أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

مكتبة النصوص المميزة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الصولجان

Well-Known Member
إنضم
4 نوفمبر 2018
المشاركات
56,500
مستوى التفاعل
10,148
النقاط
113
الإقامة
اين توجد الفضيله
رد: مكتبة النصوص المميزة

النص رقم: (18 )

الكاتب : سمو علي موسى الحسين

عنوان النص : الزجـــاجة الزرقـــاء


الزجاجة الزرقــــاء



العاشرة ليلاً

في جوفِ السماءِ نجمتين تشبهان عينيها

يومَ اعترضتا طريقه أول مرة

كان زحام السيارات الصاخبة لا يهدأ , ورنة هاتفه الجوال تستمر للمرة العاشرة

في كل مرة يرن الهاتف يأتيه صوت أمه ناهراً

حبيبي عد للبيت , لقد تأخر الوقت

وفي طريق العودة اعترضته عيناها أول مرة

نجمتين , قصيدتين

بحران من اشتهاء لذيذ يستدرجانه للغرق

لازال يتذكر تلك التفاصيل جيداً

الشارع المضاء

الأشخاص المتبضعين

الأرصفة التي غسلت خطاياها بقطرات المطر

ووجها الآتي من سلالة قمرية خبأتها المجرّة .. لزمن آخر

وبقايا وجرح صغير يغفو على وجنتها اليمنى كان الشاهد على شقاوةِ طفولةٍ لذيذة

بحذر فارس يفتتح مدينة الخاطئين تقدم نحوها بحجة الشراء من ذلك المكان الصغير الذي تديره

كانت السماء تنذر بالعطايا وكان عبق الشتاء يجوب شوارع المدينة التي غفت

على قارعة حلم نسجه المنفيون عن ضفائر حبيباتهم

مساء الخير ..

بابتسامة ناعمة وصوت مرتبك أجابت

مساء الخير .. أهلاً بك تفضل

لم يكن حينها مستعداً للجملة القادمة

لم يكن جريئاً بما يكفي ليخبرها بأنه لا يريد شيئاً سوى تامل عيناها أو الحديث معها

لباقي العمر

ربما كان ذنبهُا الوحيد بتطفله هذا في ليلة باردة ممتلئة بأحلام منفية

إنها جميلة ودافئة بشكل مفرط

نظراتها التي كانت تنتظر رده أعادته من تلك الثمالة

حسناً لو سمحتِ .. أريد زجاجة عطر

لم يعرف حينها ما الذي دعاه ليطلب عطراً

ربما صوتها أو خصلة شعرها التي تحررت من الشال لتخبره إن رفيقاتها الاخريات بلون .. أشقر

أو لربما وحدته التي كانت بحاجة لـــ أن تتنفس .. قليلاً

الرفوف الزجاجية المزدانة بالعطور الباريسية ومساحيق التبرج بدت بغاية الأناقة

كل ركن في ذلك البوتيك الصغير كان يزهر برقتها

شعر حينها بانها لم تكن أنثى عادية كانت كما لوأنها الشيء الوحيد الذي يجب عليه أن يهدر الأيام معه

مجدداً أعاده صوتُها ..

عطر؟ .. أيُّ عطر تحديداً

وأطلقت ضحكة صغيرة كانت بمثابة اعتذار هذا الكون عن كل الندوب التي طالت حياته

لملم أشلاء نفسه وأجاب بصوت يحمل نبرة الواثق

لتكن تلك الزجاجة الزرقاء خلفك

استدارت نحو الرف وتناولتها وقد تغيرت ملامحها قليلاً وبصوت حاولت ان تجعله ماكراً

إنه نسائي !!

هو لــ امرأة ما .. أليس كذلك ؟

ثم أكملت وهي مازالت تمسك بتلك الزجاجة الزرقاء

همممم إنه شهر ديسمبر وهو كما يقال شهر الحب

صدقاً إن أجمل لحظة في العمر هي لحظة الوقوع بالحب حسناً لدي الكثير من الاشياء الجميلة التي تصلح

أن تقدم كـــ هدايا ليلة رأس السنة أتعرف يمكنك أن تختار لها ..

من دون ان يدري قاطعها بعبارة مفاجئة

آنستي ... انتِ الحب الذي أقع فيه الآن

انتِ سيدة تلك اللحظة التي تتحدثين عنها

تسمرت بمكانها وأفلتت من يدها تلك الزجاجة لكنه سارع لالتقاطها

مرت لحظات من الصمت قبل أن تتحرك من مكانها عادت خطوة الى الوراء أعادت خصلة الشعر المتمردة على رفيقاتها الى داخل شالها الرمادي , تلفتت بكل الاتجاهات كي تتأكد أنه ما من أحداً قد سَمعَ ذلك الحديث وكأنها اكتشفت للتو

توغلها بحوار يجتاح خطوطها الحمراء لكنها تمالكت نفسها وبنبرة جدية ردت

سيدي إن كنت تريد العطر ادفع ثمنه أو دعني اكمل عملي ... أرجوك

لاح عليه بعض الارتباك لكنه ورغم تلك الخيبة لمح شيئاً من الأمل المختبئ في نظراتها

أعاد زجاجة العطر بهدوء واستدار نحو باب الخروج

لكنه توقف .. وأطرق برأسه للأرض وهو يشبك أصابع يده بفراغات الأخرى مع تنهيدة واهنة قبل ان يقول

أتعرفين

ربما كنت كذاباً كبيراً .. كان يجدر بي أن أكون سياسياً أو أن أكون رئيساً لأستخدم تلك الموهبة

في مواقف كثيرة لم أكن فيها صادقاً .. كذبت دوماً عندما كانوا يسألونني هل أنت بخير فأجيب .. نعم أنا بخير رغم إنني لست كذلك مطلقاً .. لست بخير أبداً

أخبرت صديقي ان أحاديثه تروقني
حينما كانت مملة وبائسة أحببت قهوتي بقليل من السكر وتناولتها مراراً من دون سكر وأنا أدعي إن مذاقها شهي جداً

وكذبت منذ قليل عندما قلت بانني أريد تلك الزجاجة الزرقاء لكنها كانت حجةً للحديث معك

لكنني أجزم إن الشيء الوحيد الذي كنت صادقاً فيه هي تلك المشاعر التي تدفقت بقلبي لحظة ارتطامي بعينيكِ

نعم آنستي انتِ الشعور الوحيد الذي لامسني بعمق وأريد له بصدق أن ينمو ..

ربما أبدو لكِ كــ عابر متطفل ظل طريقه فحسب لكنني شاب بسيط أتى لوجهته الوحيدة دون قناع

لأنكِ مثل تلك الأشياء التي تأتي متأخرة لكننا نجدها قبل ان ينطفأ الشغف .. بأرواحنا

أنتِ اللهفة التي لم يفت أوان مجيئها

وفي لحظة كانت على وشك ان تتيبس فيها جذور الحياة بقلبي ,, دلتني طرقات المطر الى نوافذك الدافئة

وها أنا ابحث عن طريق يخرجني من هذا المأزق لمأزق .. آخر

ومع تلك الكلمات التي باح بها أكمل طريقه الى الخارج وهو يختبئ تحت مظلتهِ السوداء

أما هي فقد ألقت بنفسها على كرسي مجاور كمن يسقط من مرتفع شاهق والف مشهد متناقض يكسو وجهها الحزين

وهي تنظر لتلك الزجاجة الزرقاء بعيون حائرة وشعور بالأسى من ذلك النوع الذي لا يمكن شرحه حيث ينوب الصمت عن أيّ شيء آخر

صباح يوم آخر ..

على غير عادتها بدت بوجه شاحب كسوسنة ذابلة في آنية فاتها المطر لم تكن ليلتها السابقة ككل الليالي الأخرى تحدثت مع صديقتها الوحيدة لوقت طويل تقلبت في سريرها مراراً لم تفارقها تفاصيل ذلك اللقاء ولا تلك القسمات الخجولة التي رسمتها لحظة الاعتراف

جزءً منها كان يريدها أن تبقى بعيداً عن خوض تلك البدايات الناعمة والتي سرعان ما تتلاشى .. لكن جزءً آخــر كان يريد الغوص في تلك المغامرة فهي أيضاً محاصرة بالوحدة , رغم إنها قد حشرت نفسها داخل جدران ذلك المحل

ومع مرور الوقت ركلت كل أحلامها جانباً بانتظار شيء لا تدرك ما هيته .. للحظات شعرت بأن ما حدث لم يكن شيئاً عابراً فربما كانت هي الفرصة التي تأتي مرة واحدة في العمر لكنه قد رحل دون أن تعرف إن كان سيعود أم لا ..

وها هي تبدأ بيوم جديد ولا بد أن تتناسى ما حدث بالأمس ,, حاولت أن تشغل نفسها بترتيب تلك الرفوف المزدحمة بالعطور

لكنها في كل مرة تصل لمكان تلك الزجاجة الزرقاء

شيئاً ما كان يتحرك بقلبها

في المرة الأخيرة تناولتها

راحت تتلمس جوانبها ثم راحت تشم ذلك العطر أغمضت عينيها وكأنها تكتشف لأول مرة كم هو شاعري وهادئ وها هو يقفز الى مخيلتها .. تعثرت بتفاصيله مجدداً .. كان وسيماً تفيض من ملامحه الكثير من الرجولة وبعض الخجل ..غريزتها الانثوية بدأت تطيح بكل تلك الأسوار التي أحاطت بها قراراتها الصارمة تناست حتى خيبتها الأولى منذ عام في أول علاقة حب عابرة ظنتها ستكون أبدية لكنها .. انتهت بخيبة

مرت بضع لحظات قبل أن تنتبه من ثمالتها القصيرة وبصوت مسموع رددت يا إلهي مَ الذي يَحدث لي إنهُ يتكاثر بي بشكل مفزع إنه واضح على وجهي ,, على يدي ,, يتسرب حتى الى دواخلي أصبحت ممتلئة بذاك العابر الذي غادر وأخذ شيئاً مني رغم إني لا أريد العودة لفكرة الحب ..

اعادت الزجاجة لمكانها وهي تردد نعم لا أريد الحب إنه فخ لعين وما إن نظرت صوب الشارع حتى تجمدت بمكانها

كان يقف قرب الشجرة المقابلة لمحلها رمقها بنظرة يمتزج فيها الأمل بالحزن وأختفى بين المارين

رفعت رأسها وهي تغمض عينيها

يا إلهي ربما ضبطني وانا أعانق زجاجته ,, كم كنت غبية

كيف لم انتبه لنفسي ربما ظن الآن بأنني كنت أفكر به

لكنها رغم ذلك التأنيب أحست بشيء من المسرة قد خامرت قلبها ثم أطلقت ضحكة خافته وهي تخنق بأصابعها تلك الضحكة .. نعم كنت أفكر بك أيها العابر

إنه يراقبني ..! لا أدري من هو المجنون فينا أنا أم هو أم ربما .. كلانا

على الفور تناولت هاتفها اتصلت بصديقتها ومن دون مقدمات إسمعيني اتذكرين

الشاب الذي حدثتك عنه بالأمس لقد كان يراقبني منذ قليل أخشى إنه شاهدني أشم العطر الذي اختاره

اهاا أحدهم يبدو لي كأنه قد وقع في الحب ... لكن أخبريني .. هل كلمك مجدداً ؟

لا طبعاً لن أسمح له بالاقتراب لست سهلة لهذا الحد كما إنني لا أعرفه ولا أشعر نحوه بأي مشاعر

يا صديقتي كل ما في الامر إنك مرتابة فقط جميعنا مررنا بعلاقات فاشلة يستغرق نسيانها وقتاً

لهذا لا تحاكميه بجرم غيره

- حسناً انا كذلك .. انا مرتابة منه بالفعل ومن أي تجربة جديدة كما إنني لا أشعر بأي مشاعر نحوه مطلقاً وهذا ما قد يقودني لخيبة محتملة

- آهاا خيبة ولهذا اتصلتِ بي الآن ,, ولم تنامي طوال الليل ,, وصوتك يبدو متوهجاً وأكاد أشم العطر بكلماتك عنه

لا تكوني سخيفة أخبرتك بأنني لا أريد

- اسمعيني جيداً الأمر لا يتعلق بالمعارك التي هزمنا بها بل بالمعارك التي قمنا بشنها وبالإصرار على ان نقف مجدداً ونكتشف بأننا نستحق الأفضل لهذا

ستريدين يا أميرة العطر الأزرق لكنك بحاجة للوقت خذي وقتك و سأكون دائماً بالجوار

ذلك المساء ..

كانت السماء تسكب عطاياها والمطر يغسل عيون المساء ويغرس أضواء الأعمدة على اسفلت الشارع فتبدو متكسرة

تماماً كأحلامها التي تكسرت و سُفكت في دروب الأيام الخالية

كــ نوافذ قلبها التي بقيت مسدله أمام أي حلم جديد

كانت تخطو في طريقها نحو المنزل وهي تحشر نفسها تحت مظلةٍ سوداء

وذلك الصراع الدائر في أعماقها يقاطعه تساؤل واحد ,, ترى أين هو الآن ..؟

هل نسي الأمر لا لا أظن ذلك ,, لقد كان دافئاً يفيض الحب من عينيه لقد بدا لي صادقاً

كان كمن يتمسك بطوق النجاة الأخير

وحين رفعت رأسها وجدته يقف عند المنعطف ذلك الذي يتوجب عليها ان تمرَّ منه

ارتبكت وأحست برعدة تسري بجسدها لكنها اضطرت لإكمال طريقها ومرت بقربه وهي تحاول أن تبدو غير مكترثة وحينها لمحت بيده قطفة ورد أحست بتسارع نبضات قلبها وقشعريرة من ذلك النوع الذي تأتي به اللحظات السعيدة

مرت على بعد خطوة منه ...

فبادرها

لدي بضع وردات من الــ توليب وقلب ناصع

تُرى كم يقربني هذا منكِ آنستي ؟

توقفت و رفعت رأسها وعلامات الحيرة تكسو وجهها الذي أشرق فجأة

رغم محاولتها بان تجعله لا يبدو كذلك .. وأردفت

اتعرف أنا لا أدري حقاً مَ الذي يتوجب عليَّ قوله الآن

فأنت تتصرف بغرابة شديدة تأتي من حيث لا أدري وترحل كذلك وفي كل مرة تزيد الأمر صعوبة على روحي ..

انت شاب لطيف ومهذب لكن هذا ليس كافياً حتى أثق بك

وأمضي بتجربة لا أعرف إلى أين ستفضي بي

أنا لا أملك سوى قلباً واحداً وروحاً واحدة .. ولكَ أن تتخيل فداحة أن تؤذيني في شيء لا أملك سواه ...

وفي نفسها كانت تردد ... كانت هذه أكثر ردة فعل حمقاء مني .. لكنني يجب أن أحافظ على مسافة آمنة

ورغم تمردها هذا تمكنت أن تلحظ انه قد غير اتجاه شعره ليبدو أكثر وسامة

أما هو فقد طفت ملامح الحزن والخيبة على وجهه إلا إنه تمالك نفسه

آنستي كان كل ما تمنيته حقاً هو أن تكوني تلك الرفيقة التي أرفعها بوجه أيامي السيئة .. فتحلو

ورغم انني لا أحب الإجابات المتأرجحة تلك التي تتفاوت فيها الحروف مع تعابير الوجه لكنني تمسكت بالأمل قد أتيتك اطلب عطراً وتمنيت أن أغادر بعطرين

لقد أحببتك بقدر هذا التشتت بيننا بقدر الفاصلة المرهقة بين خشيتك مني ورغبتي فيكِ

اتيتك بكلي .. أنا الذي بخلت على الاخرين ببعضي ..

ساعتها شعرت ان ظنوني الطيبة واحلامي البيضاء قد خلقت من أجلك فقط

ومن بين كل العثرات والقرارات الخاطئة أردت أن يكون وجودك هو الشيء الوحيد الصحيح في حياتي حيث لا أذكر انني أحببت شيئاً في هذا العالم المرتبك بقدر ما أحبب شعور الطمأنينة الذي تعاطيته بوجهك ,, لكن لا عليكِ فكل الأماني الصافية بقيت دوماً بلا مرفأ أما أنت فستكونين ذلك السر الذي أحبه وأستودعه قلبي مهما طال به الزمن

لقد قطفت هذا الورد لأجلك خذيه مني كـــ مواساة لعابر قد لا يمر .. مرةً أخرى

كلماته هزت دواخلها وبعينين لاح بهما بريق دمعة مدت يدها و تناولت الورد دون أن تتكلم

بضع أيام مرت على ذلك اللقاء الحزين وهو يلازمها طيلة الوقت

لقد كنت قاسية جداً .. كان يجدر بي أن أصغي لنداء قلبي كم أنا حمقاء متعجرفة .. لم أحفل بمشاعر كانت غايةً بالصدق فاتني أنه لأجل هذه التفاصيل خلقت الفرص ,, لم أمنحه أي فرصة للتقرب مني بما يكفي لأقطف ذلك الحب

الأيام تمر وذلك العابر لم يظهر مجدداً سوى في خيالاتها العالقة

بكلماته

نظراته

بــ صوته

بكل تلك التفاصيل التي تلاعبت برتم قلبها ..

بالأمس حينما مرت بــ ذلك المنعطف خفق قلبُها وبحذرٍ شديد راحت تفتش عنه جالت بنظرها في المكان علّها تراه مجدداً لكنه لم يظهر كما اعتاد أن يفاجئها في كل مرة .. لكنها انتبهت لشيء ما يلمع كان معلقاً بغصن صغير في ذات الشجرة التي كان يقف عندها حينما مرت بقربه

اقتربت منه كانت سلسلةً فضية ناعمة يتوسطها قلب قد حفرت بداخله كلمة واحدة

فاتــــنتي

اهتز قلبها .. أخذتها على الفور وأخفتها بحقيبتها بعد تأكدت أن أحداً لم يلحظ ذلك

تلك الليلة و في سريرها كالعادة داهمها الأرق كانت دواخلها مثقلة بالحيرة تارة ً وأخرى بالحنين لتلك اللحظات الأولى نظرت طويلاً لتلك الكلمة طوقت عنقها بتلك السلسلة وقفت أمام المرآة وهي تمرر أصابعها على تلك الحروف تذكرت نظراته اليها وبصوت خافت يا إلهي ذلك المجنون رويداً رويداً يسرقني مني ويحتكر كل مشاعري يندلق على روحي كشلال من نور يتسلل الى

مواضع ضعفي

الى وسادتي

الى أحلامي

يثبت لي أن للضياع لذة , وللتخبط سبب مقنع

يجعلني لا أبالي بمن حولي فقط أواصل الغرق

وفي هذه اللحظات تنتابني رغبة عارمة لإفلات كل يد تمتد لـــ محاولة انقاذي

ربما لم أحدد في السابق تعريفاً عميقاً للحب لكن هذه الفوضى التي تعتريني وكل هذا الانشغال والتيه والاحتراق كل تلك الأشياء معاً تثبت لي أنني أغرمت به

صباح يوم جديد ...

كانت تتناول قهوتها والى جانبها آنية وضعت فيها ذلك التوليب الى جانب العطر الأزرق وهي غارقة بالشوق لذلك العابر الذي غاب ولم يعد لكنها انتبهت الى صوت صديقتها وهي تبادرها بتحية الصباح

ردت عليها التحية وأردفت لقد كنت فعلاً بحاجة ماسة للحديث معك

أشعر بوحدة كبيرة وفضفضة عالقة بقلبي

تفضلي أخبريني ما بك أنتِ شاحبة هذا الصباح قولي .. ما بك

حسناً اكتشفت بأنني مغرمة به وكانه أدار مفتاحاً ما .. بروحي

ليعيد تشغيلها ثم .. رحل

بدت ملامح الحيرة على صديقتها وهي تقول اذاً لم يتبقى منه سوى هذه الزجاجة الزرقاء وقلب يتوق لرؤيته مجدداً

لا الأمر ليس كذلك لقد ترك لي أشياء أخرى هذه التوليبات الرقيقة وهذه ثم أخرجت السلسلة

بهتت صديقتها ورفعت حاجبيها وتغير وجهها قليلاً .. كيف لم انتبه لذلك

إنها جميلة حقاً لكن أخبريني متى التقيتما وكيف اهداك هذه السلسلة

ربما في خضم ما أنا فيه نسيت أن أحكي لك قصة المنعطف عندما أهداني هذا الورد رغم كلماتي القاسية المتعجلة

لكنه رحل حينها ولم يعد

وبعد ايام وجدت هذه السلسلة بذات المكان الذي التقينا فيه .. كانت هذه آخر رسائله المشفرة لي

كأنه حاك لي من خيوط المساء دثار حب ,, وغزل من شعاع القمر قصيدة

كان استثنائياً كــ ظاهرة نادرة الحدوث ,, وعندما غير اتجاه شعره تغير اتجاه قلبي فراح يحبه بطريقة جديدة

بعيدة عن الخوف وذلك الارتياب الذي أبعده عني

ليته يعرف انني استسلمت وأريده بشدة وددت أن اكون الهواء الذي يسكن رئتيه أن أكون بتلك الخفة والضرورة

بعد أن أصبحت كل الرغبات تتلاشى أمام رغبتي في أن أحدثه وأشرب ملامح روحه التي أحبتني

الان فقط أدركت شعور لحظة انبهاره الاولى بي ,, بدأت أفهم ارتباكه وحاجته لتأمل وجهي والحديث معي

كانت تتحدث وهي تختنق بعبرتها ودموعها على وشك أن تأخذ طريقها للهطول

كــ المطر الذي تتراقص حباته على ذلك الشارع

لكن صديقتها تداركت الأمر لقد أخبرتك إنك ستريدين وستقعين في شراك الحب لا محالة ولكن لا عليك حتماً سيأتي فمن يحب بصدق سيبتكر ألف معجزة من أجل لقـــاء جديد

كل ما أريده منك الآن أن تعديني بأن تكونِ بخير وسأنتظرك في المنزل دعينا نتحدث مطولاً قد أخبرتك أني سأكون دوماً في الجوار ولن أتخلى عنك الآن

حسناً شكراً لكِ فــــ مجيئك لي قد خفف عني كثيراً وسنلتقي هذا المساء وأنا سأغلق البوتيك الان ,, أشعر بعدم رغبتي في البقاء هنا سأعود لمنزلي وفي المساء سنلتقي حتماً

استغلت تلك الصديقة انشغالها بالبحث عن مظلتها فأخذت العطر وأخفته بحقيبتها وخرجت مسرعة

أما هي فقد أقفلت واتجهت صوب منزلها

في ذلك المساء ...

كانت علامات السرور بادية على تلك الصديقة وهي تضع كوبين من القهوة على طاولة زجاجية صغيرة وضعت عند مكان الجلوس في غرفتها المنزوية

بادرتها شكراً للقهوة .. تبدين سعيدة

نعم سعيدة بزيارتك لي اشتقت للحديث معكِ أحب أن نتشارك كل تفاصيلنا الرقيقة معاً

منذ مدة طويلة لم تزوريني لقد قمت بتغيير ألوان الجدران والستائر واضفت بعض الإضاءة

ألا تبدو غرفتي أجمل ..؟ بعد كل تلك التغييرات

ورغم إنها كانت محبطة وغير مهتمة بملاحظة تلك التفاصيل الا إنها اضطرت لرفع رأسها لمشاهدة ما تم تجديده لكنها تسمرت بمكانها وهي تنظر صوب الحائط الجانبي نهضت لتتأكد اقتربت بضع خطوات وقفت على مقربة كبيرة أمام تلك الصورة المعلقة على الحائط لتتفحصها وبصوت باهت من دون أن تلتفت

من هذا الذي يقف الى جانبك بالصورة ؟

ومع ابتسامة ناعمة ردت عليها وهي لا تزال بمكانها ..

إنه حبيبي الذي لم أحدثك عنه

الا تجديه وسيما ..؟ً

زاد ارتباكها لحظة أرجوكِ مَ الذي تعنيه بحبيبك ؟
وكيف تضعين صورته بكل جرأة في غرفتك ألا تخشين أن يلاحظ أحد ؟

كيف يعقل أن يكون حبيبك , وهو الذي جاءني بحجة شراء العطر الأزرق

وأخبرني إنه يحبني وهو من أهداني الورد وتلك السلسلة الفضية

كانت تتحدث وعينيها لا تغادران تلك الصورة ودموعها تسيل بهدوء يائس
لقد كتب عليها فاتنتي

لا يمكن أن يكون كل ذلك كذباً , لقد لامسني بأعمق نقطة من روحي
ولماذا يكون حبيبك و يخونك بي تحديداً
أي هراء هذا !!

لقد كان صادقاً عندما أراد تلك الزجاجة الزرقاء أحسست أنه ودَّ شرائها ليقدمها لي

وماذا عن كل كلماته الآسرة التي اودت بقلبي وروحي معاً

أحست بشيء يتحرك خلفها

وقبل ان تلتفت لمحت يداً تحمل تلك الزجاجة الزرقاء هبط قلبها استدارت على الفور

كان هو من يحمل تلك الزجاجة !!
صدمت بمكانها .. دون أن يتكلم جثا على ركبته وبيده ذلك العطر وعلبة زرقاء يتوسطها خاتماً

وهو يقول لم أتوهم حبك لحظة ..

انهمرت دموعها بشدة وقد تلونت بلون كحلها الأسود

ومن بعيد تسمع صوت صديقتها التي تبكي وتضحك بآن واحد

حسناً أخبروني ما هذا لم أعد أفهم !!

ردت صديقتها إنه شقيقي وحبيبي وأطلقت ضحكة طويلة
منذ أيام طلب مني شراء سلسلة لحبيبته المزعومة وأراد ان أكتب عليها فاتنتي

لم أكن أعرف إنها أنتِ
هذا الصباح رأيتك ترتديها فعرفت إن ذلك العابر هو شقيقي

أمسك بمنديل وراح يمسح دموعها بخجل وهي تفرك أصابعها بيدها الأخرى

قال لها لقد أحببتك منذ اللحظة الأولى وكل الأيام التي تلت ذلك كنت أحبك فيها أكثر

لهذا أنتِ فاتنتي

وللمرة الأولى منذ لحظة اللقاء الأول تلاقت عيناهما تشابكت أصابعهما وبهمس كأنه موسيقى سماوية

قالت ... أحبك

انتهت ..
 

شَمَّـمْ🤍

عرائِشُ وَردْ ˓٭˛✿ ‏❥
طاقم الإدارة
إنضم
10 يناير 2018
المشاركات
450,524
مستوى التفاعل
64,593
النقاط
114
الإقامة
Sweden
رد: مكتبة النصوص المميزة

النص {19}
لـ امير الحرف
علي موسى الحسين
أرخي ستائركَ


BnxsJ8hIMAArJMe.jpg





أرخي ستائرُكَ الحَزينة
وأستجبْ
فالقلبُ من فرطِ الحَنين
قد هَلكْ ..
وأسكُب على كلِّ الهموم نَظرةً
يا ظالمي .. ما أبخَلكْ
هل تُدركَ الشَوق إذا طال
الغيابُ يَقتلكْ
والليلُ في أوجِ احتراقِكَ
يَسألكْ
أينَ الذّي قَد كانَ لكْ
ذاك الذّي في كلِّ حينٍ دلّلكْ
هَلْ هانت الأيامُ حتى .. استَبدلكْ
هل جرَّبَ الفَقدَ الذّي .. بِداخلكْ
لوكان حَقاً عاشقاً .. ما أهملكْ
لفاضَ مِنهُ الدَمعً حتّى .. بللكْ
وأستَرخَصَ الروح ونادى
هَيتَ لكْ
قد تاهَ قلبي في خِصامكَ يا تُرى
أيُّ طريقٍ .. قد سَلكْ
ومَضيتَ تَجرحُ في الفؤادِ وأرتضي
كأنني .. من خَوّلكْ
ما زال يَجرحُني الحَنينُ
وأشتَهي .. تَطفُلكْ
عُد بالذكرياتِ يا أنايَ وقلْ لها تَرفقي
بذلكَ المَصلوبُ في .. جَدائلكْ
واغفوا قَريرَ العين في أوردتي
وليتَها .. تَروقَ لكْ
مَزّقْ بِخنجركَ الوَتين لكَي تَرى
مازال قلبي .. يَحملكْ
وأطعنْ إذا شِئتَ الفؤادَ بِقسوةٍ
لكنني أخشى تَمزقُ مَنزِلكْ
عَجَباً كَيفَ ارتويتَ مِن دَمي
يا قاتِلي .. ما أقتَلَكْ
إرخي سَتائِركَ الشَهيّة كَي تَرى
حُباً لعَينيكَ ونَبضاً رتَّلكْ ..


بقلمي ..
أمير الحرف
 

شَمَّـمْ🤍

عرائِشُ وَردْ ˓٭˛✿ ‏❥
طاقم الإدارة
إنضم
10 يناير 2018
المشاركات
450,524
مستوى التفاعل
64,593
النقاط
114
الإقامة
Sweden
النص {20}
حب تحت المطر
لـ أمير الفخامة
علي موسى الحسين


p_2368gegaq1.png



حب تحت المطر ... (الجزء الأول)

حبات المطر الناعمة مازالت تهطل وتكسو شوارع المدينة بثوبها اللامع

والصباح المنعش بنسائمه الباردة

يعانق النوافذ والشرفات البيضاء الممتلئة بــ الياسمين البّري والأغصان الأرجوانية

تلك النسائم المعطرة بعبق الورد وهي تمتزج برائحة المطر
كانت ترافقها وهي تقترب من المقهى ذو الطابع الفرنسي حيث لوحات فويار وجان أونريه تزين الجدران الداخلية
والطاولات الأنيقة بطابعها الفيكتوري الفخم والشيدات المضاءة بلون الشمس والكثير من زهريات الورد الأنيقة

كل ذلك لم يكن كافياً ليخرجها من ذلك الحزن الذي يغمر دواخلها

ملامحها المغلفة بالخيبة كانت تحيط تدوير وجهها رغم تلك الابتسامة المصطنعة التي رسمتها ما إن دلفت لداخل المقهى
وبرغم هيئتها الهادئة إلا إن

الكثير من الحزن كان يشعّ من وجهها الصبوح كــ تلك الهالة الفضية التي تحيط تدوير القمر

ومع تلك الهموم تفاجأت بامتلاء المقهى كانت الطاولات مشغولة بالكامل
تفحصت كل أركان المقهى بحثاً عن طاولة شاغرة لكنها سرعان ما انشغلت بوجوه الحاضرين
نظرات الحب المتبادلة
الحوارات الهادئة
الهمسات التي تصاحبها ابتسامة والتماعة عين
الأغنية الرومانسية التي تناغم عناق هنا وتشابك أصابع هناك مع كل مقطع يحرك المشاعر لذروتها
وكأنه يوم للحب ..

اعتصرت قلبها تلك المشاهد وداهمتها نوبة الشعور بالوحدة

لم يكن أحد من الحاضرين قد انتبه لوقوفها سواه

كان يجلس وحيداً أيضاً يرمقها بين الحين والآخر بنظرات متطفلة من خلف الصحيفة التي بين يديه
ومع كل رشفة من قهوته كان يحاول أن يتفحصها أكثر
ودّ لو أنه يفكك أسرار تلك الحيرة التي تتوسط عينيها الجميلتين ..

النادل يقطع حيرتها

- صباحك خير سيدتي .. كيف أخدمكِ ؟

- أهلاً بك .. لدي موعد وأبحث عن طاولة

- سيدتي يؤسفني أننا في وقت الذروة والطاولات تعجّ بالزبائن بهذا الوقت

ولن تحصلي على واحدة قبل نصف ساعة من الآن تعرفين هذه الأوقات و ....

قاطعته قبل أن يسترسل

- لكنني ضربت موعداً في هذا المكان وليس لدي متسع من الوقت قبل وصول صديقتي
حاول أن تعالج الموقف لو سمحت

ابتسم النادل وهو يحرك رأسه بالنفي

- آسف سيدتي ليس هناك مكان في هذا الوقت يجدر بكِ الانتظار أو الذهاب لمقهى آخر

ختم عبارته بابتسامة ترحيب وأكمل طريقه نحو زاوية المقهى

تشعبت ملامح الحيرة بعينيها وهي تفرك بيديها وتتلفت بكل أرجاء المكان لعلها تجد أثنين على وشك المغادرة
ثم اتجهت نحو النافذة الزجاجية التي تغطيها ذرات المطر وبعض الضباب الذي حجب الرؤية جزئياً عن الشارع
أخرجت هاتفها واتصلت

جاء الرد سريعاً من صديقتها

- صباح الخير آسفة حبيبتي أعلم بأني قد تأخرت على الموعد كالعادة لا تهدري الوقت باللوم أغلقي الهاتف
سأصلك في غضون عشر دقائق

- لا لا تهتمي خذي وقتك بالكامل فالطاولات أيضاً مشغولة وما زلت أبحث عن واحدة

- آهااا طيب لا تشغلي بالك بهذا الأمر كثيراً فربما لدينا طاولة محجوزة فهناك من ينتظرني غيرك أيضاً

ذلك الشاب الذي حدثتك عنه لابد إنه قد سبقني للمكان وقام بحجز طاولة

- ماذا !؟ كيف تضربين موعداً معه دون أن تخبريني كيف سنتحدث بوجوده
لدي أمر هام وددت اخبارك به أنا متعبة جداً ولست في مزاج مناسب للمجاملة
كل ما أردته أن أخبرك بما حدث لي , لدي الكثير مما أريد البوح به لك وحدك

- ماذا ما بك ..؟ نبرة صوتك هذه تقلقني جداً تتحدثين وكأنك محطمة

- بل أنا أسوء مما تظنين

- ماذا ؟؟؟ أخبريني ما بك لا يسعني الانتظار حتى أصل و..

