الطائر الحر
Well-Known Member
استهلكت حرائق الغابات مناطق شاسعة خلال العام 2020 (رويترز)
"تشن البشرية حربا على الطبيعة. والطبيعة دائما ما ترد بقوة وغضب متزايد، هذا انتحار" هكذا علق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على تقرير حالة المناخ العالمي المؤقت لعام 2020، ووصف العام الحالي بأنه في طريقه ليكون ثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق. كما حذر غوتيريش من أن العالم على شفا "كارثة مناخية".
الاحترار وكورونا
تقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة (World Meteorological Organisation) في تقريرها الصادر 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري: لقد شهد 2020، باعتباره ثاني أكثر الأعوام دفئا، موجات حر وجفاف وحرائق غابات وأعاصير مستعرة، مما يضعه في المرتبة الثانية بعد 2016 وقبل 2019.
ووفقا للتقرير أيضا فإنه من 2015 إلى 2020 من المقرر أن تشكل السنوات الست الأكثر سخونة منذ أن بدأت التسجيلات الحديثة لدرجات الحرارة عام 1850. ويستند التقرير المؤقت لحالة المناخ العالمي لعام 2020 إلى بيانات درجة الحرارة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول.
وفي كلمته التي ألقاها في جامعة كولومبيا Columbia University بنيويورك قال غوتيريش "حالة الكوكب محطمة" كما أن "الحرائق والفيضانات المروعة والأعاصير أصبحت طبيعية بشكل متزايد" وذلك وفقا لما نقله موقع ساينس ألرت Science Alert.
يحل 2020 ثانيا بعد 2016 وقبل 2019 من حيث الحرارة (منظمة الأرصاد الجوية)
ووفقا لمنظمة الأرصاد، فقد سجلت غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والتي تعد المحرك الرئيسي لتغير المناخ، مستويات قياسية العام الماضي واستمرت بالارتفاع عام 2020 رغم تدابير الإغلاق الخاصة بوقف جائحة COVID-19.
وكان من المتوقع أن يكون التأثير السنوي لأزمة فيروس كورونا انخفاضا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تتراوح بين 4.2 و7.5%. إلا أن ثاني أكسيد الكربون الذي يتميز ببقائه في الغلاف الجوي لعدة قرون، كان تأثير الوباء عليه ضئيلا.
يقول نيفيل نيكولز من جامعة موناش Monash University في أستراليا "لقد استغرقنا قرابة قرن من الزمن حتى تعمل غازات الدفيئة على تدفئة الكرة الأرضية بمقدار درجة مئوية واحدة. ونحن على الطريق الآن لإضافة درجة مئوية أخرى في غضون 30 عاما القادمة".
البشرية تشن حربا على الطبيعة التي ترد دائما بقوة وغضب متزايد (الفرنسية)
كوارث 2020 المناخية
ويعلق بيتري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأن عام 2020 شهد "درجات حرارة قصوى جديدة على اليابسة وفي البحر وخاصة في القطب الشمالي. كما استهلكت حرائق الغابات مناطق شاسعة في أستراليا وسيبيريا والساحل الغربي للولايات المتحدة وأميركا الجنوبية. وأدت الفيضانات في أجزاء من أفريقيا وجنوب شرق آسيا إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان وتقويض الأمن الغذائي للملايين".
وقد وصلت درجة الحرارة شمال سيبيريا إلى 38 درجة مئوية في 20 يونيو/حزيران الماضي، وهي أعلى درجة حرارة معروفة مؤقتا في أي مكان شمال الدائرة القطبية الشمالية. وفقا للتقرير أيضا، فقد ارتفع مستوى سطح البحر مؤخرا بمعدل أعلى بسبب زيادة ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند وأنتاركتيكا.
كما قالت منظمة الأرصاد الجوية إن أكثر من 80% من مساحة المحيط قد تعرضت لموجة حرارية بحرية واحدة على الأقل حتى الآن عام 2020. وفي القطب الشمالي، كان الحد الأدنى لمدى الجليد البحري السنوي هو ثاني أدنى مستوى مسجل.
لم يغير وباء كورونا من نسب ثاني أكسيد الكربون إلا بشكل ضئيل جدا (الجزيرة)
ماذا لو تزامن 2020 مع النينو؟
عادة ما ترتبط السنوات الحارة بظاهرة النينو، وهو حدث طبيعي يطلق الحرارة من المحيط الهادي. إلا أن 2020 يتزامن مع هذه الظاهرة التي لها تأثير معاكس وتبرد درجات الحرارة في الجو. وهذا ما أثار التساؤلات حول المدى الذي كان من الممكن أن تكون عليه حرارة 2020 لو تزامن ذلك مع النينو.
وعاد الأمين العام الأممي فقال إن الكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ العام الماضي كلفت العالم 150 مليار دولار، وإن تلوث الهواء والماء يتسبب في مقتل 9 ملايين شخص سنويا. وحث غوتيريش زعماء العالم على الالتزام بميثاق باريس للمناخ والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، وتمويل جهود التكيف مع تغير المناخ.
كما حث أمين عام منظمة الأرصاد الجوية الدولَ على بذل المزيد من الجهود للحد من الانبعاثات، بعدما أصبح 2020 عاما استثنائيا آخر لمناخنا. كما شجع الدول التي أعلنت خططها المستقبلية فيما يتعلق بحياد الكربون. ووفقا للأمم المتحدة، فإن إنتاج النفط والغاز والفحم يجب أن ينخفض بنسبة 6% سنويا من أجل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري الكارثية.