عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,758
- النقاط
- 113
معلومات عن السلطان الدموي سليم الأول
قرار مفاجئ اتخذته محافظة القاهرة بتغيير اسم شارع «سليم الأول» بمنطقة الزيتون، بناء على ما تقدم به الدكتور محمد صبري الدالي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بأنه لا يصح إطلاق اسم مستعمر على أحد شوارع مصر، حيث أفقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية إلى جانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها، وأعدم آخر سلطان مملوكي (طومان باي).
وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على الشارع وهو بنفس الاسم، إلا أنه لم يتم تغييره، في التقرير التالي يستعرض «صدى البلد» معلومات عن سليم الأول والأسباب وراء تغيير اسم الشارع.
1 -وفقًا للدكتور محمد عبد الستار صبري، تبدأ قصة سليم الأول من خلال نسبه إلى والده السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الثاني «الفاتح»، وكان بايزيد رجلًا ورعًا أقرب إلى التقوى والعلم منه إلى الشؤون العسكرية والتوسع، إلا أن الآفة السياسية للسلاطين العثمانيين كانت الخلافات التي نشبت داخل البيت الواحد لوراثة السلطنة، وهو ما دفع بايزيد إلى صراع عنيف مع أخيه جيم، إلى أن انتهت الحروب بينهما بتولي بايزيد الحكم، بعدما ضمن لنفسه مساندة فيالق الإنكشارية، فهرب جيم إلى بابا الفاتيكان، حيث تولى الأخير كل تكاليف إقامته مقابل مبلغ من المال دفعه أخوه السلطان لضمان إبقائه هناك بعيدًا عن الحكم، ولكن سرعان ما جرى التخلّص منه، إذ قتل مسمومًا، ويقال إن بايزيد كان له دور في هذا الأمر.
2-واجه بايزيد المشكلة نفسها مع أبنائه الثلاثة، ومنهم سليم الذي لم يكن والده يريده أن يرث الحكم من بعده. بيد أن سليم أدرك بفراسته السياسية أنه مهدد بتجريده من أية فرصة لتولى العرش، فتحرك سريعًا، وبدأ يمالئ الإنكشارية مرة أخرى في مواجهة أخيه، وحصل على دعم من ابنه سليمان (السلطان سليمان «القانوني» العظيم لاحقًا)، حاكم إحدى الولايات. ومن ثم، أدار ما يمكن تسميته بلغة اليوم انقلابًا عسكريًا ضد والده بايزيد، فعزله واستولى على السلطنة عام 1512.
3-وعلى الفور، وجه سليم الأول رجاله بقتل إخوته الذكور للقضاء على أي منافسة ممكنة، إلا أن دمويته لم تقف عند هذا الحد، بل أمر بقتل كل أبناء أخوته خنقًا، ويقال إنه كان يستمع إلى أنينهم وهم يموتون دون أية شفقة أو رحمة، ولقد عمد سليم الأول منذ البداية لمحاولة إيجاد الشرعية المطلوبة للدولة العثمانية للسيطرة على العالم الإسلامي. ويومذاك، كانت هناك دولتان أساسيتان تقفان ضد طموحاته، هما: الدولة الصفوية في إيران، والدولة المملوكية في مصر.
4-دخل سليم معركة مفتوحة مع الدولة الصوفية الشيعية في إيران، وألحق به هزيمة نكراء قوّضت خطورة الدولة الصفوية بعد هذا الإنجاز، وجه سليم الأول اهتمامه إلى القضاء على دولة المماليك في مصر التي كان على رأسها في ذلك الوقت السلطان قنصوه الغوري.
5-وعندما وجه قواته جنوبًا، فإن قنصوه الغوري تحرّك بالجيش المصري صوب الشام، حيث دارت معركة مرج دابق الشهيرة، قرب مدينة حلب، في عام 1516. وكانت هذه المعركة فاصلة، وسمتها الأساسية الخلل الواضح في ميزان القوى لصالح الجيش العثماني، الذي اعتمد خلال المعركة بالأساس على المدفعية في مواجهة جيش المماليك الذي اعتمد على الفرسان ورماة السهام.
6-قبل استيلاء سليم الأول على مصر، فإنه استولى على مفهوم «الشرعية» عندما احتجز الخليفة العباسي الذي غدا في ذلك الوقت مجرد رمز في أيدي السلاطين المماليك لتثبيت شرعيتهم في حكم مصر والحجاز. ومن ثم، أرسل للسلطان المملوكي الجديد طومان بأي ما يفيد بأن الخليفة العباسي تنازل له عن الخلافة، وطالبه بتسليم مصر. إلا أن طومان باي رفض تمامًا، وجهّز البلاد لمواجهة الجيش العثماني الغازي.
7-بعد دخول مصر قرر سليم الأول شنق طومان باي على باب زويلة، وترك جثته معلقة وهكذا، انتهت بموته دولة المماليك في مصر، ودخلت مصر حظيرة حكم الدولة العثمانية لقرون مقبلة.
8-انتقلت الخلافة رسميًا إلى إسطنبول، بعدما جرّدت مصر من شرعيتها وخيرة رجالها من الصناع المهرة والعلماء الذين انتقلوا للاستقرار في العاصمة العثمانية. ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 1807، عاشت مصر أضعف حالاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية منذ الفتح الإسلامي لها في القرن السابع الميلادي، وذلك بسبب سوء الإدارة العثمانية.
9- السلطان سليم الأول شخصية غير خلافية، إذ إنه كان فظًا، غليظ القلب، دموي الطابع، سادي التوجّه، لا يكترث كثيرًا بمن حوله أو بأسرته، وكان يحكم بالحديد والدم، ويذكر المؤرخون أنه كان سيء الظن بمن حوله، وهو ما جعله يقتل سبعة من رؤساء وزرائه.
10-يقال في روايات التاريخ إن أحد رؤساء وزرائه قال له إنه يخشى أن يقوم بقطع رقبته دون إنذار سابق، فضحك سليم وقال له: «أنا فعلًا قررت أن أقطع رقبتك، ولكن ما يحول دون ذلك أنني لم أجد من يحل محلك بعد!».
وعلى الفور، توجه سليم بعد بسط نفوذه على مصر، ليمد دولته إلى الخط الساحلي الليبي، قبل أن يتوجه إلى الشمال مرة أخرى، إلا أن القدر لم يمهله كثيرًا، إذ إنه مات متأثرًا بالسرطان وهو في طريق عودته.
قرار مفاجئ اتخذته محافظة القاهرة بتغيير اسم شارع «سليم الأول» بمنطقة الزيتون، بناء على ما تقدم به الدكتور محمد صبري الدالي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان، بأنه لا يصح إطلاق اسم مستعمر على أحد شوارع مصر، حيث أفقدها استقلالها وحولها لمجرد ولاية من ولايات الدولة العثمانية إلى جانب قيامه بقتل آلاف المصريين خلال دفاعهم عنها، وأعدم آخر سلطان مملوكي (طومان باي).
وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على الشارع وهو بنفس الاسم، إلا أنه لم يتم تغييره، في التقرير التالي يستعرض «صدى البلد» معلومات عن سليم الأول والأسباب وراء تغيير اسم الشارع.
1 -وفقًا للدكتور محمد عبد الستار صبري، تبدأ قصة سليم الأول من خلال نسبه إلى والده السلطان بايزيد الثاني ابن السلطان محمد الثاني «الفاتح»، وكان بايزيد رجلًا ورعًا أقرب إلى التقوى والعلم منه إلى الشؤون العسكرية والتوسع، إلا أن الآفة السياسية للسلاطين العثمانيين كانت الخلافات التي نشبت داخل البيت الواحد لوراثة السلطنة، وهو ما دفع بايزيد إلى صراع عنيف مع أخيه جيم، إلى أن انتهت الحروب بينهما بتولي بايزيد الحكم، بعدما ضمن لنفسه مساندة فيالق الإنكشارية، فهرب جيم إلى بابا الفاتيكان، حيث تولى الأخير كل تكاليف إقامته مقابل مبلغ من المال دفعه أخوه السلطان لضمان إبقائه هناك بعيدًا عن الحكم، ولكن سرعان ما جرى التخلّص منه، إذ قتل مسمومًا، ويقال إن بايزيد كان له دور في هذا الأمر.
2-واجه بايزيد المشكلة نفسها مع أبنائه الثلاثة، ومنهم سليم الذي لم يكن والده يريده أن يرث الحكم من بعده. بيد أن سليم أدرك بفراسته السياسية أنه مهدد بتجريده من أية فرصة لتولى العرش، فتحرك سريعًا، وبدأ يمالئ الإنكشارية مرة أخرى في مواجهة أخيه، وحصل على دعم من ابنه سليمان (السلطان سليمان «القانوني» العظيم لاحقًا)، حاكم إحدى الولايات. ومن ثم، أدار ما يمكن تسميته بلغة اليوم انقلابًا عسكريًا ضد والده بايزيد، فعزله واستولى على السلطنة عام 1512.
3-وعلى الفور، وجه سليم الأول رجاله بقتل إخوته الذكور للقضاء على أي منافسة ممكنة، إلا أن دمويته لم تقف عند هذا الحد، بل أمر بقتل كل أبناء أخوته خنقًا، ويقال إنه كان يستمع إلى أنينهم وهم يموتون دون أية شفقة أو رحمة، ولقد عمد سليم الأول منذ البداية لمحاولة إيجاد الشرعية المطلوبة للدولة العثمانية للسيطرة على العالم الإسلامي. ويومذاك، كانت هناك دولتان أساسيتان تقفان ضد طموحاته، هما: الدولة الصفوية في إيران، والدولة المملوكية في مصر.
4-دخل سليم معركة مفتوحة مع الدولة الصوفية الشيعية في إيران، وألحق به هزيمة نكراء قوّضت خطورة الدولة الصفوية بعد هذا الإنجاز، وجه سليم الأول اهتمامه إلى القضاء على دولة المماليك في مصر التي كان على رأسها في ذلك الوقت السلطان قنصوه الغوري.
5-وعندما وجه قواته جنوبًا، فإن قنصوه الغوري تحرّك بالجيش المصري صوب الشام، حيث دارت معركة مرج دابق الشهيرة، قرب مدينة حلب، في عام 1516. وكانت هذه المعركة فاصلة، وسمتها الأساسية الخلل الواضح في ميزان القوى لصالح الجيش العثماني، الذي اعتمد خلال المعركة بالأساس على المدفعية في مواجهة جيش المماليك الذي اعتمد على الفرسان ورماة السهام.
6-قبل استيلاء سليم الأول على مصر، فإنه استولى على مفهوم «الشرعية» عندما احتجز الخليفة العباسي الذي غدا في ذلك الوقت مجرد رمز في أيدي السلاطين المماليك لتثبيت شرعيتهم في حكم مصر والحجاز. ومن ثم، أرسل للسلطان المملوكي الجديد طومان بأي ما يفيد بأن الخليفة العباسي تنازل له عن الخلافة، وطالبه بتسليم مصر. إلا أن طومان باي رفض تمامًا، وجهّز البلاد لمواجهة الجيش العثماني الغازي.
7-بعد دخول مصر قرر سليم الأول شنق طومان باي على باب زويلة، وترك جثته معلقة وهكذا، انتهت بموته دولة المماليك في مصر، ودخلت مصر حظيرة حكم الدولة العثمانية لقرون مقبلة.
8-انتقلت الخلافة رسميًا إلى إسطنبول، بعدما جرّدت مصر من شرعيتها وخيرة رجالها من الصناع المهرة والعلماء الذين انتقلوا للاستقرار في العاصمة العثمانية. ومنذ ذلك التاريخ حتى عام 1807، عاشت مصر أضعف حالاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية منذ الفتح الإسلامي لها في القرن السابع الميلادي، وذلك بسبب سوء الإدارة العثمانية.
9- السلطان سليم الأول شخصية غير خلافية، إذ إنه كان فظًا، غليظ القلب، دموي الطابع، سادي التوجّه، لا يكترث كثيرًا بمن حوله أو بأسرته، وكان يحكم بالحديد والدم، ويذكر المؤرخون أنه كان سيء الظن بمن حوله، وهو ما جعله يقتل سبعة من رؤساء وزرائه.
10-يقال في روايات التاريخ إن أحد رؤساء وزرائه قال له إنه يخشى أن يقوم بقطع رقبته دون إنذار سابق، فضحك سليم وقال له: «أنا فعلًا قررت أن أقطع رقبتك، ولكن ما يحول دون ذلك أنني لم أجد من يحل محلك بعد!».
وعلى الفور، توجه سليم بعد بسط نفوذه على مصر، ليمد دولته إلى الخط الساحلي الليبي، قبل أن يتوجه إلى الشمال مرة أخرى، إلا أن القدر لم يمهله كثيرًا، إذ إنه مات متأثرًا بالسرطان وهو في طريق عودته.