انقطاعات الموت
جوزيه ساراماغو
رواية
تكمن قوة روايات ساراماغو في الخيال المرتبط بواقعية شديدة، فكما تخيل الوباء في رواية العمى وأسقطها على الواقع بشدة نكاد نشهد أثرها بالوباء الراهن، كذلك فعل بهذه الرواية وصور لنا انقطاع الموت ومدى تأثر المجتمع والمؤسسات والحكومات بهذا الانقطاع، وقسمت هذة الرواية إلى قسمين الأول هو فلسفي بحت لانقطاع الموت عن تلك البلاد، والقسم الثاني سريالي جسد فيه الموت بشكل أنثى ستحذر الميت قبل أسبوع من انتهاء أجله، ثم يبدع بخياله الواسع بالقسمين.
القسم الأول
انقطاع الموت
يحدثنا سراماغوا عن دولة ينقطع عنها الموت بصورة فجائية، وينتقل بسبب هذا الظرف النادر للحديث عن تضرر بعض المؤسسات، وكيف تصرفت الحكومة لتحل هذه المعضلة ومع من تعاقدت بشكل سري( المافيا)، لتخفف من وطأة الحمل عليها على حساب المواطن، وتطرق إلى الفلاسفة ورجال الدين من باب أن انقطاع الموت نسف مبادئ الكنيسة بالنسبة للبعث ومفهوم الجنة والجحيم، والفلاسفة الذين يعتقدون أن الفلسفة هي تعلم الموت، ويجري نقاشات بينهم ليصل أن الفلسفة والدين بحاجة إلى الموت وبدونه لا ضرورة لوجود كليهما، وينتقل إلى الناحية الاجتماعية والتربية القائمة على أنه يجب احترام وتقدير كبار السن مدرجاً قصة الطفل الذي يصنع لأبيه صحن من الخشب لكي يعامله كما عامل جدة، منتقداً بذلك المجتمع وطريقة تعاملهم مع كبار السن وكذلك المؤسسات الاجتماعية التي تعتني بكبار السن ( بيوت الرحمة) وأنها بالمقام الأول ربحية.
القسم الثاني
رسائل الموت البنفسجية قبل معاد المنية بسبعة أيام
في هذا القسم يبرز ساراماغو عضلاته ومعرفته سواء في السرد ومخاطبة القارئ أو في الخيال وسد ثغرات الرواية، فيحدثنا عن أمور كثيرة كعلم الحشرات واطلاعه على المثلوجيا اليونانية وحتى تأثره ببعض الكُتاب كمارسيل بروست والموسيقى والنوتات ...الخ.
صور لنا الكاتب أن الموت هو أنثى بناء على لغة تلك المدينة التي تعتبر كلمة موت فيها مؤنثة ( من كلمة منية )، ويحدثنا أن تلك الرسائل البنفسجية أصبحت شؤماً، ( أي لون يرتبط بالموت كالأسود يصبح شؤماً)، عندما تصل إلى صاحبها قبل أسبوع من وفاته محذرة إياه ليتخذ الإجراءات اللازمة ككتابة وصيته أو طلب مسامحة الأقارب، والتي لن تحقق أهدفها حتى أن بعض الأشخاص انتحر في يوم موته أو حاول قبل ذلك أو ذهب لحفلات مجون وسُكر، وأخيراً يخبرنا بقصة العازف الذي أخطأته رسالة الموت أكثر من مرة فتقرر موت التدخل بنفسها لتقع بحب هذا العازف وتحرق رسالة إبلاغه، وذلك ليقول لنا بصورة غير مباشرة أن الحب أقوى من الموت وسلطته، منهياً روايته " في اليوم التالي لم يمت أحد "

جوزيه ساراماغو
رواية
تكمن قوة روايات ساراماغو في الخيال المرتبط بواقعية شديدة، فكما تخيل الوباء في رواية العمى وأسقطها على الواقع بشدة نكاد نشهد أثرها بالوباء الراهن، كذلك فعل بهذه الرواية وصور لنا انقطاع الموت ومدى تأثر المجتمع والمؤسسات والحكومات بهذا الانقطاع، وقسمت هذة الرواية إلى قسمين الأول هو فلسفي بحت لانقطاع الموت عن تلك البلاد، والقسم الثاني سريالي جسد فيه الموت بشكل أنثى ستحذر الميت قبل أسبوع من انتهاء أجله، ثم يبدع بخياله الواسع بالقسمين.
القسم الأول
انقطاع الموت
يحدثنا سراماغوا عن دولة ينقطع عنها الموت بصورة فجائية، وينتقل بسبب هذا الظرف النادر للحديث عن تضرر بعض المؤسسات، وكيف تصرفت الحكومة لتحل هذه المعضلة ومع من تعاقدت بشكل سري( المافيا)، لتخفف من وطأة الحمل عليها على حساب المواطن، وتطرق إلى الفلاسفة ورجال الدين من باب أن انقطاع الموت نسف مبادئ الكنيسة بالنسبة للبعث ومفهوم الجنة والجحيم، والفلاسفة الذين يعتقدون أن الفلسفة هي تعلم الموت، ويجري نقاشات بينهم ليصل أن الفلسفة والدين بحاجة إلى الموت وبدونه لا ضرورة لوجود كليهما، وينتقل إلى الناحية الاجتماعية والتربية القائمة على أنه يجب احترام وتقدير كبار السن مدرجاً قصة الطفل الذي يصنع لأبيه صحن من الخشب لكي يعامله كما عامل جدة، منتقداً بذلك المجتمع وطريقة تعاملهم مع كبار السن وكذلك المؤسسات الاجتماعية التي تعتني بكبار السن ( بيوت الرحمة) وأنها بالمقام الأول ربحية.
القسم الثاني
رسائل الموت البنفسجية قبل معاد المنية بسبعة أيام
في هذا القسم يبرز ساراماغو عضلاته ومعرفته سواء في السرد ومخاطبة القارئ أو في الخيال وسد ثغرات الرواية، فيحدثنا عن أمور كثيرة كعلم الحشرات واطلاعه على المثلوجيا اليونانية وحتى تأثره ببعض الكُتاب كمارسيل بروست والموسيقى والنوتات ...الخ.
صور لنا الكاتب أن الموت هو أنثى بناء على لغة تلك المدينة التي تعتبر كلمة موت فيها مؤنثة ( من كلمة منية )، ويحدثنا أن تلك الرسائل البنفسجية أصبحت شؤماً، ( أي لون يرتبط بالموت كالأسود يصبح شؤماً)، عندما تصل إلى صاحبها قبل أسبوع من وفاته محذرة إياه ليتخذ الإجراءات اللازمة ككتابة وصيته أو طلب مسامحة الأقارب، والتي لن تحقق أهدفها حتى أن بعض الأشخاص انتحر في يوم موته أو حاول قبل ذلك أو ذهب لحفلات مجون وسُكر، وأخيراً يخبرنا بقصة العازف الذي أخطأته رسالة الموت أكثر من مرة فتقرر موت التدخل بنفسها لتقع بحب هذا العازف وتحرق رسالة إبلاغه، وذلك ليقول لنا بصورة غير مباشرة أن الحب أقوى من الموت وسلطته، منهياً روايته " في اليوم التالي لم يمت أحد "
