سما العراق
Well-Known Member
- إنضم
- 28 يونيو 2020
- المشاركات
- 13,633
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 48
منهج الحياة في سورة الفاتحة
د. عمرو خالد
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوحَينَا إِلَيْكَ رُوحاً مِن أَمرِنَا...) (الشورى/ 52)، فإذا أردت تقوية روحك، فإنّ القرآن هو الروح التي تُدخل على روحك روحاً جديدة، وقوة فوق قوتك، فاقرأ القرآن، خاصة إذا كنت مُقدماً على أمر مهم في حياتك.
أتريد معرفة القرآن؟ اسألوا قارئي القرآن، فقد حوّل القرآن أُمّه ترعى الغنم إلى اُمة ترعى الأُمم. ولذلك الآية: (وَلَو أَنَّ قُرآناً سُيِّرَت بِهِ الجِبَالُ أَو قُطِّعَت بِهِ الأرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ المَوتَى...) (الرعد/ 31)، تعني أنّه إذا كان القرآن يصلح لتحريك الجبال لتحركت، وإذا كان يصلح لتقطيع الأرض لقطِّعت، وإذا كان يصلح لتكليم الموتى لكانوا قد فهموا، (بَل لله الأمرُ جَمِيعاً). لهذا، كانت كلّ انتصارات الأُمّة في رمضان، بينما يقرأون القرآن، حِطِّين وبدر وفتح مكة.
المصحف قادر على أن يُصلح حياتك، تقول الآية: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ...) (الأنبياء/ 10)، وذكركم هو مستقبلكم ونهضتكم وعزتكم.
وتجد هذه العلاقة القوية بين الحياة والقرآن في آيات القرآن. فكلما تكلم الله تعالى عن الكون تكلم عن القرآن بالطريقة نفسها، ليخبرنا أنهما متشابهان. ولذلك الآية: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك/ 1)، والآية: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرقَانَ عَلَى عَبدِهِ لِيَكُونَ لِلعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان/ 1)، والآية: (الْحَمْدُ لله الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ...) (الأنعام/ 1)، والآية: (الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) (الكهف/ 1). ثمّ يُقسم ويقول: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة/ 75-76). ثمّ يقول: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (الواقعة/ 77)، وكأنّه يقول لك: إنك ترى النجم والبحر والجبال والسماء موعظة، فهل ترى القرآن موعظة؟ فالقرآن يدخل على عينيك ولسانك وروحك ليصلح ويطور ويُحسّن من حياتك.
وكلّ يوم يزداد فيه تركيزك مع القرآن تجد نوراً جديداً في الوجه، وتجد إرادة وإصلاحاً جديداً، هكذا سنقرأ القرآن.
جرب أن تقرأ القرآن بهذا المعنى وسترى ماذا سيحدث لك في حياتك.
في حديث النبي (ص): "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله فيه حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقل "الم" حرف ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف"، فبسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر حرفاً × 10= مئة وتسعون حسنة.
ويقول النبي (ص): "يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها".
وحينما يستمع الشباب لقول إن معجزة الإسلام هي القرآن، يستمعون لذلك من دون أن يفهموا معناه، فالمعجزة هنا في أخذ هذا الكتاب وتطبيق ما فيه، وبذلك نقود الدنيا بأكملها. فهذا القرآن قادر على أن يحول الأُمّة التي لا قيمة لها إلى أمة قائدة، فالمعجزة هي في تطبيقه.
ولنحقق الهدف من كلمة اليوم، وهو تكسير الحواجز بيننا وبين القرآن، أريدكم أن تفكروا معي في محتوى القرآن ورسالته لنا. فالقرآن يعطينا ثلاث رسائل:
- الأولى: العقيدة: أن تعرف ربك، ومُلكه (سورة الأنعام)، ونعمته على بني البشر (سورة النحل)، وقدرته في الكون، وأسماءه الحسنى. ولذلك دائماً ما تنتهي الآيات بإسم من أسماء الله الحسنى، وذلك لربط المعنى بالعقيدة.
- الثانية: العبادة: أهمية العبادة، وكيف تعبد الله، وتخلص له تبارك وتعالى.
- الثالثة: الإسلام منهج للحياة، فتتعرف إلى منهج الإسلام، وتعرف كيف ترد وتناقش المناهج الأخرى، ويعرض لك القرآن كيف يمكنك تنفيذ هذا المنهج.
وهذه الرسائل الثلاث تنطبق على أي آية من آيات القرآن: عقيدة، عبادة، أو منهج في الحياة.
مثال:
سورة الفاتحة: بدأ بها القرآن لاشتمالها على كلّ معاني القرآن (الثلاث رسائل):
1- عقيدة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة/ 2-4).
2- عبادة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5).
3- منهج الحياة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة/ 6)، (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة/ 7).
وبهذا كانت الفاتحة السورة التي بدأ بها القرآن، والسورة التي نبدأ بها الصلاة ونقرأ بعدها أي سورة أخرى، فيتكامل المعنى. فالفاتحة تشرح وتوضح أي سورة تليها لاشتمالها على كلّ معاني القرآن.
قم واقرأ القرآن لتضيف للحياة، وتضيف روحاً إلى روحك، وليكن شعارك دائماً: "سأحيا بالقرآن"
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوحَينَا إِلَيْكَ رُوحاً مِن أَمرِنَا...) (الشورى/ 52)، فإذا أردت تقوية روحك، فإنّ القرآن هو الروح التي تُدخل على روحك روحاً جديدة، وقوة فوق قوتك، فاقرأ القرآن، خاصة إذا كنت مُقدماً على أمر مهم في حياتك.
أتريد معرفة القرآن؟ اسألوا قارئي القرآن، فقد حوّل القرآن أُمّه ترعى الغنم إلى اُمة ترعى الأُمم. ولذلك الآية: (وَلَو أَنَّ قُرآناً سُيِّرَت بِهِ الجِبَالُ أَو قُطِّعَت بِهِ الأرضُ أَو كُلِّمَ بِهِ المَوتَى...) (الرعد/ 31)، تعني أنّه إذا كان القرآن يصلح لتحريك الجبال لتحركت، وإذا كان يصلح لتقطيع الأرض لقطِّعت، وإذا كان يصلح لتكليم الموتى لكانوا قد فهموا، (بَل لله الأمرُ جَمِيعاً). لهذا، كانت كلّ انتصارات الأُمّة في رمضان، بينما يقرأون القرآن، حِطِّين وبدر وفتح مكة.
المصحف قادر على أن يُصلح حياتك، تقول الآية: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ...) (الأنبياء/ 10)، وذكركم هو مستقبلكم ونهضتكم وعزتكم.
وتجد هذه العلاقة القوية بين الحياة والقرآن في آيات القرآن. فكلما تكلم الله تعالى عن الكون تكلم عن القرآن بالطريقة نفسها، ليخبرنا أنهما متشابهان. ولذلك الآية: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك/ 1)، والآية: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرقَانَ عَلَى عَبدِهِ لِيَكُونَ لِلعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان/ 1)، والآية: (الْحَمْدُ لله الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ...) (الأنعام/ 1)، والآية: (الْحَمْدُ لله الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) (الكهف/ 1). ثمّ يُقسم ويقول: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) (الواقعة/ 75-76). ثمّ يقول: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) (الواقعة/ 77)، وكأنّه يقول لك: إنك ترى النجم والبحر والجبال والسماء موعظة، فهل ترى القرآن موعظة؟ فالقرآن يدخل على عينيك ولسانك وروحك ليصلح ويطور ويُحسّن من حياتك.
وكلّ يوم يزداد فيه تركيزك مع القرآن تجد نوراً جديداً في الوجه، وتجد إرادة وإصلاحاً جديداً، هكذا سنقرأ القرآن.
جرب أن تقرأ القرآن بهذا المعنى وسترى ماذا سيحدث لك في حياتك.
في حديث النبي (ص): "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله فيه حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقل "الم" حرف ولكن ألفٌ حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف"، فبسم الله الرحمن الرحيم تسعة عشر حرفاً × 10= مئة وتسعون حسنة.
ويقول النبي (ص): "يقال لقارئ القرآن يوم القيامة: اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها".
وحينما يستمع الشباب لقول إن معجزة الإسلام هي القرآن، يستمعون لذلك من دون أن يفهموا معناه، فالمعجزة هنا في أخذ هذا الكتاب وتطبيق ما فيه، وبذلك نقود الدنيا بأكملها. فهذا القرآن قادر على أن يحول الأُمّة التي لا قيمة لها إلى أمة قائدة، فالمعجزة هي في تطبيقه.
ولنحقق الهدف من كلمة اليوم، وهو تكسير الحواجز بيننا وبين القرآن، أريدكم أن تفكروا معي في محتوى القرآن ورسالته لنا. فالقرآن يعطينا ثلاث رسائل:
- الأولى: العقيدة: أن تعرف ربك، ومُلكه (سورة الأنعام)، ونعمته على بني البشر (سورة النحل)، وقدرته في الكون، وأسماءه الحسنى. ولذلك دائماً ما تنتهي الآيات بإسم من أسماء الله الحسنى، وذلك لربط المعنى بالعقيدة.
- الثانية: العبادة: أهمية العبادة، وكيف تعبد الله، وتخلص له تبارك وتعالى.
- الثالثة: الإسلام منهج للحياة، فتتعرف إلى منهج الإسلام، وتعرف كيف ترد وتناقش المناهج الأخرى، ويعرض لك القرآن كيف يمكنك تنفيذ هذا المنهج.
وهذه الرسائل الثلاث تنطبق على أي آية من آيات القرآن: عقيدة، عبادة، أو منهج في الحياة.
مثال:
سورة الفاتحة: بدأ بها القرآن لاشتمالها على كلّ معاني القرآن (الثلاث رسائل):
1- عقيدة: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة/ 2-4).
2- عبادة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة/ 5).
3- منهج الحياة: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة/ 6)، (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة/ 7).
وبهذا كانت الفاتحة السورة التي بدأ بها القرآن، والسورة التي نبدأ بها الصلاة ونقرأ بعدها أي سورة أخرى، فيتكامل المعنى. فالفاتحة تشرح وتوضح أي سورة تليها لاشتمالها على كلّ معاني القرآن.
قم واقرأ القرآن لتضيف للحياة، وتضيف روحاً إلى روحك، وليكن شعارك دائماً: "سأحيا بالقرآن"