مع بدء العام الدراسي.. ما مدى تأثير مساعدة الوالدين لأبنائهما في الواجب المنزلي؟
مع بدء العام الدراسي.. ما مدى تأثير مساعدة الوالدين لأبنائهما في الواجب المنزلي؟
يشعر كثير الأهالي بالتقصير إن لم يساعدوا أطفالهم بحل واجباتهم المنزلية، لكن هذه الجهود قد تنتهي في كثير من الأحيان إلى شعور كلا الطرفين بالإحباط والاستياء.
ومن الواضح أن الوالدين يصران على القيام بالعديد من الأمور التي تسبب الإزعاج لأطفالهما، على غرار تنظيف الأسنان أو تنظيف غرفهم. ومن المرجح أن تكون مضار تقديم يد المساعدة في الواجبات المنزلية أكبر من منافعها.
وبهذا الشأن سلطت الكاتبة والاختصاصية في علم النفس السريري، إيلين كينيديمور، في تقرير نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية، الضوء على مدى تأثير مساعدة الوالدين لأبنائهما في الواجب المنزلي على تحصيلهم الدراسي.
فائدة ضئيلة لمساعدة الوالدين في الواجبات
بينت نتائج مراجعة عدد كبير من الدراسات العلمية أن فائدة مساعدة الوالدين في واجبات أبنائهما ضئيلة للغاية أو تكاد تكون معدومة.
كما كشفت وجود علاقة إيجابية بسيطة بين مساعدة الوالدين في الواجبات المنزلية والتحصيل الدراسي لأبنائهم، والتحفيز، وحتى التكيف الاجتماعي والعاطفي.
وتبين أن مشاركة الآباء لأطفالهم في القيام بالأنشطة المدرسية، أو إظهار اهتمامهم وتشجيعهم للقيام بأنشطة فكرية مثل قراءة كتاب معا، يسهم في تحسين التحصيل الدراسي والشعور بدافع أكبر للتعلم.
من جهة أخرى، يرتبط تقديم المساعدة في الواجبات المنزلية بتراجع التحصيل الدراسي، عوضا عن تحفيزهم. وتتمثل بعض التفسيرات المحتملة لذلك في أن الأولياء يتدخلون حينما يسعى أبناؤهم لحل واجباتهم المنزلية بمفردهم دون مساعدة، ما يخلق لديهم شعورا بالاستياء والغضب.
ونتائج هذه الأبحاث ترتكز على "معدلات" لا تتماشى مع جميع الحالات، ويمكن القول إن مساعدة طفلك ليست واجبا ينبغي القيام به، بل من المحتمل أن يؤدي لنتائج عكسية.
أسباب تدفعك لتجنب مساعدة طفلك
إضافة لردود الأفعال السلبية التي من المحتمل أن يسببها تقديم المساعدة لطفلك، هناك أسباب أخرى تدفعك لتجنب القيام بذلك.
أولا: يتعارض ما تقوم به مع جهود المدرسين لمعرفة الصعوبات التي يواجهها الطفل عند القيام بواجباته المدرسية.
ثانيا: تشير مساعدتك إلى أن الأخطاء التي يرتكبها الطفل غير مقبولة، وأنه غير قادر على حل واجباته المنزلية بمفرده. لذلك، ينبغي على الأب أو الأم التدخل لمساعدته.
ثالثا: يؤدي ذلك لخلق ارتباك لدى الطفل حول ما إذا كان هو المسؤول عن القيام بالواجبات المنزلية أم والداه.
ما نوع المساعدة المفيدة بالفعل لطفلك؟
ما الدور الفعلي للآباء عندما يتعلق الأمر بالواجبات المدرسية؟ الجدير بالذكر أنه ليس من الضروري أن تساعد طفلك بذلك، خصوصا إن كان طالبا جيدا. فقد يكون مجرد إظهار موقف إيجابي تجاه المدرسة والتعليم وإظهار الاهتمام بما يتعلمه طفلك، كافيا.
وإذا كان ذلك ممكنا، حاول أن تكون متاحا بحال شعر طفلك بالارتباك أو طلب منك بعض المساعدة في شرح بعض المسائل التي استعصى عليه فهمها. وهذا يسهم في إدراك الطفل أن مسؤولية القيام بالواجبات المنزلية تقع على عاتقه، وأن والديه يلعبان دور الداعم.
خطوات لتقديم المساعدة لطفلك
والسؤال المطروح هنا، ماذا ينبغي عليك القيام به إذا كان طفلك يواجه صعوبات عند القيام بالواجبات المنزلية؟
من وجهة نظر الطفل، لا يوجد أسوأ من تعرّضه للانتقاد بسبب خطأ ارتكبه. وبدلا من الإشراف على تصحيح أخطائه، يمكنك القيام بهذه الخطوات لتقديم يد المساعدة وتمهيد الطريق لنجاحه. وفيما يلي بعض الطرق للقيام بذلك:
1- اتباع روتين: احرص أنت وطفلك على اختيار المكان والوقت المناسبين للقيام بالواجبات المنزلية، للحد من تشتيت انتباهه وتعزيز إنتاجيته.
2- مراجعة التوجيهات: تأكد أن طفلك يدرك ما ينبغي القيام به. أحيانا يهمل بعض الأطفال قراءة الإرشادات المتعلقة ببعض المهام. لذلك، احرص على أن يقرأ طفلك التعليمات بصوت عالٍ أثناء وضعه للكلمات الأساسية في دائرة أو وضع خط تحتها. ويمكنك أن تطلب من طفلك إعادة تعريف الكلمات باستخدام عباراته الخاصة.
3- تفكيك الواجبات الصعبة: في حال واجه طفلك صعوبات لحل المهام الكبيرة، فسيساعد وضع خطة معا وتوضيح الخطوات التي يمكن لطفلك اتباعها لإنجاز مهامه.
4- علامات التقييم لتجنب المجهود الضائع: من المحبط أن يقضي الطفل وقتًا طويلا بإنجاز جانب بسيط من المشروع ثم يضطر للاستعجال بالقيام بالأجزاء الرئيسة وعدم إيلائها الأهمية ذاتها. لذلك، من الضروري استخدام نموذج التقييم لمساعدة طفلك في معرفة "ما العناصر التي يعتقد المدرّس أنها أكثر أهمية؟" و"العناصر الأقل أهمية؟".
5- التأكد من إنهاء واجبه: في حال كان طفلك يتجنب القيام بالواجبات المنزلية، أو يهمل القيام ببعض العناصر، أو يتجاهل النظر للصفحة التالية، فينبغي التأكد أنه أنجز عمله بشكل كامل، وينبغي تشجيعه على فحص الصفحات وشطب ما أنجز من قائمة المهام.
إتاحة الفرصة للأطفال للتجربة
وفي حال كانت الواجبات المنزلية التي يطلبها المعلم من طلبته صعبة دائما، ينبغي عليك التواصل مع المدرس والحديث حول هذا الموضوع. وقد يكون المعلم قادرا على اقتراح بعض الطرق لمساعدة طفلك أو التقليل من أعباء الواجبات المنزلية.
فالهدف لا يكمن في جعل أطفالنا يقومون بعمل جيد خلال مهمة معينة، وإنما مساعدتهم ليصبحوا طلبة مؤهلين. فإذا تطفلنا بشكل مبالغ فيه أو انتقدناهم بشكل دائم، فلن يساعدهم ذلك في تقديم أفضل ما لديهم أو الشعور بالفضول للاكتشاف والتعلم. لذا علينا -بحسب نصيحة الكاتبة- إتاحة الفرصة للأطفال للتجربة، وربما ارتكاب الأخطاء، والمحاولة من جديد
مع بدء العام الدراسي.. ما مدى تأثير مساعدة الوالدين لأبنائهما في الواجب المنزلي؟
يشعر كثير الأهالي بالتقصير إن لم يساعدوا أطفالهم بحل واجباتهم المنزلية، لكن هذه الجهود قد تنتهي في كثير من الأحيان إلى شعور كلا الطرفين بالإحباط والاستياء.
ومن الواضح أن الوالدين يصران على القيام بالعديد من الأمور التي تسبب الإزعاج لأطفالهما، على غرار تنظيف الأسنان أو تنظيف غرفهم. ومن المرجح أن تكون مضار تقديم يد المساعدة في الواجبات المنزلية أكبر من منافعها.
وبهذا الشأن سلطت الكاتبة والاختصاصية في علم النفس السريري، إيلين كينيديمور، في تقرير نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية، الضوء على مدى تأثير مساعدة الوالدين لأبنائهما في الواجب المنزلي على تحصيلهم الدراسي.
فائدة ضئيلة لمساعدة الوالدين في الواجبات
بينت نتائج مراجعة عدد كبير من الدراسات العلمية أن فائدة مساعدة الوالدين في واجبات أبنائهما ضئيلة للغاية أو تكاد تكون معدومة.
كما كشفت وجود علاقة إيجابية بسيطة بين مساعدة الوالدين في الواجبات المنزلية والتحصيل الدراسي لأبنائهم، والتحفيز، وحتى التكيف الاجتماعي والعاطفي.
وتبين أن مشاركة الآباء لأطفالهم في القيام بالأنشطة المدرسية، أو إظهار اهتمامهم وتشجيعهم للقيام بأنشطة فكرية مثل قراءة كتاب معا، يسهم في تحسين التحصيل الدراسي والشعور بدافع أكبر للتعلم.
من جهة أخرى، يرتبط تقديم المساعدة في الواجبات المنزلية بتراجع التحصيل الدراسي، عوضا عن تحفيزهم. وتتمثل بعض التفسيرات المحتملة لذلك في أن الأولياء يتدخلون حينما يسعى أبناؤهم لحل واجباتهم المنزلية بمفردهم دون مساعدة، ما يخلق لديهم شعورا بالاستياء والغضب.
ونتائج هذه الأبحاث ترتكز على "معدلات" لا تتماشى مع جميع الحالات، ويمكن القول إن مساعدة طفلك ليست واجبا ينبغي القيام به، بل من المحتمل أن يؤدي لنتائج عكسية.
أسباب تدفعك لتجنب مساعدة طفلك
إضافة لردود الأفعال السلبية التي من المحتمل أن يسببها تقديم المساعدة لطفلك، هناك أسباب أخرى تدفعك لتجنب القيام بذلك.
أولا: يتعارض ما تقوم به مع جهود المدرسين لمعرفة الصعوبات التي يواجهها الطفل عند القيام بواجباته المدرسية.
ثانيا: تشير مساعدتك إلى أن الأخطاء التي يرتكبها الطفل غير مقبولة، وأنه غير قادر على حل واجباته المنزلية بمفرده. لذلك، ينبغي على الأب أو الأم التدخل لمساعدته.
ثالثا: يؤدي ذلك لخلق ارتباك لدى الطفل حول ما إذا كان هو المسؤول عن القيام بالواجبات المنزلية أم والداه.
ما نوع المساعدة المفيدة بالفعل لطفلك؟
ما الدور الفعلي للآباء عندما يتعلق الأمر بالواجبات المدرسية؟ الجدير بالذكر أنه ليس من الضروري أن تساعد طفلك بذلك، خصوصا إن كان طالبا جيدا. فقد يكون مجرد إظهار موقف إيجابي تجاه المدرسة والتعليم وإظهار الاهتمام بما يتعلمه طفلك، كافيا.
وإذا كان ذلك ممكنا، حاول أن تكون متاحا بحال شعر طفلك بالارتباك أو طلب منك بعض المساعدة في شرح بعض المسائل التي استعصى عليه فهمها. وهذا يسهم في إدراك الطفل أن مسؤولية القيام بالواجبات المنزلية تقع على عاتقه، وأن والديه يلعبان دور الداعم.
خطوات لتقديم المساعدة لطفلك
والسؤال المطروح هنا، ماذا ينبغي عليك القيام به إذا كان طفلك يواجه صعوبات عند القيام بالواجبات المنزلية؟
من وجهة نظر الطفل، لا يوجد أسوأ من تعرّضه للانتقاد بسبب خطأ ارتكبه. وبدلا من الإشراف على تصحيح أخطائه، يمكنك القيام بهذه الخطوات لتقديم يد المساعدة وتمهيد الطريق لنجاحه. وفيما يلي بعض الطرق للقيام بذلك:
1- اتباع روتين: احرص أنت وطفلك على اختيار المكان والوقت المناسبين للقيام بالواجبات المنزلية، للحد من تشتيت انتباهه وتعزيز إنتاجيته.
2- مراجعة التوجيهات: تأكد أن طفلك يدرك ما ينبغي القيام به. أحيانا يهمل بعض الأطفال قراءة الإرشادات المتعلقة ببعض المهام. لذلك، احرص على أن يقرأ طفلك التعليمات بصوت عالٍ أثناء وضعه للكلمات الأساسية في دائرة أو وضع خط تحتها. ويمكنك أن تطلب من طفلك إعادة تعريف الكلمات باستخدام عباراته الخاصة.
3- تفكيك الواجبات الصعبة: في حال واجه طفلك صعوبات لحل المهام الكبيرة، فسيساعد وضع خطة معا وتوضيح الخطوات التي يمكن لطفلك اتباعها لإنجاز مهامه.
4- علامات التقييم لتجنب المجهود الضائع: من المحبط أن يقضي الطفل وقتًا طويلا بإنجاز جانب بسيط من المشروع ثم يضطر للاستعجال بالقيام بالأجزاء الرئيسة وعدم إيلائها الأهمية ذاتها. لذلك، من الضروري استخدام نموذج التقييم لمساعدة طفلك في معرفة "ما العناصر التي يعتقد المدرّس أنها أكثر أهمية؟" و"العناصر الأقل أهمية؟".
5- التأكد من إنهاء واجبه: في حال كان طفلك يتجنب القيام بالواجبات المنزلية، أو يهمل القيام ببعض العناصر، أو يتجاهل النظر للصفحة التالية، فينبغي التأكد أنه أنجز عمله بشكل كامل، وينبغي تشجيعه على فحص الصفحات وشطب ما أنجز من قائمة المهام.
إتاحة الفرصة للأطفال للتجربة
وفي حال كانت الواجبات المنزلية التي يطلبها المعلم من طلبته صعبة دائما، ينبغي عليك التواصل مع المدرس والحديث حول هذا الموضوع. وقد يكون المعلم قادرا على اقتراح بعض الطرق لمساعدة طفلك أو التقليل من أعباء الواجبات المنزلية.
فالهدف لا يكمن في جعل أطفالنا يقومون بعمل جيد خلال مهمة معينة، وإنما مساعدتهم ليصبحوا طلبة مؤهلين. فإذا تطفلنا بشكل مبالغ فيه أو انتقدناهم بشكل دائم، فلن يساعدهم ذلك في تقديم أفضل ما لديهم أو الشعور بالفضول للاكتشاف والتعلم. لذا علينا -بحسب نصيحة الكاتبة- إتاحة الفرصة للأطفال للتجربة، وربما ارتكاب الأخطاء، والمحاولة من جديد