى المنشور عبارة "ذكاء اصطناعي"، فكتبت: "بمَ ساعدك الذكاء الاصطناعي؟" ثم خرجت لأني كنت أعمل تلك الليلة.
وجااء رد الغضنفر .....
لكن يبدو أن سؤالي البسيط وقع على أحدهم كجمرة في قاع قلبٍ متوتر. انفجر عليّ كما تنفجر حبة بوشار في المقلاة، بردٍّ لا يحمل من الذكاء إلا اسمه. لحظة صمت مرّت بعدها أجبته لا تستحق الرد. لكننا بشر، والكبرياء تسكننا كما يسكن النفسَ هواؤها. فأجبت، وندمت.
ندمت لأن بعض الناس يعيش دور "دنجوان زمانه"، يظن أن صوته كفيل بأن يُسقط عنّا الحجة ويجعلنا نتمتم باعتذارٍ خجول، كأننا نحن المذنبون. لكني لم أكن أنازع، كنت فقط أريد أن أزرع قيمة ،ملموسة بعكس ما يظن أنه يفعله بمناشيره للاسف.....
تغلب الصبغة الإنسانية على تصرف الإنسان، وتنعكس تربيته في أساليبه وحديثه. فالكلمة مرآة، والرد سيرة، والنبرة تُفصح أكثر مما يقول الحرف.
وهنا أصل إلى جوهر الأمر: هل أصبح سؤال "بمَ ساعدك الذكاء الاصطناعي؟" تهمةً تستوجب الدفاع؟ هل صار من يستخدم الذكاء ليكتب، ثم يدّعي الفضل لنفسه، يملك حق الغضب حين نكشف الحقيقة؟
بين الاستخدام الشريف والكذب المزيَّن، يقع الكاتب في رحى التكذيب. في زمنٍ صار فيه الاصطناعي أصدق من الطبيعي، والادّعاء أسرع انتشارًا من الفكرة، نحتاج أن نعود قليلاً إلى أصل السؤال، لا لنحاسب، بل لنتذكر أن الصدق لا يحتاج ذكاءً اصطناعيًا ليُكتب، بل قلبًا حقيقيًا ليُقال.
التعديل الأخير: