- إنضم
- 31 يناير 2017
- المشاركات
- 2,288,582
- مستوى التفاعل
- 47,611
- النقاط
- 113
في الجبال القاحلة بجنوب المغرب، تعصر النساء زيت الأركان وهو منتج طبيعي يستخدمنه في الطهي من قديم الأزل، لكن قيمته ارتفعت مع زيادة الطلب عليه في صناعة التجميل العالمية باعتباره علاجا يساعد الجلد على مقاومة علامات الشيخوخة واستعادة الشعر.
تنتج جمعيات تعاونية محلية تعمل فيها نساء أمازيغيات معظم زيت الأركان في مدن أغادير والصويرة وتارودانت التي تنتشر فيها الشجرة ذات الثمار الخضراء الصغيرة الشبيهة بالزيتون.
على مدى قرون، كان الزيت، وهو من أغلى الأنواع في العالم، يُستخرج بطريق تجفيف الثمار تحت حرارة الشمس، وتقشيرها وهرسها ثم سحق البذرة وطحنها بالحجارة.
كان استخدام زيت الأركان ينحصر سابقا في استخدامات تقليدية مثل إضفاء نكهة على الطعام واستخدامه كغموس لذيذ للخبز. ولا يزال الزيت منتشرا بالمغرب لكنه عرف طريق أسواق التصدير في الخارج.
وترتب على استخدامه كمنتج للتجميل زيادة في الطلب من شركات مستحضرات التجميل العالمية. كما استتبع ذلك استثمار المجموعات المحلية في عبوات جذابة من ناحية الشكل.
تتراوح تكلفة اللتر الواحد من الزيت الآن بين 30 و50 دولارا في الداخل، لكن يمكن بيعه في السوق العالمية في عبوات صغيرة فاخرة بحيث يصل سعر اللتر الواحد إلى 250 دولارا.
وفي واحة تيوت قرب تارودانت على بعد 600 كيلومتر جنوبي الرباط، توظف جمعية تايتماتين التعاونية 100 امرأة لإنتاج زيت الأركان، مقابل رواتب ورعاية مجانية للأطفال وتأمين صحي ودورات لمحو الأمية بلا مقابل.
تأسست الجمعية التعاونية، التي يعني اسمها بالأمازيغية "الأخوات" في 2002.
وعلى الرغم من أن الآلات الجديدة ساعدتهن في إنجاز العمل بسرعة أكبر، إلا أنه لا يزال على النساء إزالة القشرة الصلبة للبذور يدويا عن طريق ضربها بالحجارة، قبل أن يصبح ممكنا عصر البذرة الداخلية بالآلة واستخراج الزيت.
وقالت مينة أيت الطالب، رئيسة تعاونية تايتماتين لإنتاج وتسويق الأركان، إن الأمر يستغرق ثلاثة أيام لكي تتمكن امرأة واحدة من طحن كمية تكفي للحصول على لتر واحد من زيت الأركان.
وأضافت "حاليا هناك إقبال أكثر على منتجات زيت الأركان على الصعيد الدولي، وأصبحنا نصنع من الأركان الكثير من المنتوجات، كزيت للأكل وزيت التجميل، وهناك أيضا مشتقات الأركان كالكريمات والشامبو وصابون الاستحمام، وهناك تزايد كبير في الإقبال على هاته المنتوجات على الصعيد الدولي. وهذا يجعلنا نحقق الكثير من الأهداف في التعاونية، منها تنمية المرأة القروية. المرأة ممكن أن تشتغل بأريحية أكثر. هناك روض للأطفال يمكن للنساء جلب أطفالهن. هناك أيضا محاربة الأمية والتكوين الوظيفي وتعلم الحروف الأبجدية. هناك التغطية الصحية الشاملة وهي أهم شيء لم تكن تستفد منها المرأة قبلا".
من جانبه قال إبراهيم الرامي وهو طالب باحث ورئيس منتدى المبادرات لواحات تيوت "خصوصية هذه التجربة أنها كانت من أوائل التعاونيات التي انطلقت من المغرب. بدأت هاته التجربة في سنة 2002. مع مرور السنوات استطاعت أن توظف مجموعة من النساء، وتحسن ظروف معيشتهن، وذلك عبر تسويق منتوجات الأركان الذي لديه خصوصية. الحمد لله أصبحنا نحتفل باليوم العالمي للأركان كمستجد".
وقالت زهرة حقي في غرفة تعمل فيها عشرات النساء إنهن يحاولن تحويل ساعات العمل إلى ساعات متعة عن طريق الغناء.
وأضافت أن الوظيفة ساعدتها في تأمين دخل منتظم