فراس القيسي
Well-Known Member
بسم الثالوث الاقدس
تُعتَبَر المسيحية أكثر الديانات أتباعا في العالم، فعدد أتباعها يبلغ 2.1 بليون مسيحي. جذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب اليهودية المقدس "التوراة"، الذي يدعى في المسيحية العهد القديم. أحيانا يطلق على مجموعة الديانات السماوية: اليهودية، والمسيحية والإسلام، ويضاف إليها أحيانا المندائية (الصابئة)، اسم الديانات الإبراهيمية، لأن مؤسسي هذه الديانات جميعهم من نسل إبراهيم.
الكتاب المقدس الأساسي للمسيحية يطلق عليه اسم: الإنجيل أو العهد الجديد، وهو بحسب العقيدة المسيحية مجموعة التعاليم التي أتى بها يسوع المسيح ونشرها بين أتباعه ثم قام تلاميذ المسيح الإثنا عشر بكتابة هذه التعاليم بإيحاء إلهي ونشروها في الأصقاع.
الديانة المسيحية ظهرت مع بداية قيام يسوع (السيد المسيح) بنشر رسالته في عام 25 ميلادي تقريبا، حيث وُلِد السيد المسيح في السنة الخامسة قبل الميلاد، وبدأ خدمته الرسولية وهو في سن الثلاثين، ثم مات وقام من بين الأموات، وصعد إلى السماء وهو في سن الثالثة والثلاثين .
وقد دار جدال كبير حول أصل انبثاقية الروح القدس، إذ قال الأرثوذكس بأن الروح القدس منبثق عن الأب، بينما يؤمن الكاثوليك بأن الروح القدس منبثق من الأب والابن معًا؛ تجتمع الطوائف المسيحية بعقيدة الخلاص والتي مفادها بأن الخطـيئة تسللت لآدم بكسره للناموس (أي للأوامر الإلهية أو الشريعة) وحيث أن أجرة الخطيئة هي الموت، فإن الموت أيضا قد حل على الجميع، ولا بد أن يكون هناك مصالحة بين الله كلي القداسة وبين الإنسان المخطئ، بحسب التقليد القديم في التوراة كانت هناك الذبائح لأنه لا يكون غفران إلا بدم، وبالتالي كانت هناك ذبائح لتكفير الذنب يقدمها الشخص عن نفسه، وكانت هناك تقدمات عن شعب إسرائيل بالكامل والتي كانت كما يعتقد المسيحيون رمز لذبيحة المسيح، تؤمن المسيحية بأن الله أراد أن يقدم للإنسان هذه المصالحة بينهما من خلال ابنه المسيح (الذي هو بلا خطيئة)، وعندما يسفك دمه على الصليب تكون هذه الذبيحة قد قدمت والخطيئة قد رفعت، والخلاص من نير الناموس والشريعة قد تم وأكتمل، وبالتالي كل من يؤمن بالمسيح كذبيحة كفارية فسوف يتخلص من الخطيئة، لأن الإنسان لا يملك أن يُخَلِّص نفسه.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إن كانت الخطيئة قد رفعت عنا، فلماذا نخطئ ونخطئ، بعد أن نقبل المسيح كمخلص ؟ والجواب كما يؤمن أتباع هذه الديانة هو أن الإنسان الذي يؤمن بالمسيح لا يعود للشيطان وللخطيئة سلطان عليه، لذلك حتى وإن أخطئ فهو قادر على النهوض مجددا ومتابعة سلوك حياته الإيمانية؛ والسؤال الثاني إن كانت أجرة الخطيئة هي الموت والمسيح قام فعلا بدفع هذه الأجرة، فلماذا يموت المؤمنون به الطالبين للخلاص ؟؟ذلك لأنه وبحسب الإيمان المسيحي يتحرر المؤمن من الموت الروحي لأن كل إنسان مستعبد للخطيئة هو ميت حتى وإن كان حي فبالنسبة للمسيحيين تبدأ الحياة الحقيقية بالإيمان، وقيامة المسيح هي وعد لقيامة المؤمنين العامة في اليوم الأخير.
يتفرع من المسيحية عدّة مذاهب، ومذاهبها الرئيسية فهي: الكاثوليكية، الأرثوذكسية، وتقسم بدورها إلى أرثوذكسية غربية مثل كنيسة اليونان، وأرثوذوكسية شرقية أو قديمة (مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية)، وشتّى طوائف البروتوستانتيّة. وحسب إحصائية العام 2008، تعدّ المسيحية من أكثر الديانات شيوعًا وأتباعها يربون على الملياري مسيحي (مليار كاثوليكي، 600 مليون بروتستانتي، 240 مليون أرثوذكسي، و275 مليون مسيحي من الطّوائف الأخرى)، ويلي المسيحية في الترتيب استنادًا على عدد الأتباع الإسلام بما يزيد على 1.3 مليار مسلم، ويلي الإسلام الهندوسية بأتباع يقاربون المليار هندوسي.
انبثقت المسيحية من الديانة اليهودية وأخذت الكثير من المعالم اليهودية كوجود إله خالق واحد، والإيمان بالمسيح ابن الله الحي (كلمة الله)، والصلاة، والقراءة من كتاب مقدّس. ولعل محور العقيدة المسيحية، كما يعتقد المسيحيون، يتمثل بان المسيح هو الله الظاهر في الجسد وكذلك علي عمله الكامل على الصليب لفداء المؤمنين
العقيدة المسيحية
المفاهيم الرئيسية والخطوط العريضة للعقيدة المسيحية تستعرض التجسّد الإلهي في المسيح، وصلب المسيح الذي أدّى إلى موته فدية عن المؤمنين ولرفع خطية العالم، وقيامته المجيدة فتعطي الإنسان الخاطئ فرصة للنجاة من جهنم ونيل الحياة الأبدية وتقوم الديانة المسيحية على نظرية الفداء التي شرحها بولس، فالايمان بكفارة الصليب بعفى من الشريعة والا يكون صلب المسيح عبثا.
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ
بتلك المفاهيم، يؤمن المسيحيون أن هذه هي الطريقة التي رتبها الله على الأرض ليتصالح البشر معه. وتعلم المسيحية أن الله أحب العالم وبذل ابنه (وليس ولده) الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية فبهذا الطريق فقط يمكن للإنسان أن ينال الحياة الأبدية وغفران الخطايا، فالمسيحية ليست دين مثل باقي الديانات التي تقوم عقيدتها على وجوب العمل الفردي من عبادات وطاعات للفوز بجنّات النعيم. ففي المسيحية الله هو المبادر وهو الذي يعطي الخلاص مجانًا لمن يتوب ويطلب الغفران على أساس موت وقيامة المسيح. وتتفق طوائف المسيحية رغم تعددها على مذهب مسيحي يحتوي على النقاط الرئيسية التالية:
الثالوث : إله واحد يتمثل في 3 أقانيم أو كينونات في ذات الله العجيبة بحيث لا يعتبرونها مسألة جمع ك 1 1 1=3 كما في الرياضيات بل مسألة ضرب 1*1*1=1 إذا استعرنا مثال من الرياضيات كذلك، الأب، الابن، والروح القدس[2][3][4][5].
وتعد من الأسرار التي كشفها الله لهم وتُقبَل بالإيمان لأنها تسمو فوق العقل وإن كانت لا تناقضه فكيف يقدر المخلوق أن يدرك ذات الخالق. فالمسيحية تعلم أن لاأحد يعرف حقيقة من هو الله إلا من أراد الله أن يعلن له، يؤمن المسيحيون بوجود الله الآني في كلّ مكان وزمان فهو دائم الوجود وكليّ الوجود منذ الأزل وإلى الأبد قادر على كلّ شيء لا يقدر أن ينكر نفسه.
المسيحيون يعتبرون أن المسيح هو كلمة الله الموجود مع الأب منذ الأزل بل هو الله الذي ظهر في الجسد، تجسد من مريم العذراء المباركة بشرًا فظهر عبدًا يأكل ويشرب وينام ويتألم ليقدر أن يموت عن الخطاة بجسده، فهو ليس ميخائيل وهو ليس بشرا فقط من نسل آدم، ولكنه الله المتجسد بشرًا، ولذلك أَطلق الكُتّاب عليه اسم ( ابن الله ) و( ابن الإنسان )، فهو الإله الكامل والإنسان الكامل.
مريم العذراء ولدت المسيح وأخذ منها إنسانيته فتمم النبوة القديمة أنه هو نسل المرأة فولد من عذراء بقوة روح الله بدون أي زواج لا من الله ولا من بشر، فلا يؤمن المسيحيون أن المسيح هو ولد الله، فهذا يعتبر إثم عظيم ولكنهم يؤمنون بأن العذراء حبلت به عندما حلّ الروح القدس عليها.
يسوع هو المسيح الذي انتظره اليهود، ووريث عرش داود وسيملك على بيت داود إلى الأبد.
يسوع المسيح نقي من الخطايا فهو لم يخطئ وليس فيه غش، وبموته وقيامته، تصالح الله مع البشر التائبين فقط، فمحى خطايا من يؤمنوا بالمسيح المصلوب ويتوبوا عن خطاياهم وينالوا بدمه غفران الخطايا، وكلّ من يرفض محبة الله يقع تحت دينونة الله العادلة، فالخلاص ليس لكل الناس ولا لكل البشرية بل لمن يؤمن.
الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ
سيأتي يسوع ثانيةً على السحاب ليختطف الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين أي المؤمنون به ليكونوا معهُ كل حين في السماء .
يؤمن المسيحيون الغربيون أن الإنجيل كلام الله وكذلك المسيحيون الشرقيون وبذلك يتّفق كل من الشرق والغرب المسيحي بقدسية الإنجيل.
[عدل] تعاليم وعقائد المسيحية
تُعَلِّم المسيحية أن الله أحب العالم لأنه إله المحبة وبذل ابنه (وليس ولده) الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية وأن هذه هي الطريقة التي رتبها الله على الأرض ليتصالح البشر معه لأنه إله قدوس وعادل، وتتفق أغلب الطوائف المسيحية رغم تعددها على النقاط الرئيسية التالية:
يؤمنون أن الثالوث إله واحد يتمثل في 3 أقانيم أو كينونات في ذات الله هي: الأب، والابن، والروح القدس،
يؤمنون أن المسيح ولد من مريم العذراء بقوة روح الله عندما حلّ الروح القدس عليها. فأخذ منها إنسانيته وتمم النبؤة القديمة بأنه هو نسل المرأة.
يؤمنون أن يسوع هو المسيح الذي انتظره اليهود، وهو ووريث عرش داود وسيملك على بيت داود إلى الأبد والخلاص ليس لكل الناس ولا لكل البشرية بل لمن يؤمن فقط وأن له معجزات هي:
إقامة الأموات
تفتيح أعين العميان
تطهير البرص
تسكين البحر
إطعام الألوف
يؤمنون أن المسيح سيأتي ثانيةً على السحاب ليختطف الكنيسة (جماعة المؤمنين) ليكونوا معهُ كل حين في السماء. [عدل] تاريخ المسيحية
مقال تفصيلي :تاريخ المسيحية
اتبع المسيح في حياته على الأرض عدد قليل من اليهود هم تلاميذته، وبعد نهاية مرحلة وجود المسيح على الأرض شهدت المسيحية تحول أكبر أعدائها اليهودي المعروف باسم شاول الطرسوسي نسبة إلى مدينة طرسوس واعتناقه المسيحية ليصبح اسمه بولس (الرسول) بعد الرؤيا، وانطلق من دمشق بعد ملاحقته من قبل الرومان واتجه إلى أوروبا، وتحول إلى أهم ناشري المسيحية، ونشر المسيحية بين الأمم (الرومان) وغيرهم(الجرمان والأغريق) وبينما عمل بطرس على نشر المسيحية بين اليهود تعرضت المسيحية للاضطهاد من عشرة قياصرة رومان أذاقوا المسيحيين العذاب ألوانا، ولكن بعد أن تحول قسطنطين عن الوثنية إلى المسيحية أصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية، وتحولت المسيحية في الغرب عندها إلى ديانة دولة وأصبحت (ديانة) مستقلة ولكن بقيت العديد من الكنائس الشرقية والإصلاحية فيما بعد بعيدة عن تأثير روما وتعرضت هذه الكنائس أيضا للاضطهاد على يد الكنيسة الغربية (الرومانية).
[عدل] مسيحية مبكرة
المسيحية المبكرة، مصطلح يشير إلى المسيحية في الفترة التي أعقبت موت يسوع المسيح، من 33 م بحسب التقليد الكنسي، حتى عام 325 م تاريخ انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، ويستخدم هذا المصطلح في أحيانا أخرى لتضييق تلك الفترة، فتشمل فقط الكنيسة المسيحية الأولى التي ضمت تلاميذ المسيح الأولين ومعاصريهم ومن خلفهم مباشرة.
وفي القرون الأولى انشقت المسيحية عن اليهودية بشكل نهائي فعاشت الكنيسة بذلك العهد الجديد، ووجب على المسيحيين الدفاع عن معتقداتهم في مواجهة الأديان الأخرى التي كانت منتشرة في الإمبراطورية الرومانية. وعاشوا إضافة إلى ذلك الكثير من الاضطهادات التي أثارها الأباطرة الرومان على أتباع هذه الديانة الجديدة.
وفي عام 312 م، إعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية. وحوالي 70 عامًا بعد ذلك، وخلال حكم ثيودوس أصبحت المسيحية [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]الرسمي للإمبراطورية الرومانية. وفي عام 400 م أصبحت كلمة روماني أو مسيحي تحمل نفس المعنى.
وبعد قسطنطين، لم يتم إضطهاد المسيحيين بل تمّ اضطهاد "غير المؤمنين" إن لم يتحولوا للمسيحية، وهذا العنف والإكراه أرغم الكثير على اعتناق المسيحية بدون إيمان حقيقي بالمسيح. ودخل هؤلاء المسيحية بتقاليدهم العتيقة وممارساتهم وبهذا تغير شكل الكنيسة، فأصبح هناك طقوس كثيرة ومعمار باهظ الثمن، وأيقونات عبادية، وغيرها من العادات التي أضيفت إلى بساطة عبادة الكنيسة الأولى. وفي نفس الوقت بدأ بعض المسيحيون بالابتعاد عن روما واختاروا الحياة كرهبان وبدؤوا بتعميد الصغار لغسِل الخطيئة الأصليّة.
[عدل] القرون الوسطى
وفي السنوات التي لحقت ذلك، عقدت المجامع الكنسية لمحاولة تحديد العقيدة الرسمية، وذلك للحد من انتهاكات القيادة الكنسية ولتعضيد السلام ما بين الجهات المتصارعة. وبضعف الإمبراطورية الرومانية، ازدادت قوة الكنيسة، ونشأت صراعات متعددة ما بين كنائس الشرق والغرب. فالكنائس الغربية الكاثوليكية، مقرها الرئيسي في روما، أعطت نفسها سلطة على الكنائس الأخرى. ودعا أسقف روما نفسه "البابا". وهذا لم يسر كنائس الشرق (اليونانية)، والتي كان مقرها في القسطنطينية. واندلعت انشقاقات دينية وسياسية ولغويّة إلى أن حدث الانشقاق العظيم في عام 1054 م، حيث قطعت الكنائس الرومانية الكاثوليكية كل علاقاتها مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
خلال القرون الوسطى وفي أثنائها واصلت المسيحية انتشارها فبلغت شمال أوروبا وروسيا. في القرن السابع الميلادي وما بعده ، غزا المسلمون الأراضي المسيحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجزء كبير من إسبانيا، مما أدّى إلى اضطهاد المسيحيين ونتج عن ذلك العديد من الصراعات العسكرية، بما فيها الحروب الصليبية، وحروب الاسترداد في إسبانيا ضد المسلمين.
في عام 1095 م بدأت الحملات الصليبية أو ما يسمى أيضا بالحروب الصليبية وهي بصفة عامة اسم يطلق حاليًا على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها أوروبيون في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي إلى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي (1096 م - 1291 م)، وكانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم لأن الذين اشتركوا فيها تواروا تحت رداء [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]المسيحي وشعار الصليب من أجل الدفاع عنه رغم أن هدفهم الرئيسي كان الاستيلاء على أرض المشرق في الوقت الذي كان فيه الشرق منبع للثروات ولذلك كانوا يضعون على ألبستهم على الصدر والأكتاف علامة الصليب من قماش أحمر.
وكانت الحروب الصليبية هي السبب الرئيسي في سقوط البيزنطيين وذللك بسبب الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الأولى المارة في بيزنطة (مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحوّل حملات لاحقة نحوها، وكانت هذه الحروب عبارة عن سلسلة من الصراعات العسكرية من الطابع الديني الذي خاضه الكثير من أوروبا المسيحية ضد التهديدات الخارجية والداخلية. وقد كانت الحروب الصليبية موجهة ضد المسلمين والوثنيين من الأصل السلافي وضد المسيحية الروسية والأرثوذكسية اليونانية والمغول والأعداء السياسيين للباباوات. وقام الصليبيون بأخذ الوعود ومنح التساهل.
هدف الحروب الصليبية في الأصل كان إسترداد القدس والأراضي المقدسة في الشام من المسلمين، وكانت القاعدة التي أطلقت في الأصل استجابة لدعوة الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية وذلك للمساعدة في التوسع ضد المسلمين، سلاجقة الأناضول. في الغرب، من القرن الحادي عشر الميلادي فصاعداً، أقيمت قُرب الكاتدرائيات القديمة المستشفيات، المدارس والجامعات (مثل جامعة باريس وجامعة أوكسفورد وجامعة بولونيا). التي كانت أصلاً تُدَرِّسْ اللاهوت فقط، وأًضِيفَت فيما بعد مواضيع أخرى بما فيها الطب والفلسفة والقانون، وهكذا كانت المؤسسات الكنسيّة النواة الأساسيّة لمؤسسات التعليم الغربي.
خلال العصور الوسطى في أوروبا إسْتمرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في تولي السلطة، وتولى الآباء إدارة كل أمور الحياة في الدولة وكأنهم ملوك، ولكن في عام 1517 م وقف راهب ألماني أسمه مارتن لوثر أمام الكنيسة الكاثوليكية. وتزّعم مارتن لوثر حركة الإصلاح البروتستانتي، وتعدّد الإصلاحيون من بعده مثل كلفن وزوينجلي واختلفوا على نقاط لاهوتية معينة ولكنهم أتفقوا على سلطة الكتاب المقدس وعلى أن الخطاة يتلقون الفداء بالنعمة من خلال الإيمان بيسوع المسيح وحده (أفسس 8:2-9). ونجد أن حركة الإصلاح جرّدت الكنيسة الكاثوليكية من السلطة بالرغم من استمرار كينونتها وأندلعت الكثير من الحروب بين الكنيسة البروتستانتية والكاثوليكية مثل حرب الثلاثين عاما.
[عدل] عصر التبشير
ومع قدوم عصور الانفتاح والاستكشاف إنتشرت المسيحية في جميع أنحاء الأرض، حتى أصبحت أكبر أديان العالم من حيث عدد أتباعها. شَهَدت المسيحية من عام 1790 م إلى 1900 م، اهتماماً كبيراً بالعمل التبشيري، وخصوصاً في القرن التاسع عشر الميلادي مع إنشاء البعثات الكاثوليكية والبروتستانتية، والذي إرتبط أيضاً بالاستعمار، حيث نشط المُرسلون في التبشير في جميع القارات خاصةً أفريقيا والشرق الأقصى. وبالنهضة الصناعيّة توفّرت المصادر المالية التي من خلالها مول الأفراد المبشرين وظهر الاحتياج الشديد لنشر الإنجيل. وذهب المبشرون إلى أقاصي الأرض وأُسِسَّتْ الكنائس في كل مكان.
[عدل] العصر الحديث
في العصر الحديث، والمسيحية في مواجهة أشكال مختلفة من المذاهب المُشَكِكّة، وبعض المذاهب السياسية الحديثة مثل الليبرالية والقومية والاشتراكية. ظهور هذه المذاهب سبَبّت ثورة واحداث عنيفة موجهة ضد نفوذ الكنيسة ورجال [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]المسيحي فكرياً مع عصر التنوير أو أعمال عنف مثل الانفجارات العنيفة ضد الكنيسة خلال الثورة الفرنسية، أو مكافحة الإكليروسية إبّان الحرب الأهلية الإسبانية، وحركات العداء الماركسية والشيوعية للمسيحية التي ظهرت بعد الثورة الروسية.
الالتزام المسيحي في أوروبا إنخفض بسبب الحداثة والعلمانية خاصةً في غرب أوروبا ، في حين أن الالتزام الديني في أمريكا عموماً مرتفع بالمقارنة مع أوروبا الغربية. بينما في أوروبا الشرقية، وبعد قرون من جثوم الشيوعية ومبادئ الإلحاد على عموم أوروبا الشرقية، فنجد أن الناس بدؤوا بالإقبال على الحياة الكنسية ومزاولة الطقوس المسيحية في الكنائس وإعادة بناء أو ترميم الكنائس المهترءة. في أواخر القرن 20 ظهر تحوّل في المسيحية حيثُ أنّ العالم الثالث والنصف الجنوبي من الكرة الأرضية بشكل عام، شهد إقبال على المسيحية، فالكنيسة تنمو بسرعة في شرق آسيا خاصة في الصين وكوريا الجنوبية وتنمو بإطراد في شمال أفريقيا أيضاً وبسبب ارتفاع المواليد في أمريكا الجنوبية، مع عصر المعلومات والإنترنت أصبحت معرفة الديانات ومنها المسيحية متاحاً بعكس ما كان الحال عليه سابق عدد معتنقي المسيحية وكذلك بصورة كبيرة جدا عدد الذين عادوا للمسيحية خاصة في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط. لم يَعُد الغرب يحمل لواء المسيحية، حيث مع انتشار المسيحية في العالم الثالث يُتَوَقع أن يصبح قلب ومركز المسيحية في العالم الثالث، وتشهد المنطقة غيرة على نشر العقيدة المسيحية، خصوصاً بين المعتنقين الجُدد.
[عدل] الحركة المسكونية
بدأت الحركة المسكونيّة كمجهود للتّعاون المشترك للتّبشير والعمل الإرساليّ ما بين الطّوائف الإنجيليّة في بداية القرن التّاسع عشر. فتأسّست على سبيل المثال جمعيّة الكتاب المقدّس. ثمّ تطوّر الفكر المسكونيّ في القرن العشرين إلى حوارات ما بين هذه الطّوائف ومحاولات دمج تنظيميّ لكنائسها المختلفة. وفي النّصف الثّاني للقرن العشرين، نما الحوار والتّعاون ما بين الطّوائف الإنجيليّة والأورثوذكسيّة والكاثوليكيّة على المستوى الدوليّ. ولتحقيق هذا النّوع من التّضامن، بات التّركيز الأساسيّ في العمل الكنسيّ على الجانب الاجتماعيّ. فضعف الأساس اللاّهوتيّ النّابع مباشرة من كلمة الله، ونما مكانه التّشديد على قوانين الإيمان المسكونيّة، باعتبارها أساسًا لدستور الكنيسة. واتجهت الكنائس على اختلاف طوائفها، نحو الوحدة وأصبح ما يعرف بالحركة المسكونية أو العالمية موضع اهتمام كبير من جانب المسيحيون جميعًا خلال القرن العشرين. وقد بدأ هذا المنحى البروتستانت الذين عقدوا اجتماعات عام 1910 م لاكتشاف إمكانية التقارب والتعاون، وكونوا عام 1948م المجلس العالمي للكنائس. وهي المنظمة التي تعمل من أجل تقليل الاختلافات حول العقائد وتطوير الوحدة المسيحية، ويضم الآن الأرثوذكس أيضًا. كما عبّر الكاثوليك عن دعمهم للحركة المسكونية في مجمع الفاتيكان الثاني الذي انعقد في الفترة بين 1962 - 1965.
[عدل] موقف اليهود
اعترض اليهود على يسوع ورفضوا ادعاءه بأنه هو المسيح المنتظر وحرضوا الرومان على صلبه، ولا يؤمن اليهود بالإنجيل وحتى الآن هم بانتظار الماشيح الذي على حد إيمانهم لم يظهر بعد. كما ويرفض اليهود فكرة تألهه يسوع المسيح وبأنه جزء من ثالوث إلهي.
وتعلن اليهودية الإصلاحية بشكل صارم بأن كل يهودي يصرّح بان يسوع هو المسيح المخلص فهو ليس بيهودي بعد ، فبحسب التقليد اليهودي فإن السماء لم ترسل أنبياء بعد عام 420 ق.م [6]، فيكون بذلك النبي ملاخي هو آخر أنبياء اليهودية والذي سبق زمانه زمان يسوع بعدة قرون . فاليهود إذاً يؤمنون بشكل قاطع بأن يسوع لم يتمم الشروط الأساسية التي حددتها التوراة عن شخصية المسيح ، فهو ليس المسيح ولا حتى نبي مرسل من عند الله .
مع ذلك فجذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب اليهودية المقدس "التوراة"، وقد أخذت الديانة المسيحية الكثير من المعالم اليهودية كوجود إله خالق واحد، والإيمان بالمسيح ابن الله الحي (كلمة الله)، والصلاة، والقراءة من كتاب مقدّس. ولعل محور العقيدة المسيحية، كما يعتقد المسيحيون، يتمثل بالمسيح وعمله الكامل على الصليب لفداء المؤمنين.
[عدل] موقف المسلمين
يؤمن المسلمون أن عيسى هو نبي ورسول من عند الله ولذلك يكنون له احترامًا خاصًا. ويؤمنون أيضا بمجيئه الثاني في آخر الزمان ولكنهم ينكرون ألوهيته وينكرون صلبه. ويؤمنون بالإنجيل والتوراة ككتب سماوية، ولكنهم يرفضون النسخ الحالية لهذه الكتب لإيمانهم أنها نسخ محرفة. كما ويظن البعض أن استخدام العرب والقرآن للفظة عيسى بدلاً من لفظة يشوع أو يسوع في لغتها الأصلية، لأن ذكر اسم يسوع جاء كتعريب لاسمه اليوناني (Ιησούς) إيسوس.[7]
كما أن الإسلام يشترط الإيمان بنبوة عيسى وبولادته المعجزة، وأن من ينكرها أو لا يؤمن بعيسى كنبي وأمه كصادقة، يعتبر خارجا من [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]الإسلامي ولا يكون مسلما، ويعتبر ناقص الإيمان، كما يذكر القرآن في سورة البقرة " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ".
[عدل] الإسلام والمسيحية
مقال تفصيلي :الإسلام والمسيحية
المسيحيين [8] وفقا للشريعة الإسلامية هم أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم إستكبارهم حيث ورد في القرآن: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ }[9] ومع ذلك ورد في القرآن أن بعضا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين كما يقول الله: { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[10] ويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة النصارى والتعامل الحسن معهم من أي نوع وفقا للآية الثانية والثمانون من سورة المائدة ولكنه يمنعهم من اتخاذ المسيحيين كالأخوة وموالاتهم في الحرب إلا دفاعا عن الوطن وذلك وفقا للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} والتي استنبط منها العلماء المسلمون قاعدة الولاء والبراء. كما وتعود قوة ومتانة علاقة المسلمون مع المسيحيين، خاصة الشرقيين، إلى عهد النبي محمد حيث كانت إحدى زوجاته، مارية القبطية، مسيحية، كما كانت مملكة الحبشة المسيحية المكان الأول الذي ضم واحتضن المسلمين الأوائل عند هجرتهم الأولى وهربهم بدينهم وفرارهم من كفار مكة. ويرى بعض غير المسلمين بأن الإسلام هو انشقاق عن طائفة من المسيحية أو عن طائفة من اليهودية وتربط ذلك بزوجة محمد الأولى خديجة وقرابتها من ورقة بن نوفل، أو ربطه بقس بن ساعدة. وآراء أخرى ترى بأن محمدا تأثر بتلك الاتجاهات الدينية ولكنه لم يُنشِئ امتدادا لها بل أنشأ دينا جديدا بالكامل، وتعود بعض هذه النظريات إلى فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي، ففي العهد الأموي مثلا كتب الراهب يوحنا الدمشقي مزاعم بأن الراهب النسطوري الراهب بحيرى قام بمساعدة محمد في كتابة القرآن نافيا إلوهية مصدر النص القرآني.[11] ويرد المسلمون على ذلك بأن نقاط التوافق بين الإسلام وكل من المسيحية واليهودية ليست تأثرا من قبل محمد، وإنما لأن مصدر هذه الرسالات هو مصدر واحد وهو الله ، مما يوجب وجود نقاط للتوافق بين الأديان الإبراهيمية الثلاث. كما يردون بأن أوقات اللقاء بين محمد والرهبان المسيحيين كانت محدودة وقصيرة بشكل لا يسمح لتعليم محمد حتى القليل جدا من تلك المبادئ.
تطلق الكثير من الكتب الإسلامية مصطلح نصرانية على الديانة المسيحية بناءً على قول القرآن والذي يقول أن المسيح قال للحواريين : " كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ" (الصف/14). وقد ورد لفظ نصارى في القرآن 13 مرة.
كما أن اليهود يطلقون على المسيحية اسم נצרות (تلفظ نَتسْروت وهي من جذر يقابل الجذر العربي ن.ص.ر. وهي مشتقة من الناصرة נצרת) وذلك لأن المسيحيين هم أتباع يسوع الناصري.
[عدل] تعداد المسيحيين في العالم
تشير المعطيات في كتاب حقائق وكالة الاستخبارات الأميركية عن العالم لعام 2006 م أن المسيحية هي أكثر ديانات العالم انتشارا، إذ يعتنقها 33.03% من سكان العالم الذين يربو تعدادهم عن الملياري نسمة؛ منهم 17.33% كاثوليك (حوالي 1.13 مليار) - 5.8% بروتستانت (حوالي 378 مليونا) - 3.42% أرثذكس (حوالي 223 مليونا) - 1.23% إنجيليون (حوالي 80 مليونا).
تُعتَبَر المسيحية أكثر الديانات أتباعا في العالم، فعدد أتباعها يبلغ 2.1 بليون مسيحي. جذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب اليهودية المقدس "التوراة"، الذي يدعى في المسيحية العهد القديم. أحيانا يطلق على مجموعة الديانات السماوية: اليهودية، والمسيحية والإسلام، ويضاف إليها أحيانا المندائية (الصابئة)، اسم الديانات الإبراهيمية، لأن مؤسسي هذه الديانات جميعهم من نسل إبراهيم.
الكتاب المقدس الأساسي للمسيحية يطلق عليه اسم: الإنجيل أو العهد الجديد، وهو بحسب العقيدة المسيحية مجموعة التعاليم التي أتى بها يسوع المسيح ونشرها بين أتباعه ثم قام تلاميذ المسيح الإثنا عشر بكتابة هذه التعاليم بإيحاء إلهي ونشروها في الأصقاع.
الديانة المسيحية ظهرت مع بداية قيام يسوع (السيد المسيح) بنشر رسالته في عام 25 ميلادي تقريبا، حيث وُلِد السيد المسيح في السنة الخامسة قبل الميلاد، وبدأ خدمته الرسولية وهو في سن الثلاثين، ثم مات وقام من بين الأموات، وصعد إلى السماء وهو في سن الثالثة والثلاثين .
وقد دار جدال كبير حول أصل انبثاقية الروح القدس، إذ قال الأرثوذكس بأن الروح القدس منبثق عن الأب، بينما يؤمن الكاثوليك بأن الروح القدس منبثق من الأب والابن معًا؛ تجتمع الطوائف المسيحية بعقيدة الخلاص والتي مفادها بأن الخطـيئة تسللت لآدم بكسره للناموس (أي للأوامر الإلهية أو الشريعة) وحيث أن أجرة الخطيئة هي الموت، فإن الموت أيضا قد حل على الجميع، ولا بد أن يكون هناك مصالحة بين الله كلي القداسة وبين الإنسان المخطئ، بحسب التقليد القديم في التوراة كانت هناك الذبائح لأنه لا يكون غفران إلا بدم، وبالتالي كانت هناك ذبائح لتكفير الذنب يقدمها الشخص عن نفسه، وكانت هناك تقدمات عن شعب إسرائيل بالكامل والتي كانت كما يعتقد المسيحيون رمز لذبيحة المسيح، تؤمن المسيحية بأن الله أراد أن يقدم للإنسان هذه المصالحة بينهما من خلال ابنه المسيح (الذي هو بلا خطيئة)، وعندما يسفك دمه على الصليب تكون هذه الذبيحة قد قدمت والخطيئة قد رفعت، والخلاص من نير الناموس والشريعة قد تم وأكتمل، وبالتالي كل من يؤمن بالمسيح كذبيحة كفارية فسوف يتخلص من الخطيئة، لأن الإنسان لا يملك أن يُخَلِّص نفسه.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا إن كانت الخطيئة قد رفعت عنا، فلماذا نخطئ ونخطئ، بعد أن نقبل المسيح كمخلص ؟ والجواب كما يؤمن أتباع هذه الديانة هو أن الإنسان الذي يؤمن بالمسيح لا يعود للشيطان وللخطيئة سلطان عليه، لذلك حتى وإن أخطئ فهو قادر على النهوض مجددا ومتابعة سلوك حياته الإيمانية؛ والسؤال الثاني إن كانت أجرة الخطيئة هي الموت والمسيح قام فعلا بدفع هذه الأجرة، فلماذا يموت المؤمنون به الطالبين للخلاص ؟؟ذلك لأنه وبحسب الإيمان المسيحي يتحرر المؤمن من الموت الروحي لأن كل إنسان مستعبد للخطيئة هو ميت حتى وإن كان حي فبالنسبة للمسيحيين تبدأ الحياة الحقيقية بالإيمان، وقيامة المسيح هي وعد لقيامة المؤمنين العامة في اليوم الأخير.
يتفرع من المسيحية عدّة مذاهب، ومذاهبها الرئيسية فهي: الكاثوليكية، الأرثوذكسية، وتقسم بدورها إلى أرثوذكسية غربية مثل كنيسة اليونان، وأرثوذوكسية شرقية أو قديمة (مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة السريانية الأرثوذكسية)، وشتّى طوائف البروتوستانتيّة. وحسب إحصائية العام 2008، تعدّ المسيحية من أكثر الديانات شيوعًا وأتباعها يربون على الملياري مسيحي (مليار كاثوليكي، 600 مليون بروتستانتي، 240 مليون أرثوذكسي، و275 مليون مسيحي من الطّوائف الأخرى)، ويلي المسيحية في الترتيب استنادًا على عدد الأتباع الإسلام بما يزيد على 1.3 مليار مسلم، ويلي الإسلام الهندوسية بأتباع يقاربون المليار هندوسي.
انبثقت المسيحية من الديانة اليهودية وأخذت الكثير من المعالم اليهودية كوجود إله خالق واحد، والإيمان بالمسيح ابن الله الحي (كلمة الله)، والصلاة، والقراءة من كتاب مقدّس. ولعل محور العقيدة المسيحية، كما يعتقد المسيحيون، يتمثل بان المسيح هو الله الظاهر في الجسد وكذلك علي عمله الكامل على الصليب لفداء المؤمنين
العقيدة المسيحية
المفاهيم الرئيسية والخطوط العريضة للعقيدة المسيحية تستعرض التجسّد الإلهي في المسيح، وصلب المسيح الذي أدّى إلى موته فدية عن المؤمنين ولرفع خطية العالم، وقيامته المجيدة فتعطي الإنسان الخاطئ فرصة للنجاة من جهنم ونيل الحياة الأبدية وتقوم الديانة المسيحية على نظرية الفداء التي شرحها بولس، فالايمان بكفارة الصليب بعفى من الشريعة والا يكون صلب المسيح عبثا.
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ
بتلك المفاهيم، يؤمن المسيحيون أن هذه هي الطريقة التي رتبها الله على الأرض ليتصالح البشر معه. وتعلم المسيحية أن الله أحب العالم وبذل ابنه (وليس ولده) الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية فبهذا الطريق فقط يمكن للإنسان أن ينال الحياة الأبدية وغفران الخطايا، فالمسيحية ليست دين مثل باقي الديانات التي تقوم عقيدتها على وجوب العمل الفردي من عبادات وطاعات للفوز بجنّات النعيم. ففي المسيحية الله هو المبادر وهو الذي يعطي الخلاص مجانًا لمن يتوب ويطلب الغفران على أساس موت وقيامة المسيح. وتتفق طوائف المسيحية رغم تعددها على مذهب مسيحي يحتوي على النقاط الرئيسية التالية:
الثالوث : إله واحد يتمثل في 3 أقانيم أو كينونات في ذات الله العجيبة بحيث لا يعتبرونها مسألة جمع ك 1 1 1=3 كما في الرياضيات بل مسألة ضرب 1*1*1=1 إذا استعرنا مثال من الرياضيات كذلك، الأب، الابن، والروح القدس[2][3][4][5].
وتعد من الأسرار التي كشفها الله لهم وتُقبَل بالإيمان لأنها تسمو فوق العقل وإن كانت لا تناقضه فكيف يقدر المخلوق أن يدرك ذات الخالق. فالمسيحية تعلم أن لاأحد يعرف حقيقة من هو الله إلا من أراد الله أن يعلن له، يؤمن المسيحيون بوجود الله الآني في كلّ مكان وزمان فهو دائم الوجود وكليّ الوجود منذ الأزل وإلى الأبد قادر على كلّ شيء لا يقدر أن ينكر نفسه.
المسيحيون يعتبرون أن المسيح هو كلمة الله الموجود مع الأب منذ الأزل بل هو الله الذي ظهر في الجسد، تجسد من مريم العذراء المباركة بشرًا فظهر عبدًا يأكل ويشرب وينام ويتألم ليقدر أن يموت عن الخطاة بجسده، فهو ليس ميخائيل وهو ليس بشرا فقط من نسل آدم، ولكنه الله المتجسد بشرًا، ولذلك أَطلق الكُتّاب عليه اسم ( ابن الله ) و( ابن الإنسان )، فهو الإله الكامل والإنسان الكامل.
مريم العذراء ولدت المسيح وأخذ منها إنسانيته فتمم النبوة القديمة أنه هو نسل المرأة فولد من عذراء بقوة روح الله بدون أي زواج لا من الله ولا من بشر، فلا يؤمن المسيحيون أن المسيح هو ولد الله، فهذا يعتبر إثم عظيم ولكنهم يؤمنون بأن العذراء حبلت به عندما حلّ الروح القدس عليها.
يسوع هو المسيح الذي انتظره اليهود، ووريث عرش داود وسيملك على بيت داود إلى الأبد.
يسوع المسيح نقي من الخطايا فهو لم يخطئ وليس فيه غش، وبموته وقيامته، تصالح الله مع البشر التائبين فقط، فمحى خطايا من يؤمنوا بالمسيح المصلوب ويتوبوا عن خطاياهم وينالوا بدمه غفران الخطايا، وكلّ من يرفض محبة الله يقع تحت دينونة الله العادلة، فالخلاص ليس لكل الناس ولا لكل البشرية بل لمن يؤمن.
الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ
سيأتي يسوع ثانيةً على السحاب ليختطف الكنيسة التي هي جماعة المؤمنين أي المؤمنون به ليكونوا معهُ كل حين في السماء .
يؤمن المسيحيون الغربيون أن الإنجيل كلام الله وكذلك المسيحيون الشرقيون وبذلك يتّفق كل من الشرق والغرب المسيحي بقدسية الإنجيل.
[عدل] تعاليم وعقائد المسيحية
تُعَلِّم المسيحية أن الله أحب العالم لأنه إله المحبة وبذل ابنه (وليس ولده) الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية وأن هذه هي الطريقة التي رتبها الله على الأرض ليتصالح البشر معه لأنه إله قدوس وعادل، وتتفق أغلب الطوائف المسيحية رغم تعددها على النقاط الرئيسية التالية:
يؤمنون أن الثالوث إله واحد يتمثل في 3 أقانيم أو كينونات في ذات الله هي: الأب، والابن، والروح القدس،
يؤمنون أن المسيح ولد من مريم العذراء بقوة روح الله عندما حلّ الروح القدس عليها. فأخذ منها إنسانيته وتمم النبؤة القديمة بأنه هو نسل المرأة.
يؤمنون أن يسوع هو المسيح الذي انتظره اليهود، وهو ووريث عرش داود وسيملك على بيت داود إلى الأبد والخلاص ليس لكل الناس ولا لكل البشرية بل لمن يؤمن فقط وأن له معجزات هي:
إقامة الأموات
تفتيح أعين العميان
تطهير البرص
تسكين البحر
إطعام الألوف
يؤمنون أن المسيح سيأتي ثانيةً على السحاب ليختطف الكنيسة (جماعة المؤمنين) ليكونوا معهُ كل حين في السماء. [عدل] تاريخ المسيحية
مقال تفصيلي :تاريخ المسيحية
اتبع المسيح في حياته على الأرض عدد قليل من اليهود هم تلاميذته، وبعد نهاية مرحلة وجود المسيح على الأرض شهدت المسيحية تحول أكبر أعدائها اليهودي المعروف باسم شاول الطرسوسي نسبة إلى مدينة طرسوس واعتناقه المسيحية ليصبح اسمه بولس (الرسول) بعد الرؤيا، وانطلق من دمشق بعد ملاحقته من قبل الرومان واتجه إلى أوروبا، وتحول إلى أهم ناشري المسيحية، ونشر المسيحية بين الأمم (الرومان) وغيرهم(الجرمان والأغريق) وبينما عمل بطرس على نشر المسيحية بين اليهود تعرضت المسيحية للاضطهاد من عشرة قياصرة رومان أذاقوا المسيحيين العذاب ألوانا، ولكن بعد أن تحول قسطنطين عن الوثنية إلى المسيحية أصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية، وتحولت المسيحية في الغرب عندها إلى ديانة دولة وأصبحت (ديانة) مستقلة ولكن بقيت العديد من الكنائس الشرقية والإصلاحية فيما بعد بعيدة عن تأثير روما وتعرضت هذه الكنائس أيضا للاضطهاد على يد الكنيسة الغربية (الرومانية).
[عدل] مسيحية مبكرة
المسيحية المبكرة، مصطلح يشير إلى المسيحية في الفترة التي أعقبت موت يسوع المسيح، من 33 م بحسب التقليد الكنسي، حتى عام 325 م تاريخ انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، ويستخدم هذا المصطلح في أحيانا أخرى لتضييق تلك الفترة، فتشمل فقط الكنيسة المسيحية الأولى التي ضمت تلاميذ المسيح الأولين ومعاصريهم ومن خلفهم مباشرة.
وفي القرون الأولى انشقت المسيحية عن اليهودية بشكل نهائي فعاشت الكنيسة بذلك العهد الجديد، ووجب على المسيحيين الدفاع عن معتقداتهم في مواجهة الأديان الأخرى التي كانت منتشرة في الإمبراطورية الرومانية. وعاشوا إضافة إلى ذلك الكثير من الاضطهادات التي أثارها الأباطرة الرومان على أتباع هذه الديانة الجديدة.
وفي عام 312 م، إعتنق الإمبراطور قسطنطين المسيحية. وحوالي 70 عامًا بعد ذلك، وخلال حكم ثيودوس أصبحت المسيحية [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]الرسمي للإمبراطورية الرومانية. وفي عام 400 م أصبحت كلمة روماني أو مسيحي تحمل نفس المعنى.
وبعد قسطنطين، لم يتم إضطهاد المسيحيين بل تمّ اضطهاد "غير المؤمنين" إن لم يتحولوا للمسيحية، وهذا العنف والإكراه أرغم الكثير على اعتناق المسيحية بدون إيمان حقيقي بالمسيح. ودخل هؤلاء المسيحية بتقاليدهم العتيقة وممارساتهم وبهذا تغير شكل الكنيسة، فأصبح هناك طقوس كثيرة ومعمار باهظ الثمن، وأيقونات عبادية، وغيرها من العادات التي أضيفت إلى بساطة عبادة الكنيسة الأولى. وفي نفس الوقت بدأ بعض المسيحيون بالابتعاد عن روما واختاروا الحياة كرهبان وبدؤوا بتعميد الصغار لغسِل الخطيئة الأصليّة.
[عدل] القرون الوسطى
وفي السنوات التي لحقت ذلك، عقدت المجامع الكنسية لمحاولة تحديد العقيدة الرسمية، وذلك للحد من انتهاكات القيادة الكنسية ولتعضيد السلام ما بين الجهات المتصارعة. وبضعف الإمبراطورية الرومانية، ازدادت قوة الكنيسة، ونشأت صراعات متعددة ما بين كنائس الشرق والغرب. فالكنائس الغربية الكاثوليكية، مقرها الرئيسي في روما، أعطت نفسها سلطة على الكنائس الأخرى. ودعا أسقف روما نفسه "البابا". وهذا لم يسر كنائس الشرق (اليونانية)، والتي كان مقرها في القسطنطينية. واندلعت انشقاقات دينية وسياسية ولغويّة إلى أن حدث الانشقاق العظيم في عام 1054 م، حيث قطعت الكنائس الرومانية الكاثوليكية كل علاقاتها مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
خلال القرون الوسطى وفي أثنائها واصلت المسيحية انتشارها فبلغت شمال أوروبا وروسيا. في القرن السابع الميلادي وما بعده ، غزا المسلمون الأراضي المسيحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجزء كبير من إسبانيا، مما أدّى إلى اضطهاد المسيحيين ونتج عن ذلك العديد من الصراعات العسكرية، بما فيها الحروب الصليبية، وحروب الاسترداد في إسبانيا ضد المسلمين.
في عام 1095 م بدأت الحملات الصليبية أو ما يسمى أيضا بالحروب الصليبية وهي بصفة عامة اسم يطلق حاليًا على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها أوروبيون في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي إلى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي (1096 م - 1291 م)، وكانت بشكل رئيسي حروب فرسان، وسميت بهذا الاسم لأن الذين اشتركوا فيها تواروا تحت رداء [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]المسيحي وشعار الصليب من أجل الدفاع عنه رغم أن هدفهم الرئيسي كان الاستيلاء على أرض المشرق في الوقت الذي كان فيه الشرق منبع للثروات ولذلك كانوا يضعون على ألبستهم على الصدر والأكتاف علامة الصليب من قماش أحمر.
وكانت الحروب الصليبية هي السبب الرئيسي في سقوط البيزنطيين وذللك بسبب الدمار الذي كانت تخلفه الحملات الأولى المارة في بيزنطة (مدينة القسطنطينية) عاصمة الإمبراطورية البيزنطية وتحوّل حملات لاحقة نحوها، وكانت هذه الحروب عبارة عن سلسلة من الصراعات العسكرية من الطابع الديني الذي خاضه الكثير من أوروبا المسيحية ضد التهديدات الخارجية والداخلية. وقد كانت الحروب الصليبية موجهة ضد المسلمين والوثنيين من الأصل السلافي وضد المسيحية الروسية والأرثوذكسية اليونانية والمغول والأعداء السياسيين للباباوات. وقام الصليبيون بأخذ الوعود ومنح التساهل.
هدف الحروب الصليبية في الأصل كان إسترداد القدس والأراضي المقدسة في الشام من المسلمين، وكانت القاعدة التي أطلقت في الأصل استجابة لدعوة الإمبراطورية البيزنطية الأرثوذكسية الشرقية وذلك للمساعدة في التوسع ضد المسلمين، سلاجقة الأناضول. في الغرب، من القرن الحادي عشر الميلادي فصاعداً، أقيمت قُرب الكاتدرائيات القديمة المستشفيات، المدارس والجامعات (مثل جامعة باريس وجامعة أوكسفورد وجامعة بولونيا). التي كانت أصلاً تُدَرِّسْ اللاهوت فقط، وأًضِيفَت فيما بعد مواضيع أخرى بما فيها الطب والفلسفة والقانون، وهكذا كانت المؤسسات الكنسيّة النواة الأساسيّة لمؤسسات التعليم الغربي.
خلال العصور الوسطى في أوروبا إسْتمرت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في تولي السلطة، وتولى الآباء إدارة كل أمور الحياة في الدولة وكأنهم ملوك، ولكن في عام 1517 م وقف راهب ألماني أسمه مارتن لوثر أمام الكنيسة الكاثوليكية. وتزّعم مارتن لوثر حركة الإصلاح البروتستانتي، وتعدّد الإصلاحيون من بعده مثل كلفن وزوينجلي واختلفوا على نقاط لاهوتية معينة ولكنهم أتفقوا على سلطة الكتاب المقدس وعلى أن الخطاة يتلقون الفداء بالنعمة من خلال الإيمان بيسوع المسيح وحده (أفسس 8:2-9). ونجد أن حركة الإصلاح جرّدت الكنيسة الكاثوليكية من السلطة بالرغم من استمرار كينونتها وأندلعت الكثير من الحروب بين الكنيسة البروتستانتية والكاثوليكية مثل حرب الثلاثين عاما.
[عدل] عصر التبشير
ومع قدوم عصور الانفتاح والاستكشاف إنتشرت المسيحية في جميع أنحاء الأرض، حتى أصبحت أكبر أديان العالم من حيث عدد أتباعها. شَهَدت المسيحية من عام 1790 م إلى 1900 م، اهتماماً كبيراً بالعمل التبشيري، وخصوصاً في القرن التاسع عشر الميلادي مع إنشاء البعثات الكاثوليكية والبروتستانتية، والذي إرتبط أيضاً بالاستعمار، حيث نشط المُرسلون في التبشير في جميع القارات خاصةً أفريقيا والشرق الأقصى. وبالنهضة الصناعيّة توفّرت المصادر المالية التي من خلالها مول الأفراد المبشرين وظهر الاحتياج الشديد لنشر الإنجيل. وذهب المبشرون إلى أقاصي الأرض وأُسِسَّتْ الكنائس في كل مكان.
[عدل] العصر الحديث
في العصر الحديث، والمسيحية في مواجهة أشكال مختلفة من المذاهب المُشَكِكّة، وبعض المذاهب السياسية الحديثة مثل الليبرالية والقومية والاشتراكية. ظهور هذه المذاهب سبَبّت ثورة واحداث عنيفة موجهة ضد نفوذ الكنيسة ورجال [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]المسيحي فكرياً مع عصر التنوير أو أعمال عنف مثل الانفجارات العنيفة ضد الكنيسة خلال الثورة الفرنسية، أو مكافحة الإكليروسية إبّان الحرب الأهلية الإسبانية، وحركات العداء الماركسية والشيوعية للمسيحية التي ظهرت بعد الثورة الروسية.
الالتزام المسيحي في أوروبا إنخفض بسبب الحداثة والعلمانية خاصةً في غرب أوروبا ، في حين أن الالتزام الديني في أمريكا عموماً مرتفع بالمقارنة مع أوروبا الغربية. بينما في أوروبا الشرقية، وبعد قرون من جثوم الشيوعية ومبادئ الإلحاد على عموم أوروبا الشرقية، فنجد أن الناس بدؤوا بالإقبال على الحياة الكنسية ومزاولة الطقوس المسيحية في الكنائس وإعادة بناء أو ترميم الكنائس المهترءة. في أواخر القرن 20 ظهر تحوّل في المسيحية حيثُ أنّ العالم الثالث والنصف الجنوبي من الكرة الأرضية بشكل عام، شهد إقبال على المسيحية، فالكنيسة تنمو بسرعة في شرق آسيا خاصة في الصين وكوريا الجنوبية وتنمو بإطراد في شمال أفريقيا أيضاً وبسبب ارتفاع المواليد في أمريكا الجنوبية، مع عصر المعلومات والإنترنت أصبحت معرفة الديانات ومنها المسيحية متاحاً بعكس ما كان الحال عليه سابق عدد معتنقي المسيحية وكذلك بصورة كبيرة جدا عدد الذين عادوا للمسيحية خاصة في دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط. لم يَعُد الغرب يحمل لواء المسيحية، حيث مع انتشار المسيحية في العالم الثالث يُتَوَقع أن يصبح قلب ومركز المسيحية في العالم الثالث، وتشهد المنطقة غيرة على نشر العقيدة المسيحية، خصوصاً بين المعتنقين الجُدد.
[عدل] الحركة المسكونية
بدأت الحركة المسكونيّة كمجهود للتّعاون المشترك للتّبشير والعمل الإرساليّ ما بين الطّوائف الإنجيليّة في بداية القرن التّاسع عشر. فتأسّست على سبيل المثال جمعيّة الكتاب المقدّس. ثمّ تطوّر الفكر المسكونيّ في القرن العشرين إلى حوارات ما بين هذه الطّوائف ومحاولات دمج تنظيميّ لكنائسها المختلفة. وفي النّصف الثّاني للقرن العشرين، نما الحوار والتّعاون ما بين الطّوائف الإنجيليّة والأورثوذكسيّة والكاثوليكيّة على المستوى الدوليّ. ولتحقيق هذا النّوع من التّضامن، بات التّركيز الأساسيّ في العمل الكنسيّ على الجانب الاجتماعيّ. فضعف الأساس اللاّهوتيّ النّابع مباشرة من كلمة الله، ونما مكانه التّشديد على قوانين الإيمان المسكونيّة، باعتبارها أساسًا لدستور الكنيسة. واتجهت الكنائس على اختلاف طوائفها، نحو الوحدة وأصبح ما يعرف بالحركة المسكونية أو العالمية موضع اهتمام كبير من جانب المسيحيون جميعًا خلال القرن العشرين. وقد بدأ هذا المنحى البروتستانت الذين عقدوا اجتماعات عام 1910 م لاكتشاف إمكانية التقارب والتعاون، وكونوا عام 1948م المجلس العالمي للكنائس. وهي المنظمة التي تعمل من أجل تقليل الاختلافات حول العقائد وتطوير الوحدة المسيحية، ويضم الآن الأرثوذكس أيضًا. كما عبّر الكاثوليك عن دعمهم للحركة المسكونية في مجمع الفاتيكان الثاني الذي انعقد في الفترة بين 1962 - 1965.
[عدل] موقف اليهود
اعترض اليهود على يسوع ورفضوا ادعاءه بأنه هو المسيح المنتظر وحرضوا الرومان على صلبه، ولا يؤمن اليهود بالإنجيل وحتى الآن هم بانتظار الماشيح الذي على حد إيمانهم لم يظهر بعد. كما ويرفض اليهود فكرة تألهه يسوع المسيح وبأنه جزء من ثالوث إلهي.
وتعلن اليهودية الإصلاحية بشكل صارم بأن كل يهودي يصرّح بان يسوع هو المسيح المخلص فهو ليس بيهودي بعد ، فبحسب التقليد اليهودي فإن السماء لم ترسل أنبياء بعد عام 420 ق.م [6]، فيكون بذلك النبي ملاخي هو آخر أنبياء اليهودية والذي سبق زمانه زمان يسوع بعدة قرون . فاليهود إذاً يؤمنون بشكل قاطع بأن يسوع لم يتمم الشروط الأساسية التي حددتها التوراة عن شخصية المسيح ، فهو ليس المسيح ولا حتى نبي مرسل من عند الله .
مع ذلك فجذور المسيحية تأتي من اليهودية، التي تتشارك معها في الإيمان بكتاب اليهودية المقدس "التوراة"، وقد أخذت الديانة المسيحية الكثير من المعالم اليهودية كوجود إله خالق واحد، والإيمان بالمسيح ابن الله الحي (كلمة الله)، والصلاة، والقراءة من كتاب مقدّس. ولعل محور العقيدة المسيحية، كما يعتقد المسيحيون، يتمثل بالمسيح وعمله الكامل على الصليب لفداء المؤمنين.
[عدل] موقف المسلمين
يؤمن المسلمون أن عيسى هو نبي ورسول من عند الله ولذلك يكنون له احترامًا خاصًا. ويؤمنون أيضا بمجيئه الثاني في آخر الزمان ولكنهم ينكرون ألوهيته وينكرون صلبه. ويؤمنون بالإنجيل والتوراة ككتب سماوية، ولكنهم يرفضون النسخ الحالية لهذه الكتب لإيمانهم أنها نسخ محرفة. كما ويظن البعض أن استخدام العرب والقرآن للفظة عيسى بدلاً من لفظة يشوع أو يسوع في لغتها الأصلية، لأن ذكر اسم يسوع جاء كتعريب لاسمه اليوناني (Ιησούς) إيسوس.[7]
كما أن الإسلام يشترط الإيمان بنبوة عيسى وبولادته المعجزة، وأن من ينكرها أو لا يؤمن بعيسى كنبي وأمه كصادقة، يعتبر خارجا من [عزيزى الزائر لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد التسجيلللتسجيل اضغط هنا]الإسلامي ولا يكون مسلما، ويعتبر ناقص الإيمان، كما يذكر القرآن في سورة البقرة " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ".
[عدل] الإسلام والمسيحية
مقال تفصيلي :الإسلام والمسيحية
المسيحيين [8] وفقا للشريعة الإسلامية هم أقرب الناس مودة للمسلمين وعزى القرآن ذلك إلى تعبدهم وعدم إستكبارهم حيث ورد في القرآن: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَأوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ }[9] ومع ذلك ورد في القرآن أن بعضا منهم متعصبون لدينهم وكارهون للمسلمين كما يقول الله: { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}[10] ويبيح الإسلام للمسلمين مصادقة النصارى والتعامل الحسن معهم من أي نوع وفقا للآية الثانية والثمانون من سورة المائدة ولكنه يمنعهم من اتخاذ المسيحيين كالأخوة وموالاتهم في الحرب إلا دفاعا عن الوطن وذلك وفقا للآية الحادية والخمسون من سورة المائدة: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} والتي استنبط منها العلماء المسلمون قاعدة الولاء والبراء. كما وتعود قوة ومتانة علاقة المسلمون مع المسيحيين، خاصة الشرقيين، إلى عهد النبي محمد حيث كانت إحدى زوجاته، مارية القبطية، مسيحية، كما كانت مملكة الحبشة المسيحية المكان الأول الذي ضم واحتضن المسلمين الأوائل عند هجرتهم الأولى وهربهم بدينهم وفرارهم من كفار مكة. ويرى بعض غير المسلمين بأن الإسلام هو انشقاق عن طائفة من المسيحية أو عن طائفة من اليهودية وتربط ذلك بزوجة محمد الأولى خديجة وقرابتها من ورقة بن نوفل، أو ربطه بقس بن ساعدة. وآراء أخرى ترى بأن محمدا تأثر بتلك الاتجاهات الدينية ولكنه لم يُنشِئ امتدادا لها بل أنشأ دينا جديدا بالكامل، وتعود بعض هذه النظريات إلى فترة مبكرة من التاريخ الإسلامي، ففي العهد الأموي مثلا كتب الراهب يوحنا الدمشقي مزاعم بأن الراهب النسطوري الراهب بحيرى قام بمساعدة محمد في كتابة القرآن نافيا إلوهية مصدر النص القرآني.[11] ويرد المسلمون على ذلك بأن نقاط التوافق بين الإسلام وكل من المسيحية واليهودية ليست تأثرا من قبل محمد، وإنما لأن مصدر هذه الرسالات هو مصدر واحد وهو الله ، مما يوجب وجود نقاط للتوافق بين الأديان الإبراهيمية الثلاث. كما يردون بأن أوقات اللقاء بين محمد والرهبان المسيحيين كانت محدودة وقصيرة بشكل لا يسمح لتعليم محمد حتى القليل جدا من تلك المبادئ.
تطلق الكثير من الكتب الإسلامية مصطلح نصرانية على الديانة المسيحية بناءً على قول القرآن والذي يقول أن المسيح قال للحواريين : " كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ" (الصف/14). وقد ورد لفظ نصارى في القرآن 13 مرة.
كما أن اليهود يطلقون على المسيحية اسم נצרות (تلفظ نَتسْروت وهي من جذر يقابل الجذر العربي ن.ص.ر. وهي مشتقة من الناصرة נצרת) وذلك لأن المسيحيين هم أتباع يسوع الناصري.
[عدل] تعداد المسيحيين في العالم
تشير المعطيات في كتاب حقائق وكالة الاستخبارات الأميركية عن العالم لعام 2006 م أن المسيحية هي أكثر ديانات العالم انتشارا، إذ يعتنقها 33.03% من سكان العالم الذين يربو تعدادهم عن الملياري نسمة؛ منهم 17.33% كاثوليك (حوالي 1.13 مليار) - 5.8% بروتستانت (حوالي 378 مليونا) - 3.42% أرثذكس (حوالي 223 مليونا) - 1.23% إنجيليون (حوالي 80 مليونا).