عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
من المسؤول عن فتح المسجد واغلاقه
من المسؤول عن فتح المسجد واغلاقه
خادم المسجد.الشخص المسؤول عن فتح المسجد واغلاقه في مواعيد محددة هو خادم المسجد، وهو شخصًا يتلقى أجرًا في مقابل الاعتناء بالمسجد، وتنظيفه، والعناية بجميع مرافقه، والاهتمام بالأجهزة، والمواد، والأدوات المستخدمة بالنظافة، والإبلاغ عن الأعطال الخاصة بالأجهزة، أو شبكات الكهرباء، والمياه، وإبلاغ المسؤول عن أي نقص في المواد.
كما أنه يكون مسؤولًا عن بعض المهام التي يوكله فيها الإمام، ولكن هناك بعض الرجال الذين يتطوعون من أجل خدمة المساجد بدون أجر، ويعمل أغلب الأعمال التي يقوم بها الموظف لهذا المهمة.
أُمرنا أن نبني المساجد، ونقوم على تنظيفها، وذلك لما رواه الترمذي وأبو داود، عن عائشة قالت: (أمر رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب)، حتى وإن كان خادم المسجد يتقاضى أجرًا في مقابل قيامه على خدمة بيت الله، إذا كان يحتسب ذلك عند الله فإنه مأجور بإذن الله.
شروط وظيفة خادم مسجد
- صحيح الجسد، قادرًا على تأدية مهام النظافة، والعناية بالمسجد، ومرافقه.
- فتح المسجد، وإغلاقه يوميًا في الأوقات المحددة لذلك، كما حددتها أنظمة، وسياسات أعمال المساجد.
- تحديد ما يحتاج من أدوات، ومواد، وأجهزة للقيام بأعمال التنظيف المختلفة.
- متابعة ما ينقص من أدوات، وأجهزة والتبليغ بشرائها.
- الحفاظ على الأدوات، والأجهزة المستخدمة في نظافة المسجد، وإبلاغ المسؤول عن أي عطل، أو نقص.
- الاهتمام بنظام المسجد، وجميع مرافقه، بما في ذلك السجاد، يوميًا، مع اتباع الأدلة الإجرائية في استخدام المواد المختلفة.
- الإبلاغ عن أي عطل لشبكة الماء، أو الكهرباء، والتواصل مع المسؤول للتأكد من إصلاحها بالشكل المناسب.
- يؤدي الواجبات، والمهام التي توكَّل إليه من قبل الإمام.
- حاصل على تعليم أقل من الابتدائية.
- يكون لديه مهارات العمل الجماعي، والمبادرة، بالإضافة لكونه قادرًا على تطوير ذاته، وتحقيق أهدافه.
أما في حالة المرض المثبوت بشهادة طبية موثقة فإنك تُمنح إجازات مرضية، كما ينظم وزير الحج والأوقاف عملية تعيين الأشخاص الذين يجمعون بين العمل في المساجد، والوظائف العامة الأخرى.[1][2][3][4]
حكم أخذ الأجرة على خدمة المسجد
تعتبر خدمة المسجد من الطاعات المتعدي نفعها إلى الغير مثل: تعليم القرآن، والأذان، وغير ذلك، وقد اختلف العلماء في حكم أخذ أجرة في مقابلها، فقد ذهب الأحناف، والحنابلة إلى عدم جواز أخذ أجرة على طاعة كتلك، أما الشافعية، والمالكية، والظاهرية، ومتأخرو الحنفية، ورواية عن الإمام أحمد فيقولون بجواز أخذ الأجرة، مع بقاء الأجر إن شاء الله، وهو الرأي الأقرب للأخذ به، فإن بحثنا الأمر بشكلٍ منطقي، فإن مقدم أي خدمة يحتاج لمقابل مادي من أجل الاستمرار، وإذا قدَّم النية الحسنة، فإنه ينال ثواب عمله، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.وذلك لما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نفراً من أصحاب رسول الله صلَّ الله عليه وسلم مروا بماء فيه لديغ، أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجل لديغاً أو سليماً، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجراً، فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم: (إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله).
تناول حديث رسول الله صلَّ الله عليه وسلم الرقية الشرعية، وأخذ الأجرة في مقابلها، ولكن وإن كان الحديث تناول الرقية فقط، إلا أن العبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، أي أنه يقاس على ذلك كل ما في نفس حكمه، مثل تحفيظ القرآن، وتنظيف بيت الله، والقيام على مصالحه، ولا خلاف بين العلماء في جواز أخذ الأجر من بيت المال، أو الأوقاف، ولكن للحصول على ثواب هذه الطاعات يجب أن يحرص المرء على مراقبة نيته أثناء فعلها، وإن استطاع أن يتورع أن تقاضي الأجر في مقابلها فليفعل.[5]
فضل الاعتناء بالمسجد
إن المسجد هو بيت الله، وتنظيفه، والاعتناء به من الأعمال الصالحة المحمودة، والمثوبة عند الله سبحانه وتعالى، وقد جاء الأمر بتعظيم المساجد في قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ)، ويقول السيوطي في هذه الآية أنها أمر إلهي بتنزيه المساجد عن اللغو، والقاذورات.وقد وردنا عن النبي صلَّ الله عليه وسلم أنه صلى على امرأة كانت تخدم المسجد بعدما علم بموتها، فذهب إلى قبرها وصلى عليها، ويظهر من ذلك ما لخادم المسجد من شرف، وثواب.[6]
إغلاق باب المسجد
توصي هيئة الأوقاف في بعض الأحيان بإغلاق باب المسجد في غير الوقت المخصص للصلاة، ويتسائل المسؤول عن فتح المسجد واغلاقه عن مدى جواز ذلك، خوفًأ من أن يكونوا ممن يمنعون العباد عن مساجد الله، ولكن إذا كان إغلاق المساجد في غير وقت الصلاة من باب الحفاظ عليها، وحفظ محتوياتها من أجهزة، وفرش، وغير ذلك من الضياع، أو السرقة، أو لصيانة المسجد، وتصليح ما فسد فيه، فإن ذلك كله مما يجوز إغلاق باب المسجد بسببه.يقول الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي أن يجوز إغلاق المسجد في غير أوقات الصلاة، وعملًا بالسنة، فإن المسؤول عن المسجد إذا لم يخشى على محتويات المسجد، ولم يكن هناك مفسدةً محتملةً من فتحه في غير أوقات الصلاة، ففتحه أولى، حيث أن مسجد رسول الله صلَّ الله عليه وسلم لم يُغلق أبدًا في زمنه، أو بعد ذلك.
يعود الأمر إلى المصلحة، إذا كانت حفظ المسجد في عدم فتحه بين الصلوات، فلا بأس من إغلاقه، وإن كانت المصلحة في تركه مفتوحًا لاستقبال المسلمين طوال اليوم، في أوقات الصلاة وغيرها، فهي سنة عن نبينا صلَّ الله عليه وسلم، أما بالنسبة لصلاة الفجر، فإن لها وضعًا خاصًا، حيث لا يجوز إغلاق المسجد بعد صلاة الفجر، إلى طلوع الشمس، ذلك للسماح للمصلين أن يجلسوا في المصلى بعد الفجر، كما رغَّب النبي في ذلك.[7]