أميرة البنفسج
Well-Known Member
- إنضم
- 11 نوفمبر 2024
- المشاركات
- 2,061
- مستوى التفاعل
- 1,359
- النقاط
- 128
من المصائب التي حلّت بابن نباتة فَقدَه لزوجته فرثاها قائلا:
"هجرت بديعَ القولِ هجرَ المباينِ
فلا بالمعالي لا ولا بالمعاينِ
وكيفَ أُعاني سجعةً أو قرينةً
وقدْ فقدتْ مني أجلَّ القرائنِ
ثَوَت في مهاوي التُّربِ كالتبرِ خالصًا
فحققتُ أنَّ التربَ بعضُ المعادنِ
فواللهِ ما أدري لحُسنِ خلائقٍ
تسحُّ جفوني، أمْ لخلقِ محاسنِ
دفنتُكَ يا شخصَ الحَبيبِ، ولَو بدا
لعينيك حالي، خلتَ أنك دافني
كلانا على الأيامِ باكٍ وإنَّما
أشدُّ البلا بينَ الحَشا كلُّ كامنِ
إلى اللهِ أشكو يومَ فقدِكِ إنهُ
عليَّ ليومِ الحشرِ يومُ التغابنِ
وكنتُ أخافَ البينَ قبلكِ والنوى
فأصبحتُ لا آسى على أثرِ بائنِ
كأنكِ بادرتِ الرحيلَ تخوُّفًا
عليَّ منَ الحُزنِ الذي هوَ فاتني
فَديتُكِ، مَن لي مَن سناكِ بلمحةٍ؟
وينزلُ بي منْ بعدها كلُّ كائنِ
أأنسَى قوامًا أتقَفَ الحسنُ رمحهُ
فما فيهِ من عيبٍ يُعدُّ لطاعنِ
ووجهًا حكى عن حسنهِ كلُّ مقمرٍ
ولحظًا روى عن طرفهِ كلُّ شادنِ
فوا أسفًا حتى أُوسَّدَ في الثرى
ويدني الرَّدى منَّا مقيمًا لظاعنِ
ويا ليتَ شِعريَ في القيامةِ هَل أرى
محاسنَها ما بينَ تلكَ المواطنِ
رشاقةً، فذاكَ القدُّ فوقَ صراطهِ
ودينارُ ذاكَ الخدِّ بينَ الموازنِ
سَقَتكِ غوادي المزنِ، إنيَ ظامئٌ
إلى التربِ طوعًا للزمانِ المحارنِ
شكوتُ زمانًا خانَ بعدَ أحبَّتي
وبالغَ في العدوى وبثَّ الضغائنِ
فلو طابَ لي طابَت حياتي بعدهمْ
وكنتُ أُلاقيهمْ بطلعةِ خائنِ.."
- ابن نباتة.
"هجرت بديعَ القولِ هجرَ المباينِ
فلا بالمعالي لا ولا بالمعاينِ
وكيفَ أُعاني سجعةً أو قرينةً
وقدْ فقدتْ مني أجلَّ القرائنِ
ثَوَت في مهاوي التُّربِ كالتبرِ خالصًا
فحققتُ أنَّ التربَ بعضُ المعادنِ
فواللهِ ما أدري لحُسنِ خلائقٍ
تسحُّ جفوني، أمْ لخلقِ محاسنِ
دفنتُكَ يا شخصَ الحَبيبِ، ولَو بدا
لعينيك حالي، خلتَ أنك دافني
كلانا على الأيامِ باكٍ وإنَّما
أشدُّ البلا بينَ الحَشا كلُّ كامنِ
إلى اللهِ أشكو يومَ فقدِكِ إنهُ
عليَّ ليومِ الحشرِ يومُ التغابنِ
وكنتُ أخافَ البينَ قبلكِ والنوى
فأصبحتُ لا آسى على أثرِ بائنِ
كأنكِ بادرتِ الرحيلَ تخوُّفًا
عليَّ منَ الحُزنِ الذي هوَ فاتني
فَديتُكِ، مَن لي مَن سناكِ بلمحةٍ؟
وينزلُ بي منْ بعدها كلُّ كائنِ
أأنسَى قوامًا أتقَفَ الحسنُ رمحهُ
فما فيهِ من عيبٍ يُعدُّ لطاعنِ
ووجهًا حكى عن حسنهِ كلُّ مقمرٍ
ولحظًا روى عن طرفهِ كلُّ شادنِ
فوا أسفًا حتى أُوسَّدَ في الثرى
ويدني الرَّدى منَّا مقيمًا لظاعنِ
ويا ليتَ شِعريَ في القيامةِ هَل أرى
محاسنَها ما بينَ تلكَ المواطنِ
رشاقةً، فذاكَ القدُّ فوقَ صراطهِ
ودينارُ ذاكَ الخدِّ بينَ الموازنِ
سَقَتكِ غوادي المزنِ، إنيَ ظامئٌ
إلى التربِ طوعًا للزمانِ المحارنِ
شكوتُ زمانًا خانَ بعدَ أحبَّتي
وبالغَ في العدوى وبثَّ الضغائنِ
فلو طابَ لي طابَت حياتي بعدهمْ
وكنتُ أُلاقيهمْ بطلعةِ خائنِ.."
- ابن نباتة.