- قاطعتها بنبرة يأس لقد رحل والى الأبد لقد انتهى ما بيننا وكأنه كان يتمنى حدوث ذلك

- ماذا هل فعلها حقاً..؟
ألم أحذرك دوماً من عدم التورط في الحب وادمان شخص ما
لأنهم ياغبية هكذا دوماً يرحلون بلا رأفة ودون سبب حتى
سوى أنه قد أصابهم الملل أو أنهم وجدوا البديل

- هذا صحيح أنتِ تحذريني دوماً ومع ذلك تخبريني أن لديك موعد حب
في نفس المقهى الذي يشهد حطام قلبي

- موعد حب ؟؟ أمجنونة انتِ
أي موعد هذا ؟
أنها صداقة عابرة فحسب لست ممن تسلّم قلبها لأحد ثم تضرب قلبها خيبة كبيرة لاحقاً
حبيبتي هذا هو الحال الآن , نلتقي ونتسكع لبعض الوقت ثم نمضي كلّ بطريقه
الفكرة تتلخص بقضاء الوقت فقط
الكلمات والمشاعر التي نذرفها جميعا زائفة
بضع دعوات وهدايا ثم أركله بعيداً إنها مجرد لعبة نلهو بها فهذا يضمن الفوز دوماً
أما الحب فنهايته الخسارة

- كيف تقولين هذا الكلام كيف أمكنك أن تفكري بهذه الطريقة العبثية المتأرجحة
أين قلبكِ من كل ذلك ..؟
وما ذنب هذا الشاب ماذا لو كان صادقاً بمشاعره ماذا لو كنتِ حلمه الأخير
كما أنك واهمة فاللعبة قد تنتهي بالخسارة أيضاً

- أتقولين ما ذنبه ؟؟ حسناً أخبريني إذاً وما ذنبك أنتِ ..؟



بقيت شاردة وعيناها تتجهان صوب زجاج النافذة

اغلقت الهاتف وراحت تجول ببصرها في وجوه الجالسين بحثاً عنه
جزء منها كان يريد أن يمنع تلك الكارثة فهي لا تريد أن يعاني قلباً آخر
ذات الهزيمة والشتات الذي تعيشه الآن
لم تستطع أن تخمن من هو من بين الحاضرين فهناك العديد من الطاولات التي يشغلها شخص واحد
وتبدو عليه ملامح انتظار أحدهم
تحركت نحو لوحة كبيرة تزين الجدار الرئيسي علّها تستهلك الوقت ريثما تصل صديقتها
كانت اللوحة ترصد مشهداً لفتاة تحمل بيدها اليمنى مظلة في شارع ممطر
وفي يدها الأخرى تمسك قلبا متصدّع
شعرت وكأن تلك اللوحة تتحدث عنها , لحظتها كانت تقاوم رغبة ملحّة بالبكاء
لكنها أحست أن أحدهم يقف خلفها مباشرة .. تعمدت أن لا تلتفت

قبل أن يبادرها ..

- صباح الخير

برهة من التردد والصمت أرادت أن تعيد ترتيب تلك الفوضى التي أطفأت وهج روحها لكنها ردت أخيراً

- أهلاً صباح الخير تفضل

- عذراً لتطفلي آنستي لكنني أراكِ تقفين حائرة بحثاً عن طاولة في هذا المقهى
وتباريح الحزن تلتهم ملامح وجهك بشكل ملفت

- أمممم نعم بالفعل انا حائرة ولكن هل أنت مدير المقهى أو ما شابه ؟

تلعثم قليلاً

- كلا أبداً أنا أحد الزبائن فحسب وأجلس على تلك الطاولة في الزاوية الشرقية للمقهى

وأحببت أن أدعوكِ لمشاطرتي تلك الطاولة لحين حصولك على أخرى

تغيرت ملامحها قليلاً كمن تستعد للحرب لكنها تداركت نفسها وردت

- حسناً أنا آسفة فانا لا أجالس الغرباء ..!
شكراً لك سأنتظر فما زلت أمتلك بعض الوقت للانتظار



في سرها لقد انتبه لحزني ألهذا الحد تصدعت روحي .؟

لكنها استعادت نفسها يا إلهي هذا ما كان ينقصني
أن يتطفل عليّ مختل وسيم ليدعوني لطاولته

- بادرها مقاطعا هواجسها إذاً طالما ترفضين دعوتي لدي اقتراح آخر
دعينا نتبادل الأماكن خذي أنتِ الطاولة وسأنهي قهوتي قرب هذه اللوحة التي تسمى ( إثم الفراق )
رفعت حاجبيها باستغراب واستدارت نحو اللوحة مجدداً وكأنها تريد أن تمعن في تفاصيلها أكثر
بعد أن تعرفت للتو على عنوانها من هذا المتطفل الغريب

- إذاً أنت تعرف هذه اللوحة ..؟
لم تسمع رداً

استدارت نحوه كان قد غادر نحو طاولته
لملم بضعة أوراق ووضعها داخل الصحيفة وارتشف آخر ما تبقى من قهوته وعاد متجهاً نحوها
في سرها كم كنت سأبدو سخيفة لو أنه سمع تساؤلي الأحمق عن اللوحة
كان سيظن انني أتعمد التشعب بحوار معه

لكنه وصل قربها وفي عينيه ابتسامة جميلة

- تفضلي آنستي بإمكانك الجلوس على الطاولة وأنا سأحاول الحصول على طاولة أخرى

لا يصح أن تقف فتاة جميلة مثلك لوقت طويل فيما اقف متفرجاً منشغلاً
بقراءة الهراء الذي يملأ الصحف

تجمدت بمكانها وهي تسمع عباراته المثيرة هذه شعرت أنها محاولة واضحة منه للتقرب اليها
تحركت نحو الطاولة بسرعة دون كلمة امتنان منها لكنها اصطدمت به واسقطت أوراقه على الأرض

- آهااا أنا آسفة حقاً لم أقصد ذلك أبداً

انحنى على الأرض ليلتقط تلك الأوراق وهو يردد لا عليكِ لا تهتمي أبداً لكنها تسمّرت بمكانها
وهي تشاهد من بين تلك الأوراق قد ظهر جانباً من بورتريه مرسوم بأقلام الفحم يجسد صورة صديقتها
حاولت تدارك الأمر

- يا الهي كم أشعر بالأسف لما حدث حقاً أعتذر منك جداً
رددت تلك الكلمات وهي تراقبه يلتقط ما تبعثر من أوراقه لكنها سرحت بخيالها أي صدفة هذه
لقد كنت وقحة جداً مع الشخص الخطأ لطالما أخبرتني عنه تلك الحمقاء بأنه مهذب
لكنه قطعاً أفضل من وصفها البدائي جداً

إنه الضحية القادمة لتلك اللعينة ربما سأقتلها ذات يوم لو قامت بتحطيم قلبه
يا إلهي أشعر أنه لا يستحق ما ينتظره لقد تعامل معي بلطف كبير
يبدو عليه الرقي والحداثة لابد انه رسام وهذا يعني أنه مثقف وشاعري ومهذب أيضاً وممكن أن يكون ..

نهض بعد أن التقط كل ما سقط على الأرض وقاطع خيالاتها الطارئة

- حسناً لقد انتهيت لا تكترثي آنستي اذهبي لطاولتك قبل أن يختطفها أحدهم
ورسم على وجهه ذات الابتسامة اللطيفة

- على أي حال شكراً لك ممتنة جداً لموقفك النبيل هذا وبودي اليوم أن أتخطى أحدى قواعدي
وأسمح لنفسي بالجلوس معك دعنا نتشارك الطاولة
على الأقل لأكفر عن ذنبي ببعثرة أوراقك وأطلقت ضحكة رقيقة
تفضل فقد طال وقوفنا

- عادت ابتسامته وزاد خجله وهو يردد نعم بكل سرور آنستي تفضلي

وحين وصلا قرب الطاولة بادرته بسؤال

- هل أنت رسام شهير ..؟

لم يرد عليها لكنه سحب الكرسي الخاص بها قائلا تفضلي بالجلوس آنستي

لحظتها شعرت بأن غيمة أمطرت للتو في مكان ما من روحها
أنستها ذلك الحزن الذي يخامر قلبها طيلة الوقت

ما هذا مَ الذي يحدث لي ؟ مَ الذي أفعله بنفسي

مجدداً يقاطع ذلك الحوار الذي يتردد بداخلها

- لا لستُ شهيراً أنا مجرد رسام مبتدئ لا أكثر
وربما هذا ما دفعني للتطفل عليكِ , فقد تولدت لدي رغبة برسمك ..
هناك الكثير من الغرابة والسحر بين عينيك
انه مزيج من حلم منطفئ وأمنيات عفوية وخيبة ما زالت تحكم قبضتها وتتصارع مع كبرياءك بضراوة
وتفاصيل أخرى تمنيت لو أجسدها على الورق

- حقاً ؟ قد رأيت كل هذا بوجهي بــ نظرة واحدة ..؟

داهمته تلك الابتسامة مجدداً لكنها هذه المرة مغلفة بملامح الحيرة ..

- لا في الحقيقة لدي إعتراف صغير
لقد كنت أسترق النظر اليكِ طيلة الوقت لا أدري كنت أجد صعوبة في منع نفسي من مراقبتك
يمكنك أن تسمّيه نوع من الشغف الذي يصيب الانسان فجأة تجاه الأشياء الساحرة

أعادتها عبارته الشاعرية هذه الى الرسالة الأخيرة التي تلقتها بالأمس

( لم أعد أشعر بالشغف نحوك كأن ما بيننا قد تلاشى للأبد )
أطلقت تنهيدة كانت عالقة بــ أعماقها لكنها أرادته أن لا ينتبه
فــ بادرت النادل بطلب قهوتين وهنا توقفت لتساله
- هل تفضل قهوتك ببعض السكّر ؟

- آنستي أيعقل أن أطلبها بسكّر وأنتِ في الطرف الآخر من الطاولة

هبط قلبها وهي ترتطم بعبارته التي مرت كالعطر على روحها بعد ذبولها فتوهجت فجأة
أما هو فقد كان ولأول مرة في حياته يشاهد عن قرب
مراحل اكتمال القمر ..
يتبع
بقلمي
أمير الحرف


إن راقت لكم سأكملها حتماً
محبتي
 

شَمَّـمْ🤍

عرائِشُ وَردْ ˓٭˛✿ ‏❥
طاقم الإدارة
إنضم
10 يناير 2018
المشاركات
450,524
مستوى التفاعل
64,593
النقاط
114
الإقامة
Sweden
النص ال {21}
همهمة ..

لنبيل الفخامة
النبيل


ليلٌ تصارعَ بينَ الصحوِ والمطرِ
وجفنٌ ساهرٌ قد ملَ منهُ السهرِ

وبردٌ يحضنهُ الزُجاجَ بقسوتهُ
وكان الدفئ يدعوهُ الى الخطرِ

فرغبتُ خيرَ النساءِ بـكلُ وسيلةٍ
رغبةَ الثائرِ المظلومِ للحجرِ

ما عدتُ اخافُ لقاها فهي ثورةٍ
وكأنها لتشرين امتدادٌ اكبرِ

وما اخشى احتراقي كُلما اقتربت
نيرانها من حُمى اللقاء الاحمرِ

وازددتُ من فرطِ السعادةِ سعادةً
تهوى السكينة بين الليل والضجرِ

ثائرٍ قد كتبتُ تاريخنا بهمهمةٍ
بحرفةٍ ضللتهُ بلونِ الاسطرِ

حاجزاً كنتُ مــآ بينَ الثمالةِ وبينِها
فَسكرتُ انا وعيناها بمعنىٍ اخرِ

كحبات سمسمٍ قد وزعت شاماتها
من اولَ العمرِ حتى اخر الدهرِ

فأمطرتُ عليها انتهاءَ قصائدي
حَـتى رحلنا مع الماضين للقمرِ
 

شَمَّـمْ🤍

عرائِشُ وَردْ ˓٭˛✿ ‏❥
طاقم الإدارة
إنضم
10 يناير 2018
المشاركات
450,524
مستوى التفاعل
64,593
النقاط
114
الإقامة
Sweden
النص {22}
للأديب الكبير وهج الحروف

لحـنُ الخـريف

مشاهدة المرفق 71537

الصيف ُيهتـُك ُحرمَةَ الثلجِ الوديـعْ

والشمسُ تغرسُ خنجَر الوَهـْجِ المُريعْ

فتسيلُ أوديةٌ تبللُ زهرة َالعمرِ السريعْ

الّا بقايا وردةٍ لاذتْ بأحضانِ الربيـعْ

فوهبتُها خديـك ِأو شفتيكِ ,سبحانَ البديعْ

فتركتِني شبحاً صريعَ الكبرياء كما الصريعْ

والبردُ يلسـعُ ذلكَ الشـبحَ النحيفْ

ويَسُومُهُ وَجعاً, بلا وَجَسٍ وخوفْ

ويبزُّهُ أغصانَ عمرهِ - صاغرا- هذا الخريف

ويحيلها خشخاشةً دِيسَتْ باقدامِ الرصيفْ

وانا الذي قد غادر الدنيا بلا حلم ٍ وطيفْ

ولقد عشقتُ الدفءَ في عينيكِ من عمرٍ ونيفْ



فـ الـدفءُ في عينيك ِ أحجيـَـة ُ الشــتاء

نغمُ المواقد والشموع يزينُهُ لونُ المساءْ

وصريرُبابِ الكوخِ يطربُني بالوانِ الحياءْ

وقوامُك الممشوقُ يربك شمعتي فضياؤها
عبثٌ بلاك ِ... بلا ضياءْ
اني عشقتُ الدفءَْ في شفتيك , نخبا وارتواء
وثمالةٍ كـ التـَّيْهِ في حلمٍ عَصيّ الاحتواءْ
قد نامَ ثغري قي لُمى شفتيكِ حلماً واشتهاءْ
وحرارةٍ ضمأى لدفءِ الوردِ
والسفر البعيد الى الفضاء
اني أحبك قَـدْرَ حبـّاتِ الصقيعِ
وقَـدْرَ امطار السـماءْ
وقَـدْرَ هْمساتي التي رهفت لها
اذناك ِفي يوم اللقاءْ


قولي أحبكَ يا فتى الدُنيا ويا طوقَ النجــاهْ
كي يرسمَ الشفقُ البعيدُ حكايتي
من دونِ أآآآآه
انتِ البدايةُ في صِبا وَلَهيْ
فدونك مُنتهـَاهْ
فيك ِطُقوسُ محبتي , تأتيك صوما أو صلاه
ونهايةُ العمرِ المُهرولُ للخريفِ مسارعا
ضَلَّ الربيعُ طريقه عَسَـفا ,, فـ تاهْ
فـ انا كسيحُ الروحِ من زمن الصِبا
قد ماتتْ الاسفارُ وانتحرتْ خُطاهْ
يا بَهجة َالسنواتِ والايامِ , في عَينيْ
وفي قلبي وفي شـَغفي وفي سِّر الحياهْ
اني أحبُ الدفءَ في عينَيكِ مذ كان
الخريفُ يخطُ اشواقي ويحفرُ بالجباهْ.



مَنْ ذا يُشاركُ خلوتي غير التي فيها السَّـمرْ

ومَنْ التي فيها الحروفُ تهُزني سطرا , فسطرْ

مَرَّ الخريفُ يدقُ في وجهي مساميرَ العُمرْ

اني أعزّي النفسَ فيما فاتَ من َوجعِ القـَدَرْ

مرآتي الحمقا تبوحُ بما ترى وبمَنْ يَمـُرْ

ولقد أرتنيَ صورةً , لا أدري هل كانتْ

لوجهي , أم لغيري من البَشرْ

هذا أنا ؟؟!!!

لا ياسنينَ العُمرِ أوغلتِ الأثـرْ

عَبثُ الخريفِ يُخيفُني , لكن خَوفيَ مُـستقـِرْ

وبروحي مِنكِ تَميمَةٌ فـ أخالُها ضَوءَ القمرْ

اني ألاقحُ من سنين العمر , أيامَ الربيعِ المُندَثـِرْ

فَنسيتُ كمْ مَرَّتْ على صُبحي , حَماماتٌ

تحجُ وتعتمرْ

وتطوفُ سَبْعاً , حولَ أغصاني التي كانت نُضُرْ

واليوم غابَ حَمامُها , فَمِنَ الغَبا أرنو اليها وأْنتظرْ.




وهـج الحروف

حصري للفخامة
 

شَمَّـمْ🤍

عرائِشُ وَردْ ˓٭˛✿ ‏❥
طاقم الإدارة
إنضم
10 يناير 2018
المشاركات
450,524
مستوى التفاعل
64,593
النقاط
114
الإقامة
Sweden
النص {23}

لرائعة الكبير
أميــــر الحـــــرف

الى امرأة إستثنائية







الى امرأة إستثنائية

مدّي لي طوق نجاة ينقذني

من غرقي الدائم في عينيكِ


والهذيان

يا أقدَم عاصمة للحب

وأشهى بنّْ في تاريخ

القهوة والفنجان

لا أدري كيف يضيع القلب

في عينينك الضاحكتين

أو كيف تأسره الشفتان

فراشة قلبي

معجزتي

لطف مساءاتي

ياضوء العمر

يا حباً فاجئني دون استئذان

مدهشة أنتِ مثل ليالي الحب

مثل شعور مجنون تتبعه

فزة قلب

عابقة أنتِ سيدتي

كــ حقول السندس والريحان

دعيني أحبك هذا المساء بكل غرابة

دعيني أقطف بعض التوت من شفتيك

وأرمي على وجنتيك سحابة

دعيني أحيك من ظفائرك الشهيّة


اشجاراً وغابة

دعيني أغير كل المفاهيم التي تعرفين

عن اللحظات السعيدة والكآبة

دعيني أقر مرة أخرى

بأنك نجمتي

وليلكتي

وطمأنينة نبضي واضطرابه

وأطلبها للمرة الألف أن تتفهمي

شرقيتي

وغيرتي
وغرابتي

وثورات قلبي وفوضى عتابه

في تأريخي ياسيدتي

أعرف أني قد أخطأت

أدرك اني قد أسرفت

في تأريخي يا سيدتي

الف حكاية حب خضت

ألف امراة قد جربت

وألف حياة فيها مت

ثم اخيراً في عينيك الساحرتين ولدت

أنت امراة لا تتكرر


انت امراة خلقت من ذرات العطر
ومن أشهى جينات السكر

أنت امرأة جاءت من فوضى الأحلام

من أشهى غيمات الشوق الماطر

في ديسمبر

كم اتمنى يا فاتنتي

لو جاء شتاء يجمعنا تحت الامطار

لو نخرق بعض العادات أو نهدم بعض الأسوار

لو امضينا العمر سوياً

ليل نهار

لو كانت تنصفنا الأقدار

لو نفترش العشب سريراً

لو أكتب بعضاً من شغفي


في ذاكرة الزنبق والأشجار



أنت امراة يخجل من رقتها الفجر

يبدأ من ضحكتها العمر

أنت امرأة راقية كقصيدة شعر

مذهلة كغواية خمر

ناعمة كزجاجة عطر

انت امرأة في زرقة عينيها بحر

من معصمها يبدأ تاريخ النجمات

ويطلع من كفيّها بدر




كثيرة أنتِ على قلبي

وحبك ليس سهلاً كما تتصورين

فأنتِ الحضارة

وصوتك تاريخ من العطر

وقلبك ياسمين

اريد أن تطمئني قليلاً

بأني أحبك أنت

وأني مصرّ على اضاعة عمري

في عينيك الصافيتين


مذهلة أنتِ

مثل حكاية حب اغريقية

مثل الأحلام الوردية

مثل التناغم بين الخزامى

وارتباك المزهرية

وان جميع القصائد


كانت اليكِ

ايتها الشفافة العسلية

كنت أحبك قبل رحيل ذاك العام

وأحبك أيضاً بعد مجيء هذا العام

فأنا لا أفهم بالأرقام

لا اعشق بــ الأيام

أنتِ امراة أدمنها

دون الحاجة للتقويم

دون الحاجة

للتاريخ وللأعوام

انت امراة أفهمها من دون كلام

أنت امراة غُزلت من شهقات الورد


ومن غزل الأحلام

أنت خاتمتي في الحب


وبعد مجيئك

لايعنيني أي غرام

بقلمي وصوتي
أمير الحرف
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